غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق عليه السلام
السيد ثامر العميدي الحسيني
منذ 14 سنة
المقدمة:
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على نبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، صلاة زاكية نامية متّصلة متواترة لا غاية لأمدها ولا نهاية لعددها، وسلّم تسليماً كثيراً. وبعد ..
ليست الغاية من الحديث عن دور العظماء والعباقرة في تاريخ الثقافة الإسلامية اكتشاف نبوغهم، أو تسليط الضوء على إبداعاتهم في رفد حركة الفكرالإنساني بعطاء راق خصب ثر، أو بيان منزلتهم وما كانوا عليه من كفاءات عالية وراقية، وهمم رفيعة لامعة، فحسب.
ولا الهدف من إقامة المؤتمرات والندوات العلمية في ذكراهم، موقوفاً على إظهار ما تفرّدوا به من مزايا وصفات، ولا على التغنّي بآثارهم وأمجادهم وإن كان كلّ ذلك مقصوداً; بل الغاية القصوى أبعد، والهدف الأسمى أعمق من ذلك بكثير، وتحقيقهما لا يكون إلاّ عن طريق تحويل تلك الأدوار الزاخرة بالعلم والمعرفة والعطاء بلا حدود إلى قوّة جديدة، وطاقة محرّكة للحياة، نظراً لما تركوه لنا من نقاط عديدة للانطلاق وعلى أكثر من صعيد.
وربّما قد يستوقف الباحث أمر وهو يستحضر أسماء عباقرة المسلمين فيجد اسم الإمام الصادق عليه السلام (83 ـ 148 هـ ) يتكرّر في مصادر شيعته بصورة لم يبلغها أحد غيره من أهل البيت عليهم السلام.
والسرّ في هذا أنّ الإمام الصادق عليه السلام قد عاش في عصرين مختلفين، عصر ضعف الدولة الاُموية حتى آلت إلى السقوط سنة 132 هـ على أيدي العباسيين، وعصر انشغال بني العباس في تثبيت أقدامهم بالسلطة. ومعنى هذا، إنّ الدولة الاُموية في عهد الإمام الصادق عليه السلام ـ الذي تولّى الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الباقر عليهما السلام سنة (114 هـ ) ـ لم تكن قادرة على ممارسة نفس دورها الإرهابي في الحدّ من نشاط أهل البيت: كما كانت تمارسه في عهود آبائه:
كما أنّ الدولة العباسية لم تعلن إرهابها على الإمام عليه السلام في بداية حكمها كما أعلنته عليه بعد حين وعلى الأئمّة المعصومين من أولاده: فيما بعد، وصولا إلى دورهم البغيض في غيبة آخر الأئمّة الإمام المهدي عليه السلام.
ومن هنا وجد الإمام عليه السلام الفرصة النسبية سانحة للانطلاق في أرحب الميادين، ولهذا نجد اسمه الشريف يتردّد على ألسنة المؤرّخين والمحدّثين والمفسّرين والفلاسفة والمتكلّمين أكثر من سائر الأئمّة الآخرين:، ولعلّ خير ما يعبّر لنا عن هذه الحقيقة هو الإمام الصادق عليه السلام نفسه فيما رواه عنه أوثق تلامذته.
فعن أبان بن تغلب قال: (سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان أبي عليه السلام يفتي في زمن بني اُميّة أنّ ما قتل البازي والصقر فهو حلال، وكان يتّقيهم، وأنا لا أتّقيهم، وهو حرام ما قتل)(1).
ونحو هذا ما رواه الحلبي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أيض(2)، ونظيره ما رواه زرارة وأبو عمر الأعجمي عن الإمام الصادق عليه السلام من المنع عن مسح الخفّين في الوضوء تقيّة وكذلك في النبيذ ومتعة الحج(3).
فهذه النصوص وأمثالها تصوّر لنا بوضوح حالة الانفراج السياسي النسبي الذي عاشه الإمام الصادق عليه السلام في ظلّ الدولتين.
وقد كانت وظيفة الإمام الصادق عليه السلام صعبة للغاية إذ شاهد خطورة الموقف الإسلامي، وعاصر تلوّث المجتمع المسلم بالمفاهيم الدخيلة الوافدة إليه عن طريق الفلسفات الأجنبية التي تسلّلت رويداً إلى ساحته عبر القنوات الكثيرة التي شقّتها فتوحات العصر الاُموي(40 ـ 132 هـ)، وبدايات العصر العباسي الأوّل (132 ـ 234 هـ)، وما نتج عن هذا وذاك من نشوء التيّارات الفكرية الخطيرة، وانقسام المسلمين إلى مذاهب وفرق عديدة، مع بروز حركة الزندقة والإلحاد بفعل تلك الرواسب الثقافية المسمومة، فضلا عن استشراء حالة الفساد الإداري والخُلقي في عاصمة الخلافة ـدمشق أوّلا، وبغداد ثانياًـ ومن ثَمَّ تصدير الانحراف إلى شرائح المجتمع من قصور الخلفاء أنفسهم، ويشهد على كلّ هذا ما وصل إلينا من أدب البلاطين في ذينك العصرين، وفي كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني أمثلة لا حصر، لها تصوّر لنا حالة البذخ الاقتصادي، والترف الفكري، والتحلّل الخُلقي الذي أصاب الاُمّة على أيدي حكّامها واُمرائها في الدولتين الأموية والعباسيّة.
فليس أمام الإمام الصادق عليه السلام إذاً إلاّ إعادة تشكيل وعي الاُمّة من جديد، وتعبئة أكبر ما يمكن من طاقات أفرادها للنهوض بمهمّة التغيير الكبرى، وهو ما استطاع عليه السلام أن يحقّقه في تلك الفترة القصيرة; إذ استطاع وبكلّ جدارة أن يعيد للإسلام قوّته ونظارته، بعد أن أرسى قواعد الفكر الصحيح على أُسسه. فوقف كالطود الأشمّ بوجه تلك العواصف الكثيرة التي أوشكت أن تعصف بكلّ شيء من بقايا الحقّ وأهله، وجاهد جهاداً علمياً عظيماً، حتى تمكّن بحكمته وعطائه وعلمه وإخلاصه لله عزّ شأنه وتفانيه في دين جدّه صلى الله عليه وآله أن يصبغ الساحة الفكرية والثقافية في عصره ـبعد أن تدنت بها القيم والأخلاقـ بمعارف الإسلام العظيم، ومفاهيمه الراقية، واستطاع تحويل تلك المفاهيم إلى غذاء روحي يومي، فنقلها من الواقع النظري إلى حيّز التطبيق الفعلي مبتدئاً بذلك بروّاد مدرسته العظيمة التي كانت تضمّ ما يزيد على أربعة آلاف رجل، وكلّهم من تلامذته، حتى صاروا مشاعل نور، أضاءت لكلّ ذي عينين من أفراد الاُمّة ما اظلمّ عليه.
وهكذا استمرّت مدرسة الإمام الصادق عليه السلام في أداء رسالتها يغذّيها ـ من بعده ـ الأئمّة من وُلده: ، بفيض من علم النبوّة ونور الولاية، ولم يخبُ ضوؤها بتعاقب الزمان وتجدّد الملوان، ويشهد لخلودها واتّساعها أنّك واجد في كلّ عصر قطباً من أقطابها يُشار له بالبنان، وتشدّ إليه الرحال من كلّ فجّ عميق.
وما كان هذا ليتمّ بسهولة لولا الجهاد العلمي الحثيث المتواصل الذي بذله الإمام الصادق عليه السلام ، حتى اكتسب الواقع الثقافي الإسلامي بفضل مدرسته المباركة، مناعة قويّة ضدّ وباء الانحراف، ذلك الوباء الذي كان ضارباً أطنابه على مرافق عديدة من الفكر الإسلامي، فضلا عمّا تركه من تشويش وتضادّ في جزئيّات العقيدة، ناهيك عمّا أصاب (الإمامة) من تداعيّات خطيرة في المجتمع المسلم، حتى اُبيحت وضح النهار لكلّ جبّار عنيد، وصار كلّ من غلب بحدّ السيف إماماً مفروض الطاعة! هذا في الوقت الذي صحّ فيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله برواية الفريقين أنّه قال: (الخلفاء إثنا عشر كلّهم من قريش)(4)، وصحّ أيضاً قوله صلى الله عليه وآله: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة)(5)، كما تواتر عنه صلى الله عليه وآله حديث الثقلين الذي جعل الكتاب وعترته أهل بيته صنوين متلازمين ما بقيت الدنيا، وعاصمين من الضلالة لكلّ من تمسّك بهما، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على النبي صلى الله عليه وآله الحوض(6).
وهكذا تعيّنَ المقصود بالإثني عشر، واتضح المعنى بإمام زمان كلّ جيل من أجيال الاُمّة بما لا يحتاج معه إلى مزيد تأمّل أو تفكير. وفي الصحيح عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (سُئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي) من العترة، فقال عليه السلام: أنا، والحسن، والحسين، والأئمّة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديّهم، لا يفارقون كتاب الله عزّ وجلّ ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه)(7).
ولو لم يكن الأمر كما قلناه; لجعل صلى الله عليه وآله مناط الاعتصام من الضلالة بطاعة من وصل إلى السلطة وقاد المسلمين طوعاً أو كرهاً. وأمّا أن تكون النجاة بالتمسّك بالثقلين دون غيرهما بمنطوق الحديث ومفهومه، فالعقل يأبى أن يكون الإمام القدوة غير المنجي من الضلالة.
وفي هذا البحث مقطع قصير من مقاطع الإمامة، بل مفصل خطير من مفاصلها وهو (غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق عليهما السلام)، ونظراً لاتّصال هذا الموضوع الحسّاس اتّصالا وثيقاً بحياتنا المعاصرة فكراً وسلوكاً وعقيدة; ارتأيت أن أبحث هذا الموضوع في فكر الإمام الصادق عليه السلام لنرى كيف طرح الإمام الصادق عليه السلام موضوع غيبة الإمام عليه السلام، وإذا كان هناك ما يوضّح لنا هويّة الإمام الغائب المنتظر بلا لبس أو إبهام; فهل وجد مثله في فكر الإمام الصادق عليه السلام، أو أنّه طرح موضوع الغيبة مجرّداً عن هويّة الغائب، وترك علامات استفهام حول اسمه ونسبه الشريف، فنقول: شغلت غيبة الإمام المهدي عليه السلام قبل وبعد حلولها سنة/ 260 هـ مكاناً واسعاً في الفكر الشيعي، وأخذت حيّزاً كبيراً في تراثهم الروائي الكلامي، وامتدّت آثارها ـبعد وفاة آخر السفراء الأربعة محمّد بن علي السمري (ت / 329) (رض)ـ لتشمل الفقه السياسي الروائي والمستنبط معاً، ولعلّ في ما صنّفه محدّثوهم وأعلامهم قبل عصر الغيبة الصغرى وفي أثنائها أو بعدها، خير دليل على مدى العناية الفائقة التي أولاها سائر أهل البيت: لهذا الموضوع الخطير; لأنّهم: أدركوا أنّ معنى غياب القائد هو تشتّت القاعدة; ما لم يتمّ التمهيد لغيبته عليه السلام بشكل مكثّف حتى يتمّ استقبالها من قبل القاعدة وهضمهم لها بشكل تدريجي، وكأنّها حدث طبيعي بحيث لا ينتج عنها شرخ في المذهب، قد يؤدّي إلى اهتزاز عقيدة أتباعه في مالو سُكِت عن هذا الأمر وواجهه الشيعة فجأة، ومن هنا تمّ ترويض ا لشيعة على قبول غيبة القائد كحقيقة آتية ولابدّ، وكان لكلّ إمام دوره الخاصّ في التمهيد لتلك الحقيقة الكبرى في تاريخ التشيّع، لا سيّما الإمام الصادق عليه السلام الذي كان دوره مميّزاً في ذلك; تبعاً لما ذكرناه في ديباجة البحث من الفرصة التي سنحت له أكثر من غيره للتحليق عالياً في سماء الفكر والعقيدة حتى اصطبغ مذهب الإمامية الواسع باسمه الشريف.
نعم، كتب الغيبة، شاهدة على عناية الفكر الشيعي بها منذ أقدم العصور وإلى يومنا هذا، من أمثال كتاب الغيبة لإبراهيم بن صالح الأنماطي الكوفي(8)، وكتاب ترتيب الأدلة فيما يلزم خصوم الإماميّة دفعه عن الغيبة والغائب لأحمد بن الحسين الأبي(9)، وكتاب الشفاء والجلاء في الغيبة لأحمد بن علي الرازي(10)، وكتاب الغيبة لأحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي أحد مشايخ النجاشي(11)، وكتاب الغيبة للسيد الحسن ابن حمزة المعروف بالطبري المرعش (ت / 358 هـ)(12) ، وكتاب الغيبة وذكر القائم عليه السلام للحسن بن محمد بن يحيى العلوي (ت/ 358)(13) وكتاب الغيبة والحيرة لعبد الله بن جعفر الحميري من أصحاب الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام(14) ، وكتاب الغيبة وكشف الحيرة لأبي الحسن سلامة بن محمد بن إسماعيل (ت/ 339 هـ)(15) وكتاب الغيبة لأبي الفصل العباس بن هشام الناشري الأسدي أحد أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ، ومات فى إمامة الإمام الجواد عليه السلام سنة 220 هـ أو قبلها بسنة واحدة(16)، وكتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق الأول أحد معاصري الغيبة الصغرى كلها (ت/329 هـ ) وكتابه مطبوع، وكتاب الغيبة لأبي محمد عبد الوهاب البادرائي(17)، وكتاب أخبار القائم عليه السلام للشيخ علي بن محمد بن إبراهيم المعروف بعلان الكليني الرازي(18) من معاصري الإمام العسكري عليه السلام وهو خال ثقة الإسلام الكليني، روى عن كتابه هذا معظم أحاديث باب مولد الحجة عليه السلام في اُصول الكافي، وكتاب الغيبة للشيخ النعماني تلميذ الكليني وكتابه مطبوع، وكتاب الغيبة لعلي بن محمد بن علي أبي الحسن القلاّء(19)، وكتاب إزالة الران عن قلوب الإخوان في الغيبة للفقيه أبي علي محمد بن أحمد المشهور بابن الجنيد(20)، وكتاب الغيبة وكشف الحيرة لمحمد بن أحمد الصفواني البغدادي من مشاهير تلامذة الكليني(21)، وكتاب الغيبة لمحمد بن مسعود العياشي (ت / 320 هـ )(22) ، وكتاب الغيبة لإبراهيم بن إسحاق النهاوندي(23)، وكتاب أخبار المهدي عليه السلام لعباد بن يعقوب الرواجني(24) مات; سنة 250 هـ(25)، أي: قبل حلول الغيبة الصغرى بخمس سنين، ومصنفات الشيخ المفيد في الغيبة ككتاب الغيبة، وكتاب جوابات الفارقيين في الغيبة، والرسائل العشر في الغيبة (مطبوع)، والنقض على الطلحي في الغيبة، ومختصر في الغيبة كما صرح بذلك النجاشي(26)، وكتاب إكمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق (ت/ 381 هـ) وهو مطبوع، وفيه من أحاديث الغيبة الكثير جداً، وله ثلاث رسائل في الغيبة(27)، وكتاب المقنع في الغيبة للسيد المرتضى علم الهدى (ت/436 هـ ) وهو (مطبوع)، وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي (ت/460 هـ ) وهو مطبوع، وكتاب الاستطراف في ذكر ماورد في الغيبة في الإنصاف للكراجكي (ت/ 449 هـ)(28)، وكتاب الغيبة لأبي الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني(29)، وكتاب الغيبة لمحمد بن زيد بن علي الفارسي(30)، وكتاب الغيبة وما جاء فيها عن النبي والأئمة: لتاج العلى العلوي (ت/610هـ)(31)، وكتاب الغيبة لأبي بكر محمد بن القاسم البغدادي(32)، وغيرها مما لا وسع في تتبعها.
فغيبة الإمام المهدي بن الإمام العسكري عليهما السلام قد عُرِفَتْ إذاً قبل حدوثها بعشرات السنين، وذلك من خلال ما سمعوه من أهل البيت: مباشرة، ولهذا ألَّفوا فيما سمعوه بهذا الخصوص كتباً عديدة، وقد شهد غير واحد من أعلام الإمامية وأجلاّئهم المشهورين على هذه الحقيقة.
قال الشيخ الصدوق: (إنّ الأئمّة: قد أخبروا بغيبته عليه السلام ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم، واستحفظ في الصحف، ودوّن في الكتب المؤلّفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر، فليس أحد من أتباع الأئمّة: إلاّ وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودوّنه في مصنّفاته، وهي الكتب التي تعرف بالاُصول، مدوّنة مستحفظة عند شيعة آل محمّد صلى الله عليه وآله من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين..)(33).
وإلى هذا أشار الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة فقال بعد استدلاله بجملة من الأخبار الموجودة في الكتب المؤلّفة قبل زمان الإمام المهدي عليه السلام ما هذا لفظه: (موضع الاستدلال من هذه الأخبار ما تضمّن الخبر بالشيء قبل كونه فكان كما تضمّنه)(34).
كما شهد بهذا أيضاً ابن قبّة الرازي، وهو من فحول متكلّمي الإمامية في عصره، فقد نقل الشيخ الصدوق عنه قوله في هذا الخصوص: (وهذه كتبهم فمن شاء أن ينظر فيها فلينظر)(35).
كما شهد الإربلي في كشف الغمّة والطبري الإمامي في دلائل الإمامة بعد نقل حديث عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السلام صريح بغيبة الإمام المهدي عليه السلام بأنّهما نقلاه من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب الزرّاد(36) والحسن بن محبوب مات; سنة 224 / هـ ، أي قبل زمان الغيبة الصغرى بستّة وثلاثين عاماً، على أنّ ظاهرة الإخبار بالشيء قبل وقوعه كانت ظاهرة معروفة في حياة الأئمّة:، وقد أذعن لها الشيعة برمّتهم واعترف بهذا غيرهم أيضاً.
قال ابن خلدون (ت/ 808 هـ) في تاريخه في الفصل الثالث والخمسين عن الإمام الصادق عليه السلام ما هذا لفظه: (وقد صحّ عنه أنّه كان يحذّر بعض قرابته بوقائع تكون لهم فتصحّ كما يقول، وقد حذّر يحيى ابن عمّه زيد من مصرعه وعصاه، فخرج وقتل بالجوزجان كما هو معروف، وإذا كانت الكرامة تقع لغيرهم، فما ظنّك بهم علماً وديناً وآثاراً من النبوّة؟ وعناية من الله بالأصل الكريم تشهد لفروعه الطيّبة)(37).
وقال أيضاً: (ووقع لجعفر وأمثاله من أهل البيت كثير من ذلك، مستندهم فيه ـ والله أعلم ـ الكشف بما كانوا عليه من الولاية، وإذا كان مثله لا ينكر من غيرهم من الأولياء في ذويهم وأعقابهم، وقد قال صلى الله عليه (وآله) وسلّم: (إنّ فيكم مُحَدَّثين)، فهم أولى الناس بهذه الرتب الشريفة، والكرامات الموهوبة)(38).
وقال علي بن محمّد الجرجاني (ت/ 816 هـ) في شرح المواقف لعضد الدين الايجي (ت/ 756 هـ) في المقصد الثاني، مبحث العلم الواحد الحادث، هل يجوز تعلّقه بمعلومين؟ ما هذا نصّه: (وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن موسى رضي الله عنهما إلى المأمون: إنّك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك، فقبلت منك عهدك إلاّ أن الجفر والجامعة يدلاّن على أنّه لا يتمّ)(39).
وقد نقل هذا الكلام بعينه الكاتب الحلبي المعروف بحاجي خليفة (ت/ 1067 هـ)، وأضاف عليه قوله: (وكان كما قال; لأنّ المأمون استشعر فتنة من بني هاشم، فسمّه، كذا في مفتاح السعادة)(40).
وقد زعم بعض خصوم الشيعة بأنّ أخبار أهل البيت: عن الإمام المهدي عليه السلام التي يدّعي الشيعة وجودها في الكتب المؤلّفة في عصر الإمام الصادق عليه السلام أخبار مكذوبة، نظراً لما تضمّنته من علم الغيب، وهو منفي عن غير الله عزّ وجل! وهذا جهل فظيع، لأنّ العلم المنفي عن غيره تعالى هو ما كان للشخص لذاته بلا واسطة في ثبوته له; لمكان الإمكان فيه ذاتاً وصفة، وكلّ ممكن لا يثبت له شيء من هذا العلم بلا واسطة، وما وقع لأهل البيت: فهو ليس من العلم المنفي في شيء; لأنّه متلقّى عن رسول الله صلى الله عليه وآله عنالوحي، عن الله عزّ وجل، ولا مانع أيضاً من أن يفيضه الله تعالى عليهم عن طريق الإلهام، لأنّهم: (مُحَدَّثون) كما مرّ في كلام ابن خلدون ما يشير إلى هذا،وفي الصحيح عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (نحن إثنا عشر مُحَدَّث)(41).
ولا مانع أيضاً من القول بقول الآلوسي (ت/ 1270 هـ)، بشأن علم الخواص، قال: (إنّهم أُظْهِرُوا أو أُطْلِعُوا ـ بالبناء للمفعول ـ على الغيب، أو نحو ذلك ممّا يُفهم الواسطة في ثبوت العلم لهم)(42).
ومن هنا يظهر بوضوح وجه المغالطة في نسبة إخبار أولياء الله بالشيء قبل حدوثه إلى علم الغيب المنفي عن غير الله عزّ وجل، كما فعل بعض أدعياء العلم، هذا فضلا عمّا في تلك المغالطة من إنكار لشيء مادّي ملموس!! أعني المصنّفات الكثيرة المؤلّفة في غيبة الإمام المهدي عليه السلام قبل ولادته، وفيها من الأخبار الكثيرة المتواترة ما يكشف عن غائب بالتحديد، وشخص معيّن لا مجال للاشتباه فيه أو الترديد، وهو ما شهد به غير واحد ممّن ذكرناهم.
ومن ثَمَّ فإنّ محدّثي الإماميّة الذين عاشوا في الغيبة الصغرى (260 ـ 329 هـ) أو بعدها كالبرقي (ت/274 وقيل سنة/ 280 هـ)، والصفّار (ت/ 290 هـ)، والكليني (ت/ 329 هـ )، والصدوق الأوّل (ت/329 هـ)، والنعماني (ت/ بعد سنة 342 هـ)، والصدوق (ت/ 381 هـ)، والشيخ المفيد (ت/ 413 هـ)، والشيخ الطوسي (ت/ 460 هـ)، وغيرهم من أعلام الإمامية قد جمعوا تلك الأحاديث من الكتب المعروفة بالاُصول الأربعمائة، وغيرها من المصنّفات المعتمدة المؤلّفة في عصور الأئمّة التي شاع اعتمادها; حتى صار مرجعهم إليها ومعوّلهم عليها، وأودعوا ما جمعوا منها في مؤلّفاتهم المعروفة، وفيها ما يكشف عن غيبة الإمام المهدي في فكر جدّه الإمام الصادق عليهما السلام بكلّ وضوح، ولا يضرّ وجود الإجمال في بعضها مع وجود التفصيل، كما لا يقدح الإبهام في دلالاتها مع توفّر البسط والتوضيح; إذ لم يقتصر إمامنا الصادق عليه السلام على إخبار شيعته بمجرّد غيبة إمام من أهل البيت: ، حتى يمكن القول بعدم دلالة ما أخبر به على غياب شخص معيّن. وإنما أخبرهم كذلك بشخص من سيغيب، وحدّد رقمه من بين الأئمّة الإثني عشر، وذكر اسمه وكنيته، وسلّط الضوء على كامل هويّته، وما يقوله المبطلون في ولادته، وطول أمد غيبته، وما يجب على المؤمنين من انتظار فرجه، مع تبيين واسع لعلامات ظهوره، ومكان الظهور، وعدد أنصاره، ومدّة حكمه بعد ظهوره، وقوّة دولته، وسعة العدل فيها، والرخاء العميم في جنباتها، وسيطرة دين الإسلام في ظلالها على سائر الأديان كلّها في مشارق الأرض ومغاربها، بما لا يبقى مع تلك الأخبار أدنى مجال للقول بمهدي مجهول يخلقه الله تعالى في آخر الزمان.
وهكذا حكم الإمام الصادق عليه السلام من خلال تلك الأحاديث بزيف دعاوى المهدوية السابقة على عصره والمعاصرة له، واللاحقه به، وبيّن كذبها جميعاً; كمهدوية محمّد بن الحنفية ( ت/ 73 هـ، وقيل غيرها) ومهدوية عمر بن عبدالعزيز الاُموي (ت/ 101 هـ)، ومهدوية محمّد بن عبدالله بن الحسن الذي قتله المنصور الدوانيقي سنة145هـ، ومهدوية الملقّب زوراً بالمهدي العباسي (ت/ 169هـ)، ولم يكتف الإمام الصادق عليه السلام بهذا كلّه، وإنّما حاول تنبيه الشيعة إلى ما سيحصل بعده من قول الناووسيّة بمهدويّته عليه السلام، وقول الواقفية بمهدوية إبنه الإمام الكاظم بعد وفاته عليه السلام. ومن هنا نفى الإمام الصادق عليه السلام المهدوية عن نفسه وعن ولده الإمام الكاظم عليه السلام بوضوح وصراحة تامّين; لكي لا يغتر أحد بمقولة الناووسيّة، ولا يعبأ بمقولة الواقفية، ولا يصغي لغيرهما كالفطحية وأمثالها، ممّا نتج عن ذلك التنبيه الواعي المدروس أن تبخّرت تلك المزاعم الباطلة وذهبت أدراج الرياح، واضمحلّت فرقها الفاسدة بعد ظهورها على مسرح الأحداث، وزالت بأسرها عن صفحة الوجود كلمح في البصر، وعاد مثلها كمثل الفقاعات التي تظهر على سطح الماء الساخن فجأة ثمّ سرعان ما تنفجر وتتلاشى، بحيث لا ترى لها رسماً ولا طللا، وهكذا كانت تلك الفرق، محى الله تعالى آثارها ودثر أخبارها، ولم يُبقِ لها حتى أثراً بعد عين، لأنها ذهبت جفاءً كالزبد الذي لا يمكث في الأرض إلاّ قليلا.
وعوداً على بدء، فإن منهج الإمام الصادق عليه السلام في طرح موضوع الغيبة قد اتسم بالعمق والشمول والسعة; بحيث استوعب الإجابة على ما يحيط بقضية الإمام المهدي عليه السلام من تساؤلات، وكوّن ـ بهذا ـ وحدة موضوعية متجانسة، كافية في مقام معرفة من هو الغائب على وجه التحديد، بلا أدنى حاجة الى التماس أحاديث اُخرى عن أهل البيت: للكشف عن هوية الإمام الغائب.
وها نحن نذكر مكوّنات الوحدة الموضوعية لغيبة إمام العصر والزمان في فكر الإمام الصادق عليه السلام، وبحسب العناوين الآتية:
أولاً ـ تثبيت أصل القضية: وفي هذا الصدد توجد أحاديث كثيرة عن الإمام الصادق عليه السلام في تثبيت أصل القضية المهدوية، وهو ما اتفقت عليه كلمة المسلمين من ظهور رجل في آخر الزمان من ذرية النبي صلى الله عليه وآله يلقب بالمهدي، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنه يقتل الدجال، وينزل عيسى بن مريم عليه السلام لنصرته، ويأتم بصلاته. ويدل عليه:
1 ـ عن معمر بن راشد، عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله جاء فيه: (... ومن ذرّيتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، فقدّمه وصلّى خلفه)(43).
2 ـ وعن أبان بن عثمان، عن الإمام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث قاله لعلي عليه السلام: (...كان جبريل عليه السلام عندي آنفاً، وأخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً، من ذريتك، من وُلد الحسين)(44).
3 ـ وعن معاوية بن عمّار، عن الإمام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث آخر: (... إن جبريل عليه السلام أتاني فأقرأني من ربي السلام، وقال: يامحمد، ... ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه، إذا أهبطه الله إلى الأرض، من ذرية علي وفاطمة، من وُلد الحسين عليه السلام)(45).
ثانياً ـ بيان حكم من أنكر هذا الأصل:
1 ـ عن صفوان بن مهران الجمّال، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (من أقرّ بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمداً صلى الله عليه وآله نبوته...)(46).
وقد مرّ عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث الثقلين ما يوضّح المراد بالأئمة:، وسيأتي ذلك أيضاً.
2 ـ وعن غياث بن إبراهيم، عن الإمام الصادق عليه السلام، عن آبائه:، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: (من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني)(47).
جدير بالذكر أنّ لفظ (القائم) ينصرف عند الإطلاق ـ في عرف المحدّثين ـ إلى الإمام المهدي عليه السلام كما هو صريح جميع الروايات.
3 ـ وعن غياث أيضاً، عن الإمام الصادق عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله: قال: (من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية)(48).
ويلحظ هنا ذِكر الغيبة في تثبيت أصل القضية وفي حكم من أنكرها معاً، ومنه يكتشف عمق مفهوم الغيبة المواكب لأصل القضية، وسوف يأتي ما يدل عليه في العناوين اللاحقة أيضاً.
ثالثاً ـ تأكيد وقوع الغيبة:
1 ـ عن زرارة، عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولِمَ؟ قال: إنه يخاف، وأومأ بيده إلى بطنه، يعني: القتل)(49).
2 ـ وعن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (أما والله ليغيبنّ إمامكم سنين من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك، ولتدمعنَّ عليه عيون المؤمنين ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، ولا ينجو إلاّ من أخذ ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، ولترفعن إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيُّ من أيٍّ، قال: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك يا أبا عبدالله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيٌّ من أيٍّ!! فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة، فقال: يا أباعبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)(50).
3 ـ وعن سدير الصيرفي، والمفضل بن عمر، وأبي بصير، وأبان بن تغلب، كلهم عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل جاء فيه قوله عليه السلام: (... سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد ...) وحين سألوه عليه السلام عن سرّ توجعه، قال عليه السلام: (نظرت في كتاب الجَفْر صبيحة هذا اليوم ... وتأولت فيه مولد قائمنا، وغيبته، وإبطاءه، وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ...)(51).
هذا وقد مرّ الكلام عن الجَفْر واعتراف ابن خلدون، والجرجاني، وصاحب كشف الظنون بصحّة كتاب الجفر، وأكّدوا صراحة على إخبار الصادق الرضا عليهما السلام من هذا الكتاب بحوادث مستقبلية وقعت على طبق ما أخبرا به.
الهوامش:
(1) فروع الكافي / الكليني 6: 208 / 8 كتاب الصيد، باب صيد البزاة والصقور، والفقيه / الصدوق 3: 204 / 932، والتهذيب الشيخ الطوسي 9: 32 /129، والاستبصار / الشيخ الطوسي 4: 72 / 265.
(2) فروع الكافي 6: 207 / 1، من الباب السابق، والتهذيب 9: 32 / 130، والاستبصار 4: 72 / 266.
(3) فروع الكافي 3: 32 / 2 باب مسح الخفّين من كتاب الطهارة، و2: 217 / 2 باب التقية، والمحاسن / البرقي : 259 / 309، والخصال / الصدوق 32: 79.
(4) صحيح البخاري 4: 164 باب الاستخلاف من كتاب الأحكام، وصحيح مسلم 2: 119 باب الناس تبع لقريش من كتاب الإمارة أخرجه من تسعة طرق، ومسند أحمد 5: 90 و93 و97 و100 و106 و107. وإكمال الدين / الشيخ الصدوق 1: 270 / 16 و1: 272 / 19، والخصال / الشيخ الصدوق 2: 469 و475.
(5) صحيح البخاري 5: 13 باب الفتن، وصحيح مسلم 6: 21 ـ 22 / 1849، ومسند أحمد 2: 83 و3: 446 و4: 96، والمعجم الكبير / الطبراني 10: 350 / 10687، ومسند الطيالسي: 259، ومستدرك الحاكم 1: 77، وسنن البيهقي 8: 156 و157. وأصول الكافي 1: 303 / 5، و1: 308 / 1، 2، 3 و1: 378 / 2، وروضة الكافي 8: 29 / 123، والإمامة والتبصرة من الحيرة / الصدوق الأوّل 219 / 69 و70 و71، وقرب الإسناد / الحميري: 351 / 1260، وبصائر الدرجات / الصفار: 259 و509 و510، وإكمال الدين 2: 412 ـ 413 / 10 و11 و12 و15 باب 39، ورجال الكشي في ترجمة سالم بن أبي حفصة: 235 / رقم الترجمة (428).
(6) ورد حديث الثقلين الشريف بلفظ: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) متواتراً عن رسول الله صلى الله عليه وآله، واُسند في كتب الفريقين إلى أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن اُسيد، وزيد بن أرقم، وزيد ابن ثابت.
أما حديث أمير المؤمنين عليه السلام فقد أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة 2: 1026، والبزار في مسنده 3: 89 / 864، والطحاوي في مشكل الآثار 2: 211 ـ 212 / 1900، والحمويني الشافعي في فرائد السمطين 2: 144 / 437 باب 33. ورواه من الإماميِّة: الكليني في اُصول الكافي 2: 414 / 1، والصدوق في إكمال الدين 1: 235/ 19 و 1: 237 / 54 و 1: 239 / 58 و 1: 240 / 24 باب 22، وكذلك في عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 57 / 25 باب 6 و 2: 34 / 40باب 31، و 2: 68 / 259 ، ومعاني الأخبار: 9 - 91 / 4 و 5، والشيخ النعماني في كتاب الغيبة:42. وأما حديث أبي سعيد فقد أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده 3: 17 و 26 و 59، وفي كتاب فضائل الصحابة له أيضاً 2: 585 / 990 و 2: 779 / 1382، والترمذي في سننه 5: 663 / 3788، وابن أبي عاصم في السنة 2: 1023 ـ 1024 / 1597 و 1598، وأبو يعلى الموصلي في مسنده 2: 6 / 1017، و 2: 8 ـ 9 / 1023، وابن الجعد في مسنده 1: 397 / 2711، وابن سعد في الطبقات الكبرى 2: 194، وابن أبي شيبة في المصنف 7: 176 / 27، والطبراني في معاجمه الثلاثة: الكبير 3: 65 ـ 66 / 2678 و 2679 و 2679، والصغير 1: 131 و 135، والأوسط 4: 262 ـ 263 / 3463 و 4: 328 / 3566، والحمويني في فرائد السمطين 2: 144 ـ 146 / 438 و 439 و 440 باب 33. ورواه من الإماميّة: محمد بن العباس في تفسيره كما في تأويل الآيات الظاهرة للاسترابادي: 616، والشيخ الصدوق في إكمال الدين 1: 235 / 46، و 1: 237 ـ 238 / 54 و 57، و 1: 240 / 61 باب22، ومعاني الأخبار: 90 / 1 و 2 باب معنى الثقلين، والخصال: 65 / 97، والشيخ المفيد فى أماليه: 134 / 3 مجلس/ 136، والشيخ الطوسي فى أماليه: 255 / 460 (529) مجلس / 9. وأما حديث جابر الأنصاري فقد أخرجه الترمذي في سننه 5: 662 ـ 663 / 3786، والطبراني في المعجم الكبير 3: 66 / 2680 و 5: 380 / 4754، وابن أبي شيبة في المصنف 7: 175 / 27، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة 1: 81 / 95.
ورواه من الإماميّة: الصفار في بصائر الدرجات: 414 / 5 باب17، والصدوق في إكمال الدين 1: 236 / 53 باب22، والشيخ الطوسي في أماليه: 516 / 1131 (38) مجلس / 18. وأما حديث حذيفة بن أسيد، فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3: 180 ـ 181/ 3052، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8: 442 / 4551 في ترجمة زيد بن الحسن الأنماطي، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء 1: 355 / 57 في ترجمة حذيفة بن أسيد. ورواه من الإماميّة: الخزاز في كفاية الأثر: 127، والصدوق في الخصال: 65 / 98 من أربعة طرق. وأما حديث زيد بن أرقم فقد أخرجه مسلم في صحيحه 4: 1492 ـ 1493 / 2408 (36) و (37)، وابن خزيمة في صحيحه 4: 62 ـ 63 / 2357، والنسائي في خصائص الإمام علي عليه السلام: 117 ـ 120 / 79، وأحمد بن حنبل في مسنده 4: 366 و 371، وفي فضائل الصحابة أيضاً 2: 572 / 968، والدارمي في سننه 2: 524 / 3316، وابن أبي عاصم في السنة 2: 1022 ـ 1023 / 1595 و 1596، و 2: 1025 ـ 1026 / 1599، وابن أبي شيبة في المصنف 7: 176 / 27، والطبراني في المعجم الكبير 5: 166 ـ 167 / 4969 و 4971، و5: 169 ـ 170 / 4980 و 4981، و5: 182 ـ 184 / 5025 و 5027 و5
التعلیقات