يا إمام العصر
هاشم السهلاني
منذ 14 سنة ابِـن سـبـل اليقـين و زده نـورا
فقـد خَـفِـيت مـعالمـه دهـورا
وقـد مُلِـئـت مـن البهـتان حتى
سُحقـنا تحـتـه ظـلـمـا و زورا
فجلجل يا ابـن فاطـمة بـصـوت
فـقدناه عـلى مَضَـضٍ عـصـورا
فأنـت المرتـجـى إن عـمّ جـور
و حوّل دُورَنـا حـقـا قـبــورا
وثارات الحـسـين وها تـنـادي
لقـد آن الأوان لكـي تـثـورا
وثارات الحـسـيـن وانـت أدرى
لقـد ملأت جـوانحنـا سـعـيرا
وتملـؤهـا جـراحـا غـائـراتٍ
تـزيـد أسـاتـها منها نـفـورا
فهل تـنـساه إذ نـادى وحـيدا
بجمع لـم يجـد فـيـهم نـصـيرا
فوا لهـفـي علـيك أبـا عـلـيّ
و قـد واجـهتهم فردا جـسـورا
ووا لهـفي علـيـك أبـا عـلـيّ
صـريع الدمع منسـكبا غـزيـرا
و هل تنسـى أبا الفـضل المرجـى
قـطيـع الكفّ و البـطل المغـيرا
وقـد أردوه جـنب النهـر غـدرا
فـزاد كرامـة...وعـلا مصــيرا
وهل تنسى العـقيـلة يـوم نـادت
أخي أدرك عـيالك.. يـا غـيـورا
فلم تسـمع مـن المـولى جـوابـا
و كان جـوابـها سَـبياً عـسـيرا
و من أدهى الدواهـي يـوم قـامت
تخـاطـب بعدكم جلفـا حـقـيرا
وثارات الحسـيـن تَمـدُّ حـتمـا
إلـى أعـماق محـنـتـنا جـذورا
إذ الكرار يُبـعَـدُ عـن مـقـام
ليُـحـدِث قـومـه فـيها أُمورا
فـما انـقـادوا لحكم الله فـيهـا
وقـد تركوا الوصـية والغـديرا
يُـقـادُ إلى تجـمّعهـم- وويحـي
أأنطـقـها أبـاحـسـن- أسـيرا
وفاطـمـة وراء البـاب ثـكلـى
تحـسّ بجـنبهـا ضلعـا كسـيرا
و انـت مجـنـدل الأقـران طُـرّاً
وقـد عرفَـتك سـاحتها جسـورا
هِزَبـراً يخـطف الأعـمار خـطفاً
وليـثا عـنـد وطأتهـا هـصـورا
إذا اشـتَدت تشـدُّ عـلى المـنايـا
وتسقي حتفـها حـتـفا مـريـرا
تلـفّ زِمامهـا فـي الهـول لفـّا
ويرجع طـرفها خجـلا حـسـيرا
فما دارت عـلـيـك ولا وربـي
و لكن دُرتَ محـتسـبا صـبـورا
فـيا لله مـن قـوم ... اعــدّوا
لظلم الآل شـرّا مـسـتـطـيرا
وهم عِـدلُ الكـتاب ومـا علمنـا
لهـم عِدلاً سـواه ولا نـظـيـرا
فـعجل بالظـهور فـقـد سئِـمنا
حـيـاة الذل لا نـلقى سـرورا
ومن أيـن السـرور وأنـت عَـنّا
بعـيـدٌ والغياب غـدى دهـورا
أغـثنـا يـا إمام العـصـر حـتى
تُـنـر سـبل اليـقين وزده نـورا
التعلیقات