مناظرة أبي القاسم بن محمد الحاسمي مع رفيع الدين حسين
في الإمامة
منذ 14 سنةقال الامير السيد حسين العاملي ـ المعروف بالمجتهد المعاصر للسلطان شاه عباس الماضي الصفوي ـ في أواخر رسالته المعمولة في أحوال أهل الخلاف في النشأتين ، عند ذكر بعض المناظرات الواقعة بين الشيعة وأهل السنة هكذا :
وثانيهما : حكاية غريبة وقعت في بلدة طيبة همذان (2) بين شيعي اثنى عشري وبين سني ، رأيت في كتاب قديم يحتمل أن يمضي من تاريخ كتابته ثلاثمائة سنة نظرا إلى العادة ، وكان المسطور في الكتاب المذكور أنه وقع بين بعض من علماء الشيعة الاثنى عشرية اسمه : أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي وبين بعض من علماء أهل السنة : رفيع الدين حسين ، مصادقة ومصاحبة قديمة ، ومشاركة في الاموال ، ويتخالطان في أكثر الاحوال والاسفار ، وكل واحد منهما لا يخفي مذهبه وعقيدته عن الاخر ، وعلى سبيل الهزل ينسب أبو القاسم رفيع الدين إلى الناصبي ، وينسب رفيع الدين أبا القاسم إلى الرافضي ، وبينهما في هذه المصاحبة لا يقع مباحثة في المذهب ، إلى أن وقع الاتفاق في مسجد بلدة طيبة همذان يسمى ذلك المسجد بالمسجد العتيق ، وفي أثناء المكالمة فضل رفيع الدين حسين أبا بكر وعمر على أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ ، ورد أبو القاسم على رفيع الدين وفضّل عليا ـ عليه السلام ـ على أبي بكر وعمر ، وأبو القاسم استدل على مدّعاه بآيات عظيمة وأحاديث منزلة وذكر كرامات ومقامات ومعجزات وقعت منه ـ عليه السلام ـ.
ورفيع الدين يعكس القضية واستدل على تفضيل أبي بكر على علي ـ عليه السلام ـ بمخالطته ومصاحبته في الغار ، ومخاطبته بخطاب الصديق الاكبر من بين المهاجرين والانصار ، وأيضا قال : إن أبا بكر مخصوص من بين المهاجرين والانصار بالمصاهرة والخلافة والامامة ، وأيضا قال رفيع الدين : الحديثان عن النبي واقعان في شأن أبي بكر أحدهما « أنت بمنزلة القميص » ـ الحديث ، وثانيهما « اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر » (3).
وأبو القاسم الشيعي بعد استماع هذا المقال من رفيع الدين ، قال لرفيع الدين : لايّ وجه وسبب تفضل أبا بكر على سيد الاوصياء وسند الاولياء وحامل اللواء (4) ، وعلي إمام الانس والجان ، وقسيم الجنة والنار (5) ، والحال أنك تعلم أنه ـ عليه السلام ـ الصدّيق الاكبر (6) ، والفاروق الازهر (7) ، أخو رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وزوج البتول ، وتعلم أيضا أنه ـ عليه السلام ـ وقت فرار الرسول إلى الغار من الظلمة وفجرة الكفار ضاجع على فراشه (8) ، وشاركه علي في حال العسر والفقر ، وسد رسول الله أبواب الصحابة من المسجد إلاّ بابه (9) ، وحمل عليا على كتفه لاجل كسر الاصنام (10) في أول الاسلام ، وزوّج الحق جل وعلا فاطمة بعليّ في الملأ الاعلى (11) ، وقاتل ـ عليه السلام ـ مع عمرو ابن عبدودّ (12) ، وفتح خيبر (13) ، ولا أشرك بالله تعالى طرفة عين بخلاف الثلاثة ، وشبّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عليا بالانبياء الاربعة ، حيث قال : « من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في بطشه وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب » (14) ، ومع وجود هذه الفضائل والكمالات الظاهرة الباهرة ومع قرابته ـ عليه السلام ـ للرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ ، ورد الشمس له (15) ، كيف يعقل ويجوز تفضيل أبي بكر على عليّ ـ عليه السلام ـ.
ولما سمع رفيع الدين هذه المقالة من أبي القاسم من تفضيله عليّا ـ عليه السلام ـ على أبي بكر ، انهدم بناء خصوصيته لابي القاسم ، وبعد اللَّتيا والّتي قال رفيع الدين لابي القاسم : كل رجل يجيء إلى المسجد فأي شيء يحكم من مذهبي أو مذهبك نطيع ، ولمّا كان عقيدة أهل همذان على أبي القاسم ظاهرا كان خائفا من هذا الشرط الّذي وقع بينه وبين رفيع الدين ، لكن لكثرة المجادلة والمباحثة قَبِل أبو القاسم الشرط المذكور ورضي به كرها.
وبعد قرار الشرط المذكور بلا فصل جاء إلى المسجد فتى ظهر من بشرته آثار الجلالة والنجابة ومن أحواله لاح المجيء من السفر ودخل في المسجد وطاف ، ولما جاء بعد الطواف عندهما قام رفيع الدين على كمال الاضطراب والسرعة ، وبعد السلام للفتى المذكور سأله وعرض الامر المقرر بينه وبين أبي القاسم وبالغ مبالغة كثيرة في إظهار عقيدة الفتى وأكّد بالقسم وأقسمه بأن يظهر عقيدته على ما هو الواقع ، والفتى المذكور بلا توقف أنشاء هذين البيتين :
متى أقل مولاي أفضـل منهمــا * أكــن للذي فضّـلته متنقصــا
ألم تر أن السيف يـزري بحــده * مقالك هذا السيف أحدى من العصا
ولما فرغ الفتى من إنشاء هذين البيتين كان أبو القاسم مع رفيع الدين قد تحيرا من فصاحته وبلاغته ، ولما أرادا تفتيش حال الفتى غاب عن نظرهما ولم يظهر أثره ، ورفيع الدين لما شاهد هذا الامر الغريب العجيب ترك مذهبه... واعتقد المذهب الحق الاثنى عشري.
أقول : الظاهر أن ذلك الفتى هو القائم ـ عليـه السـلام ـ ، وأما البيتان فهما المادة للابيات التي قد أوردها في مثل هذا المقام الشيخ إبراهيم القطيفي (16) ـ المعاصر للشيخ علي الكركي (17) ـ في أوائل إجازته (18) للسيد شريف بن السيد جمال الدين نور الله ابن شمس الدين محمد شاه الحسيني التستري ، إذ الظاهر أنه قد أخذها من ذينك البيتين في كلامه ـ عليه السلام ـ في تلك المحاكمة ، فتأمل والذي أورده في تلك الاجازة هكذا :
يقولـون لي فضِّل عليـاً عليهــم * فلست أقول التبـر أعلى من الحصــا
إذا أنا فضلـت الامــام عليهــم * أكـن بالــذي فضلتــه متنقصــا
ألم تر أن السيـف يزرى بحــده * مقالة هذا السيف أمضى من العصا (19)
____________
(1) قال عنه صاحب الرياض هو : الفاضل العالم الكامل المعروف بالحاسمي ، وكان من أكابر مشائخ أصحابنا ، والظاهر أنه من قدمأ الاصحاب.
رياض العلماء للاصبهاني ج5 ص504.
(2) همذان : مدينة من الجبال أعذَبُها مأً وأطيبها هوأ ، وهي أكبر مدينة بها ، وإنما خرَّبها بُخْت نصّر ، ولم تزل بعد ذلك خراباً إلى أن عمَّرها بعد ذلك دارا بن دارا ، وحصّنها ونقل أمواله إليها ، وما زالتْ محلاً للملوك ومعدناً لاهل الدين والفضل ، إلا أنّ شتأها مُفْرِط البرد ، وفي ذلك يقول الشاعر :
النارُ في هَمَذان يَبْرُدُ حَرُّها * والبردُ في هَمَـذانَ دأٌ مُسْقِمُ
إلا أنَّها مع ذلك كثيرة الزَّهر والرياحين في الربيع ، وأرضُهم منبت الزعفران ، وعندهم أنواعٌ من الالوان لا تكونُ في بلاد غيرهم. مراصد الاطلاع ج3 ص1464 ـ 1465.
(3) تقدم الكلام عنه مع تخريجاته.
(4) راجع : ينابيع المودة ص81 ، كنز العمال ج13 ص153 ح36487 ، وجاء في المناقب للخوارزمي ص358 ح369 : عن جابر بن سمرة قال : قيل يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة قال : مَنْ عسى أن يحملها إلا من حملها في الدنيا علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ.
(5) راجع : لسان الميزان ج3 ص247 ، مناقب ابن المغازلي ص67 ح97 ، الفردوس ج3 ص64 ح418 ، بحار الانوار ج38 ص95 ح11.
وقد جاء في فرائد السمطين ج1 ص326 ح254 عن علي ـ عليه السلام ـ قال : أنا قسيم النار إذا كان يوم القيامة قلت : هذا لك وهذا لي.
قوله ـ عليه السلام ـ : « أنا قسيم النار » أي مقاسمها ومساهمها يعني أصحابه على شطرين مهتدون وضالون فكأنه قاسم النار إيّاهم فشطر لها وشطر معه في الجنة ، فالذين هم ضالون في نار الجحيم ، والذين هم مهتدون مهتدون إلى جناب جنّات النعيم. ولله در القائل في مدحه ـ عليه السلام ـ وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام :
علــيّ حبّـه جُنّـة * قسيم النــار والجَنّة
وصيّ المصطفى حقاً * إمام الانس والجِنّـة
وقال ابن أبي الحديد ـ في شرح النهج ج19 ص139 ـ : ومنها قوله ـ عليه السلام ـ : أنا قسيم النار ، قال ابن قتيبة : أراد أن الناس فريقان ! فريقٌ معي فهم على هَدىً ، وفريقٌ عليَّ فهم على ضلالة ، كالخوارج ، ولم يجسُر ابن قُتيبة أن يقول : وكأهل الشام ، يتورّع يزعم ، ثم إن الله أنطقه بما تورَّع عن ذكره ، فقال متمَّماً للكلام بقوله : فأنا قسيم النار ، نصفٌ في الجنة معي ، ونصفٌ في النار ، قال : وقسيم في معنى مُقاسِم ، مثل جليس وأكيل وشريب. قلت : قد ذكر أبو عُبيَد الهرويّ هذه الكلمة في الجمع بين الفريقين ، قال : وقال قوم إنّه لم يُردْ ما ذكره ، وإنما أراد : هو قسيم النار والجنة يوم القيامة حقيقة ، يقسم الامّة ، فيقول : هذا للجنة ، وهذا للنار.
وقد جاء هذا المعنى في الابيات المشهورة المنسوبة إليه ـ عليه السلام ـ :
يا حـار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافـق قبــلا
يعرفنـي شخصـه وأعـرفـه * بعينـه واسمـه وما فعــلا
وأنت يا حـار إن تمت ترنـي * فلا تخف عثــرة ولا زلـلا
أسقيك من بـاردٍ على ظمــأ * تخاله في الحـلاوة العســلا
أقول للنار حين تعرض في الـ * حشر ذريه لا تقربي الرجـلا
ذريه لا تقربيـــه إن لــه * حبلاً بحبل الوصي متصــلا
شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 ص299.
وجاء في سفينة البحار للقمي ج2 ص428 ـ 429 : عن كشف الغمة ، قال المأمون للرّضا ـ عليه السلام ـ يا ابا الحسن اخبرني عن جدك علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ بأيّ وجهٍ هو قسيم الجنّة والنّار. فقال : يا أمير المؤمنين الم ترو عن أبيك عن ابائه عن عبد الله ابن عباس انه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول : حُبّ علي ايمان وبغضه كفر. فقال : بلى. قال الرضا ـ عليه السلام ـ : فقسّم الجنة والنّار. فقال المأمون : لا ابقاني الله بعدك يا ابا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
وقد صنّف محمد بن سعد كتاب ( من روى في عليّ ـ عليه السلام ـ أنه قسيم النار ) ، انظر : بحار الانوار ج39 ص204.
(6) فقد جاء في فرائد السمطين ج1 ص248 ح192 : عن عبّاد بن عبد الله الاسدي قال : قال علي ـ عليه السلام ـ : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، وأنا الصدّيق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب ، صلّيت قبل الناس سبع سنين.
(7) وقد جاء أيضاً في فرائد السمطين ج1 ص39 ح3 : عن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذرّ فكنا عنده ما شاء الله ، فلما حان منا حفوف قلنا : يا أبا ذرّ إني أرى أموراً قد حدثت وإني خائف على الناس الاختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني ؟ قال : الزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ فأشهد أني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول : علي أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصدّيق الاكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل.
(8) تقدمت تخريجاته.
(9) تقدمت تخريجاته.
(10) راجع : مسند أحمد ج1 ص84 ، ذخائر العقبى ص 85 ، المناقب للخوارزمي ص71 فصل 11 ط طهران ، وقد جاء في فرائد السمطين ج1 ص249 ح192 : عن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ قال : انطلق بي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ حتى أتى بي الكعبة فقال لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على منكبي ، فقال لي : انهض ، فنهضت فلمّا رأى ضعفي تحته ، فقال لي اجلس. فجلست فقال : يا علي اصعد منكبي ، فصعدت على منكبيه ثم نهض بي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فقال لي : اذهب إلى صنمهم الاكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتّداً بأوتاد من حديد إلى الارض ، فقال النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : عالجه والنبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يقول : ايهٍ ايهٍ ( جاء الحق وزهق الباطل ، إنّ الباطل كان زهوقا ) الاسراء 17 ، ولم أزل أعالجه حتى استمكنت منه ، فقال لي : اقذفه ، فقذفت به وتكسّر ونزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ وخشينا أن يرانا أحدٌ من قريش أو غيرهم. فقال علي : فما صعدته حتى الساعة. وممن روى هذا الحديث الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ).
وقد قال الشافعي في هذه الفضيلة الشريفة :
قيل لي : قل في علي مدحاً * ذكره يخمد ناراً موصـدة
قلت : لا أقدم في مدح امرءٍ * ضلَّ ذو اللب إلى أن عبده
والنبي المصطفى قـال لنـا * ليلة المعـراج لما صعـده
وضـع الله بظهـري يـده * فأحس القلب مما بــرده
وعلي واضــع أقدامــه * في محلِّ وضع الله يـده
(11) راجع : كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص299 ، فرائد السمطين ج1 ص88 ح67 وص90 ، الغدير للاميني ج2 ص315.
(12) فقد روى المؤرخون في غزوة الخندق أنه :
خرج عمرو بن ود يوم الخندق فنادى من يبارز فقام علي ـ عليه السلام ـ فقال : أنا له يانبي الله ، فقال له : اجلس إنه عمرو ، ونادى عمرو ألا رجل ، وهو يؤنبهم ويقول : أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها أفلا تبرزون إلي رجالاً ، فقام علي ، فقال : يارسول الله أنا له ، فقال : إنه عمرو وقال : وإن كان عمرو فأذن له رسول الله فمشى إليه حتى أتاه وهو يقول :
لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب * صوتك غيــر عاجـز
ذو نيــة وبصـيــرة * والصدق منجي كل فائز
إني لارجو أن أقيم عليك * نائحــة الجنـائـــز
من ضربة نجـلاء يبقى * ذُكرها عند الهزائـــز
فقال له عمرو : ومن أنت ؟ فقال : أنا علي ، قال : ابن عبد مناف ، قال : أنا علي بن أبي طالب ، فقال : غيرك يابن أخي من أعمامك فإني أكره أن أهريق دمك ، فقال له علي ـ عليه السلام ـ : لكني والله ماأكره أن أهريق دمك ، فغضب ونزل فسلّ سيفه كأنه شعلة نار ، ثم أقبل نحو علي ـ عليه السلام ـ مغضباً واستقبله علي ـ عليه السلام ـ بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدّها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجّه وضربه علي على حبل العاتق فسقط وقدّه نصفين وثار الغبار العجاج وسمع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ التكبير فعرف أن علياً ـ عليه السلام ـ قد قتله ثم أقبل علي ـ عليه السلام ـ نحو رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ووجهه يتهلل نوراً.
راجع : المناقب للخوارزمي ص169 ح202 ، المستدرك على الصحيحين ج3 ص32 ، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر ج1 ص169 ـ 174 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج19 ص62 ـ 64 ، السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص241.
(13) راجع : المغازي للواقدي ج2 ص654 ـ 655 ، تاريخ الطبري ج3 ص12 ـ 14 ، مسند أحمد ابن حنبل ج6 ص8 ، سيرة ابن هشام ج3 ص349 ـ 350 ، مناقب الخوارزمي ص172 ح207.
وجاء في فرائد السمطين ج1 ص253 ح196 عن سهل بن سعد قال : إن النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ قال يوم خيبر : لاعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كلهم يرجون أن يعطاها !! فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا : يارسول الله هو يشتكي عينيه. قال : فأرسلوا إليه. فأتي به فبصق في عينه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية... الخ.
وجاء في ص261 ح201 عن أبي رافع مولى النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ برايته ، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده ، فتناول عليٌ باب الحصن فتترَّس عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده فلقد رأيتني في نفرٍ معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه. وجاء في ح202 عن جابر بن عبد الله قال : جعل علي باب خيبر يومئذٍ ـ حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها ـ فجرَّب بعده فلم يحمله إلا أربعون رجلاً :
وقال في هذه الحادثة الشريفة الشيخ كاظم الازري ـ عليه الرحمة ـ :
وله يـوم خيبـــر فتكـات * كبرت منظراً على من رآهـا
يوم قال النبـي : إني لاعطي * رايتي ليثهــا وحامي حماها
فاستطالت أعنــاق كل فريق * ليروا أي ماجـد يعطاهــا
فدعا أيـن وارث العلم والحلم * مجير الايـام من بأساهــا
أين ذو النجـدة الذي لودعتـه * في الثريّا مروعـة لبّاهــا
فأتــاه الوصي أرمد عيـن * فسقاه من ريقـه فشفاهــا
ومضى يطلب الصفوف فولّت * عنه علماً بأنـه أمضاهــا
وبرى ( مرحباً ) بكف اقتدار * أقوياء الاقدار من ضعفاهـا
ودحا بابـها بقـوة بــأسٍ * لو حمتها الافلاك منه دحاها
انظر : تخميس الازرية ص138.
(14) راجع : البداية والنهاية ج7 ص356 ، كفاية الطالب ص121 ـ 122 ، كنز العمال ص226 ، فرائد السمطين ج1 ص170 ح131 ، الغدير للاميني ج3 ص353 ، بتفاوت.
(15) راجع : مشكل الاثار للطحاوي ج2 ص8 ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص49 ، البداية والنهاية ج6 ص282 ، مناقب ابن المغازلي ص96 ح140 ، كفاية الطالب ص381 ، فرائد السمطين ج1 ص183 ح146.
وممن ذكر حديث ردّ الشمس لامير المؤمنين ـ عليه السلام ـ القندوزي في ينابيع المودة في ب46 في ردّ الشمس بعد غروبها قال في ص137 : أخرج ابن المغازلي والحمويني وموفق بن أحمد الخوارزمي وهم جميعاً بالاسناد عن أسماء بنت عميس قالت : أوحى الله إلى نبيه فتغشاه الوحي فستره علي ـ عليه السلام ـ بثوبه حتى غابت الشمس فلما سرى عنه قال : يا علي صليت العصر قال : لا يارسول الله شغلت عتها بك ، فقال ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ : اللهم اردد الشمس إلى علي ، قالت أسماء : فرجعت حتى بلغت حجرتي.
وقال في ص138 : وفي كتاب الارشاد أن أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وأبا سعيد الخدري وغيرهم من جماعة من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ قالوا : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ كان في منزل ، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ عليِّ فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس ، وصلى علي ـ عليه السلام ـ صلاة العصر بالايماء فلما أفاق ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ قال : اللهم اردد الشمس لعلي ـ عليه السلام ـ فرُدت عليه الشمس حتى صارت في السماء وقت العصر فصلى علي ـ عليه السلام ـ العصر ثم غربت. فانشاء حسان بن ثابت : ياقوم من مثل علي وقدردت عليه الشمس من غائب أخو رسول الله وصهره والاخ لا يُعدل بالصاحب وللحديث مصادر أخرى كثيرة.
(16) هو : الفاضل الشهير والعالم النحرير الشيخ إبراهيم ابن الشيخ سليمان البحراني أصلاً ، القطيفي نشأةً ، الحلي ملجأً ، الغروي مدفناً.
وعرف ايضاً بالفاضل القطيفي ، قال : عنه المجلسي في بحاره : كان في غاية الفضل ، وقال عنه الشيخ عباس القمي في فوائده : شيخ أجل أكمل فاضل صالح عالم رباني معاصر محقق ، ثاني صاحب تصنيفات فائقة وإجازات نافعة ومقامات عالية ، وقال عنه العلامة الميرزا محمد باقر في روضات الجنات : كان عالماً فاضلاً ورعاً صالحاً من كبار المجتهدين وأعلام الفقهاء والمحدثين.
هجر وطنه القطيف وسكن النجف الاشرف سنة 913 هـ وهناك قرأ على معظم مشايخ الاجازة العلوم المعهودة في الرتبة العالية ، منهم الشيخ علي الجزائري ، والشيخ محمد بن زاهد النجفي ، والشيخ إبراهيم الوراق ، وتتلمذ عليه العديد من الفطاحل وأصحاب النظر ، منهم : السيد شريف الدين المرعشي التستري ، والسيد نعمة الله الحليّ ، والسيد معز الدين الاصفهاني.
وله عدة تصنيفات منها : رسالة السراج الوهاج لدفع عجاج قاطعة اللجاج ، ورسالة في حرمة صلاة الجمعة في زمن الغيبة ، والرسالة الحائرية ، والرسالة الصومية ، ورسالة في أحكام الشكوك ، وكتاب الفرقة الناجية ، وحاشية على الشرائع ، والرسالة الرضاعية ، وكتاب الاربعين ، وله مع الشيخ علي الكركي محاورات ومناقشات في قبول هدية السلطان توفي حدود سنة 950 هـ. انظر : ترجمته في روضات الجنات ج1 ص25 ، لؤلؤة البحرين ص159 وفي مقدمة كتاب السراج الوهاج للمترجم له.
(17) هو : الفقيه قدوة المحققين الشيخ الجليل نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي واشتهر بالمحقق الثاني ، ولد ـ رحمه الله ـ في كرك سنة 868 هـ ، ودرس فيها حيث كانت كرك آنذاك معقلاً للشيعة يتواجد فيها الكثير من العلماء وطلاب العلوم الدينية ، وقال عنه المحقق البحراني في لؤلؤة البحرين : وكان مجتهداً صرفاً اصولياً بحتاً.
وكان من علمأ دولة الشاه طهماسب الصفوي ، جعل أمور المملكة بيده وكتب رقماً إلى جميع الممالك بأمتثال ما يأمر به وكان الشيخ يكتب الى جميع البلدان كتباً بدستور العمل في الخراج وما ينبغي تدبيره في أمور الرعية حتى أنه غيِّر القبلة في كثير بلاد العجم ، باعتبار مخالفتها لما يعلم من كتب الهيئة.
ومن اساتذته وشيخوه : العينائي ، وزين الدين الجزائري ، وشمس الدين العاملي ، وغيرهم ، وتتلمذ على يديه عدد من الاعلام والمجتهدين ، وله عدة تصانيف منها : دراية الحديث ، الرسالة الخواجية ، إثبات الرجعة ، جامع المقاصد في شرح القواعد ، رسالة في الرضاع ، رسالة قاطعة اللجاج في تحقيق حل الخراج ، وتوفي في سنة 940 هـ.
انظر ترجمته في : روضات الجنات ج4 ص360 ، وفي مقدمة كتاب رسائل المحقق الكركي وغيرها.
(18) انظر : بحار الانوار ج105 ص116 ط بيروت وج108 ص116 ـ 117 ط طهران.
(19) رياض العلماء للاصفهاني ج5 ص504.
التعلیقات