الصفحة الرئيسية
المكتبة الاسلامية
الصوتیات و المرئیات
العقائد الاسلامية
ريحانة
المـــؤمل
تقویم
الصفحة الرئيسية
المكتبة الاسلامية
الصوتیات و المرئیات
العقائد الاسلامية
ريحانة
المـــؤمل
تقویم
القائمة
البحث
تسجیل
Loading...
الصفحة الرئيسية
المكتبة الاسلامية
الصوتیات و المرئیات
العقائد الاسلامية
ريحانة
المـــؤمل
تقویم
اتصل بنا
|
من نحن
Copyright © 1998-2025 rafed.net
الكل
الكل
ریحانه
العقائد الاسلامية
المؤمل
الصوتیات و المرئیات
المکتبة الإسلامية
تسجیل الدخول مع جوجل
اسئلة وردود - شبكة رافـد للتنمية الثقافية
الصفحة الرئیسیة
العقائد الاسلامية
أسئلة وردود
اسئلة وردود
اسئلة وردود
أحدث مقال
اکثر زیارة
أبو طالب عليه السلام
أبو بكر
آية المودّة
آية المباهلة
آباء وأمّهات المعصومين عليهم السلام
اسئلة وردود
أنا مسلم انتمي إلى الطائفة السنيّة ، وبطبيعتي لا أحبّ أن أقذف أيّ مسلم بأيّ اتّهام ما إن أتأكّد من صحّة ما جاء به ، فلذا أتمنّى من فضيلتكم أن تتفضّلوا بالإجابة على أسئلتي ولكم الشكر والأجر الجزيل. 1 ـ ما الذي تنقمه وترى أنّه مثلب على أبي هريرة رضي الله عنه ؟ ولماذا لا تعتبرونه من الثقات المحدّثين ؟ 2 ـ نحن ـ أعني كمذهب سنّي ـ ندين المذهب الشيعي بوضع الصحابي الجليل أبو هريرة محلّ شبه وعدم الثقة ؛ فقد ورد في كتب الأحاديث المعتمدة عندكم كتاب بحار الأنوار رواية تثبت بأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله ميّز هذا الصحابي بإهدائه هبة الحفظ ـ راجع كتاب بحار الأنوار 18 / 13 ـ باب معجزات النبي في استجابة دعائه ، نقلاً عن الخرائج « إنّ أبا هريرة قال لرسول الله عليه السلام إنّي اسمع منك الحديث الكثير أنساه ، قال ابسط رداك ، قال فبسطته فوضع يده فيه ، ثمّ قال ضمّه ، فضممته فما نسيت كثيراً بعده ». وعلى هذا فما ذنب أبي هريرة إذا دعا له الرسول عليه السلام أن يعطيه الله الحفظ ؟ بل هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورد عنه رواية في بحار الأنوار 40 / 139 « إنّ الرسول عليه السلام دعا له أن يعطيه فهما وحفظاً فما نسي آية من كتاب الله !!! » ، فما ذنب علي بن أبي طالب حين دعا له الرسول ؟ عندما أسلم أبي هريرة لزم الرسول عليه السلام ولم يفارقه مدّة أربعة سنوات إلّا قليلاً ، وساعد على هذه الملازمة أنّه كان من أهل الصفّة ، ذلك المكان المظلّل في مسجد الرسول عليه السلام الذي كان يعتبر أوّل مدرسة. ثمّ إنّنا نجد أنّ عدد مرويات أبي هريرة عن رسول الله عليه السلام تأتي قرابة 5374 حديث. وبعد ذلك ننتقل إلى رواة الأحاديث من الشيعة وننظر كم رووا من الأحاديث عن الأئمّة ونقارن بينهم وبين أبي هريرة. فقد ورد في فوائد الطوسيّة 262 والبحار 46 / 240 « إنّ جابر الجعفي روى عن الباقر سبعين ألف حديث كان مأموراً بإظهارها ، وسبعين ألف مأمور بكتمانها !!! ». وفي رواية « سبعين ألف حديث !!! » قاله في روضة الكافي 138 / 139 ، ومدينة المعاجز 5 / 44 باب الثالث والثلاثون ، وكتاب حلية الأبرار 1 / 13 ، وكتاب اللئالي 2 / 20. وإليكم إخواني هذه الرواية حيث روى الكشي عن زرارة بن أعين قال « سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ، فقال ما رأيته عند أبي قطّ إلّا مرّة واحدة وما دخل عليّ قطّ ». رجال الكشي 191 وأخرجها الخوئي في معجم رجال الحديث 4 / 25. ولا أقول إلّا ما مصير سبعين ألف حديث رواها عن إمام لم يدخل عليه إلّا مرّة واحدة ؟؟!! وهذا أيضاً محمّد بن مسلم روى ثلاثين ألف حديث عن الباقر وستّة عشر ألف حديث عن الصادق !! قاله في كتاب فوائد الطوسية 262 ورجال الكشي 163 / 167. فما رأي الشيعة في روايات رواتهم وكثرتها بالمقارنة مع كثرة روايات أبي هريرة ؟؟!!
لو تفضّلتم بتفصيل آراء علماء المذاهب الإسلاميّة حول ابن تيميّة ؟
من هي سكينة بنت الحسين ؟ وممّن تزوجت ؟ وما هو دورها في واقعة الطف ؟ وما حقيقة ما يُنسب إليها من مجالسة الشعراء والحديث معهم ؟
لمإذا السيّدة زينب لا يندرج اسمها مع الأئمة الأثنى عشر ؟ وهل هي معصومة ؟ وما معنى العصمة ؟
هذه مناظرة بين الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه مع أحد الرافضة ، وتوجد منها نسختان النسخة الأولى نسخة تركيا في خزانة شهيد علي باشا باستنبول ضمن مجموع رقمه 2764 حوى عدة رسائل في العقيدة والحديث ، هذه الرسالة الحادية عشرة منه. النسخة الثانية نسخة الظاهرية وقد وقعت ضمن مجاميعها في المجموع رقم 111 ، وهي الرسالة التاسعة عشر منه. محقق الكتاب علي بن عبدالعزيز العلي آل شبل. الناشر دار الوطن ـ السعودية ـ الرياض نص الرسالة بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن محمّد بن سعيد الأنصاري البخاري ـ قراءة عليه بمكة حرسها الله سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ، قال أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن مسافر ، قال أخبرنا أبو بكر بن خلف بن عمر بن خلف الهمذاني ، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أزمة ، قال حدثنا أبو الحسن بن علي الطنافسي ، قال حدثنا خلف بن محمّد القطواني ، قال حدثنا علي بن صالح. قال جاء رجل من الرافضة إلى جعفر بن محمّد الصادق كرم الله وجهه ، فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه السلام. فقال الرجل يا بن رسول الله من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟. فقال جعفر الصادق رحمة الله عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه. قال وما الحجة في ذلك ؟ قال قوله عزّ وجلّ ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ) [ التوبة 40 ] ، فمن يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما ؟ وهل يكون أحد أفضل من أبي بكر إلّا النبي صلّى الله عليه وآله ؟ ! ـ قال له الرافضي فإنّ علي بن أبي طالب عليه السلام بات على فراش النبي صلّى الله عليه وآله غير جزع ولا فزع. فقال له جعفر وكذلك أبو بكر كان مع النبي صلّى الله عليه وآله غير جزع ولا فزع. ـ قال له الرجل فإنّ الله تعالى يقول بخلاف ما تقول ! قال له جعفر وما قال ؟ قال قال الله تعالى ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا ) فلم يكن ذلك الجزع خوفاً ؟ ـ في نسخة الظاهرية « أفلم يكن .. » ـ قال له جعفر لا ! لأنّ الحزن غير الجزع والفزع ، كان حزن أبي بكر أن يقتل النبي صلّى الله عليه وآله ، ولا يدان بدين الله ، فكان حزن على دين الله وعلى نبي الله صلّى الله عليه وآله ، ولم يكن حزنه على نفسه ، كيف وقد ألسعته أكثر من مئة حريش ، فما قال حس ولا ناف ! قال الرافضي فإنّ الله تعالى قال ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة 55 ] ، نزل في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله « الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي ». فقال له جعفر الآية التي قبلها في السورة أعظم منها ، قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) [ المائدة 54 ] ، وكان الارتداد بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ؛ ارتدّت العرب بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، واجتمعت الكفّار بنهاوند وقالوا الرجل الذين كانوا ينتصرون به ـ يعنون النبي ـ قد مات ، حتى قال عمر رضي الله عنه اقبل منهم الصلاة ودع لهم الزكاة ، فقال لو منعوني عقالاً ممّا كانوا يؤدون إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله لقاتلتهم عليه ولو اجتمع عليّ عدد الحجر والمدر والشوك والشجر والجنّ والإنس لقاتلتهم وحدي. وكانت هذه الآية أفضل لأبي بكر. قال له الرافضي فإنّ الله تعالى قال ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ) [ البقرة 274 ] ، نزلت في علي عليه السلام كان معه أربعة دنانير فأنفق ديناراً بالليل وديناراً بالنهار ، وديناراً سراً وديناراً علانية ، فنزلت فيه هذه الآية. فقال له جعفر عليه السلام لأبي بكر رضي الله عنه أفضل من هذه في القرآن قال الله تعالى ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ) [ الليل 1 ] ، قسم الله. ( وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ) [ الليل 2 ـ 6 ] ، أبو بكر. ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ) [ الليل 7 ] ، أبو بكر. ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) [ الليل 17 ] ، أبو بكر. ( الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ) [ الليل 18 ] ، أبو بكر. ( وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ * وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ ) [ الليل 19 ـ 21 ] ، أبو بكر. أنفق ماله على رسول الله صلّى الله عليه وآله أربعين ألفاً حتّى تجلل بالعباء ، فهبط جبريل عليه السلام فقال الله العلي الأعلى يقرئك السلام ، ويقول اقرأ على أبي بكر منّي السلام ، وقل له أراض أنت عنّي في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال أسخط على ربّي عزّ وجلّ ؟! أنا عن ربّي راض ، أنا عن ربّي راض ، أنا عن ربّي راض. ووعده الله أن يرضيه ». قال الرافضي فإن الله تعالى يقول ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ التوبة 19 ] ، نزلت في علي عليه السلام ». فقال له جعفر عليه السلام لأبي بكر مثلها في القرآن ، قال الله تعالى ( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَىٰ ) [ الحديد 10 ]. وكان أبو بكر أوّل من أنفق ماله على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأوّل من قاتل ، وأوّل من جاهد. وقد جاء المشركون فضربوا النبي صلى الله عليه وآله حتى دمي ، وبلغ أبي بكر الخبر فأقبل يعدو في طرق مكة يقول ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم ؟ فتركوا النبي صلّى الله عليه وآله وأخذوا أبا بكر فضربوه ، حتى ما تبين أنفه من وجهه. وكان أوّل من جاهد في الله ، وأوّل من قاتل مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وأوّل من أنفق ماله ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ما نفعني مال كمال أبي بكر. قال الرافضي فإنّ علياً لم يشرك بالله طرفة عين. قال له جعفر فإنّ الله أثنى على أبي بكر ثناءً يغني عن كلّ شيء ، قال الله تعالى ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ـ محمّد صلى الله عليه وآله ـ وَصَدَّقَ بِهِ ـ أبوبكر ـ ) [ الزمر 33 ]. وكلّهم قالوا للنبي صلّى الله عليه وآله كذبت ، وقال أبو بكر صدقت ، فنزلت فيه هذه الآية آية التصديق خاصّة ، فهو التقي النقي المرضي الرضي ، العدل المعدل الوفي. قال الرافضي فإنّ حبّ علي فرض في كتاب الله ؛ قال الله تعالى ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) [ الشورى 23 ]. قال جعفر لأبي بكر مثلها ؛ قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) [ الحشر 10 ]. فأبو بكر هو السابق بالإيمان ، فالاستغفار له واجب ، ومحبّته فرض ، وبغضه كفر. قال الرافضي فإنّ النبي صلّى الله عليه وآله قال الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما . قال له جعفر لأبي بكر عند الله أفضل من ذلك ؛ حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال كنت عند النبي صلّى الله عليه وآله وليس عنده غيري ، إذ طلع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله يا علي ! هذان سيّدا كهول أهل الجنّة وشبابهما ـ في الظاهريّة شبابهم ـ في ما مضى من سالف الدهر في الأوّلين ، وما بقي في غابره من الآخرين ، إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي ماداما حيين ، فما أخبرت به أحداً حتى ماتا. قال الرافضي فأيّهما أفضل فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أم عائشة بنت أبي بكر ؟ فقال جعفر ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) [ يس 1 ـ 2 ] ، ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ) [ الزخرف و الدخان 1 ـ 2 ]. فقال أسألك أيّهما أفضل فاطمة ابنة النبي صلّى الله عليه وآله ، أم عائشة بنت أبي بكر ، تقرأ القرآن ؟ ! فقال له جعفر عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله صلّى الله عليه وآله معه في الجنّة ، وفاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله سيّدة نساء أهل الجنّة. الطاعن على زوجة رسول الله صلّى الله عليه وآله لعنه الله ، والباغض لابنة رسول الله خذله الله. فقال الرافضي عائشة قاتلت علياً ، وهي زوجة رسول الله صلّى الله عليه وآله. فقال له جعفر نعم ، ويلك قال الله تعالى ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّـهِ ) [ الأحزاب 53 ]. قال له الرافضي توجد خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي في القرآن ؟. قال نعم ، وفي التوراة والإنجيل ؛ قال الله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) [ الأنعام 165]. وقال تعالى ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ) [ النمل 62 ]. وقال تعالى ( لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ ) [ النور 55 ]. قال الرافضي يا بن رسول الله ! فأين خلافتهم في التوراة والإنجيل ؟ قال له جعفر ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ـ أبو بكر ـ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ـ عمر بن الخطاب ـ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ـ عثمان بن عفان ـ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ـ علي بن أبي طالب ـ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ـ أصحاب محمّد المصطفى صلّى الله عليه وآله ـ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ ) [ الفتح 29 ]. قال ما معنى في التوراة والإنجيل ؟. قال محمّد رسول الله والخلفاء من بعده أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. ثمّ لكزه في صدره ! قال ويلك ! قال الله تعالى ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ ـ أبو بكر ـ فَاسْتَغْلَظَ ـ عمر ـ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ ـ عثمان ـ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ـ علي بن أبي طالب ـ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ـ أصحاب محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله رضي الله عنهم ـ ) [ الفتح 29 ]. ويلك ! حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن علي بن أبي طالب ، قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله أنا أوّل من تنشق الأرض عنه ولا فخر ، ويعطيني الله من الكرامة ما لم يعط نبي قبلي ، ثمّ ينادي قرّب الخلفاء من بعدك ، فأقول يا ربّ ومن الخلفاء ؟ فيقول عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق ، فأوّل من تنشق عنه الأرض بعدي أبو بكر ، فيوقف بين يدي الله ، فيحاسب حساباً يسيراً ، فيكسى حلتين خضراوتين ، ثمّ يوقف أمام العرش. ثمّ ينادي منادٍ أين عمر بن الخطاب ؟ فيجيء عمر وأوداجه تشخب دماً ، فيقول من فعل بك هذا ؟ فيقول عبد المغيرة بن شعبة. فيوقف بين يدي الله ، ويحاسب حساباً يسيراً ، ويكسى حلتين خضراوتين ، ويوقف أمام العرش. ثمّ يؤتى عثمان بن عفان وأوداجه تشخب دماً ، فيقال من فعل بك هذا ؟ فيقول فلان بن فلان. فيوقف بين يدي الله ، فيحاسب حساباً يسيراً ، ويكسى حلتين خضراوتين ، ثمّ يوقف أمام العرش. ثمّ يدعى علي بن أبي طالب فيأتي وأوداجه تشخب دماً ، فيقال من فعل بك هذا ؟ فيقول عبدالرحمن بن ملجم. فيوقف بين يدي الله ، ويحاسب حساباً يسيراً ، ويكسى حلتين خضراوتين ، ويوقف أمام العرش. قال الرجل يا بن رسول الله ! هذا في القرآن ؟. قال نعم ، قال الله تعالى ( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ ـ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ـ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) [ الزمر 69 ]. فقال الرافضي يا بن رسول الله ! أيقبل الله توبتي ممّا كنت عليه من التفريق بين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟. قال نعم ، باب التوبة مفتوح ، فأكثر من الاستغفار لهم ، أمّا انّك لو متّ وأنت مخالفهم متّ على غير فطرة الإسلام ، وكانت حسناتك مثل أعمال الكفّار هباءً منثوراً. فتاب الرجل ورجع عن مقالته وأناب.
من فضائل أبي بكر أنّه الوحيد الذي رافق النبي صلّى الله عليه وآله في هجرته ، حتّى أنّه لم يخرج معه علي بن أبي طالب ـ أقرب الخلق إليه كما تزعمون ـ ، وقد خلّد القرآن هذه الصحبة حين قال على لسان رسوله الذي يخاطب أبا بكر ( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) [ التوبة 40 ] ، ولم يقل « إنّ الله معي » !! ، وهذا فيه من الفضل والفضيلة ما هو غنيّ عن البيان .. ؛ فما قولكم ؟ !!
قال الله تعالى ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [ التوبة 40 ]. ومن خلال الآيات الآنفة الذكر والتي ذكرها الله في سياق عاتب جميع أهل الأرض ما عدا أبي بكر ، كما روي في ذلك أخبار ، وبالنظر إلى هذه الآيات نستخرج بعض الفوائد الجمة التي ذكرت فيها ، والله الهادي ؛ وسوف يتمّ استخراجها عن طريق الاعتراض ، وهي كما يلي المسألة الاُولى زعمت الشيعة أنّ هذه الآيات لم يكن فيها منقبة لأبي بكر الصدّيق ، بل هي على العكس من ذلك تحمل في ثناياها تأنيباً له وزجراً ، مستدلّين في ذلك بأدلّة نقليّة وعقليّة يأتي بيانها تباعاً على ما يأتي الوجه الأوّل وردت روايات من طريق الشيعة تبيّن أنّ النبي صلّى الله عليه وآله لم يختر أبي بكر الصدّيق للهجرة معه وإنّما وقع ذلك له اتّفاقاً ، وأخذه النبيّ صلّى الله عليه وآله معه خوفاً منه ومن مكيدته ودخل وإيّاه الغار ، ولديهم روايات تبيّن ذلك تفصيلاً وإجمالاً. الوجه الثاني إنّهم تمسكوا بحجج عقليّة مستنبطة من ظاهر ألفاظ الآيات الآنفة الذكر ، ومنها على سبيل الإيجاز لا الحصر أوّلاً إنّ الصحبة في الآية مبنية على الصحبة اللفظيّة والتي تحصل للمؤمن والكافر وحتّى بعض الحيوانات. ثانياً إنّ المعيّة في الآيات ليس فيها فضل لأحد ، واستدلّوا بعموم قوله تعالى ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) [ الحديد 4 ]. ثالثاً إنّ المعية تنصرف إلى النبي صلّى الله عليه وآله دون أبي بكر ، وخرجت مخرج التعظيم. رابعاً إنّ حزن أبي بكر في الآيات دليل على خوفه على نفسه وجبنه. خامساً إنّ الأعمال إمّا أن تكون مباحة أو واجبة أو منهي عنها ، والنهي لا يكون إلّا عن فعل محرم ، وهذا معنى قوله تعالى ( لَا تَحْزَنْ ). سادساً إنّ السكينة في الآيات خاصّة بالنبي صلّى الله عليه وآله دون غيره ، وكذلك التأييد بالجنود التي لم يروها. سابعاً إنّ الضمائر لا يصحّ الفصل بينها ، بل إنّ الفصل بينها خروج عن الظاهر. المسألة الثانية وفيها نجمل الردّ عليهم وردّ قولهم من وجوه ، وإليك الاعتراضات ، وهي كما يلي الإعتراض الأوّل إن لقيا النبي صلّى الله عليه وآله لأبي بكر ووقوع ذلك اتّفاقاً له ليس فيه اثارة من علم أو فهم ، فلا يصحّ في ذلك أثر ، ولا يؤيده نظر ، فلو أنّ عدوّاً تفرّ منه ورأيته فمن غير المعقول أن تأخذه معك ، بل أنّك تحاول الخلاص منه أو تغيير وجهتك. وقد ذكرني هذا بقصّة رويت عن ملك المغول أنّه أتاه أحد الإماميّة وزعم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لم يأخذ أبي بكر معه إلّا تجنّباً لشرّه ، فقال إذا فنبيّكم أحمق ! الإعتراض الثاني فقد ثبت في أحاديث الهجرة أنّ أبي بكر سخّر كلّ امكانيّاته لكي لا يعرف المشركون بمكان النبي صلّى الله عليه وآله ؛ فقد كانت أسماء تأتيهم بالطعام والشراب ، وكان عبدالله بن أبي بكر يأتيهم بخبر قريش ، وعامر بن فهيرة يأتيهم بالغنم يحتلبون ويشربون ويمحي آثارهم عن قريش. وهذه أدلّة ترجع للنقول وليست حجّتنا في الاعتراض عليهم ، بل حجّتنا هو ذات الآيات. الإعتراض الثالث إنّ الآية اشتملت على عدّة فوائد ؛ فقد ساقها الله عزّ وجلّ في سياق العتاب لجميع أهل الأرض ، وهذا ظاهر في قوله ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ) ، كما روي ذلك عن الشعبي ، وعن علي ، وجمع من الصحابة بأسانيد مختلفة ، في كثير منها نظر. الإعتراض الرابع أن معنى قوله ( أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) دلّ على أنّ الّذين خرجوا معه لم يكونوا من الذين كفروا ؛ لأنّهم لو كانوا كذلك لما صحّ أن يقال ( أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ). كما أنّ كلمة أخرجه تدلّ على أنّه خرج مجبراً على الخروج ، وعلى هذه القاعدة لم يكن في اللذين خرجوا معه من الذين كفروا. الإعتراض الخامس إنّ قول النبي صلّى الله عليه وآله لصاحبه ( لَا تَحْزَنْ ) قول فيه تفصيل دقيق ، وهو أنّ الحزن من المسائل الجبليّة الغريزيّة التي لا يملك المرء التصرّف فيها. وكذلك ليس الحزن في مقام التكليف ، وحاشا الشارع الحكيم أن ينهى عن شيء خارج عن إرادة المرء وسلطانه ؛ فالحزن سلوك جبلّي يختلف من شخص لآخر ومن مقام لآخر. وهو أنواع ، منه « حزن على شيء قد وقع وإنتهى ، وحزن على أمر محتمل الوقوع وهو الخوف ». والشرع المطهّر لا ينهى عن الحزن نهي تحريم ؛ لأنّه خارج عن سلطان المرء ، والشرع لا يكلّف ما لا يطاق. والحزن على ضروب كثيرة ، منه المحمود ، ومنه المذموم ؛ فالحزن المحمود ، مثل الحزن على فوات الطاعة ، والحزن على فعل المعصية. والحزن المذموم كالحزن على فوات المعصية ، والحزن على فعل الطاعة ، بمعنى أنّ الحزن لا يكون منهياً لذاته بل لآثاره ؛ فإذا حصل أثر محرم على هذا الحزن نهى الشرع عنه ، مثل اللطم عند المصيبة ، والتسخّط عند الحزن. ولو نظرنا هنا لوجدنا أنّ حزن أبي بكر رضي الله تعالى عنه لم يكن لأجله بل كان لأجل رسول الله ، وحتّى لو كان لأجله لَماَ سمّي ذلك جبناً ؛ لأنّ الإختباء لم يكن جبناً ، فأيضاً الحزن لم يكن كذلك جبناً منه. ونهي النبي صلّى الله عليه وآله قال له عن الحزن هو من باب التسلية وإذهاب حزنه ، لا من أجل النهي المطلق ، وكأنّه صلى الله عليه وآله جعل كلمة ( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) سبب لنهيه عن الحزن. أنّنا لو سلّمنا جدلاً أنّ الحزن نهي عنه نهي تحريم ؛ فهذا يجعلنا أمام مسألة اُخرى هل يأثم المنهي عن الذنب على ذنبه قبل أن ينزل النهي ؟ الجواب واضح إنّ الإنسان لا يؤاخذ إلّا بعد ورود النهي لا قبل ورود النهي ، فمن فعل محظوراً غير عالماً به لم يأثم ؛ لأنّ هذا قبل التشريع والتحريم ، ولو فرضنا أنّ أبي بكر كان منافقاً أو غير معني بالآية لما صحّ النهي مطلقاً ؛ لأنّ النهي لا يتعلّق إلّا بالمخاطب ، والمخاطب أبي بكر الصدّيق ، فلم ينهاه عن الحزن ما دام غير مؤمن أصلاً. وكذلك فالنهي قد ورد في عدّة آيات للتسلية ، منها قوله تعالى ( فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ) [ يس 76 ]. وقوله عزّ وجلّ ( لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا ) [ طه 46 ]. والتفريق بين الآيتين في الدلالة من المستبعد المحال ، بل قد تتبعت موارد النهي عن الحزن في القرآن فما وجدت أنّ الله نهى عن الحزن إلّا اُناساً صالحين ، فإخراج أبي بكر منهم بدون مرجّح وقرينة صالحة تعنت وخروج عن الحقّ ، والشيعة في هذا الباب دائماً يذكرون الخوف والجبن ، رغم أنّ الحزن والخوف يجتمعان ويفترقان ، فالحزن غالباً يدلّ على انكسار في القلب وميل إلى السكون والدعة ، والخوف يكون فيه خفقان في القلب يجلب على المرء الارتباك ، والآية ذكرت الحزن ولم تذكر الخوف. الاعتراض السادس إنّ المعية في الآيات هي معية نصرة ومعية حماية ومعية عصمة ، على خلاف بين أهل السنّة في معناها. ولكن هناك قاعدة ذهبيّة وهي إنّ المعية المخصوصة السبب واللفظ لا تكون إلّا للمدح. ألا ترى في عرفنا عندما يذهب أخاك للقاء عدوّ فتقول له اذهب وإلقه وأنا معك. المعية هنا بالنصرة والتثبيت ، ولم يكن لنهيك له أدنى أثر ، وخصوص السبب واللفظ يعني أنّ هذه الآية فيه لا تنطبق على غيره من كان في مثل حاله ، أيّ أنّ فيها خصوصين خصوص لفظ ، وخصوص سبب ، وهذه معية مدح قطعاً. الاعتراض السابع إنّ أبي بكر هو الرجل الوحيد من بني آدم بعد الرسل الذي ذكر بمعية الله عزّ وجلّ ؛ وهذا يدلّ على أنّه خير الناس بعد الرسل والأنبياء. الاعتراض الثامن إنّ المعية لو كانت خاصّة بالنبي لكان قوله « إنّ الله معي » أكثر دلالة من قوله ( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) ، وكذلك جعل المعية تعليقاً على نهيه عن الحزن يقول له ( لَا تَحْزَنْ ) ؛ لأن كأنّه الله معنا. الاعتراض التاسع اختلف أهل السنّة في ما بينهم في مَن المقصود بقوله تعالى ( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) ، فمنهم من جعل الهاء في سكينته تعود على أبي بكر الصدّيق ، وآخرون قالوا بل تعود على رسول الله ، وبعضهم جعلها تعود على رسول الله وتشمل أبي بكر الصدّيق عن طريق الانعكاس ؛ وذلك لأنّ أبي بكر الصدّيق لا يتحمّل نزول السكينة عليه ، ولكلّ قول أدلّته من اللغة. وأقوى الأدلّة هي أنّ « الهاء » تعود على أبي بكر في قوله ( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ ) بدليل القرينة السابقة ، وهي قوله ( لَا تَحْزَنْ ) ؛ لأنّ من يحزن يكون بحاجة إلى السكينة. وهذا له نظائر في القرآن ، أقصد التفكيك بين الضمائر لقرينة أخرى ، كقوله تعالى ( لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) [ الفتح 9 ]. فالهاء في قوله ( وَتُسَبِّحُوهُ ) ترجع إلى الذات الإلهيّة لدلالة العقل ، كيف وإذا كانت هناك قرينة بيّنة كهذه الآيات ؟! وعلى أيّ حال فإنّ كلّ حرف يرد إلى الأليق به ، والسكينة إنّما يحتاج إليها المنزعج ، ولم يكن النبي صلّى الله عليه وآله منزعجاً ؛ فأمّا التأييد بالملائكة فهذا لم يكن إلّا للنبي صلّى الله عليه وآله. وأمّا على قول من قال بأنّ الهاء تعود على الإثنين فقد قدر لفظ الآية « فأنزل الله سكينته عليهما » ، فاكتفى بإعادة الذكر لأحدهما من إعادته عليهما ؛ كقوله تعالى ( وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ) [ التوبة 62 ].
حدث معي مع أحد الموظّفين على أبو طالب عليه السلام بتكفيره ، وهم يقولون بيقين أنّه كافر. مع هولاء الأشخاص المتعصّبين لا ينفع إلا العقل والأدلّة العقيلة والمنطقيّة ، وما صادرهم إذا وجدت عندهم.
ورد على لسان إمامنا السجاد عليه السلام حول إيمان أبي طالب عليه السلام ما مضمونه إنّ الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ، وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتّى مات. وأوردوا عليه إنّ الآية التي نهت عن ذلك آية مدنية من سورة الممتحنة ، وهي بعد صلح الحديبيّة على أقلّ تقدير ، فالتشريع متأخّر عن حال أبي طالب عليه السلام بسنين مديدة ؛ أرجو إفادتي حول هذه النقطة.
ما هو ردّكم على مقولات البعض إنّ عيسى ليس بنبي عندما كان في المهد ، بل مجرّد يحكي عن المستقبل أنّه سيصبح نبي ؟
68
69
70