مناظرة السيد عبدالله الشيرازي مع رجل من أهل الفضل في حكم المتعة
في الاحكام
منذ 15 سنةقال السيد عبدالله الشيرازي (قدس سره) : ذهبت يوماً إلى مكتبة قرب باب السلام ، وتناولت مصحفاً بقصد الشراء ، وكانت هناك مجموعة من محلاّت بيع الكتب ، فوقفت بجانب حانوت صرّاف ، كان رجل من أهل الفضل جالساً فيه ، ففتحت القرآن كي أرى خطّه ، فظنّ أنّي اُريد أن أتفأل فقال : يا سيد لا تتفأل بالقرآن.
قلت : لا اُريد أن أتفأل ، بل اُريد أن أرى كيفيّة خطّه .
ثم قال : تفضل ، فجلست وبعد أن تبادلنا التحية سألني عن أشياء :
سألني أوّلاً : ما تقولون في هذا الحديث الذي مضمونه أنّه قال النبي صلى الله عليه وآله : « لو كان نبيّ غيري لكان عمر »(1).
قلت : هذا كذب محض ، ولم يصدر من النبي صلى الله عليه وآله.
قال : كيف ؟
قلت : ما تقولون في حديث المنزلة ؟ وهل هو مسلّم بيننا وبينكم ؟ وهو أنه قال النبي صلى الله عليه وآله : « يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي من بعدي »(2).
قال : نعم هو حديث مسلّم.
قلت : هذا الحديث يدلّ بالدلالة اللفظية ـ ولو كانت التزامية ـ على أنه لو كان نبي غير محمد صلى الله عليه وآله لكان عليّاً عليه السلام ، فيدور الاَمر بين كذب هذا الحديث ، وكذب الحديث المذكور بشأن عمر ، ولكن المفروض أن حديث المنزلة مسلّم بيننا وبينكم ، فيثبت أن ما ذكرتموه كذب وحديث مجعول ، فبهت وسكت .
ثم قال : هل أنتم الشيعة تتمتّعون بالنساء وتجوّزون المتعة ؟
قلت : نعم ، نتمتّع بهنّ ونجوّزها .
قال : بأي دليل ؟
قلت : بالخبر المرويّ عن عمر ، وهو قوله : « متعتان كانتا في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله محلّلتان وأنا اُحرّمهما »(3) ، فنفس هذا الخبر ـ بغض النظر عن الاَدلة المسلّمة الاُخرى ـ يدلّ على أن المتعة كانت في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله حلالاً وهو حرّمها ، فأنا أسأل منك : ما الذي دعا عمر إلى أن يحرمها ؟ هل صار نبيّاً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فأمره الله تعالى أن يحرّمها ؟ أو هل كان ينزل عليه الوحي ؟ فلماذا حرّمها ؟ مع أن حلال محمد صلى الله عليه وآله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ؟ أليس هذا إلاّ من البدعة في الدين وقد قال صلى الله عليه وآله : « كلّ بدعة ضلالة ، والضلالة في النار »(4) فبأي وجه يتّبع المسلم بدعة عمر ، ولا يتمتّع بالنساء ، ويلتزم بحرمتها ، ولا يقتفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
فبهت وسكت(5). 
____________
  (1) راجع  : كنز العمال  : ج11 ص578 ح32745 و 32761 ـ 32763 ، المعجم  الكبير  للطبراني  : ج 17 ص 180 ح 475  ، مسند أحمد بن حنبل  : ج 4 ص 154  ، شرح  نهج  البلاغة لابن أبي الحديد  : ج 12 ص 178  ، وجاء في مجمع الزوائد للهيثمي :  ج9 ص68  عن عصمة عن النبي صلى الله عليه وآله  : لو  كان بعدي نبي لكان عمر  ، رواه الطبراني وفيه الفضل بن  المختار وهو ضعيف وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله  : لو كان الله  باعثاً رسولاً بعدي  لبعث عمر بن الخطاب رواه الطبراني في الاَوسط وفيه عبد المنعم بن بشير وهو  ضعيف  ،  وأورده العجلوني في كشف لخفاء : ج 2 ص 201 ح 2094  ، قال  : ويشهد له ما  رواه  أحمد والترمذي والحاكم عن عقبة بن عامر بلفظ لو كان بعدي نبي لكان عمر بن  الخطاب ، وبسنده ضعف.
 (2) تقدمت تخريجاته .
 (3) تقدمت تخريجاته .
 (4) راجع  : مسند أحمد  : ج3 ص310  ، سنن ابن ماجة  : ج1 ص 15 ـ 16 ح42  ،  مجمع  الزوائد  : ج1 ص171 .
 (5) الاحتجاجات العشرة للسيد عبدالله الشيرازي  : ص 17 ـ 19 .

التعلیقات