ما يجب على الأنام في زمن غيبة الإمام عج
الحاج ميرزا محمّد تقي الموسوي الاصفهاني
منذ 11 سنةوهي أربع وخمسون أمراً يليق بالمؤمنين المواظبة عليها والعمل بها :
الإغتمام لفراقه ( عليه السلام ) ولمظلوميته. إنتظار فرجه وظهوره ( عليه السلام ). البكاء على فراقه ومصيبته ( عليه السلام ). التسليم والانقياد ، وترك الاستعجال في ظهوره ( عليه السلام ). أن نصله ( عليه السلام ) بأموالنا. يعني : يهدى إليه ( عليه السلام ).التصدّق عنه ( عليه السلام ) بقصد سلامته.معرفة صفاته ، والعزم على نصرته في أي حال كان ، والبكاء والتألم لفراقه ( عليه السلام ). طلب معرفته ( عليه السلام ) من الله عز وجل. المداومة على قراءة هذا الدعاء المروي عن الصادق ( عليه السلام ) كما ورد في ( كمال الدين ) وهو : إعطاء القرابين نيابة عنه ( عليه السلام ) بقدر الاستطاعة.عدم ذكر اسمه ، وهو نفس اسم رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتسميته بألقاب ، مثل : القائم ، المنتظر ، الحجّة ، المهدي ، الإمام ، الغائب ، وغيرها القيام احتراماً عند ذكر اسمه وخصوصاً لقب ( القائم ). إعداد السلاح للجهاد بين يديه.التوسّل به ( عليه السلام ) في المهمّات ، وإرسال رسائل الإستغاثة له ( عليه السلام ) كما ورد نصّها في ( البحار ). (20) القسم على الله تعالى به ( عليه السلام ) في الدعاء ، وجعله شفيعاً في قضاء الحوائج ، كما ورد في كمال الدين. (21) الثبات على الدين القويم ، وعدم اتباع الدعوات الباطلة المزخرفة
أما الأدعية الواردة عن الأئمة ( عليهم السلام ) المختصة به ( عليه السلام ) فكثيرة جداً ، وسأذكر في هذا المختصر خمساً منها :
1 _ روي في ( الفقيه ) عن الإمام محمد التقي ( عليه السلام ) أنّه قال :
( إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل : « رَضَيْتُ باللهَ رَبّاً وَبالإسلام دِيناً وَ.... (1)
_ ورد في ( مكارم الأخلاق ) وغيره عن الصادق ( عليه السلام ) قراءة هذا الدعاء بعد كلّ فريضة :
« اللّهمَّ صَلّ عَلَى مُحمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ ، اللّهُمّ إنَّ رَسولَكَ الصادِقَ المُصدَّقَ.... (2)
3 _ الدعاء المذكور في ( جمال الأسبوع ) عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) في دعائه للحجة عجّل الله تعالى فرجه.
وليس لهذا الدعاء وقت معين ، بل في أيّ وقت تيسّر قراءته ، وأرجو أن لا تنسوني عندها بالدعاء :
« اَللّهمَّ صَلِ عَلى مُحمّدٍ وَآل مُحمّد وادفَع عَنْ وَليِّكَ وَخَليفَتِكَ.... (3)
4 _ الصلوات التي وردت عنه ( عليه السلام ) في ( جمال الاسبوع ) و ( البحار ) ، وتشتمل على الدعاء له والصلاة عليه :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
« اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.... (4)
5 _ الدعاء الذي ذكر في ( النجم الثاقب ) لكافّة الأوقات وخصوصاً في شهر رمضان المبارك وخاصة في ليلة الثالث والعشرين منه ، فتقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله عليهم الصلاة والسلام :
« اللّهُمّ كُنْ لِوَلِيِّكَ القائِمِ بِأمرِكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ المهْدِيّ عَلَيه وَعَلَى آبائِهِ أفضَلُ الصَّلَواةِ والسَّلامِ فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقَائِداً وَنَاصِراً وَدَلِيلاً وَمُؤَيِّداً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيها طَولاً وَعَرْضاً وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَتَهُ مِنَ الأئِمَّةِ الوارِثينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ وَاجْعَلِ النَصْرَ مِنْكَ لَهُ وَعَلَى يَدِهِ وَاجْعَلِ النَّصْرَ لَهُ وَالفَتحَ عَلى وَجْهِهِ وَلاَ تُوَجِّهِ الأمرَ إلَى غَيْرِهِ.
اللَّهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيّكَ حَتَّى لاَيَسْتَخْفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ.
اللَّهُمَّ إنّي أرْغَبُ إِلَيكَ فِي دَولَةٍ كَرِيمةٍ تُعِزُّ بِهَا الإسلاَمَ وأهلَهُ وَتُذِلّ بها النِّفاقَ وَأهلَهُ وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُعَاةِ إلى طَاعَتِكَ وَالقَادَةِ إلَى سَبِيلِكَ وَآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنة وَفِي الآخِرَةِ حَسَنةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ واجْمَعْ لَنَا خَيرَ الدَّارَيْنِ واقْضِ عَنّا جَمِيعَ مَا تُحِبُّ فِيهِما وَاجْعَلْ لَنَا فِي ذلِكَ الخِيَرَةَ بِرَحمَتِكَ وَمَنِّكَ فِي عَافِيةٍ آمين رَبَّ العَالَمِينَ وَزِدْنا مِن فَضْلِكَ وَيَدِكَ الملْأى فَإنَّ كُلّ مُعْطٍ يَنقُصُ مِنْ مُلْكِهِ وَعَطَاؤُكِ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ».
وأما زيارته ( عليه السلام ) :
فقد ورد في ( الاحتجاج ) أن حضرة صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه قال في توقيعه الشريف إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري :
إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى :
« سَلاَمٌ عَلَى آلِ يس السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللَّهِ وَ....
دعاء العهد الصغير :
ويُقرأ يومياً بعد صلاة الصبح باعتباره زيارة له ( عليه السلام ) وقد ورد في ( البحار ) و ( زاد المعاد ) وغيرها وهو :
« اَللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلاَيَ صَاحِبَ الزَّمَانِ (5)
صلاة صاحب الأمر عجل الله فرجه
كما ورد في ( جمال الاسبوع ) وغيره وهي ركعتان في كل ركعة تقرأ الحمد و ( قل هو الله أحد ) وعندما تصل إلى ( إيَاك نعبد وإياك نستعين ) تكرّرها مائة مرة.
وفي رواية تصلّي بعدها مائة مرة على النبي وآله صلى الله عليه وآله.
وبرواية السيد ابن طاوس ( رحمة الله عليه ) تقرأ هذا الدعاء (6) (8)
___________________________________
(1) من لا يحضره الفقيه : 1/ 327 ، في مصباح المتهجد أن الصادق الأمين ( عليه السلام ) قال... « ولا في أحد من أحبتي».
(2) مكارم الأخلاق : 284.
(3) جمال الأسبوع : ص 513.
(4) جمال الأسبوع : 500 ، والبحار : 94/ 2081 ، النجم الثاقب : 434.
(5) زاد المعاد : ص 322.
(6) وورد في رواية : أن حضرة صاحب الأمر ( عليه السلام ) علم هذا الدعاء لأحد الأصحاب وببركته نجا من القتل ( المؤلف ).
(7) يعني زاد ظلم الأعداء. وفي بعض النسخ : برح الخفاء ، يعني اشتدت صعوبة اختفاء إمامنا أو اشتدت صعوبة اختفاء طريق نجاة المؤمنين ( المؤلف )
(8) جمال الأسبوع : 280 ، البحار : 91/ 190.
-------------------------------
ونورد هنا بعض الفوائد الحاصلة عند الدعاء لحضرة بقية الله ( عليه السلام ) بتعجيل ظهوره من الله جل شأنه والتي جمعتها من الآيات والأخبار وهي كثيرة ، وسأكتفي هنا بذكر ( أربعة عشر ) منها وهي :
1 _ يكون سبباً لطول العمر ، كما ورد خاصة في الدعاء الثاني المذكور في هذا الكتاب عن الصادق ( عليه السلام ) بأن يقرأ بعد كلّ فريضة. (1)
2 _ أنه نوع من أداء حقّه سلام الله عليه وقد ورد عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قوله : قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتّقين. (2)
أقول : ولأنّ الإمام عجل الله تعالى فرجه رئيس وأفضل جميع المؤمنين ، فيكون أداء حقه من أهمّ أعمال الخير وأفضلها.
3 _ أنّه سبب للحصول على شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله كما ورد عنه صلى الله عليه وآله ، (3) ويستفاد من بعض الأحاديث أنّه موجب لشفاعة حضرة صاحب الأمر ( عليه السلام ).
4 _ أنّه يساعد الله الداعي له ( عليه السلام ) لأنّ الدعاء له نوع من أنواع المساعدة والنصرة ، ونصرته نصرة الله تعالى وقول الله عز وجل : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ). (4)
5 _ إدخال السرور عليه بذلك ، وقد ورد في ( الكافي ) عن الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ما عبد الله بشيء أحبّ إلى الله من إدخال السرور على المؤمن ) (5).
6 _ أنّه موجب لدعاء صاحب الأمر ( عليه السلام ) للداعي ، وهذا يستفاد من جملة من الروايات. (6)
7 _ أنّه تحصيل ثواب الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك لأنّ نفع ظهوره ( عليه السلام ) يعود لهم جميعاً ، بل لجميع الخلائق من أهل السماوات والأرضين كما أوضحتُ ذلك في كتاب ( مكيال المكارم ) (7) بذكر روايات كثيرة حوله ، فإن دعوت له ( عليه السلام ) بهذه النية فسيكون دعاءاً لهم جميعاً.
8 _ أنّه إظهار للمحبة والولاء له ( عليه السلام ) ، فهو أقرب ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله إليه ، فاظهار المحبة له أداء لأجر الرسالة ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ). (8)
9 _ أنّه موجب لدفع البلاء عن الداعي في زمان غيبته. (9)
10 _ أنّ الدعاء بتعجيل ظهوره ( عليه السلام ) تعظيم لله ، وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وتعظيم لكتاب الله حيث أنَّه سيعمل به في ظهوره ، وتعظيم لدين الله جل شأنه حيث أنَّه سيظهر ويغلب على الدين كلّه ، وتعظيم المسلمين بنجاتهم من الكفار ، وهذا موجب لدخول الجنة كما ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله في ( الخصال ). (10)
11 _ أنّ الدعاء بتعجيل الفرج له ( عليه السلام ) موجب لتحصيل ثواب إعانة المظلوم ، وهذا موجب لعبور الصراط المستقيم يوم القيامة بسلام كما ورد ذلك عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ). (11)
12 _ فيه ثواب الجهاد بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين ( عليه السلام ). (12)
13 _ الحصول على أجر لا يعلمه إلاّ الله جل شأنه ، وهو الفوز بثواب طلب ثأر سيد الشهداء ( عليه السلام ) وذلك لأنّ صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه سيأخذ بثأره ، فكلّما تدعو بتعجيل فرجه ( عليه السلام ) ستشرك في أجر عمله ( عليه السلام ).
14 _ ما ورد في ( كمال الدين ) عن أحمد بن إسحاق أنّه قال :
( دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده؟ فقال لي مبتدئاً : يا أحمد بن إسحاق ، إنّ الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ( عليه السلام ) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض ( عليه السلام ) مسرعاً فدخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء الثلاث سنين ، فقال : يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنّه سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمّة مثل الخضر ( عليه السلام ) ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته الله عز وجل على القول بإمامته ووفّقه للدعاء بتعجيل فرجه ، فقال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟ فنطق الغلام ( عليه السلام ) بلسان عربي فصيح ، قال : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق. (13)
_____________________________
(1) مكارم الأخلاق : 289 ، تقدم في ص 24.
(2) البحار : 74/ 229 ضمن ح 25.
(3) الخصال : 196ح 1 ، « أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض معين أهل بيتي ، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه ، والدافع عنهم بيده».
(4) سورة الحَج : 40.
(5) الكافي : 2/ 188 ح 2.
(6) مهج الدعوات ص 360 « واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين ، وفي سبيلك مجاهدين ، وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين...».
(7) مكيال المكارم : 1/ 377 الباب الخامس.
(8) سورة الشورى : 23.
(9) الكافي ج 2 ، ص 507 ح 2 « دعاء المرء لأخيه يظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه».
(10) الخصال ص 28 ، ح 100 « حملة القرآن عرفاء أهل الجنة».
(11) تفصيل ذلك في مكيال المكارم : 1/ 439 ، الصحيفة السجادية الجامعة ص 323 دعاء 147« اللهم وصل على أولياءهم المعترفين بمقامهم...».
(12) مجمع البيان ج 9 ، ص 238 « عن حارث بن مغيرة قال : كنا عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : العارف منكم لهذا الأمر ، المنتظر له المحتسب فيه كمن جاهد مع قائم آل محمد بسيفه ، ثم قال : بل ، والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه ، ثم قال الثالثة : بل ، والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في فسطاطه».
(13) كمال الدين : 2/ 348.
التعلیقات