أدلة مشتركة بين عموم المسلمين حول الإمام المهدي عليه السلام
السيد علي الميلاني
منذ 7 سنواتالفصل الأول
وفي هذا الفصل نحاول أنْ نستدلّ بأدلة مشتركة بين عموم المسلمين ، وأقصد من عموم المسلمين الشيعة الإماميّة الإثني عشريّة وأهل السنّة بجميع مذاهبهم.
في هذا الفصل نقاط وهي نقاط الإشتراك بين الجميع :
النقطة الأولى : لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الاُمّة مهدياً ، وأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أخبر به وبشّر به وذكر له أسماء وصفات وألقاباً وغير ذلك ، والروايات الواردة في كتب الفريقين حول هذا الموضوع أكثر وأكثر من حدّ التواتر ، ولذا لا يبقى خلاف بين المسلمين في هذا الإعتقاد ، ومن اطّلع على هذه الأحاديث وحقّقها وعرفها ، ثمّ كذّب أصل هذا الموضوع مع الإلتفات إلى هذه الناحية ، فقد كذّب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما أخبر به.
الروايات الواردة في طرق الفريقين وبأسانيد الفريقين موجودة في الكتب وفي الصحاح والسنن والمسانيد ، وقد أُلّفت لهذه الروايات كتب خاصة دوّن فيها العلماء من الفريقين تلك الروايات في تلك الكتب ، وهناك آيات كثيرة من القرآن الكريم مأوّلة بالمهدي سلام الله عليه.
وحينئذ لا يُعبأ ولا يعتنى بقول شاذ من مثل ابن خلدون المؤرّخ ، حتّى أنّ بعض علماء السنّة كتبوا ردوداً على رأيه في هذه المسألة.
ومن أشهر المؤلّفين والمدوّنين لاحاديث المهدي سلام الله عليه من أهل السنّة في مختلف القرون :
أبو بكر ابن أبي خيثمة ، المتوفى سنة ٢٧٩ هـ.
نعيم بن حمّاد المروزي ، المتوفى سنة ٢٨٨ هـ.
الحسين ابن منادي ، المتوفى سنة ٣٣٦ هـ.
أبو نعيم الإصفهاني ، المتوفى سنة ٤٣٠ هـ.
أبو العلاء العطّار الهمداني ، المتوفى سنة ٥٦٩ هـ.
عبد الغني المقدسي ، المتوفى سنة ٦٠٠ هـ.
ابن عربي الأندلسي ، المتوفى سنة ٦٣٨ هـ.
سعد الدين الحموي ، المتوفى سنة ٦٥٠ هـ.
أبو عبدالله الكنجي الشافعي ، المتوفى سنة ٦٥٨ هـ.
يوسف بن يحيى المقدسي ، المتوفى سنة ٦٥٨ هـ.
ابن قيّم الجوزية ، المتوفى سنة ٦٨٥ هـ.
ابن كثير الدمشقي ، المتوفى سنة ٧٧٤ هـ.
جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة ٩١١ هـ.
شهاب الدين ابن حجر المكّي ، المتوفى سنة ٩٧٤ هـ.
علي بن حسام الدين المتقي الهندي ، المتوفى سنة ٩٧٥ هـ.
نور الدين علي القاري الهروي ، المتوفى سنة ١٠١٤ هـ.
محمّد بن علي الشوكاني القاضي ، المتوفى سنة ١٢٥٠ هـ.
أحمد بن صدّيق الغماري ، المتوفى سنة ١٣٨٠ هـ.
وهؤلاء أشهر المؤلّفين في أخبار المهدي منذ قديم الأيام ، وفي عصرنا أيضاً كتب مؤلَّفة من قبل كتّاب هذا الزمان ، لا حاجة إلى ذكر أسماء تلك الكتب.
وهناك جماعة كبيرة من علماء أهل السنّة يصرّحون بتواتر حديث المهدي والأخبار الواردة حوله ، أو بصحة تلك الأحاديث في الأقل ، ومنهم :
الترمذي ، صاحب الصحيح.
محمّد بن حسين الآبري ، المتوفى سنة ٣٦٣ هـ.
الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك.
أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى.
الفرّاء البغوي محيي السنة.
ابن الأثير الجزري.
جمال الدين المزّي.
شمس الدين الذهبي.
نور الدين الهيثمي.
ابن حجر العسقلاني.
وجلال الدين السيوطي.
إذن ، لا يبقى مجال للمناقشة في أصل مسألة المهدي في هذه الاُمّة.
النقطة الثانية : إنّه لابدّ في كلّ زمان من إمام يعتقد به الناس أي المسلمون ، ويقتدون به ، ويجعلونه حجة بينهم وبين ربهم ، وذلك ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ ) (١) و ( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (2) و ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) (3).
ويقول أمير المؤمنين عليه السلام كما في نهج البلاغة : « اللهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغموراً ، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته » (4).
والروايات الواردة في هذا الباب أيضاً كثيرة ، ولا أظنّ أنّ أحداً يجرأ على المناقشة في أسانيد هذه الروايات ومداليلها ، إنّها روايات واردة في الصحيحين ، وفي المسانيد ، وفي السنن ، وفي المعاجم ، وفي جميع كتب الحديث ، والروايات هذه مقبولة عند الفريقين.
فقد اتفق المسلمون على رواية : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة ».
هذا الحديث بهذا اللفظ موجود في بعض المصادر ، وقد أرسله سعد الدين التفتازاني إرسال المسلّم ، وبنى عليه بحوثه في كتابه شرح المقاصد (5).
ولهذا الحديث ألفاظ أُخرى قد تختلف بنحو الإجمال مع معنى هذا الحديث ، إلّا أنّي أعتقد بأنّ جميع هذه الألفاظ لا بدّ وأن ترجع إلى معنى واحد ، ولا بدّ أن تنتهي إلى مقصد واحد يقصده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فمثلاً في مسند أحمد : « من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية » (6) ، وكذا في عدّة من المصادر : كمسند أبي داود الطيالسي (7) ، وصحيح ابن حبّان (8) ، والمعجم الكبير للطبراني (9) ، وغيرها.
وعن بعض الكتب إضافة بلفظ : « من مات ولم يعرف إمام زمانه فليمتْ إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً » ، وقد نقله بهذا اللفظ بعض العلماء عن كتاب المسائل الخمسون للفخر الرازي.
وله أيضاً ألفاظ أُخرى موجودة في السنن ، وفي الصحاح ، وفي المسانيد أيضاً ، نكتفي بهذا القدر ، ونشير إلى بعض الخصوصيات الموجودة في لفظ الحديث :
« من مات ولم يعرف » ، لا بدّ وأنْ تكون المعرفة هذه مقدمة للإعتقاد ، « من مات ولم يعرف » أي : من مات ولم يعتقد بإمام زمانه ، لا مطلق إمام الزمان ، بإمام زمانه الحق ، بإمام زمانه الشرعي ، بإمام زمانه المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى.
« من مات ولم يعرف إمام زمانه » بهذه القيود « مات ميتة جاهلية » ، وإلّا لو كان المراد من إمام الزمان أيّ حاكم سيطر على شؤون المسلمين وتغلَّب على أُمور المؤمنين ، لا تكون معرفة هكذا شخص واجبة ، ولا يكون عدم معرفته موجباً للدخول في النار ، ولا يكون موته موت جاهلية ، هذا واضح.
إذن ، لا بدّ من أن يكون الإمام الذي تجب معرفته إمام حق ، وإماماً شرعياً ، فحينئذ ، على الإنسان أن يعتقد بإمامة هذا الشخص ، ويجعله حجةً بينه وبين ربّه ، وهذا واجب ، بحيث لو أنّه لم يعتقد بإمامته ومات ، يكون موته موت جاهلية ، وبعبارة أُخرى : « فليمت إنْ شاء يهودياً وإنْ شاء نصرانياً ».
وذكر المؤرخون : أنّ عبدالله بن عمر ، الذي امتنع من بيعة أمير المؤمنين سلام الله عليه ، طرق على الحجّاج بابه ليلاً ليبايعه لعبد الملك ، كي لا يبيت تلك الليلة بلا إمام ، وكان قصده من ذلك هو العمل بهذا الحديث كما قال ، فقد طرق باب الحجّاج ودخل عليه في تلك الليلة وطلب منه أن يبايعه قائلاً : سمعت رسول الله يقول : « من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية » ، لكن الحجّاج احتقر عبدالله بن عمر ، ومدّ رجله وقال : بايع رجلي ، فبايع عبدالله بن عمر الحجّاج بهذه الطريقة.
وطبيعي أنّ من يأبى عن البيعة لمثل أمير المؤمنين عليه السلام يبتلي في يوم من الأيام بالبيعة لمثل الحجّاج وبهذا الشكل.
وكتبوا بترجمة عبدالله بن عمر ، وفي قضايا الحرّة ، بالذات ، تلك الواقعة التي أباح فيها يزيد بن معاوية المدينة المنورة ثلاثة أيام ، أباحها لجيوشه يفعلون ما يشاؤون ، وأنتم تعلمون بما كان وما حدث في تلك الواقعة ، حيث قتل عشرات الآلاف من الناس ، والمئات من الصحابة والتابعين ، وافتضت الأبكار ، وولدت النساء بالمئات من غير زوج.
في هذه الواقعة أتى عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع ، فقال عبدالله ابن مطيع : إطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة ، فقال : إنّي لم آتك لكي أجلس ، أتيتك لاُحدّثك حديثاً ، سمعت رسول الله يقول : « من خلع يداً من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجّة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية » ، أخرجه مسلم (10).
فقضية وجوب معرفة الإمام في كلّ زمان والإعتقاد بإمامته والإلتزام ببيعته أمر مفروغ منه ومسلّم ، وتدلّ عليه الأحاديث ، وسيرة الصحابة ، وسائر الناس ، ومنها ما ذكرت لكم من أحوال عبدالله بن عمر الذي يجعلونه قدوة لهم ، إلّا أنّ عبدالله بن عمر ذكروا أنّه كان يتأسّف على عدم بيعته لأمير المؤمنين عليه السلام ، وعدم مشاركته معه في القتال مع الفئة الباغية ، وهذا موجود في المصادر ، فراجعوا الطبقات لابن سعد (11) والمستدرك للحاكم (12) وغيرهما من الكتب.
وعلى كلّ حال لسنا بصدد الكلام عن عبدالله بن عمر أو غيره ، وإنّما أردت أن أذكر لكم نماذج من الكتاب والسنة وسيرة الصحابة على أنّ هذه المسألة ـ مسألة أنّ في كلّ زمان ولكلّ زمان إمام لا بدّ وأنْ يعتقد المسلمون بإمامته ويجعلونه حجةً بينهم وبين ربهم ـ من ضروريات عقائد الإسلام.
النقطة الثالثة : إنّ المهدي من الأئمّة الإثني عشر في حديث الأئمّة بعدي إثنا عشر ، لا ريب ولا خلاف في هذه الناحية ، فإنّ القيود التي ذكرت في رواية الأئمّة إثنا عشر ، تلك القيود كلّها منطبقة على المهدي سلام الله عليه ، لأنّ هذا الإمام عندما يظهر يجتمع الناس على القول بإمامته ، وأنّ الله سبحانه وتعالى سيعزّ الإسلام بدولته ، وأنّه سيظهر دينه على الدين كلّه ، وجميع تلك القيود والمواصفات التي وردت في أحاديث الأئمّة اثنا عشر كلّها منطبقة على المهدي سلام الله عليه.
وبباليُ أنّي رأيت في بعض الكتب التي حاولوا فيها ذكر الخلفاء بعد رسول الله من بني أُميّة وغيرهم ، يعدّون المهدي أيضاً من أُولئك الخلفاء الإثني عشر ، الذين أخبر عنهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه الأحاديث التي درسناها في الليلة الماضية.
وإلى الآن عرفنا الإتفاق على ثلاثة نقاط :
النقطة الأولى : أنّ في هذه الاُمّة مهدياً.
النقطة الثانية : أنّ لكلّ زمان إماماً يجب على كلّ مسلم معرفته والإيمان به.
النقطة الثالثة : أنّ المهدي عليه السلام الذي أخبر عنه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في تلك الأحاديث الكثيرة ، نفس المهدي الذي يكون الإمام الثاني عشر من الأئمّة الذين أخبر عن إمامتهم من بعده في أحاديث الأئمّة إثنا عشر.
وإلى الآن عرفنا المشتركات بين المسلمين ، فإنّه إلى هنا لا خلاف بين طوائف المسلمين ، ويكون المهدي حينئذ أمراً مفروغاً منه ومسلّماً في هذه الاُمّة ، والمهدي هو الثاني عشر من الأئمّة الإثني عشر ، فهو الإمام الحق الذي يجب معرفته والإعتقاد به ، وأنّ من مات ولم يعرف المهدي مات ميتة جاهلية.
وهنا قالت الشيعة الامامية الإثنا عشرية : إنّ الذي عرفناه مصداقاً لهذه النقاط هو ابن الحسن العسكري ، ابن الإمام الهادي ، ابن الإمام الجواد ، ابن الإمام الرضا ، ابن الإمام الكاظم ، ابن الإمام الصادق ، ابن الإمام الباقر ، ابن الإمام السجاد ، ابن الحسين الشهيد ، ابن علي بن أبي طالب ، سلام الله عليهم أجمعين.
فهذه عقيدة الشيعة ، فهم يطبّقون تلك النقاط الثلاثة المتفق عليها على هذا المصداق.
فهل هناك حديث عند الجمهور يوافق الشيعة الإماميّة ، ويدلّ على ما تذهب إليه الشيعة الإماميّة في هذا التطبيق ؟
هل هناك حديث أو أحاديث من طرق أهل السنّة توافق هذا التطبيق وتؤيّد هذا التطبيق أو لا ؟
من هنا يشرع البحث بين الشيعة وغير الشيعة ، هذه عقيدة الشيعة ولهم عليها أدلّتهم من الكتاب والسنّة وغير ذلك ، وما بلغهم وما وصلهم عن أئمّة أهل البيت الصادقين سلام الله عليهم.
لكن هل هناك ما يدلّ على هذا الإعتقاد في كتب أهل السنّة أيضاً ، لتكون هذه العقيدة مؤيَّدة ومدعمة من قبل روايات السنّة ، ويمكن للشيعة الإماميّة أنْ تلزم أولئك بما رووا في كتبهم أو لا ؟
نعم وردت روايات في كتب القوم مطابقة لهذا الإعتقاد ، إذن ، يكون هذا الإعتقاد متفقاً عليه حسب الروايات وإن لم يكن القوم يعتقدون بهذا الإعتقاد بحسب الأقوال ، إلّا أنّا نبحث أوّلاً عن العقيدة على ضوء الأدلة ، ثمّ على ضوء الأقوال والآراء ، فلنقرأ بعض تلك الروايات :
الرواية الأولى : قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي ، فقام سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ، من أيّ ولدك ؟ قال : من وَلَدي هذا. وضرب بيده على الحسين ».
هذه الرواية في المصادر عن أبي القاسم الطبراني (13) ، وابن عساكر الدمشقي ، وأبي نعيم الإصفهاني ، وابن قيّم الجوزية ، ويوسف بن يحيى المقدسي (14) ، وشيخ الإسلام الجويني (15) ، وابن حجر المكي صاحب الصواعق (16).
الحديث الثاني : قوله صلى الله عليه وآله وسلّم لبضعته الزهراء سلام الله عليها وهو في مرض وفاته : « ما يبكيك يا فاطمة ، أما علمت أنّ الله اطّلع إلى الأرض إطّلاعة أو اطْلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً ، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحته إيّاك واتّخذته وصيّاً ، أما علمت أنّكِ بكرامة الله إيّاك زوّجك أعلمهم علماً ، وأكثرهم حلماً ، وأقدمهم سلماً. فضحكت واستبشرت ، فأراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يزيدها مزيد الخير ، فقال لها : ومنّا مهدي الاُمّة الذي يصلّي عيسى خلفه ، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال : من هذا مهدي الاُمّة ».
وهذا الحديث رواه كما في المصادر : أبو الحسن الدارقطني ، أبو المظفر السمعاني ، أبو عبدالله الكنجي ، وابن الصبّاغ المالكي (17).
الحديث الثالث : قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق ، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً ».
وهذا الحديث كما في المصادر عن نعيم بن حمّاد ، والطبراني ، وأبي نعيم ، والمقدسي صاحب كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر (18).
هذا بحسب الروايات.
وأمّا بحسب أقوال العلماء المحدّثين والمؤرّخين والمتصوفين ، هؤلاء أيضاً يصرّحون بأنّ المهدي ابن الحسين ، أي من ذريّة الحسين ، ويضيفون على ذلك أنّه ابن الحسن العسكري ، وأيضاً مولود وموجود ، هؤلاء عدة كبيرة من العلماء من أهل السنّة في مختلف العلوم ، أذكر أشهرهم :
أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري ، المتوفى سنة ٢٧٩ هـ.
أبو بكر البيهقي ، المتوفى سنة ٤٥٨ هـ.
ابن الخشّاب ، المتوفى سنة ٥٦٧ هـ.
ابن الازرق المؤرخ ، المتوفى سنة ٥٩٠ هـ.
ابن عربي الأندلسي صاحب الفتوحات المكية ، المتوفى سنة ٦٣٨ هـ.
ابن طلحة الشافعي ، المتوفى سنة ٦٥٣ هـ.
الكنجي الشافعي ، المتوفى سنة ٦٥٨ هـ.
صدر الدين القونوي ، المتوفى سنة ٦٧٢ هـ.
صدر الدين الحموي ، المتوفى سنة ٧٢٣ هـ.
عمر بن الوردي المؤرخ الصوفي الواعظ ، المتوفى سنة ٧٤٩ هـ.
صلاح الدين الصفدي صاحب الوافي بالوفيات ، المتوفى سنة ٧٦٤ هـ.
شمس الدين ابن الجزري ، المتوفى سنة ٨٣٣ هـ.
ابن الصبّاغ المالكي ، المتوفى سنة ٨٥٥ هـ.
جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة ٩١١ هـ.
عبد الوهاب الشعراني الفقيه الصوفي ، المتوفى سنة ٩٧٣ هـ.
ابن حجر المكي ، المتوفى سنة ٩٧٣ هـ.
علي القاري الهروي ، المتوفى سنة ١٠١٣ هـ.
عبد الحق الدهلوي ، المتوفى سنة ١٠٥٢ هـ.
شاه ولي الله الدهلوي ، المتوفى سنة ١١٧٦ هـ.
القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة ١٢٩٤ هـ.
فظهر إلى الآن :
أوّلاً : أنّ المهدي عليه السلام من هذه الاُمّة.
ثانياً : المهدي عليه السلام من بني هاشم.
ثالثاً : المهدي عليه السلام من عترة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
رابعاً : المهدي عليه السلام من ولد فاطمة عليها السلام.
خامساً : المهدي عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام.
ولكلّ واحد من هذه النقاط : كونه من هذه الاُمّة ، كونه من بني هاشم ، كونه من عترة النبي ، كونه من ولد فاطمة ، كونه من ولد الحسين ، لكلّ بند من هذه البنود ، روايات خاصة ، ولم نتعرض لها لغرض الإختصار.
فانتهينا إذن من الفصل الأول.
الهوامش
1. سورة النساء ٤ / ١٦٥.
2. سورة الأنفال ٨ / ٤٢.
3. سورة الأنعام ٦ / ١٤٩.
4. نهج البلاغة ٣ / ١٨٨ رقم ١٤٧.
5. شرح المقاصد ٥ / ٢٣٩ وما بعدها.
6. مسند أحمد ٥ / ٦١ رقم ١٦٤٣٤.
7. مسند أبي داود الطيالسي : ٢٥٩ ـ دار المعرفة ـ بيروت.
8. صحيح ابن حبّان ١٠ / ٤٣٤ رقم ٤٥٧٣ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤١٨ هـ ، وفيه : « من مات وليس له إمام ».
9. المعجم الكبير للطبراني ١٩ / ٣٨٨ رقم ٩١٠.
10. صحيح مسلم ٣ / ١٤٧٨ رقم ١٨٥١.
11. طبقات ابن سعد ٤ / ١٨٥ و١٨٧ ، وفيه : « ما أجدني آسى على شيء من أمر الدنيا إلاّ أنّي لم أُقاتل الفئة الباغية ، ما آسى عن الدنيا إلاّ على ثلاث : ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وألاّ أكون قاتلت الفئة هذه الفئة الباغية التي حلّت بنا ».
12. مستدرك الحاكم ٣ / ٥٥٨ ، سطر ٨ ، وفيه : « ما آسى على شيء » وتكملتها في الهامش (١) : بياض في الأصل ، لعلّ هذه العبارة سقطت ( إلا أنّي لم أقاتل مع علي رضي الله عنه الفئة الباغية ).
13. المعجم الكبير ١٠ / ١٦٦ رقم ١٠٢٢٢ باختلاف.
14. عقد الدرر في أخبار المنتظر : ٥٦ ـ انتشارات نصايح ـ قم ـ ١٤١٦ هـ.
15. فرائد السمطين ٢ / ٣٢٥ رقم ٥٧٥ عن حذيفة بن اليمان ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت ـ ١٤٠٠ هـ.
16. الصواعق المحرقة : ٢٤٩ وما بعدها.
17. البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي : ٥٠٢ ( ضمن كفاية الطالب ) ـ دار احياء تراث أهل البيت ـ طهران ـ ١٤٠٤ هـ.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي : ٢٩٦ ـ منشورات الأعلمي ـ طهران.
18. الفتن لنعيم بن حماد ١ / ٣٧١ ح ١٠٩٥ ، عقد الدرر : ٢٨٢ عن الطبراني وأبي نعيم ، وانظر الحاوي للفتاوي ٢ / ٦٦ عن ابن عساكر.
مقتبس من كتاب : [ الإمام المهدي عليه السلام ] / الصفحة : 9 ـ 21
التعلیقات