تربية الطفل بين الضرب والهجر
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتمن الأمور المهمة في القضايا التربوية والمعقدة التي ترتبط بالأبوين وتجعلهم في حالة من الترديد والاضطراب، هي كيفية التعامل مع إساءة الأولاد، حيث يجعلهم في مأزق كبير في كيفية التصرف مع الأولاد، فهل يعاقبوهم على الأمر أم يتركوهم؟
وإذا كان الحل العقوبة، فهل يقوم الوالدين بتنفيذ كل أنواع العقوبة الجسدية والروحية؟ نسعى في هذا المقال نجد أحد الحلول الإسلامية الذي ذكر في هذا الأمر.
- صلاح الآباء في كلام باقرالعلوم (عليهالسلام)
- وَلَدُكَ رَيحَانَتُكَ سَبْعَاً
- لماذَا تذلّه أمام الآخرين؟!
كما نرى الإمام عليه السلام يمنع العقوبة الجسدية ويعطي حلاً أخر مؤثر، وهذا الحل هو العقوبة الروحية بأن يهجر الولد الذي جاء بفعل لا يرتضيه أبيه، فأن هذه العقوبة تجعل الطفل يذهب في حالة من التفكير والتمعن لسبب أهماله وهجره من والديه؛ لأن معنى الهجر هو إظهار عدم الرضا بأعماله وعدم الاعتناء إليه.
ولكن الإمام عليه السلام لا يرتضي بأن يطول هذا الهجر؛ لأنه يريد أن الطفل ينتبه ويندم على ما فعله، ثم يقول «لا تطل»؛ لأن الهجر يسبب الحزن والندامة في قلب الطفل، فبإقبال الوالدين على طفل -بعد ما علم أنه عوقب من قبلهما بهذه الطريقة- يجعلاه ينشد إليهما أكثر من قبل، ويحاول أن لا يفعل شيئاً يجعل هذا الأمر يتكرر.
فإن للعقوبة الروحية تأثير كبير وأشد من العقوبة المادية والجسدية على الأولاد، ففي العقوبة بدلا من أن يضرب الطفل أو يحرم من أمور مادية متعلق بها يجب أن نجد حل يؤثر في قلبه ونفسه، ويلمس وجدانه وعزته وغروره؛ لأن حرمان الهجر يرتبط بمشاعره وعواطفه، فلهذا يكون الحل الأمثل في مواجهة إساءة الطفل.
وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام): «إن العاقل يتعظ بالأدب، والبهائم لا يتعظ إلا بالضرب». (2)
وإن كان هذا المضمون ناظرا إلى العقلاء لا الأطفال إلا أنه يعطي الصورة العامة عن الضرب بنظر الإسلام العزيز .
وعليه، فإن قضية ضرب الأطفال في السنوات الأولى كما يفعله الكثير من الآباء والأمهات أمر خارج عن الشرع وعليهم الإقلاع عنه الى الأساليب الأخرى.
وأما عن كثرة بكاء الأطفال فقد وردت روايات تشير إلى عدم جواز ضرب الأطفال؛ لأن في هذا البكاء يوجد شهادة بالوحدانية وصلاة على النبي الأكرم وآله الأطهار صلوات الله عليهم ودعاء للوالدين، كما جاء في الخبر عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا تضربوا أطفالكم على بكائهم، فإن بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله، وأربعة أشهر الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه». (3)
1ـ بحار الأنوار « للعلامة المجلسي » / المجلد : 101 / الصفحة : 99 / الناشر: دارالاحياء التراث – قم.
2ـ بحار الأنوار « للعلامة المجلسي » / المجلد : 74 / الصفحة : 211 / الناشر: دارالاحياء التراث – قم.
3ـ بحار الأنوار « للعلامة المجلسي » / المجلد : 101 / الصفحة : 103 / الناشر: دارالاحياء التراث – قم.
التعلیقات