تكيفي مع طفلك.. وغيري نفسك!
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتالمقارنة مرفوضة بين طفلك وأطفال الآخرين
في بعض الأحيان تودين تغيير طفلك، ولكن فكري مرتين اذ أن خبراء التربية يحذرونك، فربما تكون أنت الذي بحاجة للتغيير!
ليس مطلوباً أن يكون طفلك نسخة منك، والطفل الملاك أسطورة لا وجود لها في الواقع.
تقبلي طبيعة طفلك وحاولي ترشيدها ولاتندبي حظك فان طفلك أفضل من غيره، وكل سلبياته الحالية ستتلاشى مع الأيام.
خيبة الأمل:
بمجرد اتفاق اثنين على الارتباط والزواج تبدأ التوقعات والتطلعات والخطط والأحلام، كم من الأطفال سنجبان؟ ماذا سيكون شكل الأطفال؟ هل سيصبح الطفل مثل أبيه أم أمه؟ ماهي السمات والصفات التي سيرثها؟
والمثل الذي يقول "القرد في عين أمه غزال" صحيح، فمن الطبيعي أن يتخيل الوالدان ابناً كامل الأوصاف يحمل كل الصفات المثالية وبدون أية أخطاء.
وهذا ما يجعل من الصعب تقبل الحقيقة.
أم جريج ذي الأربع سنوات تريد لطفلها أن يكون اجتماعياً وله صحبة كثيرة "إذا أخذته إلى عيد ميلاد أو حفل أو حتى إلى ساحة الألعاب يتعلق بها ويلتصق بجانبها طيلة الوقت، وتضيف أكره أن اعترف بذلك، ولكن هذا الولد .. يجنني"!
ويشكو أيضاً والد سارة ذات الخمسة أعوام "هذه الطفلة شديدة المراس، لديها تصميم قوي تحصل على ما تريده، إننا نتشاحن دائماً، فهي لا تتراجع عما في رأسها حتى أعاقبها، أنا وأمها أشبه بشرطين".
وتتنهد والدة جيسيكا "7 سنوات" (عندما ولدت اعتدت تصويرها دائماً حتى نخلق رابطة عظيمة بيننا كأم وابنة، ولكنها لا تتكلم معي إلا قليلاً، كنت أعتقد أننا سنكون أقرب).
خلف كل من هذه الملاحظات أحاسيس وعواطف قوية مضطربة ومتصارعة "كنت أتمنى أن يكون شعوري تجاه طفلي مختلفاً"، "أحياناً أعتقد انني لا أحبه كثيراً كما يجب"، "لو لم تكن ابنتي، لا أعرف إذا كنت سأحبها أم لا، أليس هذا شعوراً مرعباً؟".
هؤلاء الآباء والأمهات يشعرون بالإحباط، ليس لأنهم كانوا يريدون أطفالهم بعيون زرقاء وشعر ناعم، أو حتى أمهر في القراءة، ولكن بسبب شيء أساسي في ابنهم أو ابنتهم يجدون صعوبة في تقبله.
خيبة أملهم العميقة في فلذات أكبادهم تقطع نياط القلب، ربما يتساءلون "ماذا يحدث لي؟" أو "ما الخطأ الذي ارتكبه ابني؟" ويبدأ الشعور بالذنب واللوم يلون كل أوجه الحياة العائلية.
اذا كانت حالتك مثل حالة الآباء السابقين، لا توجد فرصة كبيرة لتحسين الصورة، ولكن تلك ليست هي القضية.
الخطوة الأولى للحل تتحقق بأن ندرك أن سلوك طفلنا ليس مصمماً بطريقة متعمدة لكي يدفعنا إلى الجنون.
طفلك لايستطيع التحكم كثيراً في طبيعته وتصرفاته وإذا تفهمت جذور سلوكياته ستكونين أكثر تعاطفاً معه وتقبلينه.
والقبول هو مفتاح الحل لأن الطريقة التي ترين بها طفلك تصبح هي الطريقة التي يرى نفسه بها. سيتعلم الثقة في مشاعره وتقبلها، ويطور احترامه لنفسه، وهو الأساس للتطور العاطفي الصحي.
الخطوة التالية أن تتذكري الجانب الآخر من العملة: الصفات التي يجد الطفل صعوبة بالغة في حبها أو التعايش معها، ربما تخدمه جيداً في مناطق عديدة في حياته.
ضعي في ذهنك أيضاً إنك كلما تقبلت خصوصيته كلما كنت قادرة على توجيه سلوكياته الصعبة وتصويبها أثناء نموه ستبرز قدراته وستشعرين أكثر إنك أمه .
التعلیقات