عليّ الأصغر الرضيع
الشيخ ذبيح الله المحلاتي
منذ 3 سنواتعليّ الأصغر الرضيع
أُمّه الرباب التي ترجمت لها في كتاب « رياحين الشيعة » في تراجم العلماء من نساء الشيعة ، وهنا نعيد نتفاً من تلك الترجمة لمساسها بالموضوع.
روى المرحوم فرهاد ميرزا رحمه الله في القمقام عن أغاني أبي الفرج الإصفهاني عن عوف بن خارجة المرّي قال : وإنّي لعند عمر بن الخطّاب في خلافته إذ أقبل رجل أفحج أجلى أمعر يتخطّى رقاب الناس حتّى قام بين يدي عمر فحيّاه بتحيّة الخلافة ، فقال عمر : فمن أنت ؟ قال : أنا امرئ نصرانيّ ، أنا امرئ القيس (1) بن عدي الكلبي. قال : فلم يعرفه عمر ، فقال له رجل من القوم : هذا صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهليّة يوم فلج. قال : فما تريد ؟ قال : أُريد الإسلام ، فعرضه عليه عمر قفبله ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه.
قال عوف : فوالله ما رأيت رجلاً يصلّ لله ركعة أُمّر على جماعة من المسلمين قبله ، ونهض عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه من المجلس ومعه ابناه الحسن والحسين عليهم السلام حتّى أدركه فأخذ بثيابه فقال له : يا عمّ ، أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وصهره وهذان ابناي الحسن والحسين من ابنته وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا ، قال : قد أنكحتك يا عليّ المحيّاة بنت امرئ القيس ، وأنكحت يا حسن سلمى بنت امرئ القيس ، أنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس (2).
ورباب هذه هي أُمّ سكينة وعليّ الأصغر وكانت عند الحسين عليه السلام في المنزلة الرفيعة والدرجة الخصيصة وهي التي قال في حقّها الشعر المنسوب إليه (3) وكانت في غاية الوفاء.
قال في الصمصام : ولمّا وقع بصرها على رأس الحسين عليه السلام في مجلس يزيد وثبت من غير اختيار منها وجذبت الرأس المطهّر إليها وبكت بكاءاً شديداً وأنشأت تقول :
واحسيناً فلست أنسى حسيناً |
أقصدته أسنّة الأعداء |
|
غادروه بكربلاء صريعاً |
لا سقى الله جانبي كربلاء |
وفي الكامل لابن الأثير : وكان مع الحسين امرأته الرباب بنت امرئ القيس وهي أم ابنته سكينة وحُملت إلى الشام فيمن حمل من أهله ثمّ عادت إلى المدينة فخطبها الأشراف من قريش ، فقالت : ما كنت لأتّخذ حمواً بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وبقيت بعده سنة لم يظلّها سقف بيت حتّى بليت وماتت كمداً ، وقيل : إنّها أقامت على قبره سنة وعادت إلى المدينة فماتت أسفاً عليه (4) وقالت :
إلى العام ثمّ اسم السلام عليكما |
ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر |
وفي الصمصام نسب هذه المرثيّة إليها حيث قالتها في رثاء الحسين عليه السلام.
سبط الذي (5) يستضاء به |
بكربلاء قتيل غير مدفون |
|
سبط النبيّ جزاك الله صالحة |
عنّا وجنّبت خسران الموازين |
|
قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به |
وكنت تصحبنا بالرحم والدين |
|
من لليتامى ومن للسائلين ومن |
يغنىٰ ويأوى إليه كلّ مسكين |
|
والله لا أبتغي صهراً بصهركم |
حتّى أُوسّد بين اللحد والطين (6) |
وفي الكافي عن مصقلة بن الطحّان ، قال : سمعت من الإمام الصادق أنّه قال : لمّا قُتل الحسين قامت امرأة كلبيّة على قبر الحسين سنة كاملة هي الرباب ناحت على قبر الحسين ومعها نساء من قبيلتها وجواريها حتّى جفّت دموعهنّ ورأت الرباب إحداهنّ ودموعها تجري على خدّيها ، فسألت : أنّى لك هذا ؟ فقالت : صنعت لنفسي شراباً من السويق وتناولته فأمرت بصنعه وتناوله لأهل الدار ، وقالت : أُريد أن أقوى على البكاء على الحسين عليه السلام إلى أن أُهدي لها ذات يوم طائر مشويّ وقال لها : طعام أُهدي إليك لتشتدّي على العزاء والبكاء ، فقالت : لسنا في عرس وهذا الطعام لا يناسب حالنا ثمّ أمرت بإخراج حاملي الطعام من الدار ، ولمّا خرجوا لا يُدرى هل عرجوا إلى السماء أو غاروا في أغوار الأرض.
وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ : وكان السبايا الرباب زوجة الحسين وهي أُمّ سكينة بنت الحسين وكان الحسين عليه السلام يحبّها شديداً ، ثمّ ينقل الأشعار المشهور ويضيف إليها البيت التالي :
وليس لهم وإن عتبوا مطيعاً |
حياتي أو يغيّبني التراب |
إلى أن يقول : وعاشت بعد الحسين سنة ثمّ ماتت كمداً ولم تستظلّ بعد الحسين عليه السلام بسقف (7).
وأمّا شهادة عليّ الأصغر (8)
في رواية المفيد : ثمّ جلس الحسين عليه السلام أمام الفسطاط فأُتي بابنه عبدالله بن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه (9).
ويقول في نفس المهموم : فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب عليها السلام : ناوليني ولدي الصغير حتّى أُودّعه ، فأخذه وأومأ إليه ليقبّله فرماه حرملة بن كامل الأسدي لعنه الله بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال عليه السلام لزينب : خذيه ، ثمّ تلقّى الدم بكفّيه فلمّا امتلأتا رمى بالدم نحو السماء ثمّ قال : هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله ... (10).
وروى أبو مخنف عن عقبة بن بشير الأسدي قال : قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين : إنّ لنا فيكم يا بني أسد دماً ، قال : قلت فما ذنبي أنا رحمك الله يا أبا جعفر ، فما ذلك ؟ قال : أتى الحسين بصبيّ له عليه السلام فهو في حجره إذ رماه أحدكم يا بني أسد بسهم فذبحه فتلقّى الحسين دمه فلمّا ملأ كفّه صبّه إلى السماء ثمّ قال : ربّ إنّك إن حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين ، قال الباقر فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض (11).
وقال في ناسخ التواريخ : وعليّ الأصغر الذي ما زاد عمره على ستّة أشهر وكان يئنّ من الجوع والعطش لأنّ أُمّه جفّ ثدياها لشدّة عطشها ، فقال الإمام عليه السلام : ناولوني ولدي لأُودّعه ، فتناول الطفل من قماطه وقبّله وقال : ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدّك محمّد خصمهم ، وأقبل به على أعدائه ورفعه على كلتا يديه ويقال إنّه قال : إلهي ، لم يبق في كنزي إلّا هذه الجوهرة فما أنا أُقدّمها بين يديك ، ثمّ نادى أهل الكوفة : يا شيعة آل أبي سفيان ، إن كنتم تزعمون أنّنا أذنبنا معكم فما ذنب هذا الطفل الرضيع ، اسقوه ماءاً فقد جفّ صدر أُمّه من شدّة العطش ، فما أجابوه ، ورماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فأثبته في لُبّة الطفل فقتله وسال دمه ، فوضع الإمام يده تحته فلمّا امتلأت رمى به نحو السماء.
قال الإمام الباقر عليه السلام : فلم تسقط منه قطرة واحدة ، فقال الحسين عليه السلام : هوّن عليّ ما نزل بي إنّه بعين الله. ثمّ قال : لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح ، اللهمّ إن كنت حبست عنّا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا.
عند ذلك في رواية ابن الجوزي ـ وهو من علماء أهل السنّة ـ ناداه هاتف : دعه يا حسين فإنّ له مرضعة في الجنّة ، ثمّ دفنه الحسين مزمّلاً بدمه كما روى صاحب المعالم ، وذكر في شرح الشافية : إنّه ترجّل من جواده وصلّى عليه وحفر له بغلاف سيفه ثمّ دفنه .. انتهى.
أقول : يرى جماعة بناءاً على هذه الرواية وعبارة زيارة الناحية السافلة الذكر في ترجمة عبدالله الرضيع والعبارة التي تأتي في ترجمة القاسم أنّ عبدالله غير عليّ الأصغر كما بيّنّا ذلك لأنّ عبدالله استشهد في حجر أبيه أمام الخيمة ، أمّا عليّ الأصغر استهدف أمام العدوّ ، والله أعلم.
خذلان قاتله حرملة وهلاكه
نقل في بحار الأنوار وغيره عن المنهال بن عمرو أنّه قال : دخلت على عليّ بن الحسين عليهما السلام منصرفي من مكّة فقال لي : يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟ فقال : تركته حيّاً بالكوفة ، قال : فرفع يديه جميعاً ثمّ قال عليه السلام : اللّهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ النار.
قال المنهال : فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي وكان لي صديقاً ، فكنت في منزلي أيّاماً حتّى انقطع الناس عنّي وركبت إليه فلقيته خارجاً من داره ، فقال : يا منهال ، لم تأتنا في ولايتنا هذه ولم تهنّئنا بها ولم تشركنا فيها ؟ فأعلمته أنّي كنت بمكّة وإنّي قد جئتك الآن وسايرته ونحن نتحدّث حتّى أتى الكناس فوقف وقوفاً كأنّه ينظر شيئاً وقد كان أُخبر بمكان حرملة بن كاهل فوجّه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشتدّون حتّى قالوا : أيّها الأمير البشارة قد أُخذ حرملة بن كاهل.
فما لبثنا أن جيء به فلمّا نظر إليه المختار قال لحرملة : الحمد لله الذي مكّنني منك ، ثمّ قال : الجزّار الجزّار ، فأُتي بجزّار ، فقال له : اقطع يديه ، فقُطعتا ، ثمّ قال له : اقطع رجليه ، ثمّ قال : النار النار ، فأُتي بنار وقصب فأُلقي عليه فاشتعل فيه النار ، فقلت : سبحان الله ! فقال لي : يا منهال ، إنّ التسبيح لحسن ففيم سبّحت ؟ فقلت : أيّها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكّه على عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال لي : يا منهال ، ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي ، فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً فقال : اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ النار.
فقال لي مختار : أسمعت عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول هذا ؟ فقلت : الله لقد سمعته يقول هذا ، قال : فنزل عن دابّته وصلّى ركعتين فأطال السجود ثمّ قام فركب وقد احترق حرملة ، وركبت معه ، وسرنا فحاذيت داري ، فقلت : أيّها الأمير ، إن رأيت أن تشرّفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي ، فقال : يا منهال ، تعلمني أنّ عليّ بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثمّ تأمرني أن آكل ؟ هذا يوم صوم شكراً لله عزّ وجلّ على ما فعلته بتوفيقه (12).
من قصيدة فاخرة لحضرة العلّامة حجّة الإسلام الشيخ محمّد حسين رحمه الله
ربّ المعالي وربيب النجبا |
من أُوتي الكتاب في عهد الصبا |
|
ذلك عبدالله اسماً وصفه |
أتاه ربّه كتاب المعرفه |
|
في غيبه صحيفة الشهاده |
لطيفة العزّة السعاده |
|
شهادة أنجبت الشهودا |
وأعقبت في مجده الخلودا |
|
بل لوح نفسه الكتاب المحكم |
ومن علاه يستمدّه القلم |
|
فإنّه رضيع مهد العصمه |
غذّته بالحكمة ثدي الرحمه |
|
فهو مسيح عبده ولا عجب |
فإنّه أشرف منه في النسب |
|
فأين مريم البتول شرفا |
من خيرة النساء بنت المصطفى |
|
بل مريم الحرّة في علاها |
وفضلها تُعَدّ من إماها |
|
وهو ذبيح الله من غير فدى |
قضى على حياته سهم الردى |
|
بل هو كالنبيّ في معراجه |
لكنّه بالدم من أوداجه |
|
تقمّص العلياء في قماطه |
وحشمة الله على بساطه |
|
قرّة عين المصطفى والمرتضى |
سرّ أبيه في الرضاء بالقضا |
|
والآية الكبرى وأعظم الحجج |
فلك النجاة في غوامر اللُّجَج |
|
والكوكب الدرّيّ رمز غرّته |
والدرّة البيضا جمال طلعته |
|
حباه ربّه بما حباه |
ومن شراب جنّة سقاه |
|
حبّ لقاء الله ملأ صدره |
همّته على علوّ قدره |
|
فدا بنحره أباه السامي |
غدا رميةً لسهم الرامي |
|
فاز وحاز قدحه المعلّى |
فما أجلّ سهمه وأعلى |
|
وكان سهمه النصيب الأوفى |
صفى له كالعسل المصفّى |
|
فهو وإن أصبح ظامي الحشا |
من نار شوقه تلظّى عطشا |
|
لم تبرد الغلّة من أحشاه |
حتّى سقاه السهم ما سقاه |
|
وما رمى رماه إذ رماه حرملة |
وإنّما رماه من مهّد له |
|
سهم أتى من جانب السقيفه |
وقوسه على يد الخليفه |
|
ويل له ممّا جنت يداه |
وهل جنى بما جنى عداه |
|
وما أصاب سهمه نحر الصبي |
بل كبد الدين ومهجة النبي |
|
لهفي على أبيه إذ رآه |
غارت لشدّة الظما عيناه |
|
فلم يجد شربة ماءٍ للصّبي |
فساقه التقدير نحو الطلب |
|
وهي على الأبيّ أعظم الكرب |
وكيف بالحرمان من بعد الطلب |
|
سقاه سهم المارق اللعين |
ماء المنون بدل المَعين |
|
يا ويل لابن كاهل المشؤوم |
من سهمه المحدَّد المسموم |
|
في حين ما كان عليه يعطف |
رآه في دمائه يرفرف |
|
من دمه الزاكي رمى نحو السما |
فما أجلّ لطفه وأعظما |
|
لو كان لم يرم بها إليها |
لساخت الأرض بمن عليها |
|
فاحمرّت السماء من فيض دمه |
ويل من الله لهم من نقمه |
|
فكيف حال أُمّه حيث ترى |
رضيعها جرى عليه ما جرى |
|
غادرها كالدرّة البيضاء |
وعاد كالياقوتة الحمراء |
|
حنّت عليه حنّة الفصيل |
بكته بالإشراق والأصيل |
|
كيف وقد فارق روحه البدن |
فحقّ أن تبكي له مدى الزمن |
|
رقّ له العدوّ والصديق |
وهو رضيع وبه حقيق |
|
وحقّ للسماء أن تبكي دما |
كيف وبالسهم غدا منفطما |
|
وحقّ للأرواح أن ينوحوا |
فإنّه لكلّ روح روح |
|
وحقّ للنفوس والعقول |
أن يصرخوا لمهجة الرسول |
الخمسة من أصحاب العبا
وناحت الخمسة من آل العبا |
على وحيد لدهر أُمّاً وأبا |
|
لقد بكاه البلد الحرام |
والبيت والمشاعر العظام |
|
ناحت عليه الحور في القصور |
لعظم رزء نحره المنحور |
|
بؤساً ليوم نحره ما أفجعه |
يوم به تذهل كلّ مرضعه |
|
أذهل أُمّ الطفل هول منظره |
عمّا أُصيب طفلها في منحره |
|
فيا له من منظر مهول |
يذهب بالألباب والعقول |
|
لهفي لها إذ تندب الرضيعا |
ندباً يحاكي قلبها الوجيعا |
|
تقول يا بنيّ يا مؤمّلي |
يا منتهى قصدي وأقصى أملي |
|
جفّ الرضاع حين عزّ الماء |
أصبحت لا ماء ولا غذاء |
|
فساقك الظما إلى ورد الردى |
كأنّما ريّك في سهم العدى |
|
رجوت أن تكون لي نعم الخلف |
وسلوة لي عن مصابي السلف |
|
وما جرى في خَلَدي أن القضا |
يجري على أحرّ من جمر القضا |
|
حتّى رأيت القدر المقدورا |
حتّى رأيت نحرك المنحورا |
|
ما خِلْتُ أنّ السهم للفطام |
حيث أرتني جهرةً أيّامي |
|
فليتني دونك كنت غرضا |
للنبل لكن من لمحتوم القضا .. (13) |
من مرثية بحر العلوم رحمه الله
هل من مغيث يغيث الآل من ظمأ |
بشربة من نمير ما لها خطر |
|
هل راحم يرحم الطفل الرضيع فقد |
جفّ الرضاع وما للطف مصطبر |
|
هل من نصير محام أو أخي حسب |
يرعى النبيّ فما حاموا ولا نصروا |
|
تلك الرزايا لو أنّ القلب من حجر |
أصمّ كان لأدناهنّ منفطر (14) |
نداء
شيعتي مهما شربتم عذب ماءٍ فاذكروني |
أو سمعتم بغريبٍ أو شهيد فاندبوني |
|
ليتكم في يوم عاشورا جميعاً تنظروني |
كيف أستسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني |
|
وسقوه سهم بغيٍ عوض الماء المعين |
يا لرزء ومصاب هدّ أركان الحجون |
|
وأنا السبط الذي من غير جرمٍ قتلوني |
وبجرد الخيل بعد القتل عمداً سحقوني |
للسيّد حيدر الحلّي
مات التصبّر بانتظارك |
أيّها المُحيي الشّريعه |
|
فانهض فما أبقى التحمّل |
غير أحشاء جزوعه |
إلى أن قال :
فاشحذ شبا عضب له |
الأرواح مُذعنة مطيعه |
|
واطلب به بدم القتيل |
بكربلا في خير شيعه |
|
أترى تجيء فجيعة |
بأمضّ من تلك الفجيعه |
|
حيث الحسين على الثرى |
خيل العدى طحنت ضلوعه |
|
قتلته آل أُميّة |
ظامٍ إلى جنب الشريعه |
|
ورضيعه بدم الوريد |
مخضَّبٌ فاطلب رضيعه |
|
ما ذنب أهل البيت حتّى |
منهم أخلوا ربوعه |
وله أيضاً يستنهض الحجّة عليه السلام في قصيدة فاخرة منها
نهضاً فمن بضباكم هامه فلقت |
ضرباً على الدين فيه اليوم يحتكم |
|
وتلك أنفالكم في الغاصبين لكم |
مقسومة وبعين الله تقتسم |
|
جرائم آذنتكم إن تعاجلهم |
بالانتقام فهلّا أنت منتقم |
|
وإنّ أعجب شيء أن أبكيها |
كأنّ قلبك خالٍ وهو محتدم |
|
لم تبق أسيافهم منكم على ابن تقًى |
فكيف تبقى عليهم لا أباً لهم |
|
فحمل أُمّك قدماً أسقطوا حنقاً |
وطفل جدّك في سهم الرّدى فطموا |
للشيخ عبدالصمد إمام الجمعة
أنسى البريّة كلّ رزء أكبر |
ذكرى عليّ بن الحسين الأصغر |
|
بأبي هلال غاب عند طلوعه |
فأهال أنجم أدمعي من محجر |
|
قمرٌ عراه الخسف كم بصدورنا |
نارُ الأسى سطعت لهذا النيّر |
|
والبيت حرّم صيده ما لى أرى |
قد حلّ قتل بني الصفا والمشعر |
|
راموا بسهمٍ هدم أركان الهدى |
والهدي ينحر بالقنا والمشفر |
|
أودى بحجر السبط ظمئآن الحشا |
فسقاه كفّ الجدّ ماء الكوثر |
|
ألقى الحسين إلى الهوى بنجيعه |
فاحمرّ بالشفقين وجه الأخضر |
|
ونظمت غرّ فرائدي في رزئه |
ما للعيون عقيقها لم تنثر |
المنتقى من قصيدة الميرزا محمّد تقي في « الآتشكده »
شد چه خرگاه امامت چون صدف |
خالى از دُرهاى درياى شرف |
|
شاه دين را گوهرى بهر نثار |
جز دُرى غلطان نماند اندر کنار |
|
شيرخواره شير غاب پر دلى |
او ولىّ حق بُد نامش على |
|
طفل خورد امّا بمعنى بس سترگ |
کز بلندى خور بنمايد بزرگ |
|
عشق را چون نوبت طغيان رسيد |
شد سوى خيمه روان شاه شهيد |
|
ديد اصغر خفته در حجر رباب |
چون هلالى در کنار آفتاب |
|
چهرهٴ کودک چه دردى برگ بيد |
شير در پستان مادر ناپديد |
|
شه گرفت آن طفل مهد اندر کنار |
يافت دردى در دل دريا قرار |
|
آرى آرى مه که شد دورش تمام |
در کنار خور بود او را مقام |
|
برد آن مه را بسوى رزمگاه |
گفت با آن کوفيان رو سياه |
|
گفت کاى کافر دلان بد سگال |
گر بسويم بستهايد آب زلال |
|
گر شما را من گنه کارم به پيش |
طفل من را نبود گنه در هيچ کيش |
|
آب ناپيدا و کودک ناصبور |
شير از پستان مادر گشته دور |
|
زين فراتى که بود مهر بتول |
جرعهاى بخشيد بر سبط رسول |
|
شاه در گفتار طفلش دل کباب |
که زنوک ناوکش دادند آب |
|
در کمان بنهاد تيرى حرمله |
اوفتاد اندر ملايك غلغله |
|
رست چون تير از کمان شوم او |
پر زنان بنشست بر حلقوم او |
|
نوک تير و حلق طفلى ناتوان |
آسمانا باژگون بادت گمان |
|
شه کشيد آن تير گفت اى داورم |
داورى خواه از گروه کافرم |
|
نيست اين نوباوهٴ پيغمبرت |
از فصيل ناقه کمتر در برت |
|
شه به بالا مىفشاند آن خون پاک |
قطره زانخون برنگشتى سوى خاک |
|
پس ندا آمد بدو کى شهريا |
اين رضيع خويش بر ما واگذار |
|
تا دهيمش شير از پستان حور |
خوش بخوابانيمش اندر مهد نور |
|
پس شه آن دُرّ ثمين در خاک کرد |
خاک هم بر تارک افلاک کرد |
مباراة الشعر بالعربيّة أو تقريب معناه :
وخلت مضاربه كما يخلوا الصدف |
من جوهر تلقاه في بحر الشرف |
|
وغدى عميد الدار ينثر جوهراً |
لم تبق إلّا دُرّة بين التُّحف |
|
تستصغر الأبصار منظرها وهل |
يبدو صغيراً من على الليث التحف |
|
هذا الوليّ وإن تقاصر سنّه |
يُدعى عليّاً باسم سلطان النجف |
|
يبدو صغيراً للعيون وإنّما |
يبدو الكبير صغير حجم يستشف |
|
ونحى الخيام أبو عليّ ناظراً |
للطفل قربه ظماه من التلف |
|
فرآه في حجر الرباب كأنّه |
متلألأ نجم تجلّى في السدف |
|
أو كالهلال بدى وما زالت ذكاً |
في أُفقها منها النواظر تختطف |
|
زهو الربيع طلاقة لكنّه |
ذبل الخريف بوجهه يا للأسف |
|
ما حال طفل يستغيث ظمأ وقد |
يبس اللبان بصدر مرضعه وجفّ |
|
فتناول الطفل الحسين مقبّلاً |
للثغر منه ودمعه الغالي ذرف |
|
والبدر إن ستر الضباب جبينه |
لم يستتر لكن إلى الشمس ازدلف |
|
وأتى إلى القوم اللئام منادياً |
كي يرحموه وهل يصيخ ذوو الصلف |
|
نادى إذا أخطى الكبار فطفلهم |
ماذا جناه أليس فيكم من عطف |
|
والطفل يرحمه الخلائق كلّهم |
لا فرق من جحد الإله ومن عرف |
|
لا ماء يرويه ولا بلبانه |
يروى وهل يُروى الظما ثدي نشف |
|
هذا الفرات ومهر أُمّي مائه |
عنه نُذاد وكلّ وغد يغترف |
|
تجري المياه به عباباً طاغياً |
رقّوا على الطفل الظمئ بملأ كف |
|
فرماه حرملة اللعين بسهمه |
فسقاه من دمه النجيع وقد وكف |
|
ويل لكفّ أثبتت في نحره |
سهم الردى والنحر كالرمح انقصف |
|
فتناول السبط الدماء بكفّه |
ورماه حتّى الأفق بالشفق اتصف |
|
فأتى نداء القدس يملأ سمعه |
من ربّه أحسين خُذه ولا تخف |
|
هذا الذبيح وأنت ذاك خليله |
أوفيته نذراً كما فعل السلف |
|
لا يُؤيسنك اليوم ممّا قد جنى |
من فادحات الإثم جيش مزدهف |
|
فغداً ينالون الجزاء مضاعفاً |
بجهنّم وتنال بالصّبر الغُرَف |
|
وينال طفلك بالجنان مراضعاً |
ويظلّه في مهده حور تصف |
|
وهو يشقّ الأرض جرعاً غائراً |
في قلبها قبراً لطفل مختطَف |
ممّا جادت به قريحة حجّة الإسلام الشيخ محمّد حسين الإصفهاني رحمه الله
خير مقدم على اصغر ز سفر مىآيد |
لو حش الله که بهمراه پدر مىآيد |
|
نازپروردهٴ من آمد سوى گهوارهٴ ناز |
ميسزد گر منهم بر قدمش روى بناز |
|
طوطى من سخنى از چه زبان بسته شدى |
سفرى بيش نرفتى که چنين خسته شدى |
|
اى جگر تشنه که با سوز جگر آمدهاى |
خشک لب رفتى وبا ديدهٴ تر آمدهاى |
|
از چه آغشته بخونى تو بدامان پدر |
تو که رفتى بسلامت بسر دوش پدر |
|
آخر اى غنچهٴ پژمرده که سيرابت کرد |
نغمهٴ تير تو را از چه چنين خوابت کرد |
|
اى چه اى بلبل شيدا تو چنين خاموشى |
يا که از سوز عطش باز مگو مدهوشى |
|
گل من خار خدنگ که گلوى تو بريد |
گوش تا گوش تو را تير جفاى که دريد |
|
پنجهٴ ظلم که اى غنچه گل خوارت کرد |
کين ستم بر تو بر مادر بيمارت کرد |
|
چه شد اى بلبل خوشخوان ز نوا افتادى |
ز اشيان رفتى ودر دام بلا افتادى |
|
چه شد اى روح روانم که ز جان سير شدى |
بهره يك قطرهٴ آبى هدف تير شدى |
|
بودم امّيد که تا بال و پرى باز کنم |
برگ عيشى ز گل روى تو من ساز کنم |
|
ناوک خصم تو را عاقبت از شير گرفت |
دست تقدير ز شيريت به چه تدبير گرفت |
|
اگرت آب ندادند و مرا شير نبود |
نازنين حلق تو را طاقت اين تير نبود |
|
واى بر حرمله کز خون تو انديشه نکرد |
رحم بر کودکى و سوز درون تو نکرد |
|
اى دريغا که شدى کشته و بى شيرى من |
پس از اين تا چه کند داغ تو پيرى من |
|
واى بر حال دل مادر بيچارهٴ تو |
پس از اين مادر و گهواره و قنداقهٴ تو |
|
چشم از مادر غمديده چرا پوشيدى |
مگر اى شيرهٴ جان شير که را نوشيدى |
مباراة الشعر أو تقريب المعنى بالعربيّه
ألف أهلاً بعليّ الأصغر |
مالأً حضن أبيه الأطهر |
|
عاد للمهد الذي ظلّلته |
بحنان ودلال غضر |
|
فليطٴ خدّي في مقدمه |
إنّه أهل لهذا السفر |
|
ما لغرّيدي ذاوٍ لحنه |
طار في الأيكة أو لم يطر |
|
رحت ظمئآن وقد عُدت تُرى |
بفؤاد بالظما مستعر |
|
شفة ظمأى وها أنت ترى |
حالي الجيّد بطوق أحمر |
|
ما الذي عشّاك بالقاني وقد |
نمت في حضن أبيك العطر |
|
رحت ما بيني جيد أتلع |
وجبين بالسنا مزدهر |
|
أبت إذ أبت وقد سال على |
ساعدي منك دماء المنحر |
|
ولقد عاث الظمأ في شفة |
ذبلت مثل ذبول الزهر |
|
وتر السهم جرى هدهدة |
صادحاً في نحرك المنكسر |
|
ولذا هوّمت في إغفائه |
زادها ثقلاً أنين الوتر |
|
أيّها الغرّيد لم لم تنطلق |
نغمات كقصار السور |
|
الظما أسكته أم إنّه |
ما رأى نور أبيه المسفر |
|
كيف يسطيع ظمئ عاطش |
ينغني بحشى منفطر |
|
أم لعلّ السهم في حلقومه |
نابت يا للمصاب الأكبر |
|
جسمه الرخص على ما ناله |
هو كالبرعم لم ينتشر |
|
فيه من وقع الظما مسّ اللظى |
وعلى قلبي وخز الأُبَر |
|
لعتاق الطير أمسى طعمة |
مزّقت أعضائه بالمنسر |
|
ودّع المهد فلم يرجع له |
مثلما ودّعني مصطبري |
|
فارقت عيني منه طلعة |
كجمال الروض غبّ المطر |
|
ظامئ يسقى نبالاً صوّبت |
لفم ما زال لمّا يثغر |
|
أتراه ملّ من حرّ الظما |
فمضى ضيفاً لساقي الكوثر |
|
إنّني أودعت فيه أملي |
يا لغرسي أملاً لم يثمر |
|
ولقد أصحرت في أرض البلا |
بعد أن نال القضا من شجري |
|
يحرم الماء فيرمى باكياً |
قلبه من ظمأ بالشرر |
|
وأنا أنظر ما لي حيلة |
ليتني قد كفّ منّي بصري |
|
من رأى العاطش يسقى نبلة |
إنّها والله إحدى الكُبَر |
|
يا فؤاداً نزعت رجمته |
خصمك الرحمن باري البشر |
|
ويك لم تعطف على والدة |
شيّعته بفؤاد ذعر |
|
أيّ وغد بين برديك اغتدى |
آدميّ الشكل وحش المخبر |
|
لعنة الله على حرملة |
لعنة تورده في سقر |
|
أسفاً يُذبَح طفلي ظامئاً |
أسفاً لا ينقضي للمحشر |
أشجى المرائي للفاضل الشيرازي
اصغر اى بلبل خوش لهجهٴ پر شور فغان |
ناورک خصم زدت مهر خموشى بدهان |
* * *
تا که از دست ستم تير شرربار بجست |
پرزنان آمد و بر حلق لطيف تو نشست |
|
قلب زهرا و دل احمد مختار شکست |
در مصيبت بجنان حيدر کرّار نشست |
قدّ چون سرو حسين گشت از آن تير کمان
* * *
نه همين ناوک دلدوز گلوى تو بريد |
که دل خلق جهان را همه آن تير دريد |
|
عرش اعظم همه از آن تير بلرزيد طپيد |
اثرش تا به حجابات تقدّس برسيد |
ورنه از چيست تزلزل به همه کون و مکان
* * *
روز مادر چه سر زلف تو گرديد سياه |
اختر بختم از آسيب وبالست تباه |
|
برکشم از دل شوريده همى ناله و آه |
طاير قدسى من عاقبت افتاد بچاه |
ماه تابان من آخر شدى از ديده نهان
* * *
مهد بهر تو من از سينه و سامان بستم |
گاهواره هم از آغوش دل و جان بستم |
|
بهر دلشادى تو من سرو سامان بستم |
در ازل عهد بر آن زلف پريشان بستم |
تا ابد ماند مرا داغ تو اندر دل وجان
* * *
طفل شش ماهه من جرم و تقصير نداشت |
آب مىخواست که پستان منش شير نداشت |
|
گلوى نازل او طاقت اين تير نداشت |
غير تسليم و رضا در کف تقدير نداشت |
در ره دوست نبودش بجز از نقد روان
* * *
جاى خالى تو را من بحرم چون نگرم |
خون شود قلبم و بيرون شود از چشم ترم |
|
نشنوم صوت تو را نعره زنم از جگرم |
غير داغ تو بدل از تو نمانده است نشان |
خون فشان گشته ز داغ تو همه اهل حرم
* * *
لاله سان داغ غمت گشت قرين دل من |
اخترم گشته سيه همچه سيه محفل من |
|
گوئيا آب غم آغشته شده اين گل من |
که بجز ديدهٴ پر خون نبود حاصل من |
گلشن عمر مرا کاش کند مرگ خزان
* * *
مرغ خوشخوان من از چه هدف تير شدى |
آهو يشخط من بستهٴ زنجير شدى |
|
هدهد خوشخبرم از چه زمين گير شدى |
من چه کردم که زمن رنجهٴ دلگير شدى |
که شدى چون دُر اشک از بصرم زود روان
* * *
چون فتادى ز نوا مرغ خوش الحان حسين |
زود خاموش شدى شمع شبستان حسين |
|
زود رفتى به محاق اى مه تابان حسين |
جان فشاندى ز وفا در راه جانان حسين |
غير داغ بدل از تو نمانده است نشان
* * *
جاى خالى تو را من بحرم چون نگرم |
خوش شود قلبم و بيرون شود از چشم ترم |
|
نشنوم صوت تو را نعره زنم از جگرم |
خبر مرگ تو را چون به مدينه ببرم |
اى اجل زود که رفت از کف من تاب و توان
* * *
مباراة الشعر بالعربيّة أو تقريب المعنى :
أنت يا صدّاح يا أصغر يا عذب النغم |
يا هزاراً لحنه المعجب بالسهم انكتم |
* * *
جاءك السهم من الخصم كمقذوف الشرر |
طائراً جاء وفي نحرك كالطوق استقر |
|
وبه قلب رسول الله والطهر انكسر |
وكذاك الحزن من جدّك بالخلد انتشر |
وانحنى ظهر الحسين السبط حزناً وانفصم
* * *
لم يصب نحرك سهم الرجس حين انطلقا |
إنّما أولى جميع الخلق منه رهقا |
|
واغتدى فوق حجاب العرش ينحو المطلقا |
ولذا كلّ بناء الكون أودى وانهدم
* * *
واستحال الصبح في عيني كالليل البهيم |
وغدى حظّي كالكهف لأصحاب الرقيم |
|
أرسل الآه نداء الحزن من قلب كليم |
هل جفاني الطائر القدسيّ أو طفلي العظيم |
بدري المشرق في دنياي بالسحب التثم
* * *
قد نسجت المهد من قلب بأضلاعي الجريح |
حركات المهد في بيتي ريحان وروح |
|
فلكي تهنأ مهّدت لك القلب الفسيح |
وأقمت المهد كي تغفو في جفني القريح |
حرقي في القلب لن تفنى ولن يفنى الألم
* * *
أيّ ذنب لصغير عمره نصف سنه |
يطلب الماء وقد فارق صدري لبنه |
|
أفهل يقوى لنصل السهم ثغر السوسنه |
ما لها إلّا الرضا والصبر روح مؤمنه |
في سبيل الله صبراً ورضاً فيما حتم
* * *
كلّما أبصر منك المهد خالٍ سحرا |
يغتلي قلبي دماً قانٍ من العين جرى |
|
بالبكا أتلو من الحزن بقلبي سورا |
وجرى القاني ببيت الله في أُمّ القرى |
ليس لي منك سوى الهمّ على القلب جثم
* * *
حرق كالزهرة الحمراء منّي في الفؤاد |
واكتست دنياي لمّا غبت أثواب الحداد |
|
ما تبقّى من سنيّ العمر أعوام شداد |
حظّ عيني منك إذ غبت دموع وسواد |
كوكبي غاب وشمل الهمّ في القلب التئم
* * *
ليتني ينثرني كالورق الذاوي الخريف |
كظماك اشتدّ في الشوق لك القلب اللهيف |
|
ليتني قطرت من عيني عمري بالنزيف |
أترى لا نغماً يرسل طيري لا رفيف |
ليس إلّا الدمع مسجوعاً بآهات السئم
* * *
أيّها الغرّيد قد صرت لراميك الهدف |
يا غزالاً سابحاً في الأرض بالفجّ وقف |
|
أنت كالهدهد إذ جئت نبيّاً بالطرف |
عُد إلى مهدك لا تخش عدوّاً لا تخف |
لك كلّ الخير موفوراً وللخصم الندم
* * *
أنت يا غرّيد سبط المصطفى بين الطيور |
أنت يا شمعاً كسى ديناي أطياباً ونور |
|
لم أخفاك المحاق اليوم يا بدر البدور |
عجلاً فارقت دنياي إلى دنيا السرور |
وفديت السبط يا أصغر فادٍ في الأُمم
* * *
ذكرياتي منك نارٌ في الحشى تلتهب |
وخيال ينسج الذكرى وعين تسكب |
|
مهدك الفارغ إن مرّ بروحي يسلب |
مثلما يجري بنار البوتقات الذهب |
هكذا أجرى مذاباً بجوى لمّا ولم
ممّا جادت به قريحة محزون رشتي
ناوک تيرچه اندر عوض شير آمد |
اصغر سوخته از زندگيش سير آمد |
|
روحش از دست سليمان بسوى جانان شد |
جسم اندر بغل مادر دلگير آمد |
|
چه قماطى که شده سرخ ز خونابهٴ حلق |
بىمحابا حرم ناله شبگير آمد |
|
کاى على اصغر محروم چرا خاموشى |
گوئيا حلق تو را ضربت شمشير آمد |
|
ورنه کى تير جدا مىکند از من سر را |
بارک الله که جهانى بتو تسخير آمد |
مباراة الشعر بالعربيّة أو تقريب المعنى :
عوضاً عن رضاعه جائه السهم |
فملّ الحياة وهو صغير |
|
روحه فارقت أباه إلى الله |
وفي جسمه الرباب تدور |
|
صبّغت مهده دماه وصاحت |
نسوة في الخيام هل من يجير |
|
ومشت نحوه تناديه ناغينا |
كما غرّدت بروض طيور |
|
أترى نمت حين طوّقك السهم |
فلم زال نحرك المنحور |
|
قطع الرّأس منك هل إنّ وغداً |
قد تغشّاك سيفه المطرور |
|
كيف تقوى السهام تفعل هذا |
الفعل ما في السهام سهم جسور |
|
فهنيئاً لقد فتحت بما قد سال |
من نحرك النجيع الطهور |
وله أيضاً
رباب پريشان ز داغ پسر |
روان کرد سيلاب اشک از بصر |
|
که اى طفل معصوم مظلوم من |
ز پيكان تيرت که داده لبن |
|
چرا زرد شد روى گلنار تو |
چسان بنگرم حلق خونبار تو |
|
چرا لب فرو بستهاى از نوا |
ز ياقوت لبها نما نغمهها |
|
بنه رو بپستان من راز کن |
کشالب دمى ديده را باز کن |
|
فداى تو اى اصغر مهوشم |
ز مژگان بزن آب بر آتشم |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
بكت الرباب على الرضيع بمدمع |
كالجمر فوق خدودها مسكوب |
|
نادته يا طفلي الصغير قد ارتوى |
بالسهم لا بلبانها المسلوب |
|
وقد استعار الجلّنار بوجهه |
من ضوء نار فؤادي المشبوب |
|
ربّاه ما هي حيلتي وأنا أرى |
قد شقّ نصل السهم نحر حبيبي |
|
ما للهزار وقد جنا تغيرده |
أتراه من أمر دهاه عجيب |
|
قد جفّ ياقوت الشفاه بثغره |
ما كنت أطفى فيه حرّ لهيبي |
|
هيّا إلى صدري وهاك لبانه |
كي يستريح من الفؤاد وجيبي |
|
وافتح شفاهاً طالما روّت ظماً |
بفؤاد أُمّ بالأسى مكروب |
|
أفديك يا روح الحياة بمهجتي |
يا من أساه من الحياة نصيبي |
وله
على اصغر اى مه انورم |
شدهاى جدا از چه از برم |
|
من بينوا به تو مادرم |
ولدى على ولدى على |
* * *
بفداى روى نکوى تو |
دل مرده زنده ز بوى تو |
|
چه کنم ز دست عدوى تو |
ولدى على ولدى على |
* * *
تو که بلبل چمن منى |
تو که طوطى عدن منى |
|
تو چه روح در بدن منى |
ولدى على ولدى على |
* * *
تو ضياء ليلهٴ تار من |
ز غمت برفت قرار من |
|
شده داغ هجر دچار من |
ولدى على ولدى على |
* * *
بگشاى نرگس ناز کن |
لب غنچه ساى باز کن |
|
ز جفاى حرمله راز کن |
ولدى على ولدى على |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
يا بدر تمّي يا علي |
يا قبسي يا مشعلي |
* * *
أوقدت قلبي بالجوى |
لمّا نأت فيك النوى |
|
ها ركن صبري قد هوى |
ولدي علي ولدي علي |
* * *
إنّي عليك مولّهه |
ولناظريك مدلّهه |
|
قد كنت فيك مرفّهه |
ولدي علي ولدي علي |
* * *
روحي لعينيك الفدى |
من طيبك العذب اغتدى |
|
يخشى الوصول لي الردى |
ولدي علي ولدي علي |
* * *
روحي التي في هيكلي |
يا روضتي يا بلبلي |
|
يا نور ليلي المسدل |
ولدي علي ولدي علي |
* * *
ماذا جنى فيك العدى |
جعلت نهاري أسودا |
|
آمالنا ذهبت سُدى |
ولدي علي ولدي علي |
* * *
يا نور ليلي المظلم |
من جورهم لم تسلم |
|
تسقى الردى بالأسهم |
ولدي علي ولدي علي |
* * *
طفلي الذي في نينوى |
بدلاً عن الماء ارتوى |
|
بالسهم في فمه هوى |
ولدي علي ولدي علي |
* * *
أنا من فراقك في لظى |
وبأعيني جمر القضى |
|
آليت أرضىٰ بالقضا |
ولدي علي ولدي علي |
اختر الطوسي
آن شهنشاهى که چون در کربلا ديد از عطش |
خشک گرديده است لبهاى علىّ اصغرش |
|
سوى ميدان از حرم با صد غم آورد گرفت |
روى دست خويشتن مانند غلطان گوهرش |
|
ز آن سپس آن حجّت حق چون دهان غنچه باز |
از پى اتمام حجّت شد لب جان پرورش |
|
گفت اى قوم لعين و شوم اين طفل صغير |
بىگنه باشد بنزد کردگار اکبرش |
|
در حرم از قحط آب اين شيرخوار بيگناه |
شير خشکيده است در پستان محزون مادرش |
|
جرعهٴ آبى دهيد تا بريزم از وفا |
بر گلوى تشنهٴ از برگ گل نازکترش |
|
هر چه کرد اتمام حجّت آن سليل بوتراب |
نه جواب آمد ز لشکر نه امير لشکرش |
|
سوى آن طفل حزين افکند ناگاه از کمان |
حرمله تيرى کز آن گرديده پاره حنجرش |
|
چون گر از حنجر او گرد آن برّنده تير |
تا به پر بنشست بر بازوى باب مضطرش |
|
داد چون لب تشنه جان آن طفل در آغوش باب |
جدّ او سيراب کرد از آب حوض کوثرش |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
ولمّا رأى الطفل الرضيع بكربلا |
إمام الهدى ظمئآن قد جفّ ريقه |
|
تهادى إلى الميدان من خيمة النسا |
وفوق يديه الطفل خابٍ بريقه |
|
بدى برعماً في الحقل باحت شفاهه |
عن الزُّهر والأملود حتّ وريقه |
|
وناداهم يا أمة السوء ضيّعت |
هداها كسارٍ ضاع منه طريقه |
|
فما ذنب طفل يطلب الماء ظامياً |
فيمنعه والوحش يسقى رقيقه |
|
ومنذ ثلاث جفّ حتّى لبانه |
فما في لبان الأُمّ شيء يذوقه |
|
ويا لعناء الأرض رفقاً بعاطش |
صغير وفقد الماء ليس يطيقه |
|
يُذاذ عن الجاري لإرضاء ظالم |
كما حرم العذب الفرات شقيقه |
|
هبوا جرعة حتّى أبلّ فؤاده |
ويطفأ من جمر الفؤاد حريقه |
|
ونادى فلم يسمع جواب ندائه |
وطال من الجيش الجبان زعيقه |
|
وصوّب نحو الطفل رجس سهامه |
فما كان وحش في الزمان يفوقه |
|
وراع النبيّ السهم قد شقّ نحره |
وسال على صدر الحسين عقيقه |
|
وقال له يسقيك جدّك كوثراً |
شهيّاً كمسك فاح منه فتيقه |
ويقول في محراب السعادة
لب و رخسارهاش ديد آن شه فرد |
شده از تشنگى چون کهربا زرد |
|
نه مادر شير دارد نه پدر آب |
نبود آن طفل را از تشنگى تاب |
|
همى بوسيد رود چون گل او |
همى بوئيد مشکين سنبل او |
|
بناگه حرمله آن شوم گمراه |
بديد آن ماه در آغوش آن شاه |
|
بياض گردنش چون لمعهٴ نور |
بود رخشنده وپيداست از دور |
|
سه پهلو تيرى آن رحم مردود |
رهانيد از کمان کينهاش زود |
|
گلويش بردريد از گوش تا گوش |
خوش الحان مرغ شد گرديد خاموش |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
رأى سيّد الدنيا الفريد لسانه |
ووجنته اصفرّا كطاقة آس |
|
ولا من لبان يسعف الطفل ظامئاً |
ولا ماء يسقيه ولا يد آسي |
|
ولا صبر عند الطفل كي يقهر الظما |
فكان بقلب السبط حزُّ مواسي |
|
فقبّل خدّ الورد في الطفل باكياً |
وناء بحزن لم تطقه رواسي |
|
تنسّم ريح المسك عند وريده |
فعادت له الأحلام بعد شماس |
|
وأطلق نحو الطفل سهمٌ لقتله |
لعين من الأعداء صعب مراس |
|
ولمّا بدى نحر من الطفل لامع |
وقد كان ظمئآن الفؤاد يقاسي |
|
ولاح بياض الصبح من فجر نحره |
رماه بسهم الغدر صاحب باس |
|
فمزّق منه النحر أيّ ممزّق |
لعين حقير من أُميّة قاسي |
|
وعاد به السبط الكئيب لأُمّه |
فنادت بوجد هل سقيت غراسي |
|
فناولها الطفل الذبيح فولولت |
ولم ترَ إلّا الدمع سال مواسي |
وقال في زبدة الأسرار
بود طفلى شير خوار اندر حرم |
کافرينش را پدر بود در کرم |
|
خورده از پستان فضل آن پسر |
شير رحمت طفل جان بوالبشر |
|
ممکنات از عالم و آدم همه |
از دم جان پرورش يك دم همه |
|
گرچه خوانند اهل عالم اصغرش |
من ندانم جز ولىّ اکبرش |
|
بنگ بر زد که اى غريب بىنوا |
نيستى بيكس هنوز اين سو بيا |
|
مانده باقى بين ز اصحاب کرم |
شيرخواره خسته جانى در حرم |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
حين لم يبق سوى الطفل الرضيع |
وهو في الأخلاق كالجدّ الشفيع |
|
غُذّي الفضل بثدي فاضل |
شاده الله على كلّ رفيع |
|
يستمدّ الكون من أنفاسه |
ذاته فانظر إلى حسن الصنيع |
|
ولئن سمّي طفلاً إنّه |
مشبهٌ كلّ وليّ ومطيع |
|
ولقد نادى غريباً مفرداً |
صابراً بالطفّ خلّاه الجميع |
|
يمّم المهد لكي تحملني |
أنصر الحقّ على رجس وضيع |
|
حيث لم يبق له من ناصر |
غير طفل إنّه أمر مريع |
ويقول عمّان الساماني الإصفهاني
خوش ره آوردى بدان درگاه برد |
بر سر دستش بنزد شاه برد |
|
کى شه اين گوهر به استسقاى توست |
خواهش آبش ز خاک پاک توست |
|
وه چه طفلى ممکنات او را طفيل |
جمله يكسر کائنات او را بديل |
|
کودکى در دامن مهرش بخواب |
سه ولد با چار مام و هفت باب |
|
اشرف اولاد آدم را پسر |
ليك اندر رتبه آدم را پدر |
|
ارفع المقدار من کلّ رفيع |
الشفيع ابن الشفيع ابن الشفيع |
|
دُرّة التاج آن گرامى گوهران |
آن سبک در وزن و در قيمت گران |
|
ظاهراً از تشنگى بى تاب بود |
باطناً سرچشمهٴ هر آب بود |
|
بر اميد جان نثارى آن زمان |
خويش را افکند از مهدِ امان |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة إلّا بيت واحد لم ألم بمعناه :
کودکى در دامن مهرش بخواب |
سه ولد با چار مام و هفت باب |
والبيت الذي بين قوسين لصاحب الشعر :
أقبلت بالطفل والقلب وجيع |
تشتكي الوجد إلى مولى الجميع |
|
وهي ترجوه بصوت مثقل |
برزايا الطفّ رفقاً بالرضيع |
|
اسق هذا الجوهر الفرد ففي |
يدك الماء وأنت المستطيع |
|
يا له طفلاً برى الله به |
ممكنات الخلق في الكون البديع |
|
شرف الأولاد إلّا أنّه |
آدم في الفضل ذو القدر المنيع |
|
(ارفع المقدار من كلّ رفيع |
الشفيع ابن الشفيع ابن الشفيع) |
|
خفّ وزناً وتسامى قيمة |
دُرّة للتاج ذو معنًى رفيع |
|
ظاهراً يشكو الظما لكنّه |
باطناً يسقي الورى العذب الهموع |
|
قد رمى من مهده هيكله |
حين نادى والد هل من سميع |
ويقول القزويني في روضة الشهداء
بر سر دستش گرفت و برد اشکش مىچکيد |
شد خجل ابر بهار از ديدهٴ شاه شهيد |
|
تا بنزديك صف آن سنگ دل قوم عنيد |
رو به ايشان کرد گريان آن امام نشأتين |
* * *
فدعا في القوم يا لله من خطب فظيع |
نبّئوني هل أنا المذنب أم هذا الرضيع |
|
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع |
لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين |
* * *
گفت رحمى کين بود چون شافع روز جزا |
گر گنه کاريم او طفلست و معصوم از خطا |
|
کودکى را اين چنين ظلمى کجا باشد روا |
شافع محشر بود خصم شما در نشأتين |
* * *
عجّلوا نحوي بماء أسقه هذا الغلام |
فحشاه من أوام واضطرام وكلام |
|
فاكتفى القوم عن القوم بتكليم السهام |
فإذا بالطفل قد خرّ صريعاً لليدين |
* * *
قطرهٴ آبى دهيدش وارهانيدش ز غم |
که بود در تاب و تب از تشنگى اين محترم |
|
از دم پيكان بحلقش آب کردند از ستم |
چشم بگشود و تبسّم کرد بر روى حسين |
* * *
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة وما كان بين قوسين فهو للناظم رحمه الله :
أخذ الطفل على كفّيه والدمع جرى |
أخجل السحب فما أرسل بعد المطرا |
|
ونحى الأوغاد بالطفل أتى منحدرا |
صاح فيهم ومضى يبكي إمام النشأتين |
* * *
(فدعا في القوم يا لله من خطب فظيع |
نبّئوني هل أنا المذنب أم هذا الرضيع |
|
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع |
لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين) |
* * *
ارحموه ويحكم يشفع لكم يوم الجزا |
إنّه طفل فما قارف ذنباً أو خطى |
|
لم يجد ظلماً كهذا الظلم طفل في الورى |
إنّما شافعكم خصم لكم في النشأتين |
* * *
(عجّلوا نحوي بماء أسقه هذا الغلام |
فحشاه من أوام واضطرام وكلام |
|
فإذا بالطفل قد خرّ صريعاً لليدين) |
* * *
قطرة من بارد العذب هبوبا للرضيع |
كاد يفنى ظمأً في الحرّ ذو القدر المنيع |
|
أرسلوا السهم إلى النحر ليسقيه النجيع |
فتجلّى البشر من عينيه في وجه الحسين |
ممّا جادت به قريحة الجوهري :
ما مگر ذرّيّهٴ آل پيمبر نيستيم
يا ز اولاد على ساقى کوثر نيستيم
وحش و طير امروز سيرابند در اين دشت و ما
تشنهايم آخر ز وحش و طير کمتر نيستيم
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
أولسنا آل طه الأطهر |
وعليُّ الطُّهر ساقي الكوثر |
|
يشرب الوحش ولا نسقي ألا |
هي عند الله إحدى الكبر |
|
فعن الوحش وما شابهه |
شأننا بين الورى لم يصغر |
وله
تنها همى نه جرعهٴ آبش کسى نداد |
آبش کسى نداد جوابش کسى نداد |
|
چون بيكسان به نيزهٴ خود تکيه داده بود |
بهر جواب گردن کج ايستاده بود |
|
چون بيكسان به نيزهٴ خود تکيه داده بود |
بهر جواب گردن کج ايستاده بود |
|
پيكان تير سرور دين را جواب داد |
آهن بغيرت آمد و بر اصغر آب داد |
|
از شصت کين چه تير ستم از کمان گذشت |
تير از گلوى اصغر و اصغر ز جان گذشت |
|
آن طفل چون نداشت زبان تکلّمى |
بر روى باب کرد بحسرت تبسّمى |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
لم يحرموه من الرواء وإنّما |
سكتوا فما ردّوا عليه جوابا |
|
فأتاه حرملة وقال له الهدى |
قولاً وأرسله عليه شهابا |
|
إن كنتم ترجون رحمة جدّه |
فاسقوه من هذا الفرات شرابا |
|
ما لان حرملة لقسوة قلبه |
وبكى الحديد عليه حتّى ذابا |
|
ورماه بالسهم اللعين بنحره |
فسقاه من دم نحره العنّابا |
|
وتصاعدت روح الرضيع لربّه |
وجرت دماه لوالديه خضابا |
|
عجز الرضيع عن الكلام وأرسل الـ |
بسمات في عين الحسين عِذابا |
وله أيضاً
ز دستم اى على اصغر سوى باغ جنان رفتى |
جهان نديده بکام دل از جان رفتى |
|
ز مهد سينهٴ مادر ملول گرديدى |
بگهوارهٴ آغوش حوريان رفتى |
|
تو را هواى على اکبر جوان بر سر |
فتاده سوى على اکبر جوان رفتى |
|
چه شير از تو بريدم بسوى جدّهٴ خويش |
براى شکوه بفردوس جاودان رفتى |
|
من از تو منفعلم اى پسر که با لب خشک |
بخاک تيره از اين تيره خاکدان رفتى |
|
ز سنگ حادثهاى طاير بهشتى من |
ز باغ دل بسوى خلد پرفشان رفتى |
|
سکينه چشم براه تو تو از نظرش |
چه نور ديدهاى اى نور ديدگان رفتى |
مباراة الشعر أو تقريب معناه بالعربيّة :
غبت من بيتي وودّعت الحياة |
قاصداً مهد الجنان الوارفات |
|
لم تر العالم حتّى مرّة |
ولقد أغفوت في حضن الوفاة |
|
مهد صدري عفته مستبدلاً |
عنه في أحضان حور زاكيات |
|
وأخوك الأكبر الغالي مضى |
لرُبى الخلد سريع الخطوات |
|
أترى اشتقت إلى رؤيته |
وإلى رؤية آباء هداة |
|
ولذا أسرعت للأُخرى الخُطى |
قبل أن تشرب من ماء الفرات |
|
جفّ من صدري لباني فأنا |
جئت أسقيك دموعي المرسلات |
|
أنت بالفردوس لا تشكو الظما |
فستأتيك من الله الهبات |
|
غير أنّي أبداً عاتبة |
حين تمضي بشفاه يابسات |
|
وتركت الوكر من قبلي إلى |
جنّة الخلد ربيع الطيّبات |
|
فإلى مهدك عُد ثانية |
يا حبيب القلب ما هذا السباة ؟ |
|
وعلى الدرب رنت آمنة |
ورجت إنّ أخاها الطفل آت |
|
ولدي فارق عيني نورها |
وادلهمّت حين فارقت الحياة |
الهوامش
1. امرؤ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن كلب. (منه)
2. القمقام الزخّار ، ج 2 ص 301 و 302 الترجمة العربيّة ، عن الأغاني ، ج 16 ص 140 و 141.
3.
لعمرك إنّني لأُحبّ داراً |
تكون بها سكنية والرباب |
|
أُحبّهما وأبذل جُلّ مالي |
وليس لعاتب عندي عتاب |
|
فإنّ الليل موصول بليل |
إذا زار السكينة والرباب |
لواعج الأشجان ، ص 223. ولم يذكر البيت الثالث وجاء مكانه :
ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً |
حياتي أو يغيّبني التراب |
تصحيفات المحدّثين ، ج 2 ص 662 اقتصر على البيتين وفيهما : و « وأبذل بعد مالي » .. المحبر لمحمّد بن حبيب البغدادي ، ص 297 واقتصر على بيت واحد ؛ أعيان الشيعة ، ج 1 ص 622 وج 3 ص 492 وج 6 ص 449 وجميعها أهملت البيت الثالث « فإنّ الليل ».
4. الكامل في التاريخ ، ج 4 ص 88.
5. كذا والصحيح : إنّ الذي .. الخ.
6. أعيان الشيعة ، ج 1 ص 622 وج 6 ص 449.
7. سبط ابن الجوزي ، تذكر خواصّ الأُمّة ، ص 238.
8. ولمّا رأى الحسين عليه السلام مصارع فتيانه وأحبّائه عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى : هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحّد يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا ؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب : ناوليني ولدي الصغير حتّى أُودّعه فأخذه وأومأ لتقبيله فرماه حرملة بن كاهل الأسدي لعنه الله بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال لزينب : خذيه ، ثمّ تلقّى بكفّيه حتّى إذا امتلأ رمى بالدم نحو السماء ثمّ قال : هوّن ما نزل بي إنّه بعين الله.
وقال الأزدي : قال عقبة بن بشير الأسدي .. الخ. (منه)
9. الإرشاد ، ج 1 ص 108.
10. نفس المهموم ، ص 317 و 318 وأمّا عبارة : قال الإمام الباقر : فلم تسقط منه قطرة إلى الأرض فلبست في النصّ وإنّما فيه عكس ذلك ، فلمّا ملأ كفّيه صبّه في الأرض ، راجع ص 318.
11. نفس المهموم ، ص 318 وعن الهامش : تاريخ الطبري ، ج 4 ص 360 ؛ ومقتل الحسين لأبي مخنف ، ص 174. وعن سويد بن قيس قال : حدّثنا من شهد الحسين عليه السلام قال : كان معه ابن له صغير فجاء سهم فوقع في نحره ، فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرمي به إلى السماء فما رجع منه شيء ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح.
وذكر في اللهوف مثله ، وفي تذكرة الخواصّ : فالتفت الحسين فإذا بطفل له يبكي عطشاً فأخذه على يده وقال : يا قوم ، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، فرماه رجل منهم بسهم فذبحه فجعل الحسين عليه السلام يبكي ويقول : اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ، فنودي من الهواء : دعه يا حسين فإنّ له مرضعة في الجنّة.
وفي كتاب مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعي نقلاً عن صاحب كتاب الفتوح : كان له عليه السلام ولد صغير فجائه سهم فقتله فرمّله وحفر له بسيفه وصلّى عليه ودفنه. (منه)
12. بحار الأنوار ، ج 45 ص 332 وج 46 ص 52 و 53 ؛ العوالم ، ص 664 ؛ الأمين ، أصدق الأخبار ، ص 70 ؛ اللهوف ، ص 196 ؛ كشف الغمّة ، ج 2 ص 324.
13. الأنوار القدسيّة ، ص 151 إلى آخره ، تحقيق علي النهاوندي ، ط مؤسسة المعارف الإسلاميّة ـ قم ـ ايران 1415 ـ أُولى.
14. في البيت إقواء لأنّ القافية خبر كان وخبرها منصوب.
مقتبس من كتاب : فرسان الهيجاء / المجلّد : 1 / الصفحة : 365 ـ 402
التعلیقات