الخوف من التبرّز لدى الاطفال: هل هو مبرّر علميًّا؟
3a2ilati موقع
منذ شهرالخوف من التبرز لدى الاطفال من المشاكل الشائعة. خاصّةً عند البدء بتعليم الطفل استخدام النونيّة، أو بعدها لدى معاناتهم من الامساك.
أذكر جيّدًا وجه طفلي بعمر السنتين عندما كنت أحاول تدريبه على استخدام الحمام عند رغبته بالتبرز: كان يبكي مرتعبًا ما إن أدخله الحمّام! لم أكن أفهم ما الذي يحدث معه أو ما هو الشيء الذي يسبّب له هذا الخوف. وعلمت فيما بعد أنّ عدد كبير من الأطفال في هذه المرحلة يعانون من المشكلة نفسها. من جهةٍ أخرى، هناك أطفال بأعمار أكبر يخافون في بعض الحالات من التبرّز في الحمام لأسباب مرتبطة بمعاناتهم من الإمساك الذي قد يكون عابرًا أو مزمنًا. إذا كان طفلك يواجه حالة مشابهة، سنحاول فيما يلي توضيح بعض النقاط التي قد تساعدك على التعامل مع مشكلة طفلك. فتابعينا حتّى النهاية.
الخوف من التبرز لدى الأطفال، هل هو حقيقي؟
هل سبق ورأيت طفلك يتراجع عن التبرز أحيانًا ويخشى قضاء حاجته؟ كما أنّه قد يصل لدرجة البكاء من الخوف أحيانًا؟! ورغم أنّ هذا الأمر قد يُغضبك، إلّا أنّ هذا الخوف حقيقيّ جدًا وله تفسير علمي. إذ يُؤكّد المعالجون النفسيّون أنّ هذا أحد المخاوف التي قد يصاب بها الأطفال في عمر معيّن. يتطوّر “رهاب التبرز” أو “Apopathophobia”، لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام. وهو لا يعني فقط الخوف من التبرز، بل الخوف من وجود “حركة في الأمعاء” لأنّها قد تؤدّي الى التبرز.
أعراض تدلّ على معاناة الطفل من هذه المشكلة
هناك علامات وعوارض عدّة تؤدّي الى حدوث هذا النوع من الفوبيا، وفق الطبيبة النفسيّة المتخصّصة بالأطفال الدكتورة آن سينيكييه. وتشير الباحثة في “معهد العلاقات والاستراتيجيّات الدوليّة” الفرنسي، أنّ أبرزها وأكثرها وضوحًا هي:
وجود آثار للبراز، أو حتى كل البراز، في سروال طفلك: وتعرف هذه الحادثة بـ”البراز في السروال”.
معاناة طفلك من الإمساك في غالب الأحيان: عندما يتراجع الطفل عن الذهاب الى الحمّام، تبدأ مشكلة الإمساك بالظهور شيئًا فشيئًا. وقد تصبح هذه المشكلة مزمنة.
قلق الطفل من الذهاب إلى المرحاض أو النونيّة: يتطوّر هذا القلق ليترافق مع البكاء في حال أصرّيت على استخدام طفلك الى الحمام، ورفضه القاطع لذلك بخوف شديد.
أسباب خوف الطفل وتجنّبه لاستخدام المرحاض
يرجّح أن يكون هذا الخوف الذي يعاني منه طفلك عائدًا الى أسباب محتملة عدّة، وهي:
عدم جهوزيّة الطفل للاستغناء عن الحفاض: في كثير من الأحيان، يخاف طفلك من قضاء حاجته لأنّك تفرضين عليه أن يتدرّب على استخدام المرحاض في وقت مبكر جدًا. ففي حين يمكن تدريب الأطفال منذ عمر السنتين أو قبل أحيانًا وفق المتخصّصين، قد لا يكون البعض جاهزًا بهذا السنّ. ما قد يؤدّي الى ربط استخدام المرحاض بشعور سلبي اثر ارغامه على الاستغناء عن الحفاضات قبل أن يكون جاهزًا لذلك.
ذكرى معاناته من نوبة امساك أو اسهال مؤلمة: في حال كان طفلك عانى سابقًا من نوبة إمساك أو اسهال مؤلمة جدًّا، تترسّخ هذه الذكرى المؤلمة في عقله. وعندما يشعر بالحاجة لاستخدام المرحاض، يتراجع عن ذلك خوفًا من المعاناة من الألم نفسه مرّة أخرى. ويربط هنا الألم غير المحتمل الذي شعر به بالتبرز، ويظنّ أنّ استخدام المرحاض يمثّل بحدّ ذاته مشكلة ويسعى لتجنّبه.
ذكرى مُخجلة: إذا عانى من “حادث” خلال قضائه حاجته، أو تمّت السخرية منه في المنزل أو المدرسة، ستبقى ذكرى “الإذلال” الذي شعر به حاضرة في ذهنه. وقد تمنعه من الارتياح تجاه استخدام المرحاض مستقبلًا.
اضطراب في إدراك غلاف الجسم: إنّها مشكلة نفسيّة أكثر ندرة من هذه الفوبيا، وجزء من المشكلة. هذا الاضطراب يعني أنّ الطفل لا يريد أن يكون لديه حركة أمعاء بالأساس، لاعتقاده أنّه سيفقد قطعة منه. ويخشى أن “يتفكّك” حرفيًّا، وفق ما يوضح المختصّون.
مخاطر الخوف من التبرّز لدى الاطفال
يمكن أن يصبح هذا الرهاب مزمنًا مع نموّ الطفل ويكون له تأثير دائم على حياته اليوميّة. ومن المرجّح أن يصبح القلق من الذهاب إلى المرحاض أكبر مع الوقت.
أمّا الخطر الأساسي الذي يهدّد الطفل هو الإمساك المزمن. ويمكن أن يؤدّي إلى تكوين “انحشار برازي” أي تراكم البراز المتصلّب في المستقيم أو في القولون المستقيم. ما يسبّب صعوبة بإخراجها.
نصائح لمساعدة الطفل على تخطّي المشكلة
يشكّل الخوف من التبرّز لدى الاطفال تجربة صعبة لهم ولعائلتهم. سنقدّم لك بعض النصائح التب قد تساعد طفلك على تخفيف خوفه هذا:
تأكّدي من تقديم أطعمة غنيّة بالألياف لطفلك. وشجّعيه على شرب كميّة كافية من المياه.
اخلقي بيئة مريحة لطفلك: اسأليه عن مخاوفه واستمعي اليه واجعلي الحمام مكان مريح له. ننصحك بوضع ألعاب أو كتب يحبّها طفلك ليستمتع بها ويخفّ قلقه. واجعلي استخدام الحمّام جزءًا من روتينه اليومي، ما سيشعره بالأمان.
استخدمي المكافآت لتحفيز طفلك على استخدام الحمام.
يمكنك استشارة طبيب الأطفال أو معالج نفسي متخصّص في معالجة مخاوف الأطفال، إذا استمرت المشكلة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، في حال لاحظتي أنّ طفلك يعاني من أي من العوارض التي ذكرناها أعلاه، يجب مراقبته. وإذا لم يتحسّن ولم تساعد النصائح التي قدّمناها سابقًا على تحسّن وضعه، ننصحك باللّجوء لاستشارة طبيّة، لمنع تفاقم المشكلة.
التعلیقات