أحد الأخوات المؤمنات تعاني من مشكلة الوسواس في العبادة والطهارة لمدة تربو على العشر سنين، وتتأذى بشكل بالغ من هذا الأمر. ما الحل؟
المواضيع الاخرىمنذ 5 سنوات
ينصح هذا الشخص بالسعي الی اصلاح حاله والتخلص من هذا الداء، ويحصل ذلك بمرحلتين: المرحلة الاولی : ان يلتفت الی هذه الحالة حالة ذميمة عقلاً وشرعاً لانها خروج عن الوسطية والاعتدال وهدر لطاقات الانسان من غير ان يجنی منها فائدة، فالوسوسة ليست ضرباً من الورع والتقوی ولاعناية مرغوب فيها باحكام الشرع المقدّس وانما هي نحو اختلال في ادراك الانسان وضعف في نفسه وارادته واستسلام لإيحاءات الشيطان الخبيث كما اشير اليه في الحديث، فاذا وعی هذا المعنی جيداً وعرف حقيقة هذه الحالة تصل النوبة الی المرحلة الثانية. المرحلة الثانية : ان يسعی جاهداً الی السيطرة علی نفسه وامتلاك زمام ارادته والحيلولة دون تلاعب الشيطان به، فليعقد العزم علی ذلك مستيقناً بأن الله سبحانه لا يعاقبه علی عدم الاعتناء بما يحتمله في يوم القيامة، فاذا شك في وصول الماء لم يعتن وبنی علی حصول الطهارة جارياً علی المعتاد في ذلك، وكلّما كرّر منه عدم الاعتناء بالشك ضعفت سلطة الوهم علی نفسه الی ان يزول بيأس الشيطان من التعلّق به فيصبح معتدلاً في رعايته للطهارة والنجاسة، وليستيقن انه اذا دخل هذا المضمار وعلی سبيل التحدّي كان هو الغالب وكان الله سبحانه في عونه وضعف كيد الشيطان به قال تعالی «ان كيد الشيطان كان ضعيفاً» والله الموفق الی الصواب .
التعلیقات