كيف نثبت قضية الإمام المهدي عجّ قرآنياً ؟
الإمام المهدي عليه السلام
منذ 14 سنةكيف نثبت قضية الإمام المهدي(ع)قرآنياً؟
السؤال : كيف تثبت قضية الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) قرآنياً؟
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
هناك آيات كثيرة فُسّرت بظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، بل لا مصداقية لبعض الآيات إلاّ مع فرض ظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بحيث تكون خلاف الواقع إن لم تكن إشارة إلى ظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) كما في قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} {الفتح/28} ، وفي آية أخرى { وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } {التوبة/33} ، وهذه الآية لم يتحقّق مصداقها حتّى الآن ؛ إذ لم يتغلّب الإسلام على جميع الأديان من عهد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى زماننا ، فلا محالة لابدّ أن يأتي يوم يكون الدين الوحيد المسيطر على العالم هو الدين الإسلامي ، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بظهور المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) « الذي يملأ الله به الأرض قسطاً بعد ما ملئت جوراً » كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
وكذلك قوله تعالى : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } {الأنبياء/105} ، ومن المعلوم أنّ المراد من وراثة الأرض هو التسلط الكامل على العالم ، وفي تفسير القمّي : « أيّ القائم وأصحابه ».
وهكذا قوله : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } {القصص/5}.
وهكذ قوله تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } {غافر/51}.
وقوله تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } {النور/55}.
وقوله تعالى : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه } {الأنفال/39}.
والسؤال متى كان أو يكون الدين كلّه لله ؟ إذا لم يظهر الحجّة القائم (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ويستولى على العالم.
قال تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } {الصافات/171 ـ 173}.
ومع ملاحظة إنّ كثيراً من الأنبياء قتلوا وعذّبوا وشرّدوا تكون الآية إشارة إلى ظهور المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حيث إنّه ينتصر في هذا اليوم جميع الأنبياء والمرسلون ، وتكون الغلبة الكاملة لحزب الله وجنده .
هذه الآيات لا تتحقّق مصداقيتها إلاّ بعد إفتراض ظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
وهناك آيات كثيرة أُخرى مؤّولة في الأخبار والتفاسير بظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) نذكر بعضها من باب النموذج :
كقوله تعالى : { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ } {النمل/62} .
ففي تفسير القمّي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « نزلت في القائم ، هو والله المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا فأجابه ، ويكشف السوء ويجعله خليفة الأرض » .
وكقوله تعالى : { وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ } {الشورى/41}.
عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : « يعني القائم وأصحابه ».
وكقوله تعالى : { وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى } {الليل/2} .
عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : « النهار هو القائم منّا أهل البيت ، إذا قام غلب دولة الباطل».
وكقوله تعالى : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } {الصف/8} .
في تفسير علي بن إبراهيم قال : « هو القائم من آل محمّد (صلوات الله عليهم) ، إذا خرج ليظهره على الدين كلّه حتّى لا يعبد غير الله ، وهو قوله : " يملأ الأرض قسطاً وعدلاَ كما ملئت ظلماً وجوراً " » .
وكقوله تعالى : { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } {البقرة/1 ـ 3}.
روى الصدوق باسناده عن يحيى بن أبي القاسم قال سألت الصادق (عليه السّلام) عن هذه الآية فقال : « المتقون شيعة عليّ ، وأمّا الغيب فهو الحجّة الغائب ».
وكقوله تعالى : { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } {الحديد/17} .
رواى الشيخ باسناده عن ابن عبّاس : « يعني يصلح الأرض بقائم آل محمّد من بعد موتها ، يعني : بعد جور أهل مملكتها ، { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ } بقائم آل محمّد ، { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ».
التعلیقات