علاء الدين علي بن محمد القوشجي
علماءالأشاعرة
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 2 ، ص 365 ـ 366
________________________________________(365)
(11)علاء الدين علي بن محمد القوشجي مؤلّف شرج التجريد الجديد(...ـ 879هـ)
علي بن محمد القوشجي الحنفي فلكي رياضي، متكلم بارع، أصله من سمرقند. والقوشجي كلمة تركية بمعنى «حافظ الطير» يقال كان أبوه من خدام الأمير«الغ بك» ملك ماوراء النهر، يحفظ له البزاة، ثمّ ذهب إلى كرمان فقرأ على علمائها وصنّف فيها شرح التجريد للطوسي، وعاد إلى سمرقند. وكان «الغ بك» قد بنى رصداً فيها، ولم يكمله فأكمله القوشجي، ثمّ ذهب إلى تبريز فأكرمه سلطانها«الأمير حسن الطويل» وأرسله في سفارة إلى السلطان«محمد خان» سلطان بلاد الروم، ليصلح بينهما فاستبقاه محمد خان عنده، فألّف له رسالة في الحساب أسماها «المحمّدية» ورسالة في علم الهيئة أسماها «الفتحية»، فأعطاه محمدخان مدرسة «أيا صوفيا» فأقام بالآستانة، وتوفي فيها، ودفن في جوار الصحابي أبي أيوب الأنصاري.
آثاره العلمية
من أشهر آثاره «شرح التجريد» و هو شرح لكتاب «تجريد العقائد» تأليف المحقّق الطوسي، وقد شرحه ببسط و استيعاب، وخالفه في مواضع لا توافق منهجه الأشعري، ولكنّه أنصف في موارد حيث شرح العبارة ولم يزد عليها بشيء.
يقول في مقدّمة الكتاب: إنّ كتاب التجريد الذي صنّفه في هذا الفن المولى الأعظم، والحبر المعظم، قدوة العلماء الراسخين، أسوة الحكماء المتألهين، نصير الحقّ والملة الدين، محمد بن محمد الطوسي ـ قدّس الله نفسه، و روّح رمسه ـ تصنيف مخزون بالعجائب، وتأليف مشحون بالغرائب، فهو وإن كان صغير الحجم، وجيز النظم، فهو كثير العلم، عظيم الاسم، جليل البيان، رفيع المكان، حسن النظام، مقبول الأئمّة العظام، لم تظفر بمثله علماء الأعصار، ولم يأت بشبهه الفضلاء في القرون والأدوار، مشتمل على إشارات إلى مطالب هي الأُمهات، مشحون بتنبيهات
________________________________________
(366)
على مباحث هي المهمات، مملوّ بجواهر كلّها كالفصوص، ويحتوي على كلمات يجري أكثرها مجرى النصوص، متضمن لبيانات معجزة، في عبارات موجزة، وتلويحات رائقة لكمالات شائقة، يفجر ينبوع السلاسة من لفظه، ولكن معانيه لها السحرة تسجد، وهو في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار، تداولته أيدي النظار، وسابقت في ميادينه جياد الأفكار.ثمّ أشار إلى أنّ شمس الحقّ والملة والدين محمد الإصفهاني قد شرحه قبله، فهو قدر طاقته حام حول مقاصده، وبقدر وسعه جال في ميدان دلائله وشواهده، وأنّ السيد الشريف الجرجاني علّق على ذلك الشرح حواشي تشتمل على تحقيقات رائقة، ولكن مع ذلك كان كثيراً من مخفيات رموز ذلك الكتاب باقياً على حاله» إلى آخر ما أفاده في مقدمة الكتاب. ثمّ أهدى كتابه إلى سلطان عصره أبي سعيد الكوركاني.
ولهذا الشرح حواش من المحقّقين كالمحقّق الأردبيلي وغيره،وهذا الكتاب أبسط كتاب في الكلام الأشعري بعد شرح المواقف.
كما أنّ له تآليف أُخرى ذكرت في الأعلام ومعجم المؤلفين وغيرهما من كتب التراجم، و في كتاب ريحانة الأدب لشيخنا«المدرس» ترجمة اضافية للقوشجي فلاحظه.(1)
________________________________________
1. الأعلام:5/9; معجم المؤلفين:7/227; ريحانة الأدب:4/495.
التعلیقات