من هم أهالي جابرسا وجابلقاالذین ینصرون الامام المهدی (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
السؤال :
من هم أهالي جابرسا وجابلقا الموصوفون بأن طعامهم التسبيح والتهليل والتمجيد واذا ما سجدوا لا يرفعون رؤسهم الا بعد فترة طويلة ؟
الجواب : لفضيلة الشيخ علي الكوراني
الذي أرجحه أن جابلسا وجابلقا نوعان من المخلوقات في كوكبين في غير ارضنا و قد وردت روايتهما في مصادر السنة :
قال الثعالبي في تفسيره: 3/541 : ( وقوله إذا بلغ بين السدين.. الآية. السدان فيما ذكر أهل التفسير جبلان سدا مسالك تلك الناحية وبين طرفي الجبلين فتح هو موضع الردم وهذان الجبلان في طرف الأرض مما يلي المشرق ويظهر من ألفاظ التواريخ أنهما إلى ناحية الشمال وقوله تعالى عندها قوما قال السهيلي هم أهل جابلس أحمد ويقال لها بالسريانية جرجيسا يسكنها قوم من نسل ثمود بقيتهم الذين آمنوا بصالح وقوله تعالى بعد تطلع على قوم هم أهل جابلق وهم من نسل مؤمني قوم عاد الذين آمنوا بهود ويقال لها بالسريانية مرقيسيا ولكل واحد من المدينتين عشرة آلاف باب بين كل بابين فرسخ ومر بهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء فدعاهم فأجابوه وأمنوا به ودعا من ورائهم من الأمم فلم يجيبوه في حديث طويل رواه الطبري عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم انتهى. والله أعلم بصحته ).
وفي مبسوط السرخسي:4/221 : ( وعن أبى يوسف رحمه الله تعالى فيه روايتان في احدى الروايتين قال من جابلقا إلى جابلتا وهما قريتان أحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب.... ).
وفي أخبار الزمان للمسعودي ص 40 : ( وفي الحديث "إن الله عز وجل خلق مدينتين واحدة في المشرق واسمها جابلقا ، وأخرى في المغرب واسمها جابرضا ، طول كل مدينة عشرة آلاف فرسخ ، لكل مدينة منها عشرة آلاف باب ، بين كل بابين فرسخ ، للباب كل ليلة عشرة آلاف رجل لا تلحقهم النوبة إلى يوم القيامة ، وانهم يعمرون سبعة آلاف سنة الا ما دونها ويأكلون ويشربون ويتناكحون ، وفيهم حكم كثيرة ، ولهم خلق عظام تامة ، وان هاتين المدينتين خارجتين من هذا العالم لا يرون شمسا ولا قمرا ، ولا يعرفون آدم ولا إبليس ، يعبدون الله تعالى ويوحدونه وان لهم نورا يسعون فيه من نور العرش من غير شمس ولا قمر ).
وورد عنهما روايات متعددة عندنا ، منها :
في بصائر الدرجات ص 510 : ( حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن بعض رجاله عن ابى عبد الله عليه السلام عن ابيه عن على بن الحسين عن امير المؤمنين عليه السلام قال ان لله بلدة خلف المغرب يقال لها جابلقا وفى جابلقا سبعون الف امة ليس منها امة الا مثل هذه الامة فما عصوا الله طرفة عين فما يعملون عملا ولا يقولون قولا الا الدعاء على الاولين والبراءة منهما والولاية لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ).
وفي المستجاد من الارشاد للعلامة الحلي ص 154 :
وروى محمد بن ابى عمير عن رجاله عن ابى عبد الله عليه السلام قال قال الحسن بن على عليهما السلام الاصحابه ان لله مدينتين احديهما في المشرق والاخرى في المغرب فيهما خلق الله تعالى لم يهموا بمعصية له قط والله ما فيهما وبينهما حجة لله على خلقه غيرى وغير اخى الحسين عليه السلام وجائت الرواية بمثل ذلك عن الحسين بن على عليهما السلام انه قال لاصحاب يوم الطف مالكم تناصرون على ام والله لئن قتلتموني لتقتلن حجة الله عليكم لا والله مابين جابلقا وجابرسا ابن نبى احتج الله به عليكم غيري.
يعنى بجابلقا وجابرسا المدينتين اللتين ذكرهما الحسن عليه السلام. ). انتهى.
وفي بصائر الدرجات ص510 : ( حدثنا احمد بن محمد بن الحسين قال حدثنى احمد بن ابراهيم عن عمار عن ابراهيم بن الحسين عن بسطام عن عبد الله بن بكير قال حدثنى عمر بن يزيد عن هشام الجواليقى عن ابى عبد الله عليه السلام قال ان لله مدينة خلف البحر سعتها. مسيرة اربعين يوما فيها قوم لم يعصوا الله قط ولا يعرفون ابليس ولا يعلمون خلق ابليس نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون إليه ويسألونا الدعاء فنعلمهم ، ويسألون عن قائمنا حتى يظهر ، وفيهم عبادة واجتهاد شديد ولمدينتهم ابواب مابين المصراع إلى المصراع مأة فرسخ لهم تقديس واجتهاد شديدا لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم ! يصلي الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجوده ، طعامهم التسبيح ولباسهم الورق ، ووجوههم مشرقة بالنور.
إذا رأوا منا واحد لحسوه واجتمعوا إليه واخذوا من اثره إلى الارض يتبركون به.
لهم دوى إذا صلوا اشد من دوى الريح العاصف فيهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قائمنا يدعون ان يريهم إياه.
وعمر أحدهم ألف سنة إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانه وطلب ما يقربهم إليه إذا حبسنا ظنوا ان ذلك من سخط.
يتعاهدون الساعة التى نائتيهم فيها لا يسئمون لا يفترون يتلون كتاب الله كما علمناهم وان فيما نعلمهم مالو تلي على الناس لكفروا به ولانكروه.
يسألوننا عن الشئ إذا ورد عليهم من القرآن ولا يعرفونه فإذا اخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعون منا ، ويسألون الله طول البقاء وان لا يفقدونا ، ويعلمون ان المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة.
ولهم خرجة مع الامام إذا قام يسبقون فيها اصحاب السلاح منهم ويدعون الله ان يجعلهم ممن ينتصر به لدينهم.
فيهم كهول وشبان ، وإذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره لهم طريق اعلم به من الخلق إلى حيث يريد الامام ، فإذا امرهم الامام بأمر قاموا ابدا حتى يكون هو الذى يأمرهم بغيره.
لو انهم وردوا على مابين المشرق والمغرب من الخلق لافنوهم في ساعة واحدة !
لا يعمل الحديد فيهم ، ولهم سيوف من حديد غير هذا الحديد ، لو ضرب احدهم بسيفه جبلا لقده حتى يفصله.
يغزو بهم الامام الهند والديلم والكرك والترك والروم وبربر وما بين جابرسا إلى جابلقا وهما مدينتان واحدة بالمشرق واخرى بالمغرب.
لا يأتون على اهل دين الا دعوهم إلى الله والى الاسلام والى الاقرار بمحمد صلى الله عليه وآله ومن لم يسلم قتلوه حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل احد الا اقر ). انتهى.
فهذه الأحاديث إن صحت تذكر ثلاث مدن أو ثلاث حضارات في ثلاثة أمكنة ، وتصف واحدة منها بأوصاف لا تنطبق على أهل الأرض ، فنظام خلقهم وعبادتهم وحياتهم يختلف عنا ، وأنهم سوف يظهرون لنصرة الإمام المهدي صلوات الله عليه. فلا يبعد ان تكون المدينتان الاخريتان مثلها.
وقد ورد أنه عليه السلام يركب السحاب ويرقى في الأسباب ، اسباب السماوات السبع والأرضين السبع ، خمس منهن معمورة ، واثنتان خرابان.
التعلیقات