جهل الناس بأوان موتهم
الموت
2013 Apr 2المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج٤ ، ص ٢٣١
(٢٣١)
الأمرالتاسع : جهل الناس بأوان موتهم
اقتضت الحكمة الإلهية جهل الناس بزمان ومكان موتهم ، وذلك لوجهين :
أ ـ لو علم الإنسان بزمن موته ، فربما يفشل في العمل قبل أن يحلّ أجله ،
فأنّ العامل الباعث إلى العمل والنشاط في الحياة ، هو الأمل ، فالأمل رحمة ،
ولولاه لما أرضعت والدة ولدها ، ولا غرس غارس شجرة (٣) .
ب ـ إنّ لجهل الإنسان بأوان موته ومكانه ، تأثيراً تربوياً ، فإنّه لوعلم بأنّه
سيموت بعد عام أو أشهر ، فترك التمرّد والتجري ، فلا يعد ذلك كمالاً روحياً
وثورة للفضائل على الرذائل ، وهذا بخلاف ما إذا سلك طريق الطاعة ، وترك
المعصية ، وهو يرجو العيش أعواماً طويلة ، فانّه يكشف عن كمال روحي ، يدفعه
نحو الفضائل ، يقول سبحانه : { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } (٤) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(٣) - سفينة البحار : مادة : « أمل » .
(٤) - سورة لقمان : الآية٣٤، وها هنا وجه ثالث وهوأنّ علم الإنسان بزمن موته يشجّعه على الفجور
والعصيان متكلاً على التوبة والإنابة قبل مدّة من حلول أجله .
التعلیقات