التوحيد
التوحيد
منذ 15 سنةالمصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج2، ص 9 ـ 10
(9)
الصفات السلبية
(1)
التوحيد
يحتل التوحيد ، بمراتبه المختلفة ، المكانة العليا في الشرائع
السماوية ، فإنَّ أتْباعها لا يختلفون في الصفات الثبوتية الذاتية اختلافاً بارزاً
يُفَرِّقهم ويبددهم إلى مذاهب وطوائف ، فإنَّ الكل يعتقد بعلم الإله وقدرته
وحياته إلى غير ذلك من الصفات الكمالية ، وإن اختلفوا في تفاصيلها ، وأمّا
الصفات السلبية التنزيهية فهي ، بتمام معنى الكلمة ، مفترق الطرق ، منها تتكون
المذاهب وتتشعب.
وهذه هي الديانات البَراهْمانِيّة ، والبُوذِيّة ، والهِنْدية ، والمجوسية ، والمسيحية
ترجع أصول اختلافها إلى مسألة التوحيد بشعبه التي ستقف عليها ، فليست الثنوية
إلاّ وليدة رفض التوحيد عن معترك العقائد ، و الاعتقاد بإله غير واحد.
ولأجل ذلك يجب على الإلهي التركيز على الصفات السلبية أكثر من
الثبوتية ، وبين الصفات السلبية التركيز على التوحيد أكثر من غيره . ولأجل ذلك
نرى أنَّه سبحانه يعرف هدف بعثة الأنبياء وإرسالهم ، بالتركيز على صورة من صور
التوحيد ، و هو التوحيد في العبادة : قال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَن ِ
اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }(1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النحل: الآية 36.
________________________________________
(10)
وعلى ضوء هذا الأصل ، ترى البحث في المقام مترامي الأطراف ،
واسع النطاق ، وقد فَصَّلنا ما يرجع إلى التوحيد عمّا يرجع إلى غيره من
الصفات السلبية حتى يقف الباحث على شعب التوحيد وأصنافه مستمداً من
الكتاب العزيز والأحاديث الإسلامية والعقل.
* * *
التعلیقات