ماذا يفعل الإمام عليه السلام في المدينة ؟
الشيخ علي الكوراني العاملي
منذ 11 سنةتذكر الروايات أن الإمام عليه السلام يخوض معركتين في المدينة المنورة ، على عكس الأمر في مكة. فعن الإمام الباقر عليه السلام في حديث طويل : « يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش، وهو قول علي بن أبي طالب عليه السلام : والله لودَّتْ قريش أن لي عندها موقفاً واحداً جزرَ جزور ، بكل ماملكته وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت.
ثم يُحدث حدثاً ، فإذا هو فعل ذلك ، قالت قريش : أخرجوا بنا إلى هذا الطاغية ، فوالله أن لو كان محمدياً ما فعل ، ولو كان علوياً ما فعل ، ولو كان فاطمياً ما فعل ، فيمنحه الله أكتافهم فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية.
ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة فيبلغه أنهم قد قتلوا عامله ، فيرجع إليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة إليها بشيء ! ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ». « العياشي : 2 / 56 ».
فهذه الرواية تذكر معركتين في المدينة : الأولى ، بعد الحدث الذي يحدثه فيها فتنكره قريش ، ويبدو أنه يتعلق بهدم مسجد النبي صلى الله عليه وآله وقبره الشريف وإعادة بنائهما ، فيتخذ أعداؤه ذلك ذريعة لتحريك الناس عليه وقتاله ، فيقاتلهم ويقتل منهم مئات كما في بعض الروايات. عندها يتمنى القرشيون أتباع الخلافة لو أن علياً عليه السلام كان حاضراً ولو بقدر جزر جزور ، أي بقدر ذبح ناقة ، ليردَّ عنهم انتقام المهدي عليه السلام منهم ، لأن سياسة أمير المؤمنين عليه السلام فيهم كانت الحلم والعفو.
والمعركة الثانية ، بعد أن يسيطر على المدينة ويعين عليها حاكماً ، ويخرج متوجهاً إلى العراق وينزل « هو أو قائد جيشه » في منطقة الشقرة أو الشقرات ، وهي في الحجاز في الطريق إلى العراق ، فيخلع أهل المدينة الطاعة وينقلبون على واليه مرة أخرى ويقتلونه ، فيرجع إليهم الإمام عليه السلام ويقتل منهم أكثر مما قتل منهم الجيش الأموي في وقعة الحرة المشهورة ، ويخضع المدينة مجدداً لسلطته. وعدد قتلى الحرة بضعة عشر ألفاً في ثورتهم على يزيد بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام ، والتشبيه بها هنا من حيث كثرة القتلى فقط لأن الإمام عليه السلام مهدي من ربه ولا ظلم عنده.
مقتبس من كتاب : [ المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف ] / الصفحة : 435
التعلیقات