باب زيارة فاطمة صلوات الله عليها وموضع قبرها
العلامة المجلسي
منذ 3 سنوات* ( باب ) *
* « ( زيارة فاطمة صلوات الله عليها وموضع قبرها ) » *
1 ـ ن : أبي وابن الوليد والعطّار وماجيلويه وابن المتوكّل جميعاً عن محمّد العطّار وأحمد بن إدريس معاً عن سهل ، عن البزنطي ورواه ابن شهر اشوب أيضاً في المناقب عن البزنطي (1) قال : سألت الرِّضا عليه السلام عن قبر فاطمة عليها السلام فقال : دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو اُميّة في المسجد صارت في المسجد (2).
2 ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : سألت الرِّضا عليه السلام عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله أيّ مكان دفنت ؟ فقال : سأل رجل جعفراً عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر فقال له عيسى : دفنت في البقيع فقال الرّجل : ما تقول ؟ فقال : قد قال لك ، فقلت له : أصلحك الله ما أنا وعيسى بن موسى ؟ أخبرني عن آبائك ! فقال : دفنت في بيتها (3).
3 ـ مع : ابن المتوكّل ، عن السّعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة ومنبري على ترعة من ترع الجنة.
لأنَّ قبر فاطمة عليها السلام بين قبره ومنبره ، قبرها روضة من رياض الجنة وإليه ترعة من ترع الجنة.
قال الصّدوق ره : والصحيح عندي في موضع قبر فاطمة عليها السلام مارواه أبي عن محمّد العطّار وساق الحديث كما مرّ (4).
4 ـ يب : ذكر الشيخ في الرسالة إنّك تأتي الرّوضة فتزور فاطمة عليها السلام لأنّها مقبورة هناك وقد اختلف أصحابنا في موضع قبرها فقال بعضهم : إنّها دفنت في البقيع وقال بعضهم : إنّها دفنت بالرّوضة ، وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها فلمّا زاد نبوأ اُميّة في المسجد صارت من جملة المسجد وهاتان الرّوايتان كالمتقاربتين والأفضل عندي أن يزور الانسان في الموضعين جميعاً إنّه لا يضرّه ذلك ويحوز به أجراً عظيماً ، وأما من قال إنّها دفنت في البقيع فبعيد من الصّواب (5).
بيان : الأظهر أنّها صلوات الله عليها مدفونة في بيتها وقد قدّمنا الأخبار في ذلك ولعلّ ، خبر ابن أبي عمير محمول على توسعة الرّوضة بحيث تشمل بيتها ويؤيده ما تقدَّم في باب زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله من خبر جميل وفيه أنَّ علامة القبر المعلومة الاٰن متأخّرة عن قبره صلّى الله عليه وآله وليست في جهة الرّوضة إلَّا أن يقال إنَّ العلامة لا أصل لها ، والقبر في جانب الرّوضة.
5 ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام الصّلاة في بيت فاطمة عليها السلام أفضل أو في الروضة ؟ قال : في بيت فاطمة عليها السلام (6).
6 ـ كا : العدّة ، عن سهل ، عن أيّوب بن نوح وصفوان وابن أبي عمير و غير واحد ، عن جميل بن درّاج قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : الصّلاة في بيت فاطمة عليها السّلام مثل الصّلاة في الرّوضة ؟ قال : وأفضل (7).
7 ـ كا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن معاوية ابن وهب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بيت عليّ وفاطمة عليها السلام ما بين البيت الّذي فيه النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى الباب الّذي يحاذي الزّقاق إلى البقيع قال : فلو دخلت من ذلك الباب والحايط كأنّه أصاب منكبك الأيسر (8).
8 ـ كا : الحسين بن محمّد ، عن المعلّى ، عن الوشّا والعدة عن سهل ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ، عن حماد بن عثمان ، عن القاسم بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا دخلت من باب البقيع فبيت عليّ صلوات الله عليه على يسارك قدر ممرّ عنز من الباب وهو إلى جانب بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وباباهما جميعاً مقرونان (9).
9 ـ يب : محمّد بن أحمد بن داود ، عن عليّ بن حبشي بن قوني ، عن عليّ ابن سليمان الزراري ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن الخيبري عن يزيد بن عبدالملك ، عن أبيه ، عن جدِّه قال : دخلت على فاطمة عليها السلام فبدأتني بالسّلام ثمَّ قالت : ماغدا بك ؟ قلت : طلب البركة قالت : أخبرني أبي وهو ذا هو أنّه من سلّم عليه وعليّ ثلاثه أيّام أوجب الله له الجنّة قلت لها : في حياته وحياتك ؟ قالت : نعم وبعد موتنا (10).
10 ـ مصباح الأنوار : عن أمير المؤمنين عليه السلام عن فاطمة عليها السلام قالت : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا فاطمة من صلّى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة.
11 ـ يب : محمّد بن أحمد بن داود ، عن محمّد بن وهبان البصري ، عن الحسن ابن محمّد بن الحسن السّيرافي ، عن العبّاس بن الوليد المنصوري ، عن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن محمّد العريضي قال : حدّثنا أبوجعفر عليه السلام ذات يوم قال : إذا صرت إلى قبر جدّتك فاطمة عليها السلام فقل : يا ممتحنة امتحنك الله الّذي خلقك قبل أن يخلقك ، فوجدك لما امتحنك صابرة وزعمنا أنّا لك أولياء ومصدِّقون وصابرون لكلِّ ما أتانا به أبوك وأتانا به وصيّه ، فانّا نسئلك إن كنّا صدقناك إلّا ألحقتنا بتصديقنا لهما لنبشّر أنفسنا بأناقد طهرنا بولايتك (11).
12 ـ أقول : ثمَّ قال الشيخ ـ رحمه الله ـ هذه الزّيارة وجدتها مروية لفاطمة عليها السلام ، وأمّا ما وجدت أصحابنا يذكرونه من القول عند زيارتها عليها السلام فهو أن تقف على أحد الموضعين الّذين ذكرناهما وتقول : السّلام عليك يا بنت رسول الله ، السّلام عليك يا بنت نبيّ الله ، السّلام عليك يا بنت حبيب الله ، السّلام عليك يا بنت خليل الله ، السّلام عليك يا بنت صفيّ الله ، السّلام عليك يا بنت أمين الله ، السّلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ورسله وملائكته ، السّلام عليك يا بنت خير البريّة ، السّلام عليك يا سيّدة نساء العالمين من الأوَّلين والاٰخرين ، السّلام عليك يا زوجة وليّ الله وخير الخلق بعد رسول الله ، السّلام عليك يا اُمّ الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ، السّلام عليك أيّتها الصّدّيقة الشّهيدة السّلام عليك أيّتها الرّضيّة المرضيّة ، السّلام عليك أيّتها الفاضلة الزّكيّة ، السّلام عليك أيّتها الحوراء الانسيّة ، السّلام عليك أيتها التقيّة النقيّة ، السّلام عليك أيّتها المحدّثة العليمة ، السّلام عليك أيّتها المغصوبة المظلومة ، السّلام عليك أيّتها المضطهدة المقهورة ، السّلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته.
صلّى الله عليك وعلى روحك وبدنك ، أشهد أنّك مضيت على بيّنة من ربّك وأنَّ من سرَّك فقد سرّ رسول الله ، ومن جفاك فقد جفا رسول الله ، ومن آذاك فقد آذى رسول الله ، ومن وصلك فقد وصل رسول الله ، ومن قطعك فقد قطع رسول الله ، لأنّك بضعة منه وروحه الّتي بين جنبيه كما قال صلّى الله عليه وآله : اُشهد الله ورسله و ملائكته أنّي راض عمّن رضيت عنه ، ساخط على من سخطت عليه ، متبرّيء ممّن تبرّأت منه ، موال لمن واليت ، معاد لمن عاديت ، مبغض لمن أبغضت ، محبّ لمن أحببت ، وكفى بالله شهيداً وحسيباً وجازياً ومثيباً ـ ثمَّ تصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام.
بيان : الحبيب المحبوب وقد يطلق على المحبّ ، والخليل الصّديق المختصّ ، ووليّ الله محبّه أو من جعله الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، والشّباب بالفتح جمع الشّاب وكونهما سيّدي شباب أهل الجنّة يقتضي كونهما سيّدي جميع أهل الجنة ويخصّ برسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما ، ويحتمل أن يكون المراد من مات شاباً من الأنبياء وغيرهم وفيه نظر ، لأنّهما عليهما السلام لم يموتا شابين ويحتمل أن يكون النبيّ صلّى الله عليه وآله وصفهما بذلك حين كونهما شابّين يفضّلهما على كلِّ شاب يعلم الله أنّه يدخل الجنّة ، وإنّما أطلق عليها الحوراء لأنها كانت متّصفة بصفاتهنّ كعدم رؤية الطمث وعدم اتّصافها بذمائم الأخلاق الّتي تتّصف بها النّساء وجمالها وكمالها.
وقال الكفعميُّ ـ ره ـ : المحدَّثة قرئت بكسر الدال وفتحها ، ومعنى الكسر أنّها عليها السلام تحدّث عن أبيها بما روته عنه وسمعته منه ، ومعنى الفتح ما روي في الحديث أنّها عليها السلام كانت تحدِّثها الملائكة انتهى.
أقول : الصّواب الفتح كما دلّت عليه الأخبار الّتي قدّمناها في باب أسمائها عليها السّلام ، والمضطهدة بفتح الهاء المقهورة والبضعة بالفتح وقد يكسر القطعة من اللّحم.
13 ـ يه : اختلفت الرّوايات في موضع قبر فاطمة عليها السلام فمنهم من روى أنها دفنت بين القبر والمنبر وأنَّ النبي صلّى الله عليه وآله إنّما قال بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة لأنَّ قبرها بين القبر والمنبر ، ومنهم من روى انّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو اُميّة في المسجد صارت في المسجد ، وهذا هو الصّحيح عندي وإنّي لما حججت بيت الله الحرام كان رجوعي على المدينة بتوفيق الله تعالى ذكره فلمّا فرغت من زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله قصدت إلى بيت فاطمة عليها السلام وهو من الأسطوانة الّتي تدخل إليها من مقام جبرئيل إلى مؤخّر الحظيرة الّتي فيها النبيّ صلّى الله عليه وآله فقمت عند الحظيرة ويساري إليها وجعلت ظهري إلى القبلة واستقبلتها بوجهي وأنا على غسل وقلت : السّلام عليك يا بنت رسول الله ، وذكر نحوا ممّا ذكره الشيخ إلى قوله وجازياً ومثيباً ، فقال ـ ره ـ : ثمَّ قل : اللّهمَّ صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمّد بن عبدالله خاتم النبيّين وخير الخلائق أجمعين ، وصلِّ على وصيّه عليِّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام المسلمين وخير الوصيّين ، وصلّ على فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء العالمين وصلِّ على سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين ، وصل على زين العابدين ، عليِّ بن الحسين ، وصلّ على محمّد بن عليّ باقر العلم ، وصلِّ على الصّادق عن الله جعفر بن محمّد ، وصلّ على الكاظم الغيظ في الله موسى بن جعفر ، وصلِّ على الرِّضا عليّ بن موسى ، وصلِّ على التّقي محمّد بن عليّ ، وصلِّ على النقي عليِّ بن محمّد ، وصلِّ على الزَّكي الحسن بن علي ، وصلّ على الحجّة ابن الحسن بن علي ، اللّهمَّ أحي به العدل وأمت به الجور وزيّن بطول بقائه الأرض وأظهر به دينك و سنّة نبيّك حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق واجعلنا من أعوانه وأشياعه والمقبولين في زمرة أوليائه يا ربَّ العالمين ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وأهل بيته الّذين أذهبت عنهم الرِّجس وطهّرتهم تطهيراً.
ثمَّ قال ـ ره ـ لم أجد في الأخبار شيئاً موظّفاً محدوداً لزيارة الصّدّيقة عليها السلام فرضيت لمن نظر في كتابي هذا من زيارتها ما رضيت لنفسي (12).
14 ـ البلد الامين : زيارة اخرى لها : قف بالرّوضة وقل : السّلام عليك يارسول الله السّلام على ابنتك الصّديقة الطّاهرة ، السّلام عليك يا فاطمة يا سيّدة نساء العالمين ، السّلام عليك أيّتها البتول الشّهيدة لعن الله مانعك إرثك ودافعك عن حقّك ، والرّادَّ عليك قولك لعن الله أشياعهم وأتباعهم وألحقهم بدرك الجحيم ، صلّى الله عليك وعلى أبيك وبعلك وولدك الأئمة الرّاشدين وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
15 ـ مصبا : زيارة فاطمة عليها السلام في الرّوضة ، تقف في الموضع المذكور وتقول : السّلام على البتولة الطّاهرة والصّدِّيقة المعصومة والبرّة التقيّة سليلة المصطفى وحليلة المرتضى واُمّ الأئمة النجباء ، اللّهمَّ إنّها خرجت من دنياها مظلومة مغشومة قد ملئت داء وحسرة وكمداً وغصّة تشكو إليك وإلى أبيها مافعل بها ، اللّهمَّ انتقم لها وخذ لها بحقّها ، اللّهمَّ صلِّ على الزهراء الزّكيّة المباركة الميمونة صلاة تزيد في شرف محلّها عندك وجلالة منزلتها لديك ، وبلّغها منّي السّلام والسلام عليها ورحمة الله وبركاته.
وتقول أيضاً : اللّهمَّ إنّي يوهمني غالب ظنّي أنّ هذه الرَّوضة مواراة سيّدة نساء العالمين ومثواها وموضع قبرها ومعزّاها فصلّ عليها وبلّغها منّي السّلام حيث كانت وحلّت.
16 ـ ذكر زيارتها عليها السلام من بيتها وبالبقيع تقول : السّلام على البتولة الشّهيدة ابنة نبيّ الرَّحمة ، وزوجة الوصيّ الحجّة ، ووالدة السادة الأئمّة ، السّلام عليك يا فاطمة الزَّهراء ابنة النبيّ المصطفى ، السّلام عليك وعلى أبيك ، السّلام عليك وعلى بعلك وبنيك ، السّلام عليك أيّتها الممتحنة ، السّلام عليك أيتها المظلومة الصّابرة ، لعن الله من منعك حقّك ودفعك عن إرثك ، ولعن الله من ظلمك وأعنتك وغصّصك بريقك وأدخل الذلّ بيتك ، ولعن الله من رضي بذلك وشايع فيه واختاره وأعان عليه وألحقهم بدرك الجحيم إنّى أتقرَّب إلى الله سبحانه بولايتكم أهل البيت وبالبراءة من أعدائكم من الجنّ والانس وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين (13).
توضيح : الغشم : الظلم ، والكمد بالفتح : الحزن الشّديد ومرض القلب ، وأعنته : أدخل المشقّة عليه.
17 ـ قل : روينا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم في كتاب التعريف للمولد الشريف أنّ وفاة فاطمة صلوات الله عليها كانت يوم ثالث جمادى الاٰخرة فينبغي فيه زيارتها (14).
14 ـ ذكر جامع كتاب المسائل وأجوبتها من الأئمة عليهم السلام فيما سئل عن مولانا عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام ما هذا لفظه : أبوالحسن إبراهيم بن محمّد الهمداني قال : كتبت إليه : إن رأيت أن تخبرني عن بيت اُمّك فاطمة عليها السلام أهي في طيبة ، أو كما يقول النّاس في البقيع ؟ فكتب : هي مع جدّي صلوات الله عليه وآله ، قلت أنا : وهذا النّصّ كاف في أنّها مع النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فيقول : السّلام عليك يا سيّدة نساء العالمين ، السّلام عليك يا والدة الحجج على النّاس أجمعين ، السّلام عليك أيّتها المظلومة الممنوعة حقّها ( ثمَّ قل ) اللّهمَّ صلّ على أمتك وابنة نبيّك وزوجة وصيّ نبيك صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السّموات وأهل الأرضين.
فقد روي أنَّ من زارها بهذه الزّيارة واستغفر الله غفر الله له وأدخله الجنّة (15).
19 ـ مصباح الأنوار : عن جعفر بن محمّد الصّادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : من زار قبر الطّاهرة فاطمة فقال : السّلام عليك ـ إلى قوله : وأهل الأرضين ، ثمَّ استغفر الله غفر الله له وأدخله الجنّة.
20 ـ قل : روينا باسنادنا إلى شيخنا المفيد قال : عند ذكر جمادي الاٰخرة ما هذا لفظه : يوم العشرين منه كان مولد السّيدة الزّهراء عليها السلام سنة اثنتين من المبعث وهو يوم شريف يتجدّد فيه سرور المؤمنين ويستحبّ صيامه والتطوّع فيه بالخيرات والصدقة على أهل الايمان.
ثمَّ قال السّيد : ومن تعظيم هذا اليوم زيارة سيدتنا عليها السلام (16) فيه ، ثمَّ قال : زيارة مولاتنا فاطمة صلوات الله عليها تقول : السّلام عليك يا بنت رسول الله ، السّلام عليك يا بنت نبيّ الله ، السّلام عليك يا بنت حبيب الله ، السّلام عليك يا بنت خليل الله ، السّلام عليك يا بنت صفيّ الله ، السّلام عليك يا بنت أمين الله ، السّلام عليك يا بنت خير خلق الله ، السّلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ، السّلام عليك يا بنت خير البريّة ، السّلام عليك يا سيّدة نساء العالمين من الأوَّلين والاٰخرين ، السّلام عليك يا زوجة وليّ الله وخير خلقه بعد رسول الله ، السّلام عليك يا اُمّ الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ، السّلام عليك يا اُمّ المؤمنين ، السّلام عليك أيّتها الصدّيقة الشهيدة ، السّلام عليك أيّتها الرضيّة المرضيّة ، السّلام عليك أيّتها الصّادقة الرَّشيدة السّلام عليك أيّتها الفاضلة الزَّكيّة ، السّلام عليك أيّتها الحوراء الانسيّة ، السّلام عليك أيّتها التقيّة النقيّة ، السّلام عليك أيّتها المحدَّثة العليمة ، السّلام عليك أيّتها المعصومة المظلومة ، السّلام عليك أيّتها الطّاهرة المطهّرة ، السّلام عليك أيّتها المضطهدة المغصوبة ، السّلام عليك أيّتها الغرّاء الزّهراء ، السّلام عليك يا فاطمة بنت محمّد رسول الله ورحمة الله وبركاته ، صلّى الله عليك يا مولاتي وبنت مولاي وعلى روحك وبدنك ، أشهد أنّك مضيت على بيّنة من ربّك ، وأنَّ من سرّك فقد سرّ الله ، ومن جفاك فقد جفا رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ومن آذاك فقد آذى رسول الله ، ومن وصلك فقد وصل رسول الله ، ومن قطعك فقد قطع رسول الله ، لأنّك بضعة منه وروحه الّتي بين جنبيه ، كما قال عليه أفضل الصّلاة وأكمل السّلام : اُشهد الله وملائكته أنّي وليٌّ لمن والاك ، وعدوّ لمن عاداك وحرب لمن حاربك أنا يا مولاتي بك وبأبيك وبعلك والأئمة من ولدك موقن ، وبولايتهم مؤمن ولطاعتهم ملتزم ، أشهد أنَّ الدّين دينهم الحكم حكمهم وهم قد بلّغوا عن الله عزَّوجلَّ ودعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وصلوات الله عليك وعلى أبيك وبعلك وذرّيّتك الأئمّة الطّاهرين ، اللّهمَّ صلّ على محمّد وأهل بيته وصلِّ على البتول الطّاهرة الصّدّيقة المعصومة التقيّة النقيّة الرَّضيّة المرضيّة الزَّكيّة الرَّشيدة المظلومة المقهورة المغصوبة حقّها الممنوعة إرثها المكسور ضلعها المظلوم بعلها المقتول ولدها ، فاطمة بنت رسول الله وبضعة لحمه وصميم قلبه وفلذة كبده والنخبة منك له والتحفة خصصت بها وصيّه وحبيبه المصطفى وقرينه المرتضى وسيّدة النساء ومبشّرة الأولياء حليفة الورع والزُّهد ، وتفّاحة الفردوس والخلد ، الّتي شرّفت مولدها بنساء الجنّة ، وسللت منها أنوار الأئمّة ، وأرخيت دونها حجاب النبوة ، اللّهمّ صلّ عليها صلاة تزيد في محلّها عندك وشرفها لديك ومنزلتها من رضاك وبلّغها منّا تحيّة وسلاماً وآتنا من لدنك في حبّها فضلاً وإحساناً ورحمة وغفراناً إنّك ذو العفو الكريم.
ثمَّ تصلّي صلاة الزّيارة وإن استطعت أن تصلّي صلاتها صلّى الله عليها فافعل وهي ركعتان تقرء في كلِّ ركعة الحمد مرَّة وستّين مرَّة قل هو الله ، وإن لم تستطع فصلّ ركعتين بالحمد وسورة الاخلاص والحمد وقل يا أيّها الكافرون.
فاذا سلّمت قلت : اللّهمَّ إنّي أتوجَّه إليك بنبيّنا محمّد وبأهل بيته صلواتك عليهم وأسئلك بحقّك العظيم عليهم الّذي لا يعلم كنهه سواك ، وأسئلك بحقّ من حقّه عندك عظيم ، وبأسمائك الحسنى الّتي أمرتني أن أدعوك بها ، وأسئلك باسمك الأعظم الّذي أمرت به إبراهيم أن يدعو به الطّير فأجابته ، وباسمك العظيم الّذي قلت للنار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم فكانت برداً ، وبأحبّ الأسماء إليك وأشرفها وأعظمها لديك وأسرعها إجابة وأنجحها طلبة وبما أنت أهله ومستحقّه ومستوجبه وأتوسّل إليك وأرغب إليك وأتضرّع واُلحّ عليك ، وأسئلك بكتبك الّتي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم من التورية والانجيل والزبور والقرآن العظيم فانَّ فيها اسمك الأعظم وبما فيها من أسمائك العظمى أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفرّج عن آل محمّد وشيعتهم ومحبّيهم وعنّى وتفتح أبواب السّماء لدعائي وترفعه في علّيّين وتأذن في هذا اليوم وفي هذه السّاعة بفرجي وإعطاء أملي وسؤلي في الدُّنيا والاٰخرة ، يا من لايعلم أحد كيف هو وقدرته إلّا هو ، يا من سدّ الهواء بالسّماء ، وكبس الأرض على المآء واختار لنفسه أحسن الأسماء ، يا من سمّى نفسه بالاسم الّذي يقضى به حاجة من يدعوه ، أسئلك بحقّ ذلك الاسم فلا شفيع أقوى لي منه أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تقضي في حوائجي وتسمع بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد و موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليِّ بن محمّد والحسن بن عليّ والحجّة المنتظر لإذنك صلواتك وسلامك ورحمتك وبركاتك عليهم صوتي ليشفعوا لي إليك وتشفّعهم فيَّ ولا تردّني خائباً بحقّ لا إله إلّا أنت . وتسئل حوائجك تقضى إنشاء الله تعالى (17).
بيان : الغرّاء : البيضاء المنوّرة ، والميمونة المباركة مأخوذة من غرَّة الفرس أو الشّريفة الكريمة ، والزَّهراء البيضاء المنيرة.
وقال الجزري (18) : سمّيت فاطمة عليها السلام البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا وديناً وحُسناً ، وقيل : لانقطاعها عن الدُّنيا إلى الله تعالى.
وقال الفيروزآبادي : (19) الصميم : العظم الّذي به قوام العضو وبُنك الشيء وخالصه ، ورجل صميم: محض ، والفلذة بالكسر القطعة من الكبد ، والنخبة بالضمّ وكهمزة ، المختار.
قوله : ومبشّرة الأولياء على بناء اسم المفعول أي الّتي بشّر الله الأولياء بها ويحتمل بناء اسم الفاعل لأنّها تبشّر أولياءها وأحبّاءها في الدُّنيا والاٰخرة بالنجاة من النّار ، ولذا سمّيت عليها السلام بفاطمة ( قوله ) : حليفة الورع : بالحاء المهملة الحليف الصديق يحلف لصاحبه أن لا يغدر به كناية عن ملازمتها لهما وعدم مفارقتها عنهما ، وإرخاء الستر إسداله وهي كناية عن نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوّة ، وسدّ الهواء بالسماء كناية عن إحاطة السماء بها ، ( قوله ) : كبس الأرض على الماء يقال : كبس البئر والنهر أي طمّها بالتراب والمعنى أنّه جمعها وحفظها عن التفرق مع كونها على الماء ، أو أنّه تعالى بها دفع عنّا عادية الماء وضررها فكانّ البحر نهر طمّ بالتراب.
أقول : زيارتها عليها السلام في الأوقات والساعات الشريفة والأزمان المختصّة بها أفضل وأنسب كيوم ولادتها وهو العشرون من جمادى الثانية ، أو العاشر منه على قول ، ويوم وفاتها وهو ثالث جمادى الثانية أو الحادي والعشرون من رجب على قول ابن عباس ، ويوم تزويجها بأمير المؤمنين عليهالسلام وهو نصف رجب أو أوَّل ذي الحجّة أو السادس منه ، وليلة زفافها وهي تسع عشرة من ذي الحجة ، أو الحادية والعشرون من المحرّم ، وكذا سائر الأيام الّتي ظهر لها فيها كرامة وفضيلة ، كيوم المباهلة وقد مرّ ، ويوم نزول هل أتىٰ ، وهو الخامس والعشرون من ذى الحجة ، وغيرهما مما يطول ذكرها ، وقد مرّت في أبواب تاريخها.
الهوامش
1. مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 139.
2. عيون أخبار الرضا ج 1 ص 311.
3. قرب الاسناد ص 161.
4. معاني الاخبار ص 267.
5. التهذيب ج 6 ص 9.
وروى ابن شهر آشوب في المناقب ( ج 3 ص 140 ) عن يزيد بن عبدالملك عن أبيه عن جده قال : دخلت على فاطمة فبدأتني بالسلام ثم قالت : ماغدا بك ؟ قلت : طلب البركة ، قالت : أخبرني أبي وهو ذا من سلم عليه وعلى ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة ، قلت لها : في حياته وحياتك ؟ قالت : نعم وبعد موتنا . وقال العلامة في فصل الزيارات من التحرير ( ص 131 طبع ايران سنة 1314 ) يستحب زيارة فاطمة (ع) بالمنقول استحباباً مؤكداً روت عليها السلام قالت : أخبرني أبي وهو ذا هو انه من سلم عليه وعليّ ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة ، قال الراوي : قلت لها : في حياته وحياتك ؟ قالت ، نعم ، وبعد موتنا ، واختلف في قبرها فقيل انه في الروضة بين القبر والمنبر ، وروي في بيتها الذي في المسجد الان ، و روي في البقيع قال الشيخ : والروايتان الاولتان متقاربتان والافضل زيارتها في الموضعين ، ومن قال : انها دفنت في البقيع فبعيد من الصواب قال ابن بابويه : والصحيح عندي انها دفنت في بيتها ا هـ.
وفي الرسالة الحسنية المنسوبة الى الشيخ أبى الفتوح الرازي من الحسنية قالت بحضرة الرشيد عند مناظرتها مع النظام : ان فاطمة عليها السلام قد دفنت ليلا بين القبر والمنبر لحديث : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
هكذا وجد في الحاشية. ( عن هامش المطبوعة ).
6. الكافي ج 4 ص 556.
7. الكافي ج 4 ص 556.
8. الكافي ج 4 ص 555.
9. الكافي ج 4 ص 555 .
10. التهذيب ج 6 ص 9.
11. التهذيب ج 6 ص 9.
12. الفقيه ج 2 ص 341.
13. مصباح الزائر ص 25 ـ 26.
14. الاقبال ص 98 وكان الرمز لكامل الزيارات.
15. الاقبال ص 98 وكان الرمز في المتن لكامل الزيارات.
16. الاقبال ص 99.
17. الاقبال 100 ـ 102.
18. النهاية ج 1 ص 71.
19. القاموس ج 4 ص 140.
مقتبس من كتاب : [ بحار الأنوار ] / المجلّد : 97 / الصفحة : 191 ـ 202
التعلیقات