هل هو صحيح ما يذكر تاريخياً من تزاوج ابناء آدم (ع) من بعضهم
زواج اولاد آدم
منذ 15 سنةهل هو صحيح ما يذكر تاريخياً من تزاوج ابناء آدم (ع) من بعضهم
السؤال : هل هو صحيح ما يذكر تاريخياً من تزاوج ابناء نبي الله آدم عليه السلام من بعضهم ، أي الأخ يتزوج أخته ، وما هو رأي الشرع في ذلك مع منافاته لرأي الإسلام ، أم أنّ التزاوج ليس كما يذكره التاريخ بل انزل الله حورية على قابيل وهابيل ، وكيف حصل التناسل بين ابناء نبي الله آدم عليه السلام ؟
الجواب : من سماحة الشيخ حسن الجواهري
إنّ التناسل الذي حصل بين ابناء آدم عليه السلام فيه قولين :
القول الأوّل : وهو الذي يقول بتزاوج الأولاد الذكور بالبنات ، وقد كان هذا محلّلا في أوّل الخليقة ، ثمّ حرّمه الإسلام . وهذا المذهب يذهب إليه أهل التسنن وبعض من الشيعة الإمامية .
القول الثاني : وهو الذي يقول : بأنّ الله سبحانه لم يجعل نسل الأنبياء من حرام بل انزل الله وخلق للذكور حوريات ، فتزوج الذكور بها كما خلق الله للبنات حورعين ، فتزوجوا ، وكان النسل من هذا التزاوج . وهذا القول يذهب إليه أكثر أهل التشيّع.
وقد روى الصدوق في كتابه العلل عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث له ينكر فيه زواج الأخ بأخته فيقول : « سبحان الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، يقول من يقول هذا ( أي تزاوج الابناء بالبنات ) : إنّ الله تعالى جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله وحججه والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام !! ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال ، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب؟!» .
فهذا الحديث ينفي القول بأنّ التزاوج كان بين الذكور والإناث من أولاد آدم ويقول : إنّ الله لم يجعل نسل الأنبياء والأئمة من الحرام .
وهناك قول شاذ ( خارج عن الطريقة ومخالف للنصوص وللتاريخ ) يقول : « لا يوجد طريق للتناسل إلا تزاوج الذكور بالاناث من أولاد آدم » ، وكان صاحب هذا القول يقول : « إنّ الله لا يقدر أن يوجد طريق للتناسل إلا هذا » .
وهذا القول باطل لعدة أمور :
1 ـ إنّ الروايات صرحت بوجود طريق آخر للتناسل.
2 ـ إنّ الله قادر على ايجاد طريق آخر ، وطريق ثالث للتناسل ؛ لأنّه على كل شيء قدير.
3 ـ ذهب أهل التشيع إلى انزال حوريات من الجنة للتزواج بالذكور، وانزل الحورالعين للتزاوج مع البنات ، وهو أمر ممكن ، وإن لم يقبله عقل بعض من الشاذين .
وأخيراً : نسأل الله تعالى التوفيق لما يحب ويرضى ، وأن يجعلنا لا نقول إلا بحسب ما دلّ عليه الدليل الشرعي ، وأن لا نضيف إلى الأدلة ما تمليه عقولنا القاصرة ، فإنّ عقولنا قاصرة عن قبول ما ذكره القرآن الكريم من جلب عرش بلقيس من مكان بعيد بأقل من طرفة عين ، وعاجزة عن تصور ما قاله أحد أنبياء الله حينما مرّ على القرية الخاوية على عروشها فقال: { أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة/259). والحمد لله ربّ العالمين .
التعلیقات
٢