علائم ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، ما هي ؟
الشيخ حسن محمّد مكّي العاملي
منذ 5 سنواتعلائم ظهوره ، ما هي ؟
إذا كان للإمام الغائب ، ظهوراً بعد غيبة طويلة ، فلا بدّ من أن يكون لظهوره علائم وأشراط ، تخبر عن ظهوره ، فما هي هذه العلائم ؟
الجواب : إنّ ما جاء في كتب الأحاديث من الحوادث والفتن الواقعة في آخر الزمان على قسمين :
قسم هو من أشراط الساعة وعلامات دنو القيامة.
وقسم هو ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر.
وربّما وقع الخلط بينهما في الكتب ، ونحن نذكر القسم الثاني منهما ، وهو عبارة عن أُمور عدّة ، منها :
1 ـ النداء في السماء.
2 ـ الخسوف والكسوف في غير مواقعهما.
3 ـ الشقاق والنفاق في المجتمع.
4 ـ ذيوع الجور والظلم والهرج والمرج في الأُمّة.
5 ـ ابتلاء الإنسان بالموت الأحمر والأبيض.
6 ـ قتل النفس الزكيّة.
7 ـ خروج الدجال.
8 ـ خروج السفياني.
و غير ذلك ممّا جاء في الأحاديث الإسلاميّة (1).
هذه هي علامات ظهوره ، ولكن هناك أُموراً تمهّد لظهوره ، وتسهّل تحقيق أهدافه نشير إلى أبرزها :
1 ـ الاستعداد العالمي : والمراد منه أنّ المجتمع الإنساني ـ بسبب شيوع الفساد ـ يصل إلى حدّ ، يقنط معه من تحقّق الإصلاح بيد البشر ، وعن طريق المنظّمات العالميّة التي تحمل عناوين مختلفة ، وأنّ ضغط الظلم والجور على الإنسان يحمله على أن يذعن ويقرّ بأنّ الإصلاح لا يتحقّق إلّا بظهور إعجاز إلهي ، وحضور قوة غيبيّة ، تدمر كل تلك التكتلات البشريّة الفاسدة ، التي قيّدت بأسلاكها أعناق البشر.
2 ـ تكامل العقول : إنّ الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام لا تتحقّق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للأعداء ، وإنّما تتحقّق برغبة الناس إليها ، وتأييدهم لها ، لتكامل عقولهم ومعرفتهم.
يقول الإمام الباقر عليه السلام في حديث له يرشد فيه إلى أنّه إذا كان ذلك الظرف ، تجتمع عقول البشر وتكتمل أحلامهم : « إذا قام قائمنا ، وضع الله يده على رؤوس العباد ، فيجمع بها عقولهم ، تكتمل به أحلامهم » (2).
فقوله عليه السلام : يجمع بها عقولهم ، بمعنى أنّ التكامل الاجتماعي يبلغ بالبشر إلى الحدّ الذي يقبل فيه تلك الموهبة الإلهيّة ، ولن يترصد للثورة على الإمام والإنقلاب عليه ، وقتله أو سجنه.
3 ـ تكامل الصناعات : إنّ الحكومة العالميّة الموحّدة لا تتحقّق إلّا بتكامل الصناعات البشريّة ، بحيث يسمع العالم كلّه صوته ونداءه ، وتعاليمه قوانينه في يوم واحد وزمن واحد.
قال الإمام الصادق عليه السلام « إنّ المؤمن في زمان القائم ، وهو بالمشرق ، يرى أخاه الذي في المغرب ، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي بالمشرق » (3).
4 ـ الجيش الثوري العالمي : إنّ حكومة الإمام المهدي عليه السلام : وإن كانت قائمة على تكامل العقول ، ولكن الحكومة لا تستغني عن جيش فدائي ثائر وفعال ، يمهّد الطريق للإمام عليه السلام ، ويواكبه بعد الظهور إلى تحقّق أهدافه وغاياته المتوخّاة.
إلى هنا تمّ البحث عن الإمامة ، بالصورة التي تلائم العصر ، وقد ركزنا على أهمّ الموضوعات ، وتركنا البحث عن غيرها إلى الكتب المعدّة لها. ويقع البحث فيما يلي في المعاد ، وحشر الإنسان في النشأة الأُخرى ، وهو الأصل الأصيل في الشرائع السماويّة (4).
الهوامش
1. لاحظ في الوقوف على هذه العلائم : بحار الأنوار ، ج 52 ، الباب 25 ، ص 181 ـ 308.
كتاب المهدي ، للسيّد صدر الدين الصدر 1373 م. ومنتخب الأثر ، ص 424 ـ 462.
2. منتخب الأثر ، ص 483.
3. منتخب الأثر ، ص 483.
4. ومن حسن الختام ، فراغنا من تدوين هذه المباحث ليلة الجمعة ، الخامس عشر من شهر رمضان المبارك ، عشية ولادة الإمام الطاهر الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبي محمّد المجتبى ، من شهور عام 1309 للهجرة النبويّة ، أسأله تعالى إدامة توفيقه لإخراج جميع ما تبقّى من المباحث التي تدور حول معادل الإنسان.
مقتبس من كتاب : [ الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل ] / الصفحة : 151 ـ 153
التعلیقات
١