الاِمام المنصور باللّه القاسم بن محمد علي
أعلام الزيدية
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 428 ـ 431
________________________________________(428)
13
الاِمام المنصور باللّه القاسم بن محمد علي (1029) موَلف كتابي : الاساس، والاعتصام
هو الاِمام الاَجل المنصور باللّه أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن محمد ابن علي بن الرشيد بن أحمد بن الاَمير الحسين الاَملحي بن علي بن يحيى بن محمد ابن يوسف الاَشل بن القاسم بن الاِمام الداعي إلى اللّه يوسف بن الاِمام المنصور باللّه يحيى بن الاِمام الناصر أحمد بن الاِمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين قام بعد إياسه من خروج الاِمام الناصر الحسن بن علي في المحرم سنة ست وألف وطهّر الاَرض من الردى. ونشر فيها الاِيمان والهدى ولقد جدد اللّه بعلمه وسيفه الدين الحنيف وأحيى بجهاده واجتهاده معالم الشرع الشريف وطلع عليه السلام من أيّام الشدائد إلى الحصن المنيع جبل برط من بلد همدان بن زيد.
قبضه اللّه ثاني عشر شهر ربيع الاَوّل سنة تسع وعشرين وألف عن اثنتين وستين سنة.
أولاده:
محمد وعلي الشهيد ـ أحمد ـ والحسن ـ والحسين ـ وإسماعيل وإسحاق درج ـ ويحيى ـ وعبد اللّه ـ ويوسف.
موَلفاته:
ومن موَلفاته الاعتصام في السنة بلغ فيه إلى الحجّ وأتمه السيد العلامة أحمد ابن يوسف زيارة المتوفى سنة 1252هـ.
المرقاة ـ في أُصول الفقه.
________________________________________
(429)
الاِرشاد والتحذير وغير ذلك.والاَساس في أُصول الدين الذي يقول فيه الاَبيات البليغة من البحر الكامل.
هذا الاَساس كرامة فتلقه * ياصاحبي بكرامة الاِنصاف
واحرز نفيساً من نفائس نثره * جمعت بغوض في خِضمِّ صاف
جمع المهيمن بيننا في دينه * جمعاً يفي بإصابة وتصادف(1)
وله شروح.واحرز نفيساً من نفائس نثره * جمعت بغوض في خِضمِّ صاف
جمع المهيمن بيننا في دينه * جمعاً يفي بإصابة وتصادف(1)
وقال مجد الدين في مقدمة كتاب الاعتصام: هو الذي ألّف اللّه به الدين بعد شتاته، ووصل به حبل الاسلام بعد انبتاته، ورفع بدعوته من الملة الحنفية اعلامها، وأنفذ بجهاده من الشريعة المطهرة في الاَقطار أحكامها، وجلى الظلم، وكشف به البهم، ذو الآيات الظاهرة والبراهين الزاهرة، والاَخلاق النبوية، والعلوم العلوية، الذي كشف به غياهب ظلم الظالمين، الاِمام الاَعظم الداعي إلى التي هي أقوم، أبو محمد مولانا الاِمام أمير الموَمنين، وسيد المسلمين، والصادع بالحقّ المبين، المحيي لطريقة سلف الاَئمة السابقين، المنصور باللّه القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الاَمير الحسين بن الاَمير علي بن يحيى العالم البر بن محمد العالم التقي بن يوسف الاَصغر الاَشل بن الاِمام الداعي إلى اللّه القاسم بن الاِمام الداعي إلى اللّه يوسف الاَكبر بن الاِمام المنصور باللّه يحيى بن الاِمام الناصر لدين اللّه أحمد بن الاِمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين الحافظ بن الاِمام ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم الغمر بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشّبه بن الحسن الرضي بن الحسن السبط بن أمير الموَمنين وسيد الوصيين وأفضل الصديقين علي بن أبي طالب وابن فاطمة البتول الزهراء،
________________________________________
(1) مجد الدين: التحف في شرح الزلف:
________________________________________
(430)
والصديقة الكبرى، سيدة نساء الاَعاجم والاَعارب ابنة سيد المرسلين، وختم النبيين أحمد الاَمين، صلوات اللّه وسلامه وتحياته وإكرامه عليهم أجمعين ما أنهلت السحايب، وأنارت الكواكب وانزاحت بأنوار هدايتهم الغياهب (1)هذا وكتابه الاَكياس خير دليل على شجاعته الاَدبية في بيان الحقّ، وترك التقية أو المماشاة مع أهل السنّة قال في فصل «حكم أبي بكر في فدك».
«قال الاِمام يحيى والاِمام المهدي _ عليهما السلام _ : وحكم أبي بكر في فدك صحيح، لاَنّه حكم باجتهاده.
قلنا: هو المنازع، وأيّما منازع حكم لنفسه فحكمه باطل إجماعاً، ولو لم يخالف اجتهاده قال الشاعر:
ومن يكن القاضي له من خصومة * أضرّ به إقراره وجحوده
وأيضاً فانّ الاِمام عندهما ( _ عليهما السلام _ ) علي _ عليه السلام _ ، وهو لم يرض ولايته، فكيف يصح قضاوَه.وأيضاً كانت اليد لفاطمة _ عليها السلام _ ، لاَنّ في الرواية أنّها ( ـ عليها السلام ـ ) أتته تطلب حقها بعد أن رفع عاملها، فايجاب البينة عليها خلاف الاِجماع.
وأيضاً اعتمد على خبره وهو: «نحن معاشر الاَنبياء لا نورث ما خلفناه صدقة» مع احتمال أن يكون معناه: أنّ الصدقة (أي الزكاة التي لا تحلّ لبني هاشم غير موروثة بل تصرف في مصرفها).
ولفاطمة _ عليها السلام _ أن تعتمد على خبرها وخبر علي والحسن والحسين _ عليهم السلام _ . صح لنا ذلك من رواية الهادي _ عليه السلام _ (في كتاب «تثبيت الاِمامة)» (أُم أيمن (أنّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ أنحلها) مع أنّه نصّ صريح لا يحتمل التأويل (2)
________________________________________
(1) الاعتصام بحبل اللّه المتين، المقدمة: 1 ، بقلم مجد الدين بن محمد الموَيدي. مفتي الزيدية في اليمن حالياً.
(2) القاسم بن محمد: الاَساس لعقائد الاَكياس: 165.
________________________________________
(431)
ومع ذلك نرى أنّه يتتعتع ويتلعثم في بيان حكم من تقدم الوصي.ولا يجتري أن يحكم بأنّهم بغوا على الاِمام وعصوه قال:
واختلف في حكم من تقدم الوصي _ عليه السلام _ .
والحقّ أنّهم إن لم يعلموا استحقاقه _ عليه السلام _ دونهم بعد التحري فلا إثم عليهم، وإن أخطأوا لقوله تعالى: "وَلَيْسَ عَلَيْكُم جُناحٌ فيما أخطأتم به") (الاَحزاب ـ 5) ولم يفصل.
وقوله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : (رفع عن أُمتي الخطأ والنسيان) ولم يفصل.
وإن علموا فخطيئتهم كبيرة للاِجماع على أنّ منع إمام الحقّ من تناول الواجب أو منع الواجب منه بغى عليه، والاِجماع على أنّ البغي عليه فسق، لاَنّه اتباع لغير سبيل الموَمنين واللّه تعالى يقول:
"ويتَّبِعْ غَيرَ سَبِيلِ المُوَْمِنينَ نُوَلّهِ ما تَولّى ونُصْلِهِ جَهَنَّم وساءَتْ مَصِيرا") (النساء ـ 115) ولعل توقف من أئمتنا _ عليهم السلام _ لعدم حصول العلم بأنّهم علموا أو جهلوا (ذلك) ومعارضة إبقائهم على الاَصل من الجهل باستحقاقه ( ـ عليه السلام ـ ) ، بأنّ الاَصل في أعمال المكلفين التي تعلق بالحقوق العمد، ألا نرى أن رجلاً قتل رجلاً، ثم ادعى الخطأ أنّه لا يقبل قوله بالاِجماع.
وبوجوب حمل علماء الصحابة على السلامة، وعدم الاِخلال بتعريفهم، إذ مثل ذلك واجب لقوله تعالى: "إنَّ الذِينَ يَكتُمونَ ما أنزَلنا مِنَ البيِّناتِ والهُدَى مِن بعد ما بينّاهُ للناسِ فِي الكِتابِ أُولئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ ويَلْعَنُهُمُ اللاعِنُون") (البقرة ـ 159) ولنقل تعريفهم إياهم نقلاً لم يبلغ حد التواتر وجب الوقف في حقهم دون علماء الصحابة لحصول العلم بتلبّسهم بالمعصية، وهو اغتصاب إمامته ـ عليه السلام ـ ، ولم يحصل مثل ذلك في حقّ علماء الصحابة (1)
________________________________________
(1) القاسم بن محمد : الاَساس لعقائد الاَكياس: 162 ـ 163.
التعلیقات