الاستئذان
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 7 سنواتمدة القرائة: 4 دقائق
كثير ما يكون الطفل في داخل البيت كثير الحركة، ويتنقّل في البيت بحريته في جميع الأوقات، ولا يكترث لشيء، وقد تزعج هذه التصرفات الوالدين.
وبما أنّ دين الإسلام اهتم بجميع نواحي حياة الفرد أعطاه نظام كامل وشامل لجميع أمور حياته؛ فلذا نراه وضع حدودا لشتى أمور الحياة .
فجاء بنظام الأسرة وسنّ لها سننا، ومنها أن يدخل الأطفال على والديهما، إلّا في أوقات خاصة و باستئذانهم؛ لكي لايقع نظر الطفل على عورتهما؛ لأنّ تلك الأوقات مظنّة تخفف الوالدين من ثيابهما، أو قد تظهر عورتهما لاستغراقهما في النوم، أو قد يقع بينهما ما يكون بين الرجل وزوجته.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ َثلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (1)
فإن موضوع الاستئذان يحظى بأهمية بالغة، وهذه الآية أيضا تعلم المؤمنين أصول وسلوك التربية الجنسية وأخلاقها، فهي تشير إلى عدة أمور منها: آداب الاستئذان قبل صلاة الفجر، وحين يضع الإنسان ثيابه من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، كما أن ينبغي لغرف النوم أن تكون مُقفلة، فإن لم يكن هناك قفل يجب أن يربى الابن تربية دقيقة وأن يكون واعيا على مختلف الزوايا، وأن يدخل على أمه وأبيه إلا إذا استأذن.
وهذه الأمور لا تنطبع بشكل واضح إلاّ إذا طبّق الوالدين هذه الآداب والأحكام التي أمر بها الشارع المقدس، فينبغي للشخص إذا دخل بيته أن يقول الأذكار الشرعية في ذلك، ثم يتنحنح، أو يحرك رجله، أي أنه يصدر صوتاً ليسمعه من بالدار، وملخص الكلام أن ينبه من البيت، حتى لا يدخل على والديه ويراهما من حيث يكرهون.
ولذا على الوالدين أن يعلموا هذه الأمور لأطفالهم وخدمهم، وهذه الآداب منها الاستئذان وهو نوع من الأدب الإسلامي الرفيع، ولكن الملفت للنظر في مجتمعاتنا قلّة الالتزام به مع الأسف الشديد رغم تأكيد القرآن على ذلك، وتحدث عن تفاصيله، والحثث على الالتزام به وتطبيقه، لكن مع ذلك لا يُعرف سبب إهمال هذا الحكم القرآني الحاسم والتساهل الذي يصل حد التفريط، فنجد غرف الوالدين ومخادعهم الزوجية مباحة لجميع أفراد العائلة صغاراً وكباراً، وفي الأوقات كلها، ورغم تصور بعض السذج بأن الأطفال لا يدركون شيئاً من هذه الأمور، وأن خدم البيت لا يهتمون بها، هذا وقد ثبت علميا حساسية الأطفال بالنسبة لهذه القضية، فكيف بالنسبة للكبار؟
وقد ورد عن محمد بن علي الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): «الرجل يستأذن على أبيه؟ قال: نعم، قد كنت أستاذن على أبي، وليست أمي عنده إنما هي امرأة أبي توفيت أمي، وأنا غلام، وقد يكون من خلوتهما ما لا أحب أن أفجأهما عليه، ولا يحبان ذلك مني، السلام أصوب وأحسن» (2)
وقد يؤدي نظر الأطفال لمشاهد محظورة أو لا سمح الله تفرجهم لبعض القنوات الإباحية، أو متابعتهم إلى مواقع مخالفة للأخلاق إلى إيقاظ المشاعر الجنسية الدفينة قبل أوانها، وبالتالي انحرافهم خلقياً، وأحياناً تؤدي إلى إصابتهم بأمراض نفسية كل ذلك بسبب الأثر الذي يتركها في نفوسهم إهمال الوالدين، وعدم التفاتهم لبعض سلوكهم أو جهلهم لذلك.
فمن هنا تتضح لنا قيمة وأهمية هذا الحكم الإسلامي الذي جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً، بينما توصل إليه العلماء المعاصرون في الآونة الأخيرة أو بعد تطور العلم بعد الثورة الصناعية من ضمنه التقدم العلمي في علم النفس، مما يجعلنا أن ننبه الآباء والأمهات بالجدية في الحياة الزوجية ، وتعليم أولادهم الاستئذان حين الدخول إلى غرفتهما ، واجتناب كل عمل قد يثير الأولاد، ويحرّك غرائزهم الدفينة قبل الأوان .
فجاء بنظام الأسرة وسنّ لها سننا، ومنها أن يدخل الأطفال على والديهما، إلّا في أوقات خاصة و باستئذانهم؛ لكي لايقع نظر الطفل على عورتهما؛ لأنّ تلك الأوقات مظنّة تخفف الوالدين من ثيابهما، أو قد تظهر عورتهما لاستغراقهما في النوم، أو قد يقع بينهما ما يكون بين الرجل وزوجته.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ َثلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (1)
فإن موضوع الاستئذان يحظى بأهمية بالغة، وهذه الآية أيضا تعلم المؤمنين أصول وسلوك التربية الجنسية وأخلاقها، فهي تشير إلى عدة أمور منها: آداب الاستئذان قبل صلاة الفجر، وحين يضع الإنسان ثيابه من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، كما أن ينبغي لغرف النوم أن تكون مُقفلة، فإن لم يكن هناك قفل يجب أن يربى الابن تربية دقيقة وأن يكون واعيا على مختلف الزوايا، وأن يدخل على أمه وأبيه إلا إذا استأذن.
وهذه الأمور لا تنطبع بشكل واضح إلاّ إذا طبّق الوالدين هذه الآداب والأحكام التي أمر بها الشارع المقدس، فينبغي للشخص إذا دخل بيته أن يقول الأذكار الشرعية في ذلك، ثم يتنحنح، أو يحرك رجله، أي أنه يصدر صوتاً ليسمعه من بالدار، وملخص الكلام أن ينبه من البيت، حتى لا يدخل على والديه ويراهما من حيث يكرهون.
ولذا على الوالدين أن يعلموا هذه الأمور لأطفالهم وخدمهم، وهذه الآداب منها الاستئذان وهو نوع من الأدب الإسلامي الرفيع، ولكن الملفت للنظر في مجتمعاتنا قلّة الالتزام به مع الأسف الشديد رغم تأكيد القرآن على ذلك، وتحدث عن تفاصيله، والحثث على الالتزام به وتطبيقه، لكن مع ذلك لا يُعرف سبب إهمال هذا الحكم القرآني الحاسم والتساهل الذي يصل حد التفريط، فنجد غرف الوالدين ومخادعهم الزوجية مباحة لجميع أفراد العائلة صغاراً وكباراً، وفي الأوقات كلها، ورغم تصور بعض السذج بأن الأطفال لا يدركون شيئاً من هذه الأمور، وأن خدم البيت لا يهتمون بها، هذا وقد ثبت علميا حساسية الأطفال بالنسبة لهذه القضية، فكيف بالنسبة للكبار؟
وقد ورد عن محمد بن علي الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): «الرجل يستأذن على أبيه؟ قال: نعم، قد كنت أستاذن على أبي، وليست أمي عنده إنما هي امرأة أبي توفيت أمي، وأنا غلام، وقد يكون من خلوتهما ما لا أحب أن أفجأهما عليه، ولا يحبان ذلك مني، السلام أصوب وأحسن» (2)
وقد يؤدي نظر الأطفال لمشاهد محظورة أو لا سمح الله تفرجهم لبعض القنوات الإباحية، أو متابعتهم إلى مواقع مخالفة للأخلاق إلى إيقاظ المشاعر الجنسية الدفينة قبل أوانها، وبالتالي انحرافهم خلقياً، وأحياناً تؤدي إلى إصابتهم بأمراض نفسية كل ذلك بسبب الأثر الذي يتركها في نفوسهم إهمال الوالدين، وعدم التفاتهم لبعض سلوكهم أو جهلهم لذلك.
فمن هنا تتضح لنا قيمة وأهمية هذا الحكم الإسلامي الذي جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً، بينما توصل إليه العلماء المعاصرون في الآونة الأخيرة أو بعد تطور العلم بعد الثورة الصناعية من ضمنه التقدم العلمي في علم النفس، مما يجعلنا أن ننبه الآباء والأمهات بالجدية في الحياة الزوجية ، وتعليم أولادهم الاستئذان حين الدخول إلى غرفتهما ، واجتناب كل عمل قد يثير الأولاد، ويحرّك غرائزهم الدفينة قبل الأوان .
1) النور، الآية 58.
2) الفروع من الکافي « للشيخ الكليني » / المجلد : 5 / الصفحة : 528 / الناشر: الاسلامية – قم.
التعلیقات