عبد العظيم بن عبد الله الحسني
الشيخ علي الكوراني
منذ 8 سنواتعبد العظيم بن عبد الله الحسني
1. تقدم في فصل نقض الإمام الهادي عليه السلام لعقيدة المتوكّل وابن حنبل ، أنّ عبد العظيم الحسني عرض دينه على الإمام عليه السلام فقال له : « يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ».
2. قال في النور الهادي إلى أصحاب إمام الهادي عليه السلام « 1 / 154 » : « عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى .. أبو القاسم ، المعروف بالشاه عبد العظيم. من كبار علماء الشيعة الإماميّة .. كان مؤمناً عابداً زاهداً تقيّاً ورعاً ، صحب الإمامين الجواد والهادي عليهما السلام وروى عنهما.
هرب من ظلم وجور السلطة العباسيّة إلى بلاد فارس ، فدخل الري مستتراً وأقام بها في دار أحد الشيعة بساربانان ، ولم يزل بها مدّة طويلة من دون أن يُعَرف الناس بنفسه وسلالته الشريفة ، حتّى توفّي بها في النصف من شهر شوّال سنة 252 هـ ودفن بها ، وأصبح ضريحه من المشاهد المتبرّكة ومن المزارات المقدّسة لدى المسلمين عامّة ، والشيعة خاصّة. روى عنه سهل بن زياد الآدمي ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ، وعبيد الله بن موسى الروياني وغيرهم. من آثاره كتاب : خطب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكتاب : اليوم والليلة ».
3. ورد الحث على زيارة قبره رحمه الله ، ففي جواهر الكلام « 20 / 103 » : « قال الكاظم عليه السلام : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخوانه ، يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا.
وكذا يستحب زيارة عبد العظيم بالري فإنّها كزيارة الحسين عليه السلام ، وقبر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام بقم ، فإن من زارها له الجنّة. وجميع قبور العلماء والصلحاء والأولياء ، وكافة إخوانه أحياءً وأمواتاً.
ولكلّ ذلك آداب ووظائف ، قد تكفّلت بها الكتب المعدّة لذلك ، والرجاء بالله تعالى شأنه أن يوفقنا بعد إتمام هذا الكتاب إلى تأليف كتاب يجمع جميع ما ورد عنهم عليهم السلام في ذلك ، والله الموفّق والمؤيّد والمسدّد ».
ولعبد العظيم الحسني رحمه الله مشهد في الري هو أكبر معالمها ، ويقصده الشيعة للزيارة.
4. أهم نصّ في سيرة عبد العظيم رحمه الله ما قاله النجاشي / 247 : « عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أبو القاسم. له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : حدّثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقي قال : كان عبد العظيم ورد الري هارباً من السلطان ، وسكن سرباً في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، فكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله ، وكان يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل قبره وبينهما الطريق ، ويقول : هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر عليه السلام.
فلم يزل يأوي إلى ذلك السرب ، ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمّد عليهم السلام حتّى عرفه أكثرهم. فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله قال له : إن رجلاً من وُلدي يحمل من سكة الموالي ، ويدفن عند شجرة التفاح ، في باغ « بستان » عبد الجبّار بن عبد الوهّاب ، وأشار إلى المكان الذي دفن فيه ، فذهب الرجل ليشترى الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له : لأيّ شيء تطلب الشجرة ومكانها. فأخبر بالرؤيا ، فذكر صاحب الشجرة أنّه كان رأى مثل هذه الرؤيا ، وأنّه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفاً على الشريف والشيعة يدفنون فيه. فمرض عبد العظيم ومات رحمه الله ، فلمّا جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه ، فإذا فيها : أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
أخبرنا أحمد بن علي بن نوح قال : حدّثنا الحسن بن حمزة بن علي قال : حدّثنا علي بن الفضل قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى الروياني أبو تراب قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله ، بجميع رواياته ».
5. لم يذكر الرواة لماذا طلبه السلطان ، ومتى قدم إلى الري ، وقد ورد في رواية الشجري أن منزله كان بالري ، قال في أماليه « 1 / 177 » : « أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي ، قال حدّثني أبي ، قال حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الرازي في منزله بالري ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضي عن أبيه ... وفي رواية أخرى : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري ».
وهذا يدلّ على أنّه كان يسكن الري وله بيت يقصده الناس ويحدثهم ! ومن المرجح عندي أنّه اضطرّ للإختفاء بعد فشل ثورة أحد العلويين في الري.
ففي مقاتل الطالبيين / 406 : « لما وليَ المتوكّل تفرق آل أبي طالب في النواحي ، فغلب الحسن بن زيد بن محمّد بن إسماعيل بن زيد على طبرستان ، ونواحي الديلم. وخرج بالري محمّد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين يدعو إلى الحسن بن زيد ، فأخذه عبد الله بن طاهر فحبسه بنيسابور ، فلم يزل في حبسه حتّى هلك. حدّثني بذلك أحمد بن سعيد ، قال : حدّثني يحيى بن الحسن وأم محمّد ابن جعفر رقية بنت عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي : وكان ممّن خرج معه عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. ثمّ خرج من بعده بالري أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، يدعو إلى الحسين بن زيد .
وخرج الكوكبي وهو الحسين بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الله الأرقط بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ولهؤلاء أخبار قد ذكرناها في الكتاب الكبير ، لم يحتمل هذا الكتاب إعادتها لطولها ، ولأنّا شرطنا ذكر خبر من قتل منهم دون من خرج فلم يقتل ».
وفي مقاتل الطالبيين / 434 : « وقُتل بالري : جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، في وقعة كانت بين أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وبين عبد الله بن عزيز ، عامل محمّد بن طاهر بالري. وقتل إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبد الله بن العبّاس بن علي. وأمّه أم ولد. قتله طاهر بن عبد الله في وقعة كانت بينه وبين الكوكبي بقزوين ».
فلعلّ منزل عبد العظيم كان مركزاً لبعض هذه الثورات ، أو موجهاً لها ، وبعد فشل قائدها صار عبد العظيم مطلوباً للسلطة ، فاختفى عند أحد من يثق بهم من الشيعة.
6. ذكر بعضهم أنّه لم يكن لعبد العظيم الحسني عقب ، وذكر بعضهم له بنات ، قال ابن عنبة في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب / 94 : « وأولد عبد العظيم محمّد بن عبد العظيم كان زاهداً كبيراً. وانقرض محمّد بن عبد العظيم ولا عقب له ».
وذكر ابن عنبة ذريّة من بنته سلمة ، قال في / 91 : « أمّهم سلمة بنت عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد ».
وذكر له العمري أخاً إسمه أحمد ، قال في المجدي في أنساب الطالبين / 35 : « وأمّا أحمد فمن ولد السبيعي ، وهو أبو محمّد القاسم وأمّه أم ولد يقال لها مونس ، وأبوه الحسين نقيب الكوفة بن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ». والذي تحته خط هو نسب عبد العظيم.
مقتبس من كتاب : [ الإمام علي الهادي عليه السلام عمر حافل بالجهاد والمعجزات ] / الصفحة : 421 ـ 426
التعلیقات