قدماء الشيعة وعلم الرجال
دورالشيعة في بناء الحضارة الإسلامية
منذ 15 سنةالمصدر : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الإسلامية ، تأليف : الشيخ جعفر السبحاني ص 47 ـ 49
(47)
12 ـ قدماء الشيعة وعلم الرجال
اهتمّ علماء الشيعة بعد عصر التابعين بعلم الرجال ، وأولوه اهتماماً كبيراً ، فبرزت منهم ثلّة كبيرة من سادة هذا العلم ، وسنحاول هنا أن نذكر أوائل المؤلّفين منهم :
1ـ عبد الله بن جبلة الكناني (ت 219هـ) .
قال النجاشي : وبيت جبلة مشهور بالكوفة ، كان فقيهاً ثقة مشهوراً ، له
____________
(1) المصدر نفسه 2 : 384 / 1149 .
(2) المصدر نفسه 2 : 191ـ192 / 873 .
(3) المصدر نفسه 2 : 399 / 1167 .
________________________________________
(48)
كتب ، منها كتاب الرجال . . . (1) .
2 ـ عليّ بن الحسن بن فضّال ، كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم ، وعارفهم بالحديث ، من أصحاب الإمام الهادي والعسكري ، له كتب منها كتاب الرجال (2).
3 ـ الحسن بن محبوب السّراد (150ـ224هـ ) الراوي عن ستّين رجلا من أصحاب الصادق _ عليه السلام _ ، له كتاب« المشيخة» وكتاب « معرفة رواة الأخبار» (3) .
4 ـ أبو عمرو الكشّي ، البصير بالأخبار والرجال ، تلميذ الشيخ العيّاشي ، وكتابه المعروف بـ « معرفة الرجال» هو الذي لخّصه الشيخ الطوسي وأسماه بـ «اختيار معرفة الرجال» وهو الموجود في الأعصار الأخيرة .
5 ـ الشيخ أبو العبّاس أحمد بن عليّ النجاشي (372ـ450هـ ) من نقّاد هذا الفن ومن أجلاّئه وأعيانه حاز قصب السبق في ميدان علم الرجال ، له كتاب فهرس مصنّفي الشيعة المعروف برجال النجاشي .
6 ـ والشيخ الطوسي (385ـ460هـ ) الغني عن التعريف ، عمل كتابين أحدهما الفهرست والآخر الرجال ، ويعدّان من أُمّهات الكتب الرجالية .
وتوالى التأليف في علم الرجال كما في قرينه علم الدراية إلى عصرنا هذا ، وقد أنهى الشيخ الطهراني ، المؤلّفين من الشيعة في علم الرجال فبلغوا قرابة خمسمائة مؤلّف ، شكر الله مساعي الجميع .
هذا عرض موجز لمشاركة علماء الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية عن
____________
(1) النجاشي ، الرجال 2 : 13 / 561 .
(2) المصدر نفسه 2 : 82 / 674 .
(3) الطوسي ، الفهرست : 71 / 162 ; ابن شهر آشوب ، معالم العلماء : 333 / 182; الطهراني ، مصفّى المقال : 128 .
________________________________________
(49)
طريق تأسيس العلوم وإكمالها وتطويرها ، وأنت إذا وقفت على جهودهم الجبّارة في القرون الأُولى وما بعدها إلى عصرنا الحاضر ، تقف على طائفة كبيرة من عمالقة العلم وجهابذة الفضل ، كرّسوا حياتهم الثمينة في إرساء صرح الحضارة الإسلامية ورفع قواعدها ، فخلّدوا لأنفسهم صحائف بيضاء ، ولصالح أُمّتهم حضارة إنسانية ، كل ذلك في ظروف قاسية ، وسلطات ظالمة شديدة الكلب ، وأضغان محتدمة ، إلاّ في فترات يسيرة .
التعلیقات