التشيع إصطلاحاً
هوية الشيعة
منذ 15 سنة
المصدر : هويّة التشيّع ، تأليف : الشيخ أحمد الوائلي ، ص 11 ـ 14
________________________________________ الصفحة 11 ________________________________________
التشيع إصطلاحاً:
هو: الإِعتقاد بآراء وأفكار معينة وقد اختلف الباحثون في هذه الأفكار والآراء كثرة وقلة وسيمر علينا ذلك
مفصلاً فالتشيع بالمعنى الثاني أعم منه بالمعنى الأول. وبينهما من النسب عموم وخصوص مطلقاً
والعموم في جانب التشيع بالمعنى الثاني لشموله لكلِّ منهما.
وانطلاقاً من كون التشيع اعتقاداً بآراء معينة ذهب العلماء والباحثون تبعاً لذلك إلى تعريفه على اخلاف
بينعم في سعة مدى هذه التعاريف وضيقه وإليك نماذج من تعريفاتهم:
________________________________________ الصفحة 12 ________________________________________
1 ـ الشهيد الثاني في كتابه شرح اللمعة قال:
«والشيعة من شايع علياً ـ أي اتبعه وقدمه على غيره في الإِمامة وإن لم يوافق على إمامة باقي الأئمة،
فيدخل فيهم الإِمامة والجارودية من الزيدية والإِسماعيلية غير الملاحدة منهم والواقفية والفطحية»(1).
2 ـ الشيخ المفيد في كتاب الموسوعة كما نقله عنه المؤلف قال:
«الشيعة هم من شايع علياً وقدمه على أصحاب رسول الله صلوات الله عليه وآله واعتقد أنّه الإِمام بوصية
من رسول الله أو بإرادة من الله تعالى نصاً كما يرى الإِمامية أو وصفاً كما يرى الجارودية».
وقد نقل هذا المضمون نفسه كامل مصطفى الشيبي في كتابه الصلة(2).
3 ـ الشهرستاني في الملل والنحل قال:
«الشيعة هم الذين شايعوا علياً وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصاية أما جلياً وأما خفياً واعتقدوا أنّ الإِمامة
لا تخرج من أولاده وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده»(3).
4 ـ النوبختي في كتابه الفرق قال:
«الشيعة هم فرقة عليِّ بن أبي طالب المسمون بشيعة عليٍّ في زمن النبي ومن وافق مودته مودة
عليٍّ»(4).
5 ـ محمد فريد وجدي في كتابه دائرة معارف القرن العشرين قال:
«الشيعة هم الذين شايعوا علياً في إمامته واعتقدوا أنّ الإِمامة لا تخرج عن أولاده ويقولون بعصمة الأئمة
من الكبائر والصغائر والقول بالتولِّي والتبرِّي
____________
(1) شرح اللمعة 2/228.
(2) موسوعة العتبات المقدسة المدخل ص91.
(3) الملل والنحل ص107.
(4) فرق الشيعة.
________________________________________ الصفحة 13 ________________________________________
قولاً وفعلاً إلا في حال التقية إذا خافوا بطش ظالم»(1).
هذه النماذج من التعريفات إنما قدمتها لنعرف ما هي مقومات التشيع في نظر الباحثين. وقد تبين من
بعضها:
الإِقطار على وصف الشيعة بأنّهم يقدمون علياً على غيره لوجود نصوص في ذلك أو وجود صفات
اختص بها ولم تتوفر لغيره والواضح من ذلك أنّ جوهر التشيع هو الإِلتزام بإمامة عليٍّ وولده وتقديمه على
غيره لوجود نصوص عندهم في ذلك وينتج من ذلك الإِلتزام بأمرين:
الأول:
بما أنّ الإِمامة وليدة النصوص فهي امتداد للنوبة يترتب عليها ما يترتب على النبوة من لوزام عدى
الوحي فإنّ نزوله مختص بالأنبياء.
الثاني:
أنّ الإِمامة لا تتم بالإِنتخاب والإِختيار وإنّما بالتعيين من الله تعالى فهو الذي ينص على الإِمام عن طريق
النبيّ، وإنما يختاره لتوفر مؤهلات عنده لا توجد عند غيره.
أما الزيادة على ما ذكرناه والتي وردت في التعريفات التي نقلناها والتي قد توجد في كتب الشيعة
الاُخرى فهي مستفادة من أخبار وهي أعم من كونها من اُصول المذهب أو من اُصول الإِسلام كما سنرى
ذلك فيما يأتي أنّ الغرض من هذه الإِشارة هو إلقاء الضوء على نقطة يؤكد عليها الباحثون عند استعراضهم
لذكر الشيعة وعقائدهم: ألا وهي التأكيد على إدخال آراء اُريد لها أن تكون خيوطاً تصل بين التشيع
واليهودية، أو النصرانية، أو الزندقة. ومحاولة إيصال التشيع لعرقيات معينة. وهي محاولة لا تخفى على
أعين النقاد بأنها غير موضوعية. إنّ هذه المحاولة تريد تصوير التشيع بأنّه تطور لا كما تتطور العقائد
والمذاهب الاُخرى. وفي التوسع وقبول الإِضافات السليمة نتيجة تبرعم بعض الآراء وإنما هو تطور غير
سليم وغير نظيف أفسد مضمون التشيع.
____________
(1) دائرة المعارف 5/424.
________________________________________ الصفحة 14 ________________________________________
وسأستعرض بعض هذه الأقوال لتكون مجرد مؤشر على هذا الإتجاه وساُعقّب عليها بما أراه:
التعلیقات