العلائم غير المحتومة
السيد علي الصدر
منذ 15 سنةأما العلائم غير المحتومة :
فهي علامات عديدة منها :
1 _ خروج راية السيد الحسني الهاشمي :
يشير إليه حديث الإمام الباقر عليه السلام :
( يخرج شاب من بني هاشم ، بكفّه اليمنى خال ، ويأتي من خراسان برايات سود. بين يديه شعيب بن صالح ، يقاتل أصحاب السفياني فيهزموهم ) (8).
وكذلك حديث خطبة البيان التي ورد فيها :
( فيلحقه ( أي الإمام المهدي عليه السلام ) رجل من أولاد الحسن ، في اثنى عشر ألف فارس ، ويقول : يا ابن العمّ ، أنا أحق منك بهذا الأمر لأني من ولد الحسن وهو أكبر من الحسين.
فيقول المهدي : إني أنا المهدي.
فيقول له : هل عندك آية أو معجزة أو علامة؟
فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيؤمي إليه فيسقط في كفه ، فينطق بقدرة الله تعالى ويشهد له بالإمامة. ثمّ يغرس قضيباً يابساً في بقعة من الأرض ليس فيها ماء ، فيخضر ويورق ، ويأخذ جلموداً كان في الأرض من الصخر ، فيفركه بيده ويعجنه مثل الشمع.
فيقول الحسني : الأمر لك. فيسلّم وتسلّم جنوده ) (9).
وفي حديث المفضل :
( ثُمَّ يَخْرُجُ الْحَسَنِيُّ الْفَتَى الْصَبِيحُ الَّذِي نَحْوَ الدَّيْلَم ، يَصِيحُ بِصَوْتٍ لَهُ فَصِيح : يَا آلَ أحْمَدَ! أجِيبُوا الْمَلْهُوفَ وَالْمُنَادِيَ مِنْ حَوْلِ الضَّريح.
فَتُجِيبُهُ كُنُوزُ اللَّهِ بِالطَّالَقَانِ؛ كُنُوزٌ وَأيُّ كُنُوزٍ. لَيْسَتْ مِنْ فِضَّةٍ وَلا ذَهَبٍ ، بَلْ هِيَ رِجَالٌ كَزُبَر الْحَدِيدِ ، عَلَى الْبَرَاذِين الشُّهْبِ بِأيْدِيهِمُ الْحِرَابُ ، وَلَمْ يَزَلْ يَقْتُلُ الظَّلَمَةَ حَتَّى يَردَ الْكُوفَةَ وَقَدْ صَفَا أكْثَرُ الأرْض ، فَيَجْعَلُهَا لَهُ مَعْقِلاً.
فَيَتَّصِلُ بِهِ وَبأصْحَابِهِ خَبَرُ الْمَهْدِيِّ عليه السلام وَيَقُولُونَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ نَزَلَ بِسَاحَتِنَا؟
فَيَقُولُ : اخْرُجُوا بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَنْظُرَ مَنْ هُوَ وَمَا يُريدُ؟ وَهُوَ وَاللَّهِ يَعْلَمُ أنَّهُ الْمَهْدِيُّ ، وَإِنَّهُ لَيَعْرفُهُ وَلَمْ يُردْ بِذَلِكَ الأمْر إِلاَّ لِيُعَرَّفَ أصْحَابَهُ مَنْ هُوَ.
فَيَخْرُجُ الْحَسَنِيُّ فَيَقُولُ : إِنْ كُنْتَ مَهْدِيَّ آلِ مُحَمَّدٍ فَأيْنَ هِرَاوَةُ جَدَّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَخَاتَمُهُ ، وَبُرْدَتُهُ ، وَدِرْعُهُ الْفَاضِلُ ، وَعِمَامَتُهُ السَّحَابُ ، وَفَرَسُهُ الْيَرْبُوعُ ، وَنَاقَتُهُ الْعَضْبَاءُ ، وَبَغْلَتُهُ الدُّلْدُلُ ، وَحِمَارُهُ الْيَعْفُورُ ، وَنَجِيبُهُ الْبُرَاقُ ، وَمُصْحَفُ أمِير الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ؟
فَيَخْرُجُ لَهُ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَأخُذُ الْهِرَاوَةَ فَيَغْرسُهَا فِي الْحَجَر الصَّلْدِ وَتُورِقُ ، وَلَمْ يُردْ ذَلِكَ إِلاَّ أنْ يُريَ أصْحَابَهُ فَضْلَ الْمَهْدِيّ عليه السلام حَتَّى يُبَايِعُوهُ.
فَيَقُولُ الْحَسَنِيُّ : اللَّهُ أكْبَرُ مُدَّ يَدَكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى نُبَايِعَكَ ، فَيَمُدُّ يَدَهُ فَيُبَايِعُهُ وَيُبَايِعُهُ سَائِرُ الْعَسْكَر الَّذِي مَعَ الْحَسَنِيّ إِلاَّ أرْبَعِينَ ألْفاً ، أصْحَابُ الْمَصَاحِفِ الْمَعْرُوفُونَ بِالزِّيدِيَّةِ ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ : مَا هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ عَظِيمٌ.
فَيَخْتَلِطُ الْعَسْكَرَانِ ، فَيُقْبِلُ الْمَهْدِيُّ عليه السلام عَلَى الطَّائِفَةِ الْمُنْحَرفَةِ ، فَيَعِظُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ ثَلاثَةَ أيَّام ، فَلا يَزْدَادُونَ إِلاَّ طُغْيَاناً وَكُفْراً ، فَيَأمُرُ بِقَتْلِهِمْ فَيُقْتَلُونَ جَمِيعاً ) (10).
2 _ خسوف القمر لخمسٍ بقين ، وكسوف الشمس لخمس عشرة مضين من شهر رمضان :
وهذه ظاهرة كونية خارقة للنظام الفلكي ، يشير إليها حديث الإمام الباقر عليه السلام :
( آيتان ( اثنان ) بين يدي هذا الأمر : خسوف القمر لخمس وكسوف الشمس لخمس عشرة ، ( و ) لم يكن ذلك منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض ، وعند ذلك يسقط حساب المنجمين ) (11).
3 _ كثرة الأمطار في جمادي الآخرة ، وعشرة أيام من رجب :
ويشير إليها حديث الإمام الصادق عليه السلام :
( إذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة الأيام من رجب ، مطراً لم ترَ الخلائق مثله ) (12).
ولعلَّه يشير إليه أيضاً حديث سعيد بن جبير الذي نقله الشيخ المفيد قدس سره (13).
4 _ الموت الأحمر والموت الأبيض بذهاب ثلثي أهل العالم :
يشير إليها حديث الإمام الصادق عليه السلام :
1 _ عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
( قدام القائم موتتان : موت أحمر وموت أبيض ، حتّى يذهب من كل سبعة خمسة. الموت الأحمر السيف ، والموت الأبيض الطاعون ) (14).
2 _ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، قالا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول :
( لا يكون هذا الأمر حتّى يذهب ثلثا الناس ).
فقيل له : إذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟
فقال عليه السلام : ( أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي ) (15).
إلى غير ذلك من العلائم الأخرى التي وردت في أحاديث كثيرة ، تلاحظها في باب علائم الظهور من الغيبتين.
مثل ما في حديث أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قول الله عز وجل : ( عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (16) ، ما هو عذاب خزي الدنيا؟
فقال : ( وأيّ خزي أخزى _ يا أبا بصير _ من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله ، إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا.
فيقول الناس : ما هذا؟ فيقال : مُسخ فلان الساعة ).
فقلت : قبل قيام القائم عليه السلام أو بعده؟
قال : ( لا ، بل قبله ) (17).
ومن المناسب في المقام ذكر ما يكون من الحوادث عند ظهوره عليه السلام في رواية المفضل البيانية المفصلة ، ويأتي بيانها.
هذه ملامح خاصة من علائم ظهور تلك الشمس المشرقة ، وبزوغ ذلك النور الإلهي الأبلج ، وانقشاع سحاب الغيبة عن جمال وجه الإمام المهدي أرواحنا فداه ، ليقوم ويملأ الأرض بالقسط والعدل.
الهوامش
(8) الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس : 77.
(9) إلزام الناصب 2 : 205.
(10) بحار الأنوار 53 : 15.
(11) كمال الدين : 655/ ح 25؛ ونحوه في الغيبة للشيخ الطوسي : 270.
(12) إلزام الناصب 2 : 159.
(13) الإرشاد 2 : 373.
(14) كمال الدين : 655/ باب 75/ ح 27.
(15) كمال الدين : 655/ باب 75/ ح 29.
(16) فصلت : 16.
(17) غيبة النعماني : 269.
ضمن كتاب عِند قدمي الإمام المهدي
التعلیقات