لدي اشكال بسيط ، أتمنّى أن أجد حلاّ أين كانت شيعة علي (رضي الله عنه و أرضاه) خلال فترة حكم الخلفاء الثلاثة (رضوان الله عليهم)؟و لماذا لم يظهروا إلاّ في معركة الجمل التي تلت استشهاد ذي النورين (رضي الله عنه)؟و ماذا كانوا يتّبعون قبل تولّي علي الخلافة؟الاحتجاج بالأدلّة العقلية ، وبعيداً عن كتب الأحاديث ؛ لأنّي جاهل بعلم الحديث.
اسئلة وردودمنذ 14 سنة
سماحة السيّد جعفر علم الهدى
شيعة علي (عليه السلام) كانوا في زمان الخلفاء الثلاثة في المدينة المنوّرة ، ومنتشرين في القبائل والقرى المحيطة بها ، وقدكان الكثير من الصحابة يعتقدون بولاية علي (عليه السلام) وخلافته ، بل بايعوا عليّاً (عليه السلام) في غدير خمّ بالخلافة بأمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، لكن بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) سارع بعض المهاجرين والأنصار لتعيين الخليفة ، وتركوا جنازة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واجتمعوا في السقيفة (سقيفة بني ساعدة) ، وتنازعوا وتشاجروا ، وكان الأنصار مصّرين على أن يكون الخليفة منهم ، وقال المهاجرون : بأنّهم هم الأحقّ والأولى بالخلافة ، واستفادوا من الخلاف الموجود بين الأنصار ، فبايع عمر بن الخطّاب وأبو عبيدة الجرّاح مع أبي بكر ، وعيّنوه خليفة ، واضطرّ بعض الأنصار أن يبايع ، ولكنّ البعض الآخر لم يبايع ، ثمّ خرجوا من السقيفة شاهرين السلاح يأمرون كلّ مَن يلقاهم بالبيعة مع أبي بكر ، فبايعه أكثر أهل المدينة ، لا لأجل أّنّهم كانوا راضين بخلافته ، بل للخوف ، ولأجل أنّهم فوجئوا ببيعة الآخرون .
وبما أنّ عليّاً (عليه السلام) كان مشغولاً بتجهيز النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، ولم يتواجد في السقيفة ، فتخيّل أكثر الصحابة أنّ عليّاً (عليه السلام) تنازل عن الخلافة ، ورضي بخلافة أبي بكر ، لكنّ الإمام (عليه السلام) أعلن بعد ذلك رفضه وسخطه ، وقامت سيّدة النساء الزهراء (سلام الله عليها) بثورة عظيمة ضدّ الغاصبين ، وخطبت الخطب المتعددة ، وأعلنت للناس أنّ عليّاً (عليه السلام) هو الخليفة والإمام بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وذكرّتهم بالبيعة لعليّ (عليه السلام) في غدير خمّ ، واحتجّ الكثير من المهاجرين والأنصار على غصب الخلافة ، وخطبوا في المسجد ، وطلبوا من أبي بكر أن يعطي الخلافة لأهلها ، وكان عليّ (عليه السلام) يدور علي بيوت المهاجرين والأنصار ، ويطلب منهم النصرة للقيام بوجه الغاصبين ، لكنّ القوم اعتذروا بأنّهم قد بايعوا أبا بكر ، ولو كان عليّ (عليه السلام) يطلب الخلافة ، لكانوا يبايعونه ، ولكّنه اشتغل بتجهيز النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، ولم يتصدّى لطلب الخلافة ، فبايعوا أبا بكر .
ثمّ إنّ كثيراً من الصحابة كانوا خارج المدينة في قبائلهم وعشائرهم ، ولمّا فوجئوا بخلافة أبي بكر أذعن بعضهم وبايع باعتقاد أنّ عليّاً (عليه السلام) تنازل عن الخلافة ، أو لأغراض دنيوّية ، واعترض البعض الآخر ولم يبايع ، فقتل الكثير منهم بتهمة الارتداد عن الدين مثل مالك بن نويّرة وقبيلته .
والحاصل : إنّ الجميع كانوا يعلمون ويعرفون حقّ المعرفة أنّ عليّاً (عليه السلام) كان أحقّ بالخلافة ، ولكنّ الأحقاد الكامنة في الصدور حالت بينهم وبين الاذعان بخلافته ، كما صرّحت بذلك فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها : « وما نقموا من أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وقلّة مبالاته لحتفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله عزّ وجلّ ».
شيعة علي (عليه السلام) كانوا في زمان الخلفاء الثلاثة في المدينة المنوّرة ، ومنتشرين في القبائل والقرى المحيطة بها ، وقدكان الكثير من الصحابة يعتقدون بولاية علي (عليه السلام) وخلافته ، بل بايعوا عليّاً (عليه السلام) في غدير خمّ بالخلافة بأمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، لكن بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) سارع بعض المهاجرين والأنصار لتعيين الخليفة ، وتركوا جنازة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واجتمعوا في السقيفة (سقيفة بني ساعدة) ، وتنازعوا وتشاجروا ، وكان الأنصار مصّرين على أن يكون الخليفة منهم ، وقال المهاجرون : بأنّهم هم الأحقّ والأولى بالخلافة ، واستفادوا من الخلاف الموجود بين الأنصار ، فبايع عمر بن الخطّاب وأبو عبيدة الجرّاح مع أبي بكر ، وعيّنوه خليفة ، واضطرّ بعض الأنصار أن يبايع ، ولكنّ البعض الآخر لم يبايع ، ثمّ خرجوا من السقيفة شاهرين السلاح يأمرون كلّ مَن يلقاهم بالبيعة مع أبي بكر ، فبايعه أكثر أهل المدينة ، لا لأجل أّنّهم كانوا راضين بخلافته ، بل للخوف ، ولأجل أنّهم فوجئوا ببيعة الآخرون .
وبما أنّ عليّاً (عليه السلام) كان مشغولاً بتجهيز النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، ولم يتواجد في السقيفة ، فتخيّل أكثر الصحابة أنّ عليّاً (عليه السلام) تنازل عن الخلافة ، ورضي بخلافة أبي بكر ، لكنّ الإمام (عليه السلام) أعلن بعد ذلك رفضه وسخطه ، وقامت سيّدة النساء الزهراء (سلام الله عليها) بثورة عظيمة ضدّ الغاصبين ، وخطبت الخطب المتعددة ، وأعلنت للناس أنّ عليّاً (عليه السلام) هو الخليفة والإمام بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وذكرّتهم بالبيعة لعليّ (عليه السلام) في غدير خمّ ، واحتجّ الكثير من المهاجرين والأنصار على غصب الخلافة ، وخطبوا في المسجد ، وطلبوا من أبي بكر أن يعطي الخلافة لأهلها ، وكان عليّ (عليه السلام) يدور علي بيوت المهاجرين والأنصار ، ويطلب منهم النصرة للقيام بوجه الغاصبين ، لكنّ القوم اعتذروا بأنّهم قد بايعوا أبا بكر ، ولو كان عليّ (عليه السلام) يطلب الخلافة ، لكانوا يبايعونه ، ولكّنه اشتغل بتجهيز النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، ولم يتصدّى لطلب الخلافة ، فبايعوا أبا بكر .
ثمّ إنّ كثيراً من الصحابة كانوا خارج المدينة في قبائلهم وعشائرهم ، ولمّا فوجئوا بخلافة أبي بكر أذعن بعضهم وبايع باعتقاد أنّ عليّاً (عليه السلام) تنازل عن الخلافة ، أو لأغراض دنيوّية ، واعترض البعض الآخر ولم يبايع ، فقتل الكثير منهم بتهمة الارتداد عن الدين مثل مالك بن نويّرة وقبيلته .
والحاصل : إنّ الجميع كانوا يعلمون ويعرفون حقّ المعرفة أنّ عليّاً (عليه السلام) كان أحقّ بالخلافة ، ولكنّ الأحقاد الكامنة في الصدور حالت بينهم وبين الاذعان بخلافته ، كما صرّحت بذلك فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها : « وما نقموا من أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وقلّة مبالاته لحتفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله عزّ وجلّ ».
التعلیقات