اللهم إغفر لي الذنوب التي تغير النعم
عزّ الدين بحر العلوم
منذ سنتين« اللهم إغفر لي الذنوب التي تغير النعم »
النعم : جمع نعمة ، وهي ما تفضل الله على عبده من الرزق ، والعافية والسلامة ، وما الى ذلك من ألطافه التي منحها للمخلوقين .
ويقول اللغويون : أن نعمة الله ما أعطاه الله العبد مما لا يتمنى غيره أن يعطيه إياه » (1) .
أما الذنوب التي تغير النعم فهي كما جاء عن الإِمام الصادق « عليه السلام » :
« ترك شكر المنعم ، الإِفتراء على الله ، والرسول ، قطع صلة الرحم ، تأخير الصلاة عن أوقاتها ، الدياثة ، وترك إغاثة الملهوفين المستغيثين ، وترك إعانة المظلومين » (2) .
ولماذا لا تغير هذه الذنوب النعم التي من الله بها على عباده فشكر المنعم واجب عقلاً ، ولأن عدم شكره متوعد عليه بنص الآية الكريمة في قوله تعالى : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (3) .
« والكفر بنعمة الله يكون بعدم شكرها أو بإنكار أن الله وهبها ونسبتها الى العلم ، والخبرة ، والكد الشخصي ، والسعي . كأن هذه الطاقات ليست نعمة من نعم الله ، والعذاب الشديد قد يتضمن محق النعمة عيناً بذهابها ، أو سحق آثارها في الشعور فكم من نعمة تكون بذاتها نقمة يشقى بها صاحبها ، وقد يكون عذاباً مؤجلاً الى اجله في الدنيا ، أو في الآخرة كما يشاء الله ، ولكنه واقع لأن الكفر بنعمة الله لا يمضي بلا جزاء » (4) .
« وقطع صلة الرحم قال فيها الإِمام أبو جعفر الباقر « عليه السلام » وان اليمين الكاذبة ، وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها » (5) .
والبلقع في اللغة : هي الأرض القفر .
وليتصور الإِنسان بيته ، وهو يرفل بالنعم التي انعم الله بها عليه من كل جوانبه ، وإذا به بعد قطع رحمه قفر من كل شيء كما يقول الإِمام « عليه السلام » لذلك نرى الإِمام « عليه السلام » في هذه الجملة يلتمس من ربه أن يغفر له الذنوب التي تمحق النعم لتبقى نعمه تعالى عليه متواصلة ، ولئلا يكون محروماً من فيض لطفه الكريم .
الهوامش
1. أقرب الموارد : مادة ( نعم ) .
2. شرح دعاء كميل للسبزواري (64) .
3. سورة إبراهيم : آية (7) .
4. في ظلال القرآن في تفسيره لآية (7) من سورة إبراهيم .
5. جامع السعادات : 2 / 258 / مطبعة النجف .
مقتبس من كتاب : أضواء على دعاء كميل / الصفحة : 128 ـ 129
التعلیقات