في ظهور آيات الإمام علي بن محمّد الهادي عليه السلام في معان شتى
ابن حمزة
منذ 3 سنواتفي ظهور آياته في معان شتى
وفيه : سبعة عشر حديثاً
483 / 1 ـ عن صالح بن سعيد قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام في يوم وروده سر من رأى وهو في خان الصعاليك ، فقلت له : جعلت فداك في كل الأمور ، أرادوا إطفاء نورك والنقص بك حتى أنزلوك في هذا الخان الأشنع خان الصعاليك .
فقال « ها هنا أنت يا ابن سعيد » ثم أومأ بيده الشريفة فإذا أنا بروضات أنيقات ، وأنهار جاريات ، وجنّات فيها خيرات عطرات ، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون ، فحار بصري ، وكثر عجبي فقال لي : « حيث كنا فهذا لنا عتيد يا ابن سعيد ، لسنا في خان الصعاليك » .
484 / 2 ـ عن محمّد بن الحسن الأشتر العلوي الحسيني ، قال : كنت مع أبي علىٰ باب المتوكل ، وأنا صبي ، في جمع من الناس في ما بين طالبي إلى عباسي إلى جعفري إلى غير ذلك ، إذ جاء أبو الحسن علي بن محمّد عليه السلام فترجل الناس كلّهم ، حتى دخل فقال بعضهم لبعض : لِم نترجل لهذا الغلام ؟ فما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا ولا بأعلمنا ! فقالوا : والله لا ترجلنا له . فقال أبو هاشم الجعفري : والله لتترجّلن له [ على ] صغره إذا رأيتموه . فما هو إلّا أن طلع وبصروا به حتّى ترجل له الناس كلّهم ، فقال لهم أبو هاشم : ألستم زعمتم أنّكم لا تترجلون له ؟ فقالوا : ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجلنا .
485 / 3 ـ عن الحسن بن محمّد بن علي ، قال : جاء رجل إلى علي بن محمّد بن علي بن موسى عليهم السلام وهو يبكي وترتعد فرائصه فقال : يا ابن رسول الله ، إن فلاناً ـ يعني الوالي ـ أخذ ابني واتهمه بموالاتك ، فسلّمه إلى حاجب من حجّابه ، وأمره أن يذهب به إلى موضع كذا فيرميه من أعلى جبل هناك ثمّ يدفنه في أصل الجبل . فقال عليه السلام : « فما تشاء ؟ » فقال : ما يشاء الوالد الشفيق لولده .
قال : « إذهب فإنَّ ابنك يأتيك غداً إذا أمسيت ويخبرك بالعجب من أمره » . فانصرف الرجل فرحاً .
فلمّا كان عند ساعة من آخر النهار غداً إذا هو بابنه قد طلع عليه في أحسن صورة فسرّه وقال : ما خبرك يا بني ؟ فقال : يا أبت ، إن فلاناً ـ يعني الحاجب ـ صار بي إلى أصل ذلك الجبل ، فأمسى عنده إلى هذا الوقت يريد أن يبيت هناك ثمّ يصعدني من غد إلى أعلى الجبل ويدهدهني لبئر حفر لي قبراً في هذه الساعة ، فجعلت أبكي وقوم موكّلون بي يحفظونني ، فأتاني جماعة عشرة لم أر أحسن منهم وجوهاً ، وأنظف منهم ثياباً ، وأطيب منهم روائح ، والموكّلون بي لا يرونهم فقالوا لي : ما هذا البكاء والجزع والتطاول والتضرع ؟ فقلت : ألا ترون قبراً محفوراً ، وجبلاً شاهقاً ، وموكّلين لا يرحمون يريدون أن يدهدهوني منه ويدفنوني فيه ؟ قالوا : بلى ، أرأيت لو جعلنا الطالب مثل المطلوب فدهدهناه من الجبل ودفناه في القبر ، أتحرر نفسك فتكون لقبر رسول الله (ص) خادماً ؟ قلت : بلى والله . فمضوا إليه ـ يعني الحاجب ـ فتناولوه وجرّوه وهو يستغيث ولا يسمع به أصحابه ولا يشعرون به ، ثمّ صعدوا به إلى الجبل ودهدهوه منه ، فلم يصل إلى الأرض حتّى تقطَّعت أوصاله ، فجاء أصحابه وضجّوا عليه بالبكاء واشتغلوا عنّي ، فقمت وتناولني العشرة ، فطاروا بي إليك في هذه الساعة ، وهم وقوف ينتظرونني ليمضوا بي إلى قبر رسول الله (ص) لأكون خادماً . ومضى .
فجاء الرجل إلى علي بن محمّد عليه السلام فأخبره ، ثمّ لم يلبث إلّا قليلاً حتّى جاء الخبر بأنّ قوماً أخذوا ذلك الحاجب فدهدهوه من ذلك الجبل فدفنه أصحابه في ذلك القبر ، وهرب ذلك الرجل الذي كان أراد أن يدفنه في ذلك القبر ، فجعل علي بن محمد عليه السلام يقول للرجل : « إنهم لا يعلمون ما نعلم » ويضحك .
486 / 4 ـ عن أبي الهيثم عبد الله بن عبد الرحمن الصالحي ، قال : إن أبا هاشم الجعفري شكا إلى مولانا أبي الحسن عليه السلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عندنا إلى بغداد ، فقال له : ادع الله تعالى يا سيدي ، فإنّي لا أستطيع ركوب الماء خوف الإِصعاد (1) والإِبطاء عنك ، فسرت إليك على الظهر ومالي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه ، فادع الله تعالى أن يقويني على زيارتك ، على وجه الأرض ، فقال : « قوّاك الله يا أبا هاشم ، وقوّى برذونك » .
قال : فكان أبو هاشم يصلي الفجر ببغداد ، ويسير على البرذون ، فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سر من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا سار على ذلك البرذون ، وكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت .
487 / 5 ـ عن علي بن مهزيار ، قال : إنّه صار إلى سر من رأى ، وكانت زينب الكذابة ظهرت وزعمت أنّها زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأحضرها المتوكل وسألها فانتسبت إلى علي بن أبي طالب وفاطمة ، فقال لجلسائه : كيف بنا بصحة أمر هذه ، وعند من نجده ؟ فقال الفتح بن خاقان : ابعث إلى ابن الرضا فاحضره حتّى يخبرك بحقيقة أمرها .
فأحضر عليه السلام فرحّب به المتوكل وأجلسه معه على سريره ، فقال : إنّ هذه تدعي كذا ، فما عندك ؟ فقال : « المحنة في هذا قريبة ، إنّ الله تعالى حرّم لحم جميع مَن ولدته فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام على السباع ، فألقوها للسباع ، فإنْ كانت صادقة لم تتعرض لها ، وإن كانت كاذبة أكلتها »
فعرض عليها فكذبت نفسها ، وركبت حمارها في طريق سر من رأى تنادي على نفسها وجاريتها على حمار آخر بأنّها زينب الكذّابة ، وليس بينها وبين رسول الله (ص) وعلي وفاطمة صلوات الله عليهم قرابة ، ثمّ دخلت الشام .
فلمّا أن كان بعد ذلك بأيّام ذكر عند المتوكل أبو الحسن عليه السلام ، وما قال في زينب ، فقال علي بن الجهم : يا أمير المؤمنين ، لو جرّبت قوله على نفسه فعرفت حقيقة قوله . فقال : أفعل ، ثمّ تقدّم إلى قوام السباع فأمرهم أن يجوعوها ثلاثة ويحضروها القصر فترسل في صحنه فنزل وقعد هو في المنظر ، وأغلق أبواب الدرجة ، وبعث إلى أبي الحسن عليه السلام فأحضر ، وأمره أن يدخل من باب القصر ، فدخل ، فلمّا صار في الصحن . أمر بغلق الباب ، وخلّى بينه وبين السباع في الصحن .
قال علي بن يحيى : وأنا في الجماعة وابن حمدون ، فلمّا حضر عليه السلام وعليه سواد وشقة (1) فدخل وأغلق الباب والسباع قد أصمّت الآذان من زئيرها ، فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه السباع وقد سكنت ، ولم نسمع لها حساً حتّى تمسحت به ، ودارت حوله ، وهو يمسح رؤوسها بكمّه ، ثمّ ضرب بصدورها الأرض ، فما مشت ولا زأرت حتّى صعد الدرجة ، وقام المتوكّل ودخل ، فارتفع أبو الحسن عليه السلام وقعد طويلاً ، ثمّ قام فانحدر ، ففعلت السباع به كفعلها في الأول ، وفعل هو بها كفعله الأول ، فلم تزل رابضة حتّى خرج من الباب الذي دخل منه ، وركب وانصرف ، وأتبعه المتوكّل بمال جزيل (2) صلة له .
وقال علي بن الجهم : فقمت وقلت يا أمير المؤمنين ، أنت إمام فافعل كما فعل ابن عمّك . فقال : والله لئن بلغني ذلك من أحد من الناس لأضربن عنقه وعنق هذه العصابة كلّهم . فوالله ما تحدّثنا بذلك حتّى قتل .
488 / 6 ـ وقد ذكر الحديث أبو عبد الله الحافظ النيسابوري في كتابه الموسوم بالمفاخر ، ونسبه إلى جدّه الرضا عليه السلام ، وهو أنّه قد دخل على المأمون وعنده زينب الكذّابة ، وكانت تزعم أنّها زينب بنت علي بن أبي طالب ، وأنّ علياً قد دعا لها بالبقاء إلى يوم القيامة ، فقال المأمون للرضا عليه السلام سلم : على أختك .
فقال : « والله ما هي بأختي ولا ولدها علي بن أبي طالب » . فقالت زينب : ما هو أخي ولا ولده علي بن أبي طالب . فقال المأمون للرضا عليه السلام : ما مصداق قولك هذا ؟؟
فقال : « إنا أهل بيت لحومنا محرّمة على السباع ، فاطرحها (1) إلى السباع ، فإنّ تك صادقة فإنّ السباع تعفى لحمها » . قالت زينب : ابتدئ بالشيخ . قال المأمون : لقد أنصفت . فقال له : أجل .
ففتحت بركة السباع فنزل الرضا عليه السلام إليها ، فلمّا رأته بصبصت (2) وأومأت إليه بالسجود ، فصلّى فيما بينها ركعتين وخرج منها .
فأمر المأمون زينب أن تنزل فأبت ، وطرحت للسباع فأكلتها .
قال المصنف رحمه الله ورضي عنه : إنّي وجدت في تمام هذه الرواية أنّ بين السباع كان سبعاً ضعيفاً ومريضاً ، فهمهم شيئاً في أذنه فأشار عليه السلام إلى أعظم السباع بشيء فوضع رأسه له ، فلمّا خرج قيل له : ما قلت لذلك السبع الضعيف ؟ وما قلت للآخر ؟ قال : « إنّه شكا إليَّ وقال : إنّي ضعيف ، فإذا طرح علينا فريسة لم أقدر على مؤاكلتها ، فأشر إلى الكبير بأمري ، فأشرت إليه فقبل » .
قال : فذبحت بقرة وألقيت إلى السباع ، فجاء الأسد ووقف عليها ومنع السباع أن تأكلها حتّى شبع الضعيف ، ثمّ ترك السباع حتّى أكلوها .
وقال المصنف رحمه الله : وأقول أيضاً إنّه غير ممتنع أن يكون ذلك غير الآخر ؛ وأنّ ما نسب في أمر أبي الحسن عليه السلام في زينب الكذَّابة غير منسوب إليها ، وإنّما فعل ذلك المتوكل ابتداءً ، وتعرض لأمر آخر ، لأنّه كان مشغوفاً بإيذاء أهل البيت عليهم السلام .
489 / 7 ـ عن محمّد بن الفرج ، قال : قال لي علي بن محمّد عليهما السلام : « إذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها وضع الكتاب تحت مصلّاك ، ودعه (1) ساعة ، ثمّ أخرجه وانظر إليه » .
قال محمّد : ففعلت ، فوجدت جواب ما سألت عنه موقعاً في الكتاب .
490 / 8 ـ عن شاهواه ، عن عبد الله بن سليمان الخلال قال : كنت رويت عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في أبي جعفر عليه السلام روايات تدل عليه ، فلمّا مضى أبو جعفر عليه السلام قلقت لذلك وبقيت متحيراً لا أتقدَّم ولا أتأخر ، وخفت أن أكتب إليه في ذلك ، ولا أدري ما يكون ، وكتبت إليه أسأله الدعاء أن يفرّج الله عنا في أسباب من قبل السلطان . (2) كنا نغتم بها من علمائنا ، فرجع الجواب بالدعاء وردَّ علينا الغلمان ، وكتب في آخر الكتاب : « أردت أن تسأل عن الخلف بعد مضي أبي جعفر عليه السلام ، فقلقت لذلك ، ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ) (3) صاحبك بعدي أبو محمد ابني ، عنده ما تحتاجون إليه ، يقدّم الله ما يشاء ويؤخر « ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) (4) ، قد كتبت بما فيه بيان وإقناع لذي عقل يقظان » .
491 / 9 ـ عن إسحاق الجلاب ، قال : اشتريت لأبي الحسن عليه السلام غنماً كثيرة ، فأدخلني في إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه ، فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني به ، فبعثت إلى أبي محمّد وإلى والدته وغيرهما ، ممّن أمرني ثمّ استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي ، وكان ذلك يوم التروية ، فقال : « تقيم غداً عندنا ثمّ تنصرف » فأقمت .
فلما كان يوم عرفة أقمت عنده وبت ليلة الأضحى في رواق له ، فلمّا كان في السحر أتاني وقال : « يا إسحاق ، قم » فقمت وفتحت عيني ، فإذا أنا على ( باب بغداد ) (1) ، فدخلت على والدي وأتاني أصحابي فقلت لهم : عرّفت بالعسكر ، وخرجت ببغداد إلى يوم العيد .
492 / 10 ـ عن زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال : مرضت فدخل عليَّ الطبيب ليلاً ، ووصف لي دواء بليلٍ آخذه كذا وكذا يوماً ، فلم يمكنني [ تحصيله من الليل ] فلم يخرج الطبيب من الباب حتّى ورد علي صرة بقارورة فيها ذلك الدواء بعينه ، فقال لي : أبو الحسن يقرئك السلام ويقول لك : « خذ الدواء واستعمله كذا وكذا يوماً » قال : فأخذته فبرئت .
قال محمّد بن علي قال زيد بن علي : أين الغلاة عن هذا الحديث .
493 / 11 ـ عن جماعة من أهل أصفهان ، منهم العياشي محمّد بن النضر ، وأبو جعفر بن محمّد بن علوية قالوا : كان بأصفهان رجل يقال له : عبد الرحمن ، وكان شيعياً ، قيل له : ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة عليّ النقي عليه السلام دون غيره من أهل زمانه ؟ .
قال : شاهدت ما أوجب ذلك عليّ ، وذلك أنّي كنت رجلاً فقيراً وكان لي لسان وجرأة ، فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين ، فأتينا باب المتوكل يوماً ، إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد النقي عليه السلام ، بعض من حضر : من هذا الرجل الذي أمر بإحضاره ؟ فقيل : هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته ، ( ثمّ قيل : ويقدّر أنّ المتوكل يحضره للقتل ) (1) .
فقلت : لا أبرح من ها هنا حتّى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو .
قال : فأقبل راكباً ، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفّين ، ينظرون إليه ، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي ، فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شرّ المتوكّل ، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته ، لا ينظر يمنة ولا يسرة ، وأنا دائم الدُّعاء له .
فلمّا صار إليَّ أقبل بوجهه عليَّ وقال : « قد استجاب الله دعاءك ، وطوّل عمرك ، وكثر مالك وولدك » . فارتعدت ووقفت بين أصحابي يسألوني وهم يقولون : ما شأنك ؟! فقلت : خيراً ، ولم أخبرهم بذلك .
فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ، ففتح الله عليّ وجوهاً من المال حتّى اليوم ، أغلق بابي على مائة ألف ألف درهم ، سوى مالي خارج الدار ، ورزقت عشرة من الأولاد ، وقد بلغت الآن من العمر نيفاً وسبعين سنة ، وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه فيَّ .
494 / 12 ـ عن يحيى بن هرثمة ، قال : دعاني المتوكل وقال : اختر ثلاثمائة ممّن تريد واخرجوا إلى الكوفة ، وخلّفوا أثقالكم فيها ، واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة ، وأحضروا علي بن محمّد النقي إلى عندي مكرّماً معظّماً مبجلاً .
قال : فقمت وخرجنا ، وكان في أصحابي قائد من الشراة (1) ، وكان لي كاتب متشيّع ، وأنا على مذهب الحشوية ، وكان ذلك الشاري يناظر الكاتب ، وكنت أسمع إلى مناظرتهما لقطع الطريق .
فلمّا صرنا وسط الطريق قال الشاري للكاتب : أليس من قول صاحبكم عليّ بن أبي طالب « ليس في الأرض بقعة إلَّا وهي قبر ، أو سيكون قبراً » ؟ فانظر إلى هذه البرية أين من يموت فيها حتّى يملأها الله قبوراً كما تزعمون ؟
قال : فقلت للكاتب : أهذا من قولكم ؟ قال : نعم . قلت : صدق ، أين من يموت في هذه البرية العظيمة حتّى تمتلئ قبوراً ؟ وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا .
قال : وسرنا حتّى دخلنا المدينة ، فقصدت بيت أبي الحسن عليّ بن محمد بن الرضا عليهم السلام ، فدخلت عليه فقرأ كتاب المتوكّل فقال : « انزلوا ، وليس من جهتي خلاف » .
قال : فلما حضرت إليه من الغد ، وكنا في تموز أشدَّ ما يكون من الحر ، فإذا بين يديه خياط وهو يقطع من ثياب غلاظ ـ خفاتين ـ له ولغلمانه ، ثمّ قال للخياط : « إجمع عليها جماعة من الخياطين ، واعمد على الفراغ منها يومك هذا وبكّر بها إليَّ في هذا الوقت » .
ثم نظر إليَّ وقال : « يا يحيى ، اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم ، واعمل على الرحيل غداً في هذا الوقت » .
قال : فخرجنا وإنّما بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيام ، فما يصنع بهذه الثياب ؟! ثمّ قلت في نفسي : هذا رجل لم يسافر ، وهو يقدّر (2) أنّ كلَّ سفر يحتاج فيه إلى هذه الثياب ، والعجب من الرَّافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه . فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت ، فإذا الثياب قد أحضرت ، فقال لغلمانه : « ادخلوا ، وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس » ثمَّ قال : « ارحل يا يحيى » فقلت في نفسي : هذا أعجب من الأوّل ، أيخاف أن يلحقنا الشّتاء في الطَّريق حتّى يأخذ معه اللبابيد والبرانس » .
فخرجت وأنا أستصغر فهمه حتّى إذا وصلنا إلى مواضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة ، واسودَّت وأرعدت وأبرقت حتّى إذا صارت على رؤوسنا أرسلت برداً من الصخور ، وقد شدَّ على نفسه وغلمانه الخفاتين ، ولبسوا اللبابيد والبرانس وقال لغلمانه : « ارفعوا إلى يحيى لبادة ، وإلى الكاتب برنساً » وتجمعنا والبرد يأخذنا حتّى قتل من أصحابي ثمانون رجلاً ، وزالت ، ورجع الحرُّ كما كان .
فقال لي : « يا يحيى ، أنزل من بقي من أصحابك ليدفن من مات ، فهكذا يملأ الله هذه البرية قبوراً » .
قال : فرميت نفسي عن الدابّة واعتذرت إليه ، وقبّلت ركابه ورجله ، وقلت : أشهد أن لا إله إلَّا الله ، وأنّ محمَّداً رسول الله ، وأنّكم خلفاء الله في أرضه ، وقد كنتُ كافراً ، وإني الآن أسلمت على يديك يا مولاي .
قال : فتشيعت ، ولزمت خدمته إلى أن مضى .
495 / 13 ـ عن هبة الله بن أبي منصور الموصلي ، قال : كان بديار ربيعة كاتب لنا نصراني وكان من أهل كفرتوثا (1) يسمّى ( يوسف بن يعقوب ) وكان بينه وبين والدي صداقة .
قال : فوافى ونزل عند والدي فقال : ما شأنك قدمت في هذا الوقت ؟ قال : قد دعيت إلى حضرة المتوكل ، ولا أدري ما يراد مني ، إلَّا أنّي قد اشتريت نفسي من الله تعالى بمائة دينار قد حملتها لعلي بن محمّد بن الرضا عليهم السلام معي ، فقال له والدي : وفقت في هذا .
قال : وخرج إلى حضرة المتوكل وانصرف إلينا بعد أيّام قلائل فرحاً مستبشراً ، فقال له أبي : حدّثني بحديثك .
قال : سرت إلى سر من رأى وما دخلتها قط ، فنزلت في دار وقلت : يجب أن أوصل المائة دينار إلى أبي الحسن بن الرضا عليه السلام قبل مصيري إلى باب المتوكل ، وقبل أن يعرف أحد قدومي .
قال : فعرفت أن المتوكّل قد منعه من الركوب ، وأنّه ملازم لداره ، فقلت : كيف أصنع ؟ رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا ، لا آمن أن ينذر بي (2) فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره .
قال : فتفكّرت ساعة في ذلك ، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج من البلد ، ولا أمنعه من حيث يريد ، لعلي أقف على معرفة داره من غير أن أسأل أحداً .
قال : فجعلت الدراهم في كاغذة وجعلتها في كمي ، وركبت فكان الحمار يخرق الشوارع والأسواق يمرّ حيث يشاء ، إلى أن صرت إلى باب دار ، فوقف الحمار ، فجهدت أن يزول فلم يزل ، فقلت للغلام : سل لمن هذه الدار ؟ فقيل : هذه دار ابن الرضا عليه السلام . فقلت : الله أكبر ، دلالة والله مقنعة .
قال : فإذا خادمٌ أسود قد خرج فقال : أنت يوسف بن يعقوب ؟ قلت : نعم . قال : إنزل ، فنزلت ، فأقعدني في الدهليز ، ودخل ، فقلت في نفسي : وهذه دلالة أخرى ، مَن أين يعرف هذا الخادم اسمي وليس في هذا البلد أحد يعرفني ولا دخلته قط ؟!
قال : فخرج الخادم وقال : المائة دينار الَّتي في كمك في الكاغذ هاتها . فناولته إيَّاها وقلت : هذه ثالثة ، ثمّ رجع إليَّ وقال : ادخل ، فدخلت إليه وهو في مجلسه وحده ، فقال : « يا يوسف ، أما بان لك ؟ » فقلت : يا مولاي ، قد بان من البراهين ما فيه كفاية لمن اكتفى . فقال : « هيهات هيهات ، أما إنَّك لا تُسلم ولكن سيُسلم ولدك فلان ، وهو من شيعتنا ، يا يوسف ، إنّ أقواماً يزعمون أنّ ولايتنا لا تنفع أمثالك ، كذبوا والله ، إنّها لتنفع أمثالك ، امض فيما وافيت فإنّك سترى ما تحبُّ » .
قال : فمضيت إلى باب المتوكّل فقلت كلما أردت وانصرفت .
قال هبة الله : فلقيت ابنه بعد هذا وهو مُسلم حسن التشيع ، فأخبرني أنّ أباه مات على النصرانيّة ، وأنّه أسلم بعد موت والده ، وكان يقول : أنا بشارة مولاي عليه السلام .
496 / 14 ـ عن أبي هاشم الجعفري ، قال : ظهر برجل من أهل سر من رأى من البرص ما ينغص عليه عيشه ، فجلس يوماً إلى أبي عليّ الفهريِّ ، فشكا إليه حاله فقال له : لو تعرَّضت يوماً لأبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام فتسأله أن يدعو لك رجوت أن يزول عنك .
فجلس له يوماً في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكِّل ، فلمّا رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك ، فقال : « تنحَّ عافاك الله » ثلاث مرات ، فابتعد الرجل ولم يجسر (1) أن يدنو منه ، وانصرف ، فلقي الفهريَّ فعرَّفه الحال وما قال : قال : قد دعا لك قبل أن تسأله ، فامضِ فإنّك ستعافى ، فانصرف الرجل إلى بيته فبات ليله ، فلمّا أصبح لم ير على بدنه شيئاً من ذلك .
497 / 15 ـ عن زرافة حاجب المتوكل ، قال : وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب لعب الحقة ولم ير مثله ، وكان المتوكّل لعّاباً ، فأراد أن يُخجِلَ علي بن محمد بن الرضا عليه السلام فقال لذلك الرّجل : إن أخجلته أعطيتك ألف دينار .
قال : تقدّم بان يخبز رقاقاً خفافاً واجعلها على المائدة وأقعدني إلى جنبه ، فقعدوا وأحضر علي بن محمد عليهما السلام للطعام ، وجعل له مسورة عن يساره ، وكان عليها صورة أسد ، وجلس اللاعب إلى جنب المسورة ، فمد علي بن محمد عليه السلام يده إلى رقاقة فطيّرها ذلك الرجل في الهواء ومدّ يده إلى أخرىٰ ، فطيّرها ذلك الرجل ، ومد يده إلى أخرى فطيرها فتضاحك الجميع .
فضرب علي بن محمد عليهما السلام يده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في المسورة وقال : « خذيه » . فابتلعت الرجل ، وعادت كما كانت إلى المسورة .
فتحير الجميع ونهض أبو الحسن عليّ بن محمد عليهما السلام فقال له المتوكل : سألتك إلَّا جلست ورددته . فقال : « والله لا تراه بعدها ، أتسلط أعداء الله على أولياء الله ؟! » (1) . وخرج من عنده ، فلم ير الرجل بعد ذلك (2) .
498 / 16 ـ عن أبي العباس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب ، قال : كنّا مع المعتز ، وكان أبي كاتبه ، فدخلنا الدار والمتوكل على سريره قاعد ، فسلّم المعتزّ ووقف ووقفت خلفه ، وكان عهدي به إذا دخل عليه رحّب به وأمره بالقعود ونظرت إلى وجهه يتغير ساعة بعد ساعة ، ويقبل على الفتح بن خاقان ويقول : هذا الَّذي يقول فيه ما يقول . ويرد عليه القول ، والفتح مقبل عليه يسكنه ويقول : مكذوب عليه يا أمير المؤمنين . وهو يتلظى ويقول : والله لأقتلنّ هذا المرائي الزنديق ، وهو الذي يدَّعي الكذب ، ويطعن في دولتي .
ثمّ قال : جئني بأربعة من الخزر وأجلاف لا يفقهون . فجيء بهم ، ودفع إليهم أربعة أسياف ، وأمرهم أن يرطنوا بألسنتهم إذا دخل أبو الحسن ، وأن يقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه ويقتلوه ، وهو يقول : والله لأحرقنّه بعد القتل . وأنا منتصب قائم خلفه من وراء الستر ، فما علمت إلَّا بأبي الحسن عليه السلام قد دخل ، وقد بادر الناس قدَّامه فقالوا : جاء والتفتّ ورائي وهو غير مكترث (1) ولا جازع ، فلمّا بصر به المتوكل رمى بنفسه من السرير إليه وهو بسيفه فانكبّ عليه يقبّل بين عينيه ، واحتمل يده بيده ، وهو يقول : يا سيدي ، يا ابن رسول الله ، ويا خير خلق الله ، يا ابن عمي ، يا مولاي ، يا أبا الحسن . وأبو الحسن يقول : « أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا » . فقال : ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت ؟ قال : « جاءني رسولك » فقال المتوكل : كذب ابن الفاعلة ، ارجع يا سيدي من حيث جئت ، يا فتح ، يا عبد الله ، يا معتز ، شيّعوا سيدي وسيدكم .
فلمّا بصر به الخزر خرّوا سجّداً مذعنين ، فلمّا خرج دعاهم المتوكل ثمّ أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون ، ثمّ قال لهم : لم لا تفعلوا ما أمرتكم به ؟ قالوا : لشدَّة هيبته ، ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن ننالهم ، فمنعنا ذلك عمّا أمرنا به ، وامتلأت قلوبنا رعباً من ذلك . فقال المتوكل : هذا صاحبكم ، وضحك في وجه الفتح ، وضحك الفتح في وجهه وقال : الحمد لله الذي بيّض وجهه وأرانا (1) حجّته .
قال المصنف رحمه الله : وأظن أنّ القصة التي ذكرتها قبل وأسندتها إلى جماعة أهل أصفهان وتشيّع عبد الرحمن الأصفهاني ، والخبر عمّا رواه من الأخبار عمّا في قلبه والدعاء له ، وإجابة الدعاء كان في ذلك اليوم ، ولا أبعد أن يكون من أمر المتوكل بقتله من الغلمان الخزرية وإحياء أبي الحسن عليه السلام إيّاهم ، هؤلاء الذين خرّوا له سجّداً في ذلك اليوم ، والله أعلم .
499 / 17 ـ وأمّا حديث المخالي (1) فمشهور ، وذلك أنّ الخليفة أمر العسكر وهم تسعون (2) ألف فارس من الأتراك السَّاكنين بسرّ من رأى أن يملأ كلُّ واحد منهم مخلاة فرسه من الطين الأحمر ، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك ، ففعلوا .
فلمّا صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعىٰ أبا الحسن عليه السلام واستصعده وقال : استحضرك للنظارة ، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف (3) ويحملوا الأسلحة ، وقد عرضوا بأحسن زينة ، وأتمّ عدة ، وأعظم هيبة ، وكان غرضه أن يكسر كلّ من يخرج عليه ، وكان خوفه من أبي الحسن عليه السلام أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج على الخليفة .
فقال له أبو الحسن عليه السلام : « وهل أعرض عليك عسكري ؟ » فقال : نعم .
فدعا الله سبحانه ، فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون ، فغشي على المتوكل ، فلمّا أفاق قال له أبو الحسن عليه السلام : « نحن لا ننافسكم في الدنيا ، نحن مشتغلون بأمر الآخرة ، ولا عليك ممّا تظن » .
الهوامش
1. بصائر الدرجات : 426 ، 427 ، الكافي 1 : 417 ، ارشاد المفيد : 334 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 411 ، كشف الغمة 2 : 383 ، إعلام الورىٰ : 348 ، روضة الواعظين : 137 ، عيون المعجزات : 137 ، الأنوار البهية : 239 .
2. الخرائج والجرائح 2 : 675 / 7 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 407 ، كشف الغمة 2 : 398 ، إعلام الورىٰ : 343 .
3. مناقب ابن شهراشوب 4 : 416 .
4. الخرائج والجرائح 2 : 672 / 1 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 409 ، إعلام الورىٰ : 344 .
(1) الإِصعاد : أي الارتفاع لأن نهر دجلة ينحدر إلى بغداد ، لذا تسير السفينة بالاتجاه المعاكس لانحدار النهر .
5. مروج الذهب 4 : 86 ، الخرائج والجرائح 1 : 404 / 11 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 416 ، باختلاف فيهما ، حلية الأبرار 2 : 468 ، مدينة المعاجز : 548 / 54 ، ملحقات احقاق الحق 19 : 614 .
(1) في ر ، ك ، م : سيفه .
(2) في م : جليل .
6. كشف الغمة 2 : 260 ، قطعة منه باختلاف .
(1) في ش ، ص : فأظهرها . وفي ر : على ، بدل : إلى .
(2) في ش ، ص : هفهفت .
7. الخرائج والجرائح ١ : ٤١٩ / ٢٢ .
(١) في « م » : وادعو .
٨. اثبات الوصية : ٢٠٨ .
(٢) في « م » : الشيطان .
(٣) التوبة الآية : ١١٥ .
(٤) البقرة الآية : ١٠٦ .
9. الكافي 1 : 417 / 3 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 411 .
(1) في « م » : بناء ببغداد .
10. الكافي 1 : 420 / 9 ، ارشاد المفيد : 332 ، الخرائج والجرائح 1 : 406 / 12 ، كشف الغمة 2 : 389 ، الهداية الكبرى : 314 ، مدينة المعاجز : 540 / 11 .
11. الخرائج والجرائح 1 : 392 / 1 ، كشف الغمة 2 : 389 ، الصراط المستقيم 2 : 202 / 3 ، وفيه : باختصار ، مدينة المعاجز : 546 / 48 .
(1) في « م » : أمر المتوكل بحضوره .
12. الخرائج والجرائح 1 : 393 / 2 ، كشف الغمة 2 : 390 ، مدينة المعاجز : 546 / 49 .
(1) الشراة : الخوارج « مجمع البحرين ـ شرا ـ 1 : 245 » .
(2) في ر ، ص ، ك : يظن ، وفي م : يعد .
13. الخرائج والجرائح 1 : 396 / 3 ، كشف الغمة 2 : 392 ، مدينة المعاجز : 547 / 50 .
(1) كفرتوثا : قرية كبيرة من أعمال الجزيرة ، ويقال : إنها من قرىٰ فلسطين « معجم البلدان 4 : 468 » .
(2) ينذر بي : أي يعلمون بي ، انظر « لسان العرب ـ نذر ـ 5 : 201 » .
14. الخرائج والجرائح 1 : 399 / 5 ، كشف الغمة 2 : 393 ، مدينة المعاجز : 547 / 51 .
(1) في ر ، ك : يحسن .
15. مدينة المعاجز : 548 / 52 .
(1) في ر : سلطت أولياء الله على أعداء الله .
16. الخرائج والجرائح 1 : 417 / 21 ، كشف الغمة 2 : 395 ، الصراط المستقيم 2 : 205 ، وفيه : باختصار ، حلية الأبرار 2 : 465 ، مدينة المعاجز : 550 / 59 .
(1) في ك زيادة : به .
(2) في ش ، ص ، ك : وأنار .
17. الخرائج والجرائح 1 : 414 / 19 ، كشف الغمة 2 : 395 ، الصراط المستقيم 2 : 205 / 15 ، وفيه باختصار ، مدينة المعاجز : 550 / 57 .
(1) المخالي أو تل المخالي : تل عند سرّ من رأى ، مراصد الاطلاع 1 : 272 » .
(2) في ش ، ص ، سبعون .
(3) التجافيف : جمع تجفاف بالكسر ، وهو آلة للحرب يلبسها الفَرَس تقيه الجراح « لسان العرب ـ جفف ـ 9 : 30 » .
مقتبس من كتاب : [ الثاقب في المناقب ] / الصفحة : 542 ـ 558
التعلیقات