في بيان ظهور آيات الإمام الرضا عليه السلام من العلم بحديث النفس
ابن حمزة
2017 Nov 19في بيان ظهور آياته من العلم بحديث النفس
وفيه : سبعة أحاديث
٣٩٨ / ١ ـ عن الحسن بن علي بن فضّال ، قال : قال عبد الله بن المغيرة : كنت واقفيّاً ، فحججت على تلك الحالة ، فلمّا صرت (١) بمكّة اختلج في صدري شيء ، فتعلّقت بالملتزم (٢) ، ثمّ قلت : اللهمّ قد علمتَ طلبتي وإرادتي ، فارشدني إلى خير الأديان ، فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه السلام ، فأتيت المدينة ، فوقفت ببابه وقلت للغلام : قل لمولاك : رجل من أهل العراق بالباب.
فسمعت النداء : « ادخل يا عبد الله بن المغيرة » فدخلت ، فلمّا نظر إليَّ قال لي : « قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينه » فقلت : أشهد أنّك حجّة الله وأمينه على خلقه.
٣٩٩ / ٢ ـ عن أبان ، عن معمّر بن خلّاد ، قال : قال لي الريّان بن الصلت : أردت أن تستأذن لي على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فأسلّم عليه ، وأحبّ أن يكسوني من ثيابه ، وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه.
فدخلت على الرضا عليه السلام فقال مبتدئاً : « إنّ الريّان بن الصلت يريد الدخول علينا ، والكسوة من ثيابنا ، والعطية من دراهمنا » ، فأذن له ، فدخل وسلّم ، فأعطاه ثوبين وثلاثين من الدراهم ـ التي ضربت ـ (٣) باسمه.
٤٠٠ / ٣ ـ عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثني الريّان ابن الصلت قال : لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا عليه السلام وقلت في نفسي : إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده الشريف ، لأكفن فيه ، ودراهم من ماله الحلال الطيّب ، لأصوغ لبناتي منها خواتيم.
فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسى على مفارقته عن مسألته ، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي : « يا ريّان ، ارجع » فرجعت ، فقال لي : « أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلك أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ منها لبناتك خواتيم ؟ ».
فقلت : يا سيّدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك ، فمنعني الغمّ لفراقك.
فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصاً ، فدفعه إليَّ ، ورفع جانب المصلَّى فأخرج دراهم ، فدفعها إليّ ، وكانت ثلاثين درهماً.
٤٠١ / ٤ ـ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : كنت شاكاً في أبي الحسن الرضا عليه السلام ، وكتبت إليه كتاباً أسأله فيه الإِذن عليه ، وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها.
قال : فأتاني جواب ما كتبت به إليه « عافانا الله وإيّاك ، أمّا ما طلبت من الإِذن عليَّ فإنّ الدخول عليَّ صعب ، وهؤلاء قد ضيّقوا عليَّ في ذلك الوقت فلست تقدر عليه الآن ، وسيكون إن شاء الله » وكتب عليه السلام بجواب ما أردت أن أسأله من الآيات الثلاث في الكتاب ، ولا والله ما ذكرت له منهنَّ شيئاً ، ولقد بقيت متعجّباً بما ذكر هو في الكتاب ، ولم أدر أنّه جوابي إلّا بعد ذلك ، فوقفت على معنى ما كتب به.
٤٠٢ / ٥ ـ ابن أبي يحيى ، قال : لمّا توفي أبو الحسن موسى عليه السلام وقفت فحججت تلك السنة ، فإذا أنا بعلي بن موسى الرضا عليه السلام فأضمرت في نفسي أمراً فقلت : ( أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) (٤) فمرّ كالبرق الخاطف عليَّ فقال : « أنا البشر الذي يجب عليك أن تتبعني ».
فقلت : يا مولاي معذرة إلى الله تعالى وإليك. فقال : « مغفور لك إن شاء الله تعالى ».
٤٠٣ / ٦ ـ وروى مالك بن نوبخت ، عن جدّه أبي محمّد الغفاري ، قال : لزمني دين ثقيل ، فقلت : ما لقضاء ديني غير سيّدي ومولاي أبي الحسن الرضا عليه السلام.
فلمّا أصبحت أتيت منزله ، واستأذنت عليه فأذن لي ، فدخلت فقال لي : « ابتداء يا أبا محمّد ، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك ».
فلمّا أمسينا أتى بطعام الإِفطار ، فأكلنا ، فقال : « يا أبا محمّد ، تبيت أو تنصرف ؟ » فقلت : يا سيّدي ، إن قضيت حاجتي بالانصراف أحبّ إليَّ.
قال : فتناول عليه السلام من تحت البساط قبضة ودفعها إليَّ ، فخرجت ودنوت من السراج ، فإذا هي دنانير حمر وصفر ، فأوّل دينار وقع في يدي رأيت نقشه كان عليه : « يا أبا محمّد ، الدنانير خمسون ، ستّة وعشرون منها لقضاء دينك ، وأربعة وعشرون لنفقة بيتك ».
فلمّا أصبحت فتشت الدنانير ، فلم أجد ذلك الدينار ، وإذا هي لم تنقص شيئاً.
وفيه ثلاث آيات.
٤٠٤ / ٧ ـ عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، قال : سمعت هشاماً العباسي يقول : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام يوماً أريد أن أسأله أن يعوّذني من صداع أصابني ، وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما ، فلمّا دخلت سألته عن مسائل فأجابني ، ونسيت حوائجي ، فلمّا قمت لأخرج وأردت أن أودّعه قال لي : « اجلس » فجلست بين يديه ، فوضع يده على رأسي وعوَّذني ، ثمّ دعا بثوبين سعيديين (٥) على عمل الموشى الذي كنت أطلبه ، فدفعهما إليَّ.
الهوامش
٣٩٨ / ١. الكافي ١ : ٣٥٥ / ١٣ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢١٩ / ٣١ ، اختيار معرفة الرجال : ٥٩٤ / ١١١٠ ، الاختصاص : ٨٤ ، مناقب ابن شهراشوب ٤ : ٣٧١ ، كشف الغمة ٢ : ٣٠٢ مع اختلاف فيه ، إعلام الورىٰ : ٣١٠ ، مدينة المعاجز : ٤٧٦ / ٢٢.
١. في ش : مررت.
٢. الملتزم : ويقال له المدعى والمتعوذ ، سمّي بذلك لالتزامه عند الدعاء والتعوذ ، وهو ما بين الحجر الأسود والباب .. ـ معجم البلدان ٥ : ١٩٠ ـ.
٣٩٩ / ٢. عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٠٨ / ١٠ ، اختيار معرفة الرجال : ٥٤٧ / ١٠٣٦ ، مناقب ابن شهراشوب ٤ : ٣٤٠ ، قرب الإِسناد : ١٤٨ ، كشف الغمة ٢ : ٢٩٩ ، مع اختلاف فيه ، اعلام الورىٰ : ٣١٠.
٣. في ر ، ك ، م : المضروبة.
٤٠٠ / ٣. عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢١١ / ١٧.
٤٠١ / ٤. عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢١٢ / ١٨ ، غيبة الطوسي : ٤٧ ، مثله.
٤٠٢ / ٥. عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢١٧ / ٢٧ ، بحار الأنوار ٤٩ / ٣٨ / ٢١.
٤. سورة القمر الآية : ٢٤.
٤٠٣ / ٦. عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢١٨ / ٢٩ ، بحار الأنوار ٤٩ : ٣٨ / ٢٢.
٤٠٤ / ٧. عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٢٠ / ٣٦ ، كشف الغمة ٢ : ٣٠٣ ، قطعة منه.
٥. السعيدية : من برود اليمن « لسان العرب ـ سعد ـ ٣ : ٢١٨ ».
مقتبس من كتاب : [ الثّاقب في المناقب ] / الصفحة : ٤٧٥ ـ ٤٨٠
التعلیقات