عيد الغدير
السيد هاشم الهاشمي
منذ 3 سنواتعيد الغدير
غديركَ لا صوبُ الغمام ولا البحرُ |
ونهجك لا زيدٌ هناك ولا عمرو | |
ولائي لكم زادي إذا صفرتْ يدي |
كفاني به فخراً فما بعده فخرُ | |
يقولون لي غاليتَ في الحبّ فاتّئدْ |
فربّ هوىً غالى بإظهاره الشعر | |
عذولي مهلاً أنّ في القلبِ جذوةً |
تزيد ضراماً كلما كبر العمر | |
رضعتُ الهوى في المهد بل إنّ فطرتي |
تلقّتْ عهود الحبّ مذ وُجــد « الذرّ » | |
مقيم بروحي ضاربٌ متجذّرٌ |
وهيهات ، لا يخبو وإن ضمّني القبر | |
شفيعي في يوم الجزاء وأنّه |
صحيفة أعمالي سيشهدُها الحشر | |
كتبتُ بها سطرين ، سطراً لحبّهم |
وتبرئتي من مبغضيهم لها سطر | |
هما كلُّ زادي في المعاد ومُنيتي |
فإنّ يدي من كلّ مكرمة صفر< |
* * *
ذكرتكَ سيفاً ما استكان لغمده |
إلى أن قضى الإيمان أن يُشهر الصبر | |
تحدّى جنون الجاهلية هادماً |
كياناً بناه الجهل والبغيُ والنكر | |
فاشعل حقد الجاهليين سيفُه |
ففي كلّ قلبٍ من لظى حقده جمر | |
نفوسٌ أبت أن تُبصر النور فانبرت |
تحاربه ، حتى يدوم لها عمر | |
فنازلها بالحرف والسيف « حيدرٌ » |
هصورٌ على وقع الأسنّة يفترُّ | |
وما قام دين الله إلا بسيفه |
كما شهدت في فضل عزمته « بدر » | |
فسل صحف التاريخ من قدَّ « مرحباً » |
ومن قد هوى من وقع صارمه « عمرو » | |
ولمّا مضى عهد الرسول تحرّكت |
نفوسٌ تلظّى في ضغائنها الثأر | |
ولمّا تعالتْ بالجهاد وبالدما |
صروح الهدى وانهار من عرشه الكفر | |
أتت عصبةٌ لم تعرف الحقّ إنّما |
لإبليس في توجيهها النهي والأمر | |
رأت أمةً لا زال في المهد وعيها |
وحكماً بناه السيف والدم والذكر | |
أتت بقناع الدين تسرقُ مجده |
وفي عمقها الأحقادُ والبغي يجترُّ | |
وكان لها تحت « السقيفة » غدرةٌ |
ستبقى تثير الشرّ ما بقي الدهر | |
تناست بها عهد « الغدير » وكم لها |
عهودُ ولاءٍ كان دافعها المكر | |
ومنذ قديم وهي تُحكم خِطّةٌ |
فقد آمنت لفظاً ولم يؤمن السرُّ | |
وأصلُ ضلالِ الناس للحشر قولةٌ |
« بأنّ رسول الله أدركه الهجر » | |
وشادت ببطش السيف والمكر عرشها |
ليُسكتَ صوتَ الحقّ في مهده الغدر | |
وكانت طواغيتُ الخلافات بعدها |
وراثةَ عرشٍ شادَه المكر والقهر | |
ولو عملوا « بالنصّ » حقّاً ، وآمنوا |
بعهد رسول الله ما نجم الشر | |
ولو سلّموا حكم الهدى « لوصيّه » |
لكانت عصورٌ ملؤها النورُ والطهر |
* * *
يريدون إطفاء الولاء ببغيهم |
ولكن سيبقى في المدى نوره الثرُّ | |
خلاص الورى دنيا واُخرى بظلّه |
وعقبى سواه العار والنار والخسر | |
حملتُ لكم قلبي دليلاً فإنّه |
وحبّكم لا لن يحوّله هجر | |
طرقتُ بكفِّ الشوق أبواب عطفكم |
طويلاً فلم يُكشف لعاشقكم ضرُّ | |
تحمّلتُ ما تعيا الجبال بحمله |
نوائب تغتال الفؤاد وتجترّ | |
ففي كل شبر للشقاء جهنّمٌ |
ومن ألمي في كل ثانية دهر | |
وكيف يخوض التيه خطوٌ ممزّقٌ |
ومن يتمنّى قربكم دربه وعر | |
اُحاول أن أنسى فاهرب فترة |
عن الوعي لكن لن يغيب لكم ذكر | |
فبيني وبين الوجد سرٌّ معذّبٌ |
ومهما قسى دهري فلن يكشف السر | |
لقد آمنت نفسي بأنّ ولاءكم |
طريق الهدى حقاً وبغضكم كفر |
* ذي الحجة 1403
مقتبس من كتاب : [ أنوار الولاء ] / الصفحة : 38 ـ 40
التعلیقات