كيف يمكن الغلبة على الشيطان والهوى والشهوة ؟
الشيخ علي الكوراني
منذ 15 سنةالسؤال :
شاب متديّن يحبّ الالتزام بشرع الله وطريق آل محمّد عليهم السلام .. وفي غفلة منه استحوذ عليه الشيطان فأبقى « التلفاز » على إحدى القنوات الفاضحة ، فمرّت لقطة قلبت كيانه .. غيّر القناة وهو مضطرب الروح ، وخافق القلب من الخوف .. لكنه أعادها مرة أخرى « بعدما زين الشيطان له ذلك » وبقي في حالة نفسيّة تزداد سوءاً وضميره يُعنّفه بشدّة طوال فترة متابعته القناة بغثها وفسادها الذي تعرضه .. وما انقضت ليلته إلّا بعار الذنوب ، وفضيحة العادة السرّيّة ، ممّا أفقده صوابه آسفاً على دينه الذي ضاع !!
وبقي هكذا ضعيفاً أمام شهوات نفسه ومكائد الشيطان .. فاعتاد هذه القنوات الفاضحة كما أدمن العادة السرّيّة .. وأصبح مستقرّ النفس معتاداً على ما يرى « بل يشتاق إليه كلّما جدّد توبته حيث يُحسّ ضيقاً لا ينفكّ عنه إلّا بالعودة لهذه الذنوب ، فقد أصبح عمله ملكة تجري بدمه وعروقه » ، فروحه آخذة بالضّعف وإيمانه يتحلل ولم يبقّ له من التديّن إلّا اسمه.
مع العلم بأنّه يعلم عاقبة كل هذا ، وقلبه يتقطّع ألماً وحسرة لما يفعل .. لكنّه يفقد إرادته عندما تلحّ عليه نفسه ، أو تتوفّر لديه أجواء المعصية « والتي يسعى إليها بنفسه أحياناً ».
هو الآن يعيش حياة روحيّة غايةً في الانحطاط والرذيلة .. وبدأ يتهاون بالواجبات والمحرّمات الشرعيّة ، « حتّى بأداء الصلاة » كما يعيش حياة أُسريّة ونفسيّة أقرب ما تكون من الألم والحسرة والعذاب من ضمير يلفظ آخر أنفاسه.
ختاماً : أرجو ألّا يكون الحلّ لهذه المصيبة تقليديّاً « بالزواج أو المتعة » لأنّه لا يستطيع ..
وينحصر الحلّ بكيفيّة خلاصه من براثن هذه الرذيلة ، وأنياب الشيطان ، وما تسوّل له نفسه الأمّارة بالسوء ، وكيف له أن يقوّي إرادته ، وما الأعمال التي تعينُه على دحر الشيطان وإذلال نفسه الجامحة .. مع ذكر الآيات والروايات التي تنهى عن هذا المنكر الفاحش ، أرجو التفصيل ما أمكن ..
الجواب :
الإنسان معرض للضعف وغلبة الشيطان والهوى والشهوة .. لكن عليه أن يقاوم ويتغلب على هواه وشيطانه.
وأهمّ الأمور إذا ابتلي بمعصية أن لا تجرّه معصيته لربّه إلى ترك صلاته ، وقطع رابطته مع ربّه عزّ وجلّ.
أنصحك أيّها العزيز أن تنتفض على نفسك الأمّارة ، وتبتعد عن أسباب المعصية وتترك التلفزيون كلّيّاً مدّة .. حتّى تطمئنّ أنّك قد طهرت من آثار المرض .. ولا تعدّ إلى تلك القنوات الفاسدة المفسدة ، واهتمّ بالزواج إن كنت أعزب ، وبتحسين علاقتك مع زوجتك إن كنت متزوّجاً.
أعانك الله وإيّانا على أنفسنا ونصرك الله وإيّانا على أهوائنا وشهواتنا.
التعلیقات
١