الشيعة والفرس
الأراء حول نشوء التشيع
منذ 14 سنة
المصدر : الشيعة في الميزان ، تأليف : محمّد جواد مغنية ، ص 63 ـ 69
/ صفحة 63 /
الشيعة والفرس
قال الدكتور طه حسين في كتاب " علي وبنوه ": إن خصوم الشيعة نسبوا إليهم " ما يعلمون وما لا يعلمون ". وكرر ذلك في صفحات الكتاب، لشتى المناسبات، منها قوله في صفحة 187 طبعة دار المعارف بمصر:
لا يكتفي خصوم الشيعة من الشيعة بما يسمعون عنهم، أو بما يرون من سيرتهم، وإنما يضيفون إليهم أكثر مما قالوا، وأكثر مما سمعوا، ثم لا يكتفون بذلك، وإنما يحملون هذا كله على علي نفسه، وعلى معاصريه (1).
وقال في صفحة 189:
وخصومهم واقفون لهم بالمرصاد يحصون عليهم كل ما يقولون ويفعلون، ويضيفون إليهم أكثر مما قالو، وما فعلوا، ويحملون عليهم الاعاجيب من الاقوال والافعال، ثم يتقدم الزمان، وتكثر المقالات، ويذهب أصحاب المقالات في الجدال كل مذهب، فيزداد الامر تعقيدا وإشكالا، ثم تختلط الامور بعد أن يبعد عهد الناس بالاحاديث، ويتجاوز الجدال خاصة الناس إلى عامتهم، ويتجاوز الذين يحسنونه إلى الذين لا يحسنونه، ويخوض فيه الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فيبلغ الامر أقصى ما يمكن أن يبلغ من الايهام والاظلام، وتصبح الامة في فتنة عمياء لا يهتدي فيها إلى الحق إلا الاقلون.
وقال في صفحة 98 و 99:
" إن ابن سبا كان متكلفا منحولا (2) قد اخترع بآخرة حين كان الجدال بين
ــــــــــــــــــــ
(1) وسنرى في الفصل التالي أن أحمد أمين في أيامه الاخيرة نقض أقواله بحق الشيعة التي سطرها في فجر الاسلام وضحاه. وهكذا يشهد قطبان كبيران بأن الشيعة اتهموا بأشياء كذبا وافتراء.
(2) ألف السيد مرتضى العسكري كتابا في ابن سبا أثبت بالارقام أنه منحول لا وجود له في الواقع. (*)
/ صفحة 64 /
الشيعة وغيرهم من الفرق الاسلامية. أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب - أي مذهب الشيعة - عنصرا يهوديا إمعانا في الكيد لهم، والتنكيل بهم. إن ابن سبا شخص أدخره خصوم الشيعة للشيعة وحدهم، ولم يدخروه للخوارج ".
هذي هي الصفات التي تميز خصوم الشيعة اليوم، وقبل اليوم: جدال بدون علم ومعرفة، واختراع أشخاص لا أساس لهم ولاأصل، لغاية الكيد والتنكيل، وافتراء الاعاجيب والاكاذيب، لا شاعة الفتنة والتضليل. أدرك ذلك كله، وشهد به الدكتور طه حسين حين بحث التاريخ موضوعيا وللحقيقة وحدها، مجردا عن الاهواء والغايات، وأعلن هذه الحقيقة بلسان واضح مبين، وقدم الشواهد والدلائل، وقد أشرنا - فيما تقدم - إلى طرف منها، ونذكر الآن لونا آخر من الأكاذيب التي تهدف فيما تهدف إلى إخراج الشيعة من الاسلام كلية:
لقد زعم خصوم الشيعة فيما زعموا أن التشيع دين مستقل ابتدعه الفرس كيدا، للاسلام الذي أزال ملكهم، وأباد سلطانهم، فأرادوا الانتقام منه، فلم يستطيعوا، فأدخلوا عليه البدع والضلال متسترين باسم التشيع.
وفند هذا الزعم بالادلة والارقام السيد محسن الامين في الجزء الاول من " أعيان الشيعة "، والشيخ محمد حسين المظفر في " تاريخ الشيعة "، وكثير من المستشرقين، منهم فلهوزن في كتاب " الخوارج والشيعة " وآدم متز في كتاب " الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري وجولد تسهير في كتاب " العقيدة والشريعة "، وغيرهم. ويتلخص ما ذكروه من الردود، وما نضيفه إليها بما يلي:
1 - أثبتنا فيما تقدم أن النبي (ص) هو الباعث الاول لفكرة التشيع، وأرجعنا ما تدين به الامامية إلى نصوص الكتاب والسنة، وذكرنا عددا وافرا من الصحابة الذين قالوا بوجود النص على علي بالخلافة.
2 - قال السيد الامين في القسم الاول من الجزء الاول ص 49 طبعة سنة 1960:
" إن الفرس الذين دخلوا الاسلام لم يكونوا شيعة في أول الامر إلا القليل منهم. وجل علماء السنة وأجلاؤهم من الفرس، كالبخاري والترمذي
/ صفحة 65 /
والنسائي وابن ماجة، والرازي والبيضاوي وفخرالدين الرازي، وصاحب القاموس والزمخشري والتفتازاني، وأبي القاسم البلخي والقفال والمروزي والشاشي والنيسابوري والبيهقي، والجرجاني والراغب الاصفهاني والخطيب التبريزي، وغيرهم ممن لا يبلغهم الاحصاء.
ومن دخل من الفرس وتشيع فحاله حال من تشيع من سائر الامم، كالعرب والترك والروم وغيرهم لا باعث له إلا حب الاسلام، وحب آل الرسول، فأسلم وتشيع عن رغبة واعتقاد. وإذا جاز أن يقال: إن الفرس تشيعوا كيدا للاسلام، لانه قهرهم جاز أن يقال: إن غير الفرس تسننوا كيدا للاسلام، لانه غلب وقهر الجميع لا الفرس وحدهم.
والحقيقة أن بعض الفرس دان بالتشيع للسبب الذي دان به غيرهم بالتشيع، وبعضهم دان بالتسنن للسبب الذي دان به غيرهم بالتسنن، سنة الله في خلقه.
إن الذين نشروا التشيع في قم وأطرافها الاشعريون، وهم عرب صميمون هاجروا إليها من الكوفة في عصر الحجاج، وغلبوا عليها، واستوطنوها، وانتشر التشيع في خراسان بعد خروج إليها وزاد الانتشار واتسع في إيران في عصر الصفوية الذين نصروا التشيع، وهم عرب، لانهم سادة أشراف من نسل الامام موسى بن جعفر، لا يمكن بحال أن يتعصبوا للاكاسرة، والذين يجوز في حقهم ذلك هم قدماء الفرس، وهؤلاء جلهم كان على مذهب التسنن ".
أثبب السيد الامين أن الذين نشروا التشيع وناصروه في إيران هم بين عربي أصيل، كالامام الرضا والاشعريين (1) أو من أصل عربي كالصفوية، وأن الذين دعموا التسنن وناصروه هم فرس أقحاح، كالبخاري والنسائي والرازي وغيرهم. فإن كان للفرس مقاصد وأهداف ضد الاسلام، كما زعم خصوم الشيعة فأولى ثم أولى أن يحاولوا تحقيق غاياتهم عن طريق التسنن لا التشيع، إذ
ــــــــــــــــــــ
(1) في سنة 83 ه خرج ابن الاشعث على الحجاج، ثم هزم جيشه وتفرق في البلاد، وكان بينهم خمسة إخوة: عبد الله والاحوص وعبد الرحمن وإسحق ونعيم أبناء سعد بن مالك بن عامر الاشعري، فاجتمع الخمسة وتغلبوا على بعض القرى القريبة من قم، واجتمع إليهم بنوعمهم، وكان المتقدم من هؤلاء عبد الله وكان له ولد يتشيع، فانتقل من تلك القرى إلى قم، ونقل التشيع إلى أهلها (الكنى والالقاب) ترجمة القمي.
/ صفحة 66 /
المفروض أن سبب التشيع في إيران يرجع إلى عنصر عربي، والتسنن إلى عنصر فارسي صرف. ولكن خصوم الشيعة موهوا وضللوا، وعكسوا الآية، لا لشئ إلا للكيد والتنكيل، كما قال الدكتور طه حسين. وهكذا فعلوا في مسألة الجفر وعلم الغيب.
وقال الشيخ محمد حسين المظفر في " تاريخ الشيعة " ص 8 المطبعة الزهراء بالنجف:
" كان للامام ثلاث حروب: الجمل، وصفين والنهروان. وكان جيشه كله عربا أقحاحا بين عدنانية وقحطانية. أكانت قريش من الفرس أم الاوس والخزرج، أم مذحج، أم همدان، أم طي، أم كندة، أم تميم، أم مضر، أم أشباهها من القبائل؟ وهل كان زعماء جيشه غير رؤساء هذه القبائل؟ أكان عمار فارسيا، أم هاشم المرقال، أم مالك الاشتر، أم صعصعة بن صوحان، أم أخوه زيد، أم قيس بن سعد، أم ابن عباس، أم محمد بن أبي بكر، أم حجر بن عدي، أم عدي بن حاتم، وأمثال هؤلاء من القواد؟ ".
أما أصحاب الحسن والحسين فكلهم عرب، وجلهم من أصحاب أبيهما أمير المؤمنين.
وقال المستشرق فلهوزن في كتاب " الخوارج والشيعة " ص 241 طبعة سنة 1958 يرد على المستشرق دوزي الذي زعم أن التشيع كمذهب ديني إيراني الاصل:
" أما أن آراء الشيعة كانت تلائم الايرانيين فهذا أمر لا سبيل إلى الشك فيه، أما كون هذه الآراء قد انبعثت من الاليرانيين فليست تلك الملاءمة دليلا عليه، بل الروايات التاريخية تقول بعكس ذلك، إذ تقول: إن التشيع الواضح الصريح كان قائما أولا في الدوائر العربية، ثم انتقل بعد ذلك منها إلى الموالي ". وقال في ص 148: " كان جميع سكان العراق في عهد معاوية خصوصا أهل الكوفة شيعة، ولم يقتصر هذا على الافراد بل شمل القبائل ورؤساء القبائل.
وهذا يعزز ما قاله السيد الامين في الاعيان من أن التشيع في إيران جاء من أصل عربي لا من أصل فارسي ".
وقال المستشرق آدم متز في كتاب " الحضارة الاسلامية " ص 102 وما بعدها
/ صفحة 67 /
طبعة سنة 1957 ما ملخصه:
" إن مذهب الشيعة ليس كما يعتقد البعض رد فعل من جانب الروح الايرانية، يخالف الاسلام. فقد كانت جزيرة العرب شيعة كلها عدا المدن الكبرى، مثل مكة وتهامة وصنعاء، وكان للشيعة غلبة في بعض المدن أيضا، مثل عمان وهجر وصعدة. أما إيران فكانت كلها سنة ما عدا " قم " وكان أهل أصفهان يغالون في معاوية، حتى اعتقد بعض أهلها أنه نبي مرسل، كما نقل المقدسي ".
وإذا كان الفرس هم سبب التشيع في إيران وغير إيران، هل جاء غلو بعض أهالي أصفهان في معاوية، ورفعه إلى منصب النبوة والرسالة، هل جاء هذا الغلو في معاوية نتيجة لتشيع الفرس؟ إنه لغريب حقا منطق خصوم الشيعة، كما قال الدكتور طه حسين. قالوا: إن الغلو في علي جاء من الفرس. ثم ينقل علم من علمائهم مثل المقدسي أن بعض الفرس غالى في معاوية، حتى جعلوه نبيا مرسلا. ثم كيف ومن أين وصل التشيع إلى جزيرة العرب؟ هل جاء إليها من الفرس، والتاريخ يقول: إن الفرس كانوا على التسنن حين كان سكان الجزيرة العربية على التشيع؟ وهكذا يقع في التناقضات من يضفي على التاريخ صفته الذاتية العدائية، ثم يبني عليه آراءه وأحكامه.
وقال المستشرق جولد تسهير في كتاب " العقيدة والشريعة " ص 204 طبعة 1946:
" إن من الخطأ القول بأن التشيع في منشئه، ومراحل نموه يمثل الاثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الامم الايرانية في الاسلام، بعد أن اعتنقته، أو خضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعاية، وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم الحوادث التاريخية. فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة (1) " وما هؤلاء
ــــــــــــــــــــ
1 - إن علماء المسلمين العرب هم الذين أدخلوا التشيع إلى فارس، وأرشدوا الفرس إليه. بشهادة الشيخ أبي زهرة قال في كتاب " الامام جعفر الصادق " ص 945: " أما فارس وخراسان، وما وراءهما من بلدان الاسلام فقد هاجر إليها كثيرون من علماء الاسلام الذين كانوا يتشيعون فرارا بعقيدتهم من الامويين أولا، ثم العباسيين ثانيا، وإن التشيع كان منتشرا في هذه البلاد انتشارا عظيما، قبل سقوط الدولة الاموية بفرار أتباع زيد ومن قبله إليها ". فالفرس - إذن - تشيعوا على أيدي العرب، ولم يخلقوا التشيع من تلقائهم كيدا للاسلام.
/ صفحة 68 /
المستشرقون الثلاثة كل من نطق بهذه الحقيقة. فهناك كثيرون غيرهم قالوا هذا القول، دون أن يقصدوا الذب والدفاع عن الشيعة، وعقيدة التشيع، وإنما هدفهم الاول بيان الحقيقة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة. وكنا في غنى عن الستشهاد بأقوالهم، لو تحرر خصوم الشيعة عن التعصب الاعمى، ونزوات الاهواء والاغراض.
هذا، إلى أن السنة قد أخذوا بعض العادات من غيرهم، كعيد رأس السنة الهجرية الذي أحدثوه في زماننا، وعيد المولد النبوي الشريف تقليدا للمسيحيين الذين يحتفلون بميلاد السيد المسيح، ورأس السنة الميلادية. وكان علماء السنة، في القرن الثامن الهجري يعدون الاحتفال بالمولد النبوي مخالفا للسنة، لانه لا عيد في الاسلام إلا عيد الاضحى وعيد رمضان، وصدرت فتاوى من شيوخهم بتحريمه، على اعتبار أنه بدعة وضلالة (1). ولو أردنا أن نتعصب لقلنا: إن مذهب التسنن مأخوذ من المسيحيين، لا من الكتاب والسنة.
وبالتالي، فإن الذي اجتذب الفرس وغير الفرس إلى التشيع هو الاسلام الصحيح، وحب الرسول وآله، واستشهاد الخيار في سبيله، وملاءمته للحياة، ومناصرته للضعفاء والمضطهدين، أجل، كان الفرس منذ عهد الصفويين، حتى اليوم من أقوى الدعائم للشيعة، ومذهب التشيع، وهذا هو السر الذي بعث خصوم الشيعة على أن يصوروا الفرس، وكأنهم أعدى أعداء الاسلام، مع العلم بأنه لو لا الفرس لم يكن للمسلمين هذا العدد الضخم من العلماء الذين نفاخر بهم أمم الشرق والغرب، ولا كان للاسلام هذه المكتبة المتخمة بألوف المجلدات في شتى العلوم، ولسنا نعرف أمة خدمت الاسلام، ولغة القرآن كلفرس، ولو أحصيت المكتبة الاسلامية والعربية لكان سهم الفرس منها أوفى من أسهم بقية المسلمين مجتمعين. إن الفرس لم يتستروا باسم التشيع، ليكيدوا للاسلام، بل إن أعداء الاسلام باسمه، ليكيدوا للتشيع بعامة، والفرس بخاصة، لانهم كانوا وما زالوا من أقوى أركان الاسلام وأنصاره.
وهل من شئ أدل على عداوة هؤلاء للحق والاسلام من تشنيعهم على الشيعة،
ــــــــــــــــــــ
(1) نقله بعض المؤلفين عن كتاب " بيت الصديق " للبكري ص 404 طبعة 1323 ه. (*)
/ صفحة 69 /
وسكوتهم عن الخوارج الذين قال عنهم النبي (ص): إنهم يمرقون من الاسلام، كما يمرق السهم من الرمية. بل إن الشاطبي أوصى بالستر عليهم، وعدم التعرض لهم، مع اعترافه بمروقهم من الدين. قال في كتاب " الموافقات " ج 4 ص 178 وما بعدها مطبعة الرحمانية بمصر ما ملخصه:
" قال النبي: إن من ضئضئي هذا - يعني ذا الخويصرة - قوما يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الاسلام 7 ويدعون أهل الاوثان، يمرقون من الالسلام، كما يمرق السهم من الرمية. وقد بين النبي بهذا الحديث من مذهبهم في معاندة الشريعة أمرين:
أحدهما: اتباع القرآن على غير تدبر، ولا نظر في مقاصده ومعاقده.
ثانيهما: قتل أهل الاسلام، وترك أهل الاوثان.
وذكر الناس من آرائهم غير ذلك، كتكفيرهم لاكثر الصحابة وغيرهم، ومنه سرى قتلهم لاهل الاسلام، وأن الفاعل للفعل إذا لم يعلم بأنه حلال، أو حرام فليس بمؤمن. وأن الامام إذا كفر كفرت رعيته كلهم شاهدهم وغائبهم، وأن التقية لا تجوز في قول ولا فعل على لاطلاق والعموم، والقاذف للرجال لا يحد. وأن الله سيبعث نبيا من العجم بكتاب ينزله الله عليه جملة واحدة، ويترك شريعة محمد. وإنكارهم سورة يوسف من القرآن، وأشباه ذلك، وكلها مخالفات شرعية.
ولكن الغالب في هذه الفرق أن يشار إلى أوصافهم ليحذر منها، ويبقى الامر في تعيينهم مرجى. ولعل عدم تعيينهم هو الاولى الذي ينبغي أن يلتزم، ليكون سترا على الامة. وقد أمرنا بالستر على المذنبين ".
وإذا أمرنا بالستر على من خرج من الاسلام، فهل يجب التقبيح والتشنيع على من هم من اللاسلام في الصميم؟! وغريب أن يقول عالم كالشاطبي: إن النبي أخرج الخوارج من الاسلام، ثم يزعم أن أمرهم مرجى إلى الله، ويوصي بالستر عليهم، والسكوت عنهم. أليس معنى هذا قال النبي، وأقول؟!
التعلیقات