الضغوط النفسية على الطفل الكفيف...
موقع العتبة الحسينية المقدسة
منذ 7 سنواتأنا معلمة في مدرسة للمكفوفين وأحاول دائما أن أشرح لأولياء أمور الطلبة أسباب تدهور الوضع النفسي لبعض الأطفال ذوي الإعاقة
وخصوصا المكفوفين ومشكلتي هي عدم قدرتي على شرح تأثير الضغوط النفسية على الطفل الكفيف لذا لجأت لكم لترشدوني وتوضحوا لنا بحكم خبرتكم أكثر حول هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر...؟
أختنا الفاضلة نشكر اهتمامك وحسن ظنك بنا في طرح هذا الموضوع على مركزنا للوقوف حول أهم النقاط بخصوص هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون دعم ورعاية خاصة, فنظراً لما تفرضه عليهم الإعاقة وما يشعروا به من عجز في المواقف التي تتطلب المساعدة وما يشعروا به من إشفاق من الأفراد الآخرين. فضلا عما يواجهون من مواقف أسرية تتسم بالإهمال ورفض الوالدين مما يدعو لاتخاذ خطوة ايجابية كاهتمامكم من أجل مساعدتهم ولهذا يتطلب من الأهل اهتمام أكبر بتلك الفئة لتجنب التداعيات النفسية.
وعلى ذلك ترتبط المشكلات السلوكية لدى الأطفال بالمواقف الأسرية وما يسودها من ضغوط حياتية وما قد يعانيه الآباء من بعض الاضطرابات النفسية والاجتماعية، ومن ثم فإن الأفراد الذين يقعون تحت طائلة الضغوط يصبحون أكثر عصبية وقلقاً وخوفاً وانزعاجاً وإحباطاً. ومن ثم ينعكس التفاعل الأسري على شخصية الطفل وهذا ما يتطلب التطرق إلى الضغوط النفسية وعلاقتها بالمناخ الأسري، والعلاقات داخل الأسرة، لما لهذه الجوانب من علاقة بضغوط الطفل.
كما أن الطفل الذي يعيش ظروفاً أسرية مضطربة تفتقر إلى الأماني يتعرض لعوامل القلق والاضطراب النفسي، ويعجز عن التفاعل مع أفراد أسرته بإيجابية، وتتحول الأسرة من قوة تدفعه لمجابهة الحياة والانتصار عليها، إلى قوة تعوق تقدمه ومقاومته لصعوبات الحياة.
وفيما يتعلق بالضغوط الواقعة على الكفيف من الوالدين، فتتمثل في عدم اهتمام الوالدين بإشباع حاجاته النفسية والمادية وإحساسه بالتقبل الوالدي منهم، ومن ثم فإن الرفض الوالدي للطفل الكفيف وعدم الاهتمام به وبظروفه ومشكلات إعاقته وإبعاده عن العلاقات الاجتماعية فإن ذلك يؤدي إلى العلاقة غير المطمئنة ومن ثم افتقاده الثقة في هذا الجانب مما يزيد من توتراته نحو العلاقة الرافضة له، وهذا يمثل أكثر الضغوط الواقعة عليه من الوالدين.
وفيما يتعلق بالضغوط الواقعة عليه من اخوته العاديين، فإن إهمالهم له واعتباره أنه سبب مشاكلهم، بل عالة عليهم، ومواقفهم الرافضة له، وعدم مشاركته معهم في المواقف، وإخفائه عن أصدقائهم وزملائهم وضعف الترابط بينهم، وعدم خروجه معهم، فإن ذلك يمثل مواقف ضاغطة عليه، ويكون لديه اعتقاد بعدم الارتباط الأسري والعاطفي والانتماء والترابط الأسري وأنه يواجه الحياة بدون مساعدة أسرية، ولهذا فإنه ربما يتكون لديه اتجاه بعدم جدوى وجوده ولهذا فإنه يعاني من الصراعات والمخاوف والقلق من طبيعة الحياة الأسرية التي لا يشعر فيها بالثقة والطمأنينة والحماية مما قد يسبب له بعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن مواقف الأسرة التي قد تمثل ضغوطاً قوية عليه.
ونصيحتنا لكِ بحكم شعوركِ العالي بالمسؤولية هو أن تحاولي جذب أنتباه أولياء الأمور من خلال حوار ناعم لضرورة اعتماد طرق معاملة خاصة مع اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة دون أن يشعروهم بفرق المعاملة بل بتقبلهم على أنهم أطفال عاديين ويتفاعلوا مع ميولهم ورغباتهم ويؤسسوا لعلاقة تستند على وسيلة تواصل وحوار يدركها الطرفان من أجل تقليل الضغط النفسي على الطفل الذي يضاف عليه كثقل آخر فوق عبء الإعاقة.
التعلیقات