Logo
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخوللإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول
٣.٧K
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول

مناظرة السيد علي البطحائي مع بعضهم في مسألة عدالة الصحابة

في العقائد

منذ 14 سنة

قال السيد علي البطحائي : ذهبت مع عدد من الاَصدقاء إلى الجامعة الاِسلامية بالمدينة المنورة وأهدينا لعلمائها عدةً من كتب الشيعة ، واتصلنا بعميد الجامعة الشيخ عبدالعزيز بن باز ثم بعد السلام وإهداء التحيات قال الشيخ: صحابة الرسول صلى الله عليه وآله كلهم عدول وجاهدوا في سبيل الله.

قلت: على ما تقول ، لا يبقى مورد لثلث القرآن ، لاَن الآيات الراجعة إلى المنافقين كثيرة، إن صحابة الرسول صلى الله عليه وآله مثل سائر الناس ، فيهم الطيب وغير الطيب والعادل والفاسق.

ثم ذهب الشيخ ، وجاء عدد من العلماء والمدرسين من الجامعة الاِسلامية للبحث والمناظرة، فسألت عن واحد منهم ـ إسمه الشيخ عبدالله ـ ما تقولون في هذه الرواية الواردة في صحيح البخاري في المجلد الاَول وفي المجلد التاسع عن ابن عباس لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وآله وجعه ، قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لاتضلوا بعده، قال عمر : ان النبي صلى الله عليه وآله غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، وكثر اللغط فقال الرسول صلى الله عليه وآله : قوموا عني لا ينبغي عند نبي تنازع ، فخرج ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابته.(1)

قلت للعلماء: أي شيء يريد أن يكتب نبي الرحمة، وما معنى قول عمر : إن النبي صلى الله عليه وآله غلبه الوجع، هل معناه أن الرسول صلى الله عليه وآله ليست له مشاعر ولا يفهم شيئاً، وإذا كان كذلك ، هل تطيب نفس إنسان أن يقول في شخص الرسول الاَعظم الذي يقول القرآن في حقه: ( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى )(2)أنه غلبه الوجع وليست له مشاعر.

قال الشيخ عبدالله ـ واحد من المدرّسين في الجامعة الاِسلامية ـ : أن معنى قول عمر أن الرسول صلى الله عليه وآله في شدة المرض لا تزاحموه حتى يصحو ويكتب الوصية.

قلت: هذا المعنى ينافي كلمة (فاختلفوا) في الرواية ، وكلمة (وكثر اللغط) وقول الرسول صلى الله عليه وآله : (قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع) ، لاَن الظاهر أنه وقع النزاع في محضر الرسول وإذا كان معنى قوله : إن النبي صلى الله عليه وآله في شدة المرض لاتزاحموه ما كان يقع التنازع والقيل والقال والاختلاف في محضر الرسول، وأيضاً فما معنى قول ابن عباس رضي الله عنه : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابته ، وما معنى تأسف ابن عباس إلا من جهة حيلولة عمر بين الرسول والكتابة.

ثم قلت للشيخ عبدالله: أنا وأنت جئنا من لندن ؟! لا نعرف معاني اللغة العربية فلنذهب عند الحمالين والبقالين من أهل المدينة نسأل معنى الرواية منهم.

قال: بحمد الله أنت عالم ديني تعرف كل شيء، ثم قال لي: أنت أكملت إيمانك من أصول الكافي؟

قلت: أنا أكملت إيماني من صحيح البخاري من أمثال هذه الرواية، مضافاً إلى أن الرسول صلى الله عليه وآله طلب منهم الاِتيان بكتاب يكتب لهم ، لا أن الناس طلبوا منه صلى الله عليه وآله الكتابة(3) .
____________
(1) صحيح البخاري : ج 1 ص 39 (ك العلم ب كتابة العلم) وج 6 ص 11 ـ 12 (ك الغزوات ب مرض النبي صلى الله عليه وآله ) ج 7 ص 156 (ك المرض ب قول المريض قوموا عني) ، وج 9 ص137 (ك الاعتصام بالكتاب والسنّة ب كراهية الخلاف) .
(2) سورة النجم : الآية 3 ـ 4 .
(3) مناظرات في الحرمين للبطحائي : ص 22 ـ 24 .

التعلیقات

اکتب التعلیق...

اخیره