بين زوجتي.. ووالدتي
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنوات خياران.. احلاهما مرّ!
بدأت مشكلتي قبل اكثر من خمسة اعوام حين تزوجت من امرأة متدينة وجدت فيها مواصفات الزوجة المثالية. وبعد الزواج انتقلت مع والدي ووالدتي للسكن في بيت جديد يسعنا نحن الاربعة « انا وزوجتي ووالديّ».
في الاسابيع الأولى من زواجنا لم تكن والدتي تثير أية مشكلة مع زوجتي، كما ان زوجتي لم تشك من والدتي، وكانت تبدو منسجمة تماماً معها. إلّا ان الاوضاع سرعان ما تغيّرت بعد ذلك. واخذت المشاكل والمشاجرات بينهما تنغّص عليّ حياتي. فوالدتي تشكو لي دائماً من تقصير زوجتي وسوء معاملتها لها، وكذلك الحال مع زوجتي.
وحين رزقني الله تعالى طفلاً كنت اتصور ان الامور ستتغيّر نحو الافضل، لكن ما حدث كان على العكس من تصوراتي تماماً، ذلك ان والدتي اخذت تتهم زوجتي دائماً بالجهل وعدم القدرة على تربية الاطفال، وفي كل مرة اسعى فيها للتحدث بهدوء الى والدتي لإفهامها أنّ الامور يمكن ان تتحسن مستقبلاً وان زوجتي ما تزال في بداية عهدها بالحياة الزوجية، لا أجد اُذناً صاغية، اذ سرعان ما تبادر الى الشكوى والتذمر، وتبدأ بندب الحظ الذي قادني الى هذا الزواج حسب تعبيرها!
أما زوجتي فلم تكفّ هي الاخرى عن ابداء مشاعر التذمر امامي حين نتحاور حول هذا الموضوع.
وبعد مرور فترة من الزمن أخذت زوجتي تطالبني بأيجاد سكن مستقل لنا بعيداً عن والدتي ووالدي.، لأنها لم نعد تطيق كثرة المشاكل والمشاجرات التي تندلع بين حين وآخر لأتفه الاسباب. لم اوافق على هذا الطلب بطبيعة الحال لحاجة والديّ الماسّة اليّ بعد بلوغهما سن الشيخوخة ولعدم قدرتي المادية على السكن في بيت مستقل.
وهكذا بقيت اعاني من مشاجرات زوجتي ووالدتي طوال الاعوام الماضية، ولا اخفي عليكم اني كنت اعاني من والدتي اكثر من معاناتي من زوجتي، فوالدتي لم تستطع حتى الآن ان تتكيف مع طبائع زوجتي حتى بعد ان رزقني الله تعالى طفلاً ثانياً.
ووصل الامر الى درجة مطالبتها لي بتطليق والزواج من امرأة اخرى، وفي احيان كثيرة تتهمني بالعقوق والخضوع لارادة زوجتي وهذا ما جعل وضعي النفسي يزداد سوءً، واصبحت لا اجد اية راحة وطمأنينة في البيت لكثرة شكاوى والدتي، وفي الآونة الاخيرة بدأت المؤسسة التي لعمل فيها بتوزيع شقق سكينة صغيرة على الموظفين، وقد ظهر اسمي في قرعة الوجبة الاولى التي ستتسلم مفاتيح الشقق بعد أربعة أشهر.
المشكلة التي اواجهها الآن هي ان حجم الشقة السكنية لا يستوعبنا كلنا، اذ انها تتكون من غرفتين صغيرتين ومصممة في الاصل لعائلة صغيرة.
زوجتي هشّت للخبر وبشّت، واخذت تلحّ عليّ بالانتقال الى الشقة الجديدة.
أما والدتي فقد اغتمت كثيراً، وقالت لي انها لا تستطيع ان تفارقني ابداً، وابدى والدي الرأي نفسه، والحقيقة هي اني اقدّر مشاعرهما وحاجتهما اليّ كوني الولد الوحيد لهما.
الّا انني ازاء كثرة المشاكل والمشاجرات داخل البيت، وإلحاح زوجتي؛ أجد نفسي بين خيارين احلاهما مرّ.
التعلیقات