المعارف العليا في الإِسلام
المعرفة
منذ 15 سنة
المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج1 ، ص 22 ـ 23
(22)
5 ـ المعارف العليا في الإِسلام
إِنَّ الإِسلام يحثّ على التعرف على أمور ثلاثة من بين الموضوعات
المختلفة ، و يعتبرها ذات أهميّة لمن يطلب الواقع .
1ـ معرفة الكون و الطبيعة:
هذه المعرفة ممّا يؤكد القرآن بحماس على تحصيلها يقول سبحانه:
{ قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }(1).
و يقول أيضاً: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لآياتٍ ِلأَولِي الأَلْبَابِ }(2).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يونس: الآية 101.
(2) سورة آل عمران: الآية 190.
________________________________________
(23)
فلا محيص للإِنسان المتديّن عن دراسة الطبيعة ، و الغور في أعماقها
حسب معطياته و قابلياته.
2ـ معرفة الإِنسان نفسه:
و هي من ضروريات المعارف التي أكَّد عليها كما أكَّد على سابقتها ،
قال سبحانه: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (1).
و تضافرت الروايات على أهميّة معرفة النَّفس ، و أنَّ الإِنسان من خلال
التعرف عليها ، و كل الطبيعة التي يعيش فيها ، يعرف ربّه.
3ـ معرفة التاريخ:
إِنَّ القرآن يؤكد على معرفة التاريخ بما أنّه مثار العبر و العظات ، يقول
سبحانه : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ِلأَوْلِي الأَلْبَابِ }(2) ، و يقول
سبحانه: { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (3).
هذه هي الموضوعات التي يحبّذ الإِسلام على التعرّف عليها كل من
يريد أنْ يلمس الحقائق و يصل إلى الواقع ، فالمعرض عن هذه المعارف ،
محجوب عن معرفته سبحانه و سننه في الكون.
***
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة فصلت: الآية 53.
(2) سورة يوسف: الآية 111.
(3) سورة الأعراف: الآية 176.
التعلیقات