المعارف العليا في الإِسلام
المعرفة
2013 Apr 2
المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج١ ، ص ٢٢ ـ ٢٣
(٢٢)
٥ ـ المعارف العليا في الإِسلام
إِنَّ الإِسلام يحثّ على التعرف على أمور ثلاثة من بين الموضوعات
المختلفة ، و يعتبرها ذات أهميّة لمن يطلب الواقع .
١ـ معرفة الكون و الطبيعة:
هذه المعرفة ممّا يؤكد القرآن بحماس على تحصيلها يقول سبحانه:
{ قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }(١).
و يقول أيضاً: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لآياتٍ ِلأَولِي الأَلْبَابِ }(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة يونس: الآية ١٠١.
(٢) سورة آل عمران: الآية ١٩٠.
________________________________________
(٢٣)
فلا محيص للإِنسان المتديّن عن دراسة الطبيعة ، و الغور في أعماقها
حسب معطياته و قابلياته.
٢ـ معرفة الإِنسان نفسه:
و هي من ضروريات المعارف التي أكَّد عليها كما أكَّد على سابقتها ،
قال سبحانه: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (١).
و تضافرت الروايات على أهميّة معرفة النَّفس ، و أنَّ الإِنسان من خلال
التعرف عليها ، و كل الطبيعة التي يعيش فيها ، يعرف ربّه.
٣ـ معرفة التاريخ:
إِنَّ القرآن يؤكد على معرفة التاريخ بما أنّه مثار العبر و العظات ، يقول
سبحانه : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ِلأَوْلِي الأَلْبَابِ }(٢) ، و يقول
سبحانه: { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (٣).
هذه هي الموضوعات التي يحبّذ الإِسلام على التعرّف عليها كل من
يريد أنْ يلمس الحقائق و يصل إلى الواقع ، فالمعرض عن هذه المعارف ،
محجوب عن معرفته سبحانه و سننه في الكون.
***
ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة فصلت: الآية ٥٣.
(٢) سورة يوسف: الآية ١١١.
(٣) سورة الأعراف: الآية ١٧٦.
التعلیقات