حتى تدوم السعادة بين الزوجين
موقع الأسرة
منذ 7 سنوات
لاشك إن كل زوجين يتمنوا أن تدوم السعادة بينهما، وكل
طرف ينتظر من الآخر الكثير لكي يسعد معه، ولكن في بعض الأحيان بسبب قلة خبرة الزوجين بالتعامل مع بعض تحدث المشاكل الزوجية والتي تسبب بعض الحزن والضغط النفسي عليهما، ولذلك على كل طرف أن يراعي بعض الأمور الهامة التي سيكون لها تأثيرات إيجابية وستوفر السعادة بين الزوجين.
تقبل الآخر:
على كل طرف تقبل الآخر كما هو دون التفحيص والتمحيص والبحث عن عيوبه وذكرها والتركيز عليها، فنحن البشر لدى كل واحد منا مميزات وعيوب فلا يوجد أحد كامل، فعلى الزوجة توقع وجود عيوب بالزوج وعليه أيضا توقع عيوب فيها وهذا شئ من الطبيعي وجوده فالحياة ليست وردية بل على كل طرف أن يكون واقعي.
حسنا فماذا يفعل كل طرف لزيادة مميزات الآخر ومحاولة تقليل العيوب؟
وهذا سؤال هام جدا وإجابته تكمن في كلمتين: “أسلوب المدح” نعم إذا جربتم هذا الأسلوب ستتفاجئوا من نتيجته، لأننا كلنا كبشر نحب سماع كلمات المدح والثناء والشكر والإعتراف بالجميل وما إلى ذلك، فلو إتبع الزوجين هذا الأسلوب في التعامل بأن يمدح كل منهم السلوكيات الجيدة في الآخر بالتأكيد سيلجأ كل طرف لزيادة هذه الإيجابيات لسماع المزيد من المدح والكلمات الجيدة، أما لو حدث العكس وكان كل طرف لا يرى سوى عيوب شريك حياته ويلغي تماما المميزات لن تدوم السعادة بينهما طويلا.
لا تقارن:
لا تقارن زوجتك بأي أحد حتى لو والدتك أو أختك أو حتى والدتها، وأنتي أيتها الزوجة لا تضعي زوجك في مقارنة مع أبيكي أو أخيكي أو حتى أبيه وأخيه، فأسلوب المقارنة من شأنه تقليل قيمة الشخص ولو شعر كل طرف بأنه قليل في نظر الطرف الآخر ستحدث مشكلات كثيرة ومتفرعة ومتنوعة ستكون الأسرة بأكملها في غنى عنها، وأنا لا أقصد هنا فقط المقارنة العلنية بأن يقول الزوج لزوجته: “أنظري لأمي كيف ربتنا أو أنظري لأمك كيف ربتك أنتي وأخوتك؟”، بل أقصد أيضا المقارنة السرية، فأكثر ما يتعب تفكير أي طرف من الطرفين ويجعله غير راضي هو حديثه لنفسه بأن شريك حياته دون المستوى أو أن يقول الزوج لنفسه مثلا: “لو أني تزوجت فلانه لكان هذا أفضل”، أو تقول الزوجة: “إن أخو زوجي يعامل زوجته بلطف وحنان وزوجي لا يفعل”، كل هذه الهواجس ليس لها أي فائدة بل ضررها كبير و إستمرارها من الممكن أن يؤدي لهدم الأسرة، ونحن نبحث عن السعادة لذا لا تنظروا لغيركم ولا تقارنوا شريك حياتكم بغيره بل الأفضل النظر لمميزات شريك الحياة ومحاولة التكيف والتأقلم معه كما ذكرنا.
كن واقعي:
الواقعية مطلوبة في كل شئ فبالرغم من أن الأحلام والأماني شئ هام إلا أن كثرتها والعيش فيها يؤثر سلبا على الواقع الذي نعيش فيه، فمثلا من أكبر الصدمات التي تحدث للزوج أو الزوجة إحتكاكهم المباشر بالحياة والروتين اليومي بعد الزواج مباشرة، لأنهم أو أحدهم أفرط في الأحلام وبالغ في السعادة التي يتمنى أن يعيشها بعد الزواج لكن عند إصطدامهم بالواقع يحدث أمر غير متوقع، فتجد الزوجة نفسها مسئولة عن البيت بأكمله والزوج يتركها ويذهب للعمل ويعود متعب يبحث عن بعض الهدوء والسكينة، والزوج نفس الشئ يجد إن مسئولياته تزداد يوم بعد يوم وأن الأسرة كلها تعتمد عليه ودوره كرب للأسرة يحتم عليه أن يوفر لهم العديد من الإحتياجات المادية وحتى المعنوية، ولهذا نطلب من الزوجين – لتفادي هذه الصدمة – بأن يكونوا واقعيين ويعيشوا الحياة بكل مواقفها المختلفة فالطبيعي والمنطقي في هذه الحياة التي نحياها جميعا أنها متغيره فلا السعادة تدوم ولا الحزن يبقى، فأنصح الجميع بأن يكونوا واقعيين، وليحصلوا على السعادة عليهم توقع كل شئ والتعامل مع الواقع بشئ من الحكمة.
الواقعية أيضا مطلوبة في ما يتوقعه كل طرف من الآخر، فلو توقع الزوج مثلا أن تكون زوجته مهيأة طوال النهار والليل وسعيدة ومرتاحة والبيت كله منظم طوال الوقت والطعام جاهز ولذيذ طوال الوقت يكون بهذا قد خرج عن المعقول ولا يحقق الواقعية، فبالتأكيد الزوجة كأي بشر يمر بها أوقات أو مواقف ضغط أو ألم أو مرض وغيرها، فعليه أن يكون واقعي ولا يحمل زوجته ما لا تطيق، ونفس الأمر بالنسبة للزوجة لو توقعت أنها بعد الزواج ستعيش كل يوم في الجنة وتكون كل طلباتها مجابة وزوجها سعيد متهلل طوال الوقت فهي أيضا لم تحقق الواقعية بل العكس تماما، فعليها هي الأخرى أن تتوقع من زوجها ألا يكون مثل أيام الخطوبة فمسئولياته زادت ولابد أن يقابلها مجهود زائد وهذا بالتأكيد يؤثر عليه نفسيا وجسديا، فعلى الزوجين أن يكونوا واقعيين جدا حتى يستطيعوا أن يجدوا السعادة في معظم أوقاتهم.
التعلیقات