ثورة زيد كانت استمراراً لثورة الحسين ع
ثورة زيد
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 277 ـ 278
________________________________________
(277)
الفصل الرابع عشر
ثورة زيد بن علي بن الحسين كانت استمراراً لثورة الحسين_ عليهم السلام _ هذه هي الثورة السادسة من الثورات المتتابعة لثورة الاِمام أبي الشهداء الحسين _ عليه السلام _ المستلهمة منها ولم تكن آخرتها، وقد جاءت الثورات بعد ثورة زيد أيضاً تترى على تقويض النظام الاَموي ثم النظام العباسي وكان الهدف المشترك بين الجميع مكافحة الظلم والفساد ونشر العدل والقسط بين الناس. وإن لم تخلّ بعضها عن تحوير وانحراف.
نعم كانت في حياة زيد أحداث جزئية لم يكن لها دور في تكون الثورة واختمارها في نفسه وإنّما أشعلت الفتيل، وفجّرت الثورة، ولو صحّ ما ذكروه من الاَُمور، فإنّما كانت سبباً لظهور ما كان يختمره زيد طيلة سنوات عصر أخيه الاِمام الباقر _ عليه السلام _ (57 ـ 114هـ) وبعده عصر الاِمام الصادق _ عليه السلام _ .
وبعبارة واضحة: أنّ جفاء هشام (1)مثلاً له في مجلسه ـ كما يذكره
________________________________________
(1) أبو الفرج: مقاتل الطالبيين: 77 ـ 86 وغيره كالصفدي في فوات الوفيات.
________________________________________
(278)
الموَرخون ـ لايكون دليلاً شرعياً على النهضة وإراقة الدماء وقتل النفوس، وإنّما يكون موجباً لاَن يندفع إلى ما يراه منذ سنوات من لزوم تطهير المجتمع الاِسلامي من هوَلاء الظالمين الناصبين، المفسدين وفي النهاية المحقِّرين للرسول وآله.فإذا كان زيد الثائر إنساناً إذا ذكر اللّه عنده يغشى عليه حتى يقول القائل: ما يرجع إلى الدنيا، و كان حليف القرآن وأثر السجود في وجهه واضحاً ـ ومن كانت هذه ملامحه ومواصفاته ـ فلا يخوض المعارك المدلهمّة، ولايضحي بنفسه ونفيسه ودماء أصحابه الاَبرياء إلاّ إذا كانت هناك مصلحة عامة ترجع إلى الدين ويرضى بها اللّه ورسوله وإمام عصره، والذي يميط الستر عن نواياه وعن الحوافز التي دفعته إلى الثورة، أمران:
1 ـ ما أثر عن النبي وعترته من التنبّوَ بشهادته.
2 ـ ما أثر عنه من قول أوان النهضة.
فيجب علينا دراسة هذين الاَمرين.
التعلیقات