مصائب الزهراء عليها السلام
السيد هاشم الهاشمي
2021 Dec 17مصائب الزهراء عليها السلام
رحلتْ للإله تشكو اُناساً |
جرّعوا الطهر أعظم الأرزاءِ | |
أو لم يسمعوا الرسول وكم قال |
بأنّ الزهراء خير النساء | |
إنّ من أغضب البتول فقد نا |
صبَ ربَّ العباد شرَّ عداء | |
كم حديثٍ له عن الطهر عمّا |
قد حباها الإله خير حباء | |
كم ثناءٍ لله فيها فما يجدي |
ثناء الأقلام والشعراء | |
كم لها من مناقبٍ قد تسامت |
بعلاها على بني حوّاء | |
قد رعاها النبيُّ يرفدها علماً |
وطهراً من منهل الإيحاء | |
ولدتْ من سنا السماء وعاشت |
بهداها وزُوّجت في السماء | |
وتلاقى النوران في الخلد ، كي يخـ |
لد نور الشريعة السمحاء | |
وتلاقى النوران في الخلد وامتدَّ |
لبقيا الأئمّة الاُمناء | |
حجج الله في البسيطة لولاهم |
لدبَّ الفناء في الأشياء | |
والنبيُّ العظيم أنقذ جيلاً |
من دجى الجاهليّة الجهلاء | |
حلّقوا بالهدى إلى ذروة المجد |
وكانوا في هوّةٍ عمياء | |
هل جزاء الإحسان أن يمنعوا الزهراء |
عن سكب دمعها والبكاء | |
كيف لا تذرف الدموع وقد غاب |
أبوها وكهفها في البلاء | |
كان نعم الملاذ يمسح عنها |
غصص الدهر باليد البيضاء | |
كان ظلاً تأوي إليه إذا اشتدّ |
ت عليها لواعجُ الضرّاء | |
لقيت بعده مصائبَ شتّى |
من قلوبٍ مليئةٍ بالعداء | |
وثب القومُ يطلبون من العترة |
ثأر الأوثان والآباء | |
غصبوا حقّها وحقَّ « عليٍ » |
وتناسوا أمجاد آل العباء | |
جحدوا بيعة الغدير بغدرٍ |
بعد ما قدّموا عهودَ الولاء | |
أسفروا عن تآمرٍ كتموه |
عن نبيِّ الهدى بوجه الرياء | |
أشعلوا نارهم بباب إبنة |
المختار نارَ الأطماع والبغضاء | |
دخلوا دارها ، فلاذتْ وراء البا |
ب ستراً من أعين الأعداء | |
عصروها ليكسر الباب صدراً |
قد حوى سرَّ خاتم الأنبياء | |
أسقطت محسناً إلى الأرض ميتاً |
وترامتْ خضيبةً بالدماء | |
ثم قادوا الوصيَّ مثل هَزبْرٍ |
أو كراع تقوده كفُّ شاء | |
عجباً كم أبادَ للكفر جمعاً |
بحسامٍ يُردي العدى بمضاء | |
قيّدته وصيةٌ من رسول الله |
حفظاً للشرعةِ الغرّاء | |
ورأته البتول يُسحب والناس |
تغاضوا عن سيّد الأوصياء | |
رأت الطهر كيف فرّق ليلُ الجهل |
جيلاً عن سيّد الأوصياء | |
رأت الطهر كيف يخنق صوت الحق |
حكمُ الإرهاب والإغراء | |
نهضتْ والجراح تنزف منها |
وجرتْ خلفهم بكلِّ عناء | |
صرخت فيهمُ : دعوه ، وإلا |
سوف أشكو إلى الإله بلائي | |
فأتاها اللعينُ بالسوط كي يُسكت |
منها صوتاً شجيَّ النداء | |
إنّ آلامها ستشهد يوم الحشر |
ماذا لاقتْ من الخلفاء | |
سوف يستفسر الجميع مدی الدهر |
لماذا قد اُلحدتْ في الخفاء | |
آه لولا جرحُ البتولةِ ما كانتْ |
جراحُ الحسين في كربلاء |
* إلى هنا نظمت جمادى الأولى ١٤١٢
* * *
إنّني قد أتيتُ يا مشرق النور |
وعيني في ظلمة الانطفاء (١) | |
ربِّ إنّي طرقتُ كل دروب الأرض |
بحثاً يا سيدي عن شفائي | |
لم أجد في الوري مغيثاً ولم أظفر |
بكلّ الدنا بحُلم شفائي | |
أنا في البحر قد تلفّتُ عن درب خلا |
ص فلم أجد غير ماء | |
فتوجّهت للسماء عسی تهمي |
علی محنتي ببعض عطاء | |
فأتاني النداء يهتف في قلبي |
مُطلّاً في غمرة اللّئلاء | |
هل تُرى رفّت البشارة في عمري |
وأصغيتُ مذعناً للنداء | |
لن ترى في الوجود باب نجاةٍ |
غير باب الصدّيقة الزهراء | |
فبحقّ البتول والأب والبعل |
بحقّ الأئمّة الاُمناء | |
وبحق السرِّ الذي في وجود الطهر |
يخفى بكنزه المعطاء | |
إنّني قد أتيتُ أحمل دمعي |
وذنوبي وتوبتي وولائي | |
فتلطّف عليِّ واكشف ظلامي |
وأنِر ناظري بفيض الضياء |
الهوامش
(١) في هذا المقطع أتوسل بالصدّيقة الزهراء عليهاالسلام في مرض ألمّ بعيني وأوشكت علی الانطفاء سنة ١٤١٧.
مقتبس من كتاب : [ أنوار الولاء ] / الصفحة : ٢٣ ـ ٢٦
التعلیقات