إمكان الرجعة
الرجعة
منذ 15 سنةالمصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 291 ـ 292
(291)
المقام الأوّل : إمكان الرجعة
يكفي في إمكان الرجعة ، إمكان بعث الحياة من جديد يوم القيامة ، فإنّ
الرجعة والمعاد ظاهرتان متماثلتان ، ومن نوع واحد ، مع فارق أنّ الرجعة محدودة
كيفاً وكمّاً ، و تحدث قبل يوم القيامة ، بينما يبعث جميع الناس يوم القيامة ليبدأوا
حياتهم الخالدة.
وعلى ضوء ذلك ، فالإعتراف بإمكان بعث الحياة من جديد يوم القيامة ،
ملازم للإعتراف بإمكان الرجعة في حياتنا الدنيوية . وحيث إنّ حديثنا مع المسلمين
الذين يعتبرون الإيمان بالمعاد من أصول شريعتهم ، فلابدّ لهؤلاء إذن من
الإعتراف بإمكانية الرجعة.
أضف إلى ذلك أنّه قد وقعت الرجعة في الأُمم السالفة كثيراً ، وقد تحدثنا
عنه عند ذكر شواهد من إحياء الموتى في الأمم السالفة نظير:
1 ـ إحياء جماعة من بني إسرائيل (2).
2 ـ إحياء قتيل بني إسرائيل (3).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - الإيقاظ من الهجعة : الباب الثاني ، الدليل الثالث.
(2) - سورة البقرة : الآيتان 55 ـ 56 .
(3) - سورة ا لبقرة : الآيتان 72 ـ 73 .
________________________________________
(292)
3 ـ موت ألوف من الناس ، وبعثهم من جديد (1).
4 ـ بعث عُزَير بعد مائة عام من موته (2).
5 ـ إحياء الموتى على يد عيسى ـ عليه السَّلام ـ (3).
وبعد وقوع الرجعة في الأمم السالفة ، هل يبقى مجال للشك في إمكانها؟
وتصوّر أنّ الرجعة من قبيل التناسخ المحال عقلاً ، تصوّر باطلٌ ؛ لأنّ
التناسخ عبارة عن رجوع الفعلية إلى القوة ، و رجوع الانسان إلى الدنيا عن طريق
النطفة ، والمرور بمراحل التكوّن البشري من جديد ، ليصير إنساناً مرة أخرى ،
سواء أدَخَلَتْ روحُه في جسم إنسان أم حيوان ، وأين هذا من الرجعة ، وعود الروح
إلى البدن المتكامل من جميع الجهات ، من دون أن يكون هناك رجوع إلى القوة بعد
الفعلية.
* * *
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - سورة البقرة : الآية 243 .
(2) - سورة البقرة : الآية 259 .
(3) - سورة آل عمران : الآية 49 .
التعلیقات