هل رسالة السيّد المسيح (ع) كانت ناسخة لما سبقها من الرسالات؟
النسخ
منذ 15 سنةهل رسالة السيّد المسيح (ع) كانت ناسخة لما سبقها من الرسالات؟
السؤال : رسالة السيد المسيح عليه وعلى محمّد وآله السلام هل كانت ناسخة لما سبقها من الرسالات ؟ ! وإذا كانت ناسخة لسابقاتها لِمَ لَم يكن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله معتنقاً للمسيحية ؟
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند
النسخ في الشرائع الإلهية ليس في أصول الدين والمعتقدات بل الأصول الكلية ثابتة ، نعم تزداد المعارف الاعتقادية من شريعة لأخرى ، لا أن يكون هناك حذف ونسخ في الاعتقادات .
وأمّا الفروع فأركانها أيضاً ليس فيها نسخ ، وإن تغيرت صورة وأجزاء الفعل من شريعة لأخرى ، فالنسخ يقع في تفاصيل الفروع .
هذا من جهة النسخ ، وأمّا من جهة رسالة المسيح عليه السلام فهو وإن كان من اُولي العزم ، إلا أنّ تفسير العزم في الرسل محتمل لعدة معاني :
أحدها : أن تكون رسالته عامة كما هو المروي عن أهل البيت عليهم السلام .
أو ثانيها : إنّ العزم بمعنى شدة العزيمة على تحمل أعباء الرسالة ، كما روي ذلك أيضاً في عيسى عليه السلام أنّهم عهد اليهم في محمّد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته ، فأجمع عزمهم على الإقرار بذلك . وقد يستظهر ذلك من قوله تعالى : { وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } (آل عمران/49).
وعلى أية حال ففي كلمات علماء الطائفة أنّه صلى الله عليه وآله لم يكن متعبّداً بشريعة من قبله ؛ لأنّه لم يكن تابعاً لهم ، بل هم قد أخذ عليهم المواثيق لخاتم الأنبياء كما في قوله تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران/81).
وفي الخطبة القاصعة لأمير المؤمنين ما يوضح ذلك قال عليه السلام يصف النبي صلى الله عليه وآله : « ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره ، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر اُمّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري » . وذيل كلامه ظاهر في ما قبل البعثة والإنذار بدين الإسلام.
التعلیقات