الاختيار في خلق الإنسان
الجبر والاختيار
منذ 13 سنةالاختيار في خلق الإنسان
السؤال :
السؤال الأوّل : أنا لم أختر الحياة ؛ لأنّ الحياة امتحان صعب يفشل فيه الأكثرون . أليس من الظلم أن يخلقني الله ، فيضعني في هذا الموقف الحرج ، مع احتمال دخول النار الأبدية؟
لا تقولوا : بأنّه أعطاني الاختيار ، فأنا لا أنكر ذلك ، ولكن أقول : إنّه ظلمني لا من جهة سلبه الاختيار ، بل من جهة أنّه وضعني في مأزق لم أكن مختاراً في أن أكون فيه ، فهو ألزمني بشيء لم أكن أرغب أن ألتزم فيه .
السؤال الثاني : من العجيب أنّكم تقولون : بأنّ الله خلق عذاب الآخرة ، ليختبر الناس مَن كان منهم شاكراً ، و مَن كان منهم كفوراً .
إنّ الله ليس مضطراً لأن يخلق العذاب ، ولا أرى داعياً لأن يختبر الناس أصلاً ، ويجعل احتمال العذاب ، بعد أن كان غنيّاً عنهم كما تقولون .
فبعد أن كان الله تعالى غنيّاً عن العالمين ، فأيّ مانع من أن يخلق الله عالماً خالياً احتمال العذاب أصلاُ ؟! فإن كان غنيّاً ، لا يحتاج إلى اختبارهم ؛ لأنّه لا يجني شيئاً من وراء ذلك .
وإذا قلتم : بأنّه فعل ذلك ليجزي المحسنين ، فهو أقدر على إجزاءهم من غير أن يعذّب أناساً غيرهم!
إلاّ إذا قلتم : بأنّ الله تعالى لا يسأل عمّا يفعل ، و اعترفتم بمنطق القوّة ، فكلامكم له وجه حينئذٍ . وهذا يتطلّب أن تغيّروا من مفهوم العدالة الذي تذهبون إليه .
السؤال الأوّل : أنا لم أختر الحياة ؛ لأنّ الحياة امتحان صعب يفشل فيه الأكثرون . أليس من الظلم أن يخلقني الله ، فيضعني في هذا الموقف الحرج ، مع احتمال دخول النار الأبدية؟
لا تقولوا : بأنّه أعطاني الاختيار ، فأنا لا أنكر ذلك ، ولكن أقول : إنّه ظلمني لا من جهة سلبه الاختيار ، بل من جهة أنّه وضعني في مأزق لم أكن مختاراً في أن أكون فيه ، فهو ألزمني بشيء لم أكن أرغب أن ألتزم فيه .
السؤال الثاني : من العجيب أنّكم تقولون : بأنّ الله خلق عذاب الآخرة ، ليختبر الناس مَن كان منهم شاكراً ، و مَن كان منهم كفوراً .
إنّ الله ليس مضطراً لأن يخلق العذاب ، ولا أرى داعياً لأن يختبر الناس أصلاً ، ويجعل احتمال العذاب ، بعد أن كان غنيّاً عنهم كما تقولون .
فبعد أن كان الله تعالى غنيّاً عن العالمين ، فأيّ مانع من أن يخلق الله عالماً خالياً احتمال العذاب أصلاُ ؟! فإن كان غنيّاً ، لا يحتاج إلى اختبارهم ؛ لأنّه لا يجني شيئاً من وراء ذلك .
وإذا قلتم : بأنّه فعل ذلك ليجزي المحسنين ، فهو أقدر على إجزاءهم من غير أن يعذّب أناساً غيرهم!
إلاّ إذا قلتم : بأنّ الله تعالى لا يسأل عمّا يفعل ، و اعترفتم بمنطق القوّة ، فكلامكم له وجه حينئذٍ . وهذا يتطلّب أن تغيّروا من مفهوم العدالة الذي تذهبون إليه .
الجواب : سماحة السيّد جعفر علم الهدى
ج 1 ـ لم يجعلك الله تعالى في موقف حرج وضيّق , وإنّما جعلت نفسك كذلك بسوء اختيارك ، بل الله تعالى أعطاك نعمة الوجود ، ونعمة العقل ، ونعمة العافية ، ونعم كثيرة أُخرى لا يمكن أحصاؤها ، وإنّما خلقك وأعطاك كلّ ذلك للوصول إلى الكمال والسعادة الأبدية ، فإذا لم تستفد من هذه النعم الإلهية في تحصيل السعادة ، فلا يحقّ لك أن تعترض على الله تعالى ، كما لو منّ عليك أحد وأعطاك مالاً لكي تشتري به بيتاً ومسكناً ، تأوي إليه وتسكن فيه ، لكنّك صرفت هذا المال في شرب الخمر وغيره ، ولم يجبرك أحد على ذلك ، فهل المعطي الذي أمرك بشراء الدار مقصّراً في حقّك ؟
ج 2 ـ الأعجب أنّك مسلم لا تعرف أسرار الخلقة ، ثمّ تعترض على الآخرين ، ولا تلتفت إلى جهلك ، وليس عذاب الآخرة لأجل اختبار الناس ؛ إذ لا يعقل أن يكون الشيء المتأخّر موجباً للاختبار ، بل هو لأجل أن يرتدع الناس عن المعاصي ، فإنّ مجرّد التوعيد والتهديد بالعذاب يستلزم عند العاقل الكفّ عن المعصية ، ولذا نرى أنّ العاقل لا يخالف القانون ؛ لأنّه يعاقب على تقدير المخالفة ، فيترك المخالفة خوفاً من السجن ونحوه .
ثمّ إنّ الاختبار ليس معناه أن يظهر لله تعالى ما لم يعلمه بسبب الاختبار والامتحان ؛ لأنّ الله تعالى محيط بكلّ شيء ، وعالم بجميع الأُمور ، بل ليتمّ الحجّة على الناس ، ويعلم كلّ واحد منهم حال نفسه ، وحال الآخرين .
ففي كتاب الاحتجاج للطبرسي عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه : « وأمّا قوله : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } {الملك/2} ، فإنّه تعالى خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته ، لا على سبيل الامتحان والتجربة ؛ لأنّه تعالى لم يزل عليماً بكلّ شيء ».
التعلیقات
١