العذاب الشديد
علي جعفر آل ابراهيم
منذ 14 سنة
العذاب الطويل والإعياءُ
والليالي قد لفهن العناءُ
والحيارى في كل صبح حيارى
بشجون حتى يحين المساءُ
في دروب بها الجحيم تلظى
والخطى نالها بقيد بطاءُ
فبلوغ الذرى على الشوك صعبٌ
بجراح تسيل منها الدماءُ
يرقبون الفجر المضيء وفيهم
أنة واستكانة وبكاءُ
بعيون تصارع الدمع فيها
تتراخى وما بها إغفاءُ
فإذا الأمنيات تفترش الأرض
لحافاً وما بها إغراءُ
نسجت فوقها العناكب بيتا
واهنا فانبرى إليها الفناءُ
زاحفا بالحراب مفترقات
ولها ساعةالممات التقاءُ
تتغذى على بقايا جراح
نازفات لكنها خرساءُ
فمتى تخجل الدماء سياطا
أوما للسياط بعد ارتواءُ
مزقي ساعة الخلاص حجابا
ليس يجدي نفعا عليك الرداءُ
أدركي فالزمان كشر نابا
قيم مزقت وقل الحياءُ
ساعة الوعد أنقذينا فهذا
دمنا يستحم فيه البلاءُ
فوق أشلائنا تغنى السكارى
سكبت في نحورنا الصهباءُ
صاحب العصر رحمة بالحيارى
أنت نجم وبالنجوم اهتداءُ
فإذا شام نورك اليوم قومٌ
صيبٌ فيه للعطاشى رواءُ
فاسقهم من سنا الكرامة كأسا
فيه نصر وعزة ورخاءُ
لم نزل نرقب الطلوع المرجى
له في زحمة الظلام جلاءُ
ونناديك آملين فهلا
رجعت بالإجابة الأصداءُ
كم تغنت بك الشفاه وماست
لك من خلفها القلوب الظماءُ
تسكب اللحن في جداول يأس
مترعات معينها الظلماءُ
فتحيل الجحيم فيها نعيما
مشرقا عب من سناه الضياءُ
مرحبا باسمك المرجب فينا
فيه أمن ورحمة واحتماءُ
بعدت شقة وطال التنائي
مالدينا إلى علاك ارتقاءُ
لم تعد بعدك الحياة سرورا
طالها الخسف أم رماها القضاءُ
صعرت خدها لكل موال
ليس فيها لمتعب ارساءُ
فإذا مد طرفه مستغيثا
قيدته سلاسل رعناءُ
واعترى ثغره المكمم خوف
وارتجاف وبسمة صفراءُ
فتلطف يا ابن النبي علينا
فمتى يستجاب هذا الدعاءُ ؟؟
التعلیقات