ما هو السر في تعدد زوجات النبي (ص)؟
النبي محمّد صلّى الله عليه وآله
منذ 15 سنةما هو السر في تعدد زوجات النبي (ص)؟
السؤال : بعض العلماء المسيحيين يطرحون شبهات عن خير الخلق اجمعين : الرسول الأمين ، ومن ضمن هذه الشبهات ، هو تعدد زوجات الرسول ؛ إذ يقولون : إنّ النبي تزوج لغرض الشهوة ، والإنسان المعصوم لا يتزوج لتسعة مرات ، وهذا شيء غير منطقي ، وكذلك يقولون : إنّ هذا ظلم أن يتزوج شيخ من فتاة صغيره لا تفهم معنى الزواج بالشكل الصحيح ، كزواج الرسول وهو في الرابعه والخمسين من عمره المبارك من عائشة وهي فتاة صغيرة ، ولم يستطيع أحد أن يرد علي هذه الشبهات بشكل كامل ومقنع ممّا أدّى إلى ايجاد ترديد وشكوك عند بعض إخواننا المسلين من الشيعه والسنه ، فأرجو أن تجيبوننا بشكل كامل ، واضح ومفصل ، ومستند لرفع الشبه ، والرد على الشكاكين ، وإذا يوجد كتاب يخص هذا الموضوع أرجو أن تعرفوه لنا ؟
الجواب : سماحة الشيخ باقر الإيرواني
هذه الشبهة حاكتها خيوط المستشرقين في زمن سالف ، وإذا كانت تطرح اليوم فذلك ليس طرحاً لشيء جديد ، ووهنها جلي :
إنّ النبي صلى الله عليه وآله لو كان رجلاً مولعاً بالجنس ، فلمإذا تزوّج بخديجة التي هي أكبر منه سناً بخمس عشرة سنة ـ حيث كان عمرها آنذاك أربعين سنة ـ والتي كانت ثيباً ، وقد تزوجها قبل ذلك رجلان في حين أنّ النبي صلى الله عليه وآله كان آنذاك شاباً له خمس وعشرون سنة ولم يتزوج قبلها بإمراة ؟ !
وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله مولعاً بالجنس ، فلمإذا لم يتزوج في فترة زواجه بخديجة ـ التي هي فترة طويلة ـ بإمراة أخرى ، وهو في ريعان الشباب ؟ !
وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله مولعاً بالجنس ، فلمإذا كانت النساء التي قد تزوج بهن ـ غير عائشة ـ ثيبات ، وقد تزوجت كل واحدة بأكثر من زوج ؟ !
وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله مولعاً بالجنس ، فلمإذا لم تسجل هذه نقطة ضعف عليه من قبل أعدائه قبل الإسلام وما بعده إلى أن جاء المستشرقون ، وحاولوا تظليل السُذّج والبسطاء بذلك ؟ !
إنّ النبي صلى الله عليه وآله إذا كان قد تزوج بنساء متعددة ، فذلك يعودإلى أسباب مختلفة ؛ فقد تزوج ببعض النساء لجبر خاطرهن ، إذ فقدن أزواجهن في معركة من المعارك الإسلامية ، وتزوج ببعض النساء لهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وآله ، كما حدثنا القرآن الكريم بذلك ، وتزوج ببعض النساء لأسباب سياسية ؛ إذ كان صلى الله عليه وآله لا يأمن جانب بعض الأشخاص ، فيتزوج ببنته ليأمن جانبه .
على أنك هل تتوقف في تزويج بنتك ـ إذا كانت شابة ـ للنبي الكريم صلى الله عليه وآله بحجة أنّه كبير السن ، وهي صغيرة السن ، أو ترى أنّ زواجه بها تفضّل منه عليك وعليها وعلى عشيرتك إلى مدى الدهر حتى لو كان زواجه بها لفترة قصيرة ؟ !
إنّ الفضل والمنّة يعودان إلى النبي صلى الله عليه وآله حيث قبلك صهراً له .
ولمإذا لا يكون زواج عائشة من هذا القبيل ؛ إذ أرادت هي وأبوها أن يحوزا بذلك العزّ إلى الأ بد ؛ لأنّها صارت بذلك أمّاً للمؤمنين .
إذن الشبهة تنشأ حينما ننظر إلى النبي صلى الله عليه وآله كرجل عادي يمتلك ثروة طائلة يريد اشباع شهواته من خلال التزوج بالفتيات الأبكار ذوات السنّ المبكر ، أمّا إذا نظرنا إليه كرجل يكون هو المتفضّل لو تقبّل الزواج ببناتنا ولو لفترة قصيرة ، فلا يعود مجال للشبهة من الأساس .
التعلیقات