في بيان ظهور آيات الإمام زين العابدين عليه السلام من الإخبار بالغائبات
ابن حمزة
منذ 3 أشهرفي بيان ظهور آيات الإمام زين العابدين عليه السلام من الإخبار بالغائبات
في بيان ظهور آياته من الإِخبار بالغائبات
وفيه : خمسة أحاديث
298 / 1 ـ عن عبد الله بن عطاء التميميّ ، قال : كنت مع عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم في المسجد ، فمرّ عمر بن عبد العزيز وعليه نعلان شراكهما فضّة ، وكان من أخرق (1) الناس ، وهو شاب ، فنظر إليه عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام وقال : « يا عبد الله ، أترى هذا المترف ، إنّه لن يموت حتّى يلي الناس ».
قلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، هذا الفاسق ؟! قال : « نعم ، ولا يلبث إلّا يسيراً حتّى يموت ، فإذا مات لعنه أهل السماء ، واستغفر له أهل الأرض ».
299 / 2 ـ عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه ، قال : « لمّا دخل كنكر الكابلي على عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ، فقال له : يا وردان. فقال كنكر : ليس اسمي وردان. فقال له عليّ بن الحسين : بل تكذب ، يوم ولدتك أمّك سمّتك وردان ، وجاء أبوك فسمّاك كنكر. فقال : أشهد أن لا إلٰه إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله ، وأنّك وصيّه من بعده ، وأشهد أن أمّي حدّثتني بهذا الحديث بعد ما عقلت ».
300 / 3 ـ عن الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما ، قال : « لمّا قُتِلَ ابن الزبير وظهر عبد الملك بن مروان على الأمر كتب إلى الحجّاج بن يوسف ـ وكان عامله على الحجاز ـ :
بِسْمِ الله الرَّحمٰنِ الرَّحِيمِ.
من عبد الله عبد الملك إلى الحجّاج بن يوسف.
أمّا بعد ، فانظر دماء بني عبد المطلب واحقنها واجتنبها ، فإنّي رأيت آل أبي سفيان لمّا ولغوا في دمائهم لم يلبثوا إلّا قليلًا ، والسلام.
وبعث بالكتاب سرَّاً ، فبعث عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما إلى عبد الملك بن مروان :
أما بعد ، فإنّك كتبت في يوم كذا ، في ساعة كذا ، في شهر كذا ، في سنة كذا بكذا وكذا ، وإنّ الله تعالى قد شكر لك ذلك ، لأنّ رسول الله (ص) أتاني في منامي فأخبرني أنّك كتبت في يوم كذا ، في ساعة كذا ، وأنّ الله تعالى قد شكر لك ذلك ، وثبّت ملكك ، وزادك فيه برهة.
ثمّ طوى الكتاب وختمه وأرسله مع غلام له على بعير ، وأمره أن يوصله إلى عبد الملك ، فلمّا نظر في التاريخ وجده وافق تلك الساعة التي بعث بالكتاب إلى الحجّاج فيها ، فلم يشكّ في صدق عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ، وفرح فرحاً شديداً ، وبعث إلى عليّ بن الحسين بوقر راحلته دنانير وأثواباً لما سرّ به من الكتاب » والمنّة لله.
301 / 4 ـ عن الزهريّ ، قال : كان لي أخ في الله تعالى ، وكنت شديد المحبّة له ، فمات في جهاد الروم ، فاغتبطت به وفرحت أن استشهد ، وتمنيت أنّي كنت استشهدت معه ، فنمت ذات ليلة ، فرأيته في منامي.
فقلت له : ما فعل بك ربّك ؟ فقال : غفر الله لي بجهادي ، وحبّي محمّداً وآل محمّد ، وزادني في الجنّة مسيرة مائة ألف عام من كلّ جانب من الممالك بشفاعة عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما.
فقلت له : قد اغتبطت أن استشهدت بمثل ما أنت عليه [ قال : أنت ] (1) فوقي من مسيرة ألف ألف عام.
فقلت : بماذا ؟! فقال : ألست تلقى عليّ بن الحسين عليه السلام في كلّ جمعة مرّة وتسلّم عليه ، وإذا رأيت وجهه صلّيت على محمّد وآل محمّد ، ثمّ تروي عنه ، وتذكر في هذا الزمان النكد ـ زمان بني أميّة ـ فتعرَّض للمكروه ، ولكن الله يقيك.
فلمّا انتبهت قلت : لعلّه أضغاث أحلام. فعاودني النوم فرأيت ذلك الرجل يقول : أشككت ؟ لا تشك فإنّ الشكّ كفر ، ولا تخبر بما رأيت أحداً ، فإنّ عليّ بن الحسين يخبرك بمنامك هذا كما أخبر رسول الله (ص) أبا بكر بمنامه في طريقه من الشام. فانتبهت وصلّيت فإذا رسول عليّ بن الحسين صلوات الله عليه ، فصرت إليه فقال : « يا زهريّ ، رأيت البارحة كذا وكذا . . . » المنامين جميعاً على وجههما.
302 / 5 ـ عن أبي خالد الكابليّ ، قال : لمّا قُتِل أبو عبد الله الحسين صلوات الله عليه وبقيت الشيعة متحيرة ولزم عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما منزله ، اختلفت الشيعة إلى الحسن بن الحسن ، وكنت فيمن يختلف إليه وجعلت الشيعة تسأله عن مسألة ولا يجيب فيها ، وبقيت لا أدري مَن الإِمام متحيّراً ، وإنّي سألته ذات يوم فقلت له : جعلت فداك ، عندك سلاح رسول الله (ص) فغضب ، ثمّ قال :
يا معشر الشيعة ، تعنّونا (1) ؟! فخرجت من عنده حزيناً كئيباً لا أدري أين أتوجه ، فمررت بباب عليّ بن الحسين زين العابدين عليه الصلاة والسلام قائمٌ الظهيرة ، فإذا أنا به في دهليزه قد فتح بابه ، فنظر إليَّ فقال : « يا كنكر » فقلت : جعلت فداك ، والله إنّ هذا الاسم ما عرفه أحد إلّا الله عزّ وجل ، وأنا ، وأمّي كانت تلقبني به وتناديني وأنا صغير.
قال : فقال لي : « كنت عند الحسن بن الحسن ؟ » قلت : نعم.
قال : « إن شئت حدّثتك ، وإن شئت تحدّثني ؟ ». فقلت : بأبي أنت وأمّي فحدّثني ، قال : « سألته عن سلاح رسول الله (ص) ، فقال : يا معشر الشيعة ، تعنّونا ؟ » (1) فقلت : جعلت فداك ، كذا والله كانت القضيّة ، فقال للجارية : « إبعثي إليَّ بالسفط » فأخرجت إليه سفطاً مختوماً ، ففضّ خاتمه وفتحه ، ثمّ قال : « هذه درع رسول الله (ص) » ثمّ أخذها ولبسها ، فإذا هي إلى نصف ساقه.
قال : فقال لها : « اسبغي » (2) فإذا هي تنجرّ في الأرض. ثمّ قال : « تقلّصي » فرجعت إلى حالها. ثمّ قال صلوات الله عليه : « إنّ رسول الله (ص) إذا لبسها قال لها هكذا ، وفعلت هكذا مثله ».
الهوامش
1. دلائل الإِمامة : 88 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 143.
(1) في م : أدق ، وفي ش ، ص : أحمق.
2. رجال الكشي : 120 / 192 ، الخرائج والجرائح 1 : 262 ، قطعة منه ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 147 ، نحوه ، أعلام الورىٰ : 259 ، الهداية الكبرىٰ : 221 ، مدينة المعاجز : 316 / 82 ، عن كتابنا.
3. بصائر الدرجات : 396 / 4 ، اثبات الوصية : 168 ، الاختصاص : 308 ، الخرائج والجرائح 1 : 256 ، كشف الغمة 2 : 324 ، الصراط المستقيم 2 : 180 / 2 ، الهداية الكبرىٰ : 223 ، مدينة المعاجز : 307 / 43 ، عن كتابنا.
4. عنه في مدينة المعاجز : 319 / 95.
(1) في الأصل : وكنت . وفي ر : فقال : قد اغتبطت أن تستشهد بمثل ما أنا عليه وكنت.
5. رجال الكشي : 120 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 135 ، الهداية الكبرىٰ : 225 ، مدينة المعاجز : 312 / 64 ، قطعة منه.
(1) في بعض النسخ : تعيبونا ، وفي هامش ر : تعنتونا.
(2) يقال للدرع التي تجرّها في الأرض أو على كعبيك طولًا وسعة : الدرع السابغة . «لسان العرب ـ سبغ ـ 8 : 433» .
مقتبس من كتاب : الثاقب في المناقب / الصفحة : 360 ـ 364
التعلیقات