المنع عن استعمال الرأي في الدين عند أهل البيت عليهم السلام
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 7 سنواتالمنع عن استعمال الرأي في الدين عند أهل البيت عليهم السلام
الوارد عن الأئمّة أهل البيت عليهم السلام المنع عن استعمال الرأي في الدين منعاً شديداً ، والروايات في ذلك كثيرة جدّاً :
منها :
وعنه ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبد الله العقيلي ، عن عيسى بن عبد الله القرشي ، قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال له : يا با حنيفة ! بلغني : أنك تقيس ؟ قال : نعم ، قال : لا تقس ، فإنَّ أوَّل من قاس إبليس. الحديث. (1)
ومنها :
وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن السنّة لا تقاس ، ألا ترى أنَّ المرأة تقضي صومها ، ولا تقضي صلاتها ، يا أبان إنَّ السنّة اذا قيست محق الدين. (2)
ومنها :
قال : وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضادَّ الله حيث أحلَّ ، وحرَّم فيما لا يعلم. (3)
ومنها :
وعن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، ومحمّد بن سنان جميعاً ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، عن أبيه ( عليه السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا رأي في الدين. (4)
ومنها :
وعن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن محمّد بن مسلم ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) بمنى إذ أقبل أبو حنيفة على حمار له ، فلما جلس قال : إنّي أُريد أن اُقايسك ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ليس في دين الله قياس. الحديث. (5)
وقد استدلّ الأئمّة عليهم السلام على بطلان القياس واستعمال الرأي بأدلّة دامغة ، نذكر بهذا الصدد رواية واحدة :
أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال لأبي حنيفة في احتجاجه عليه في إبطال القياس : أيّما أعظم عند الله ؟ القتل ، أو الزنا ؟ قال : بل القتل ، فقال ( عليه السلام ) : فكيف رضي في القتل بشاهدين ، ولم يرضَ في الزنا إلاّ بأربعة ؟! ثمّ قال له : الصلاة أفضل ، أم الصيام ؟ قال : بل الصلاة أفضل قال ( عليه السلام ) : فيجب ـ على قياس قولك ـ على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام ، وقد أوجب الله عليها قضاء الصوم دون الصلاة ، ثمَّ قال له : البول أقذر ، أم المني ؟ فقال : البول أقذر ، فقال : يجب ـ على قياسك ـ أن يجب الغسل من البول دون المني ، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) : ـ تزعم أنك تفتي بكتاب الله ، ولست ممّن ورثه ، وتزعم أنّك صاحب قياس ، وأوَّل من قاس إبليس ولم يُبْنَ دين الله على القياس ، وزعمت أنك صاحب رأي ، وكان الرأي من الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) صواباً ، ومن غيره خطأً ، لأنَّ الله تعالى قال : ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ ) ولم يقل ذلك لغيره. الحديث. (6)
الهوامش
1. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 39 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.
2. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 41 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.
3. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 41 ـ 42 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.
4. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 51 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.
5. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 52 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.
6. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 48 ـ 49 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.
التعلیقات