الدعاء مخُّ العبادة
علي موسى الكعبي
2024 Sep 18الدعاء مخُّ العبادة
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « الدعاء مخُّ العبادة ، ولا يهلك مع الدعاء أحد » (١) هذا الحديث المبارك يكشف لنا عن جوهر العبادة وحقيقتها التي تتجلّىٰ في إقبال العبد المحتاج علىٰ المعبود الغني ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) (٢).
وهذا الاقبال هو التعبير الحيّ عن الصلة الموضوعيّة بين الخالق والمخلوق ، وعن شعور الإنسان بحاجته الدائمة إلىٰ ربّه تعالىٰ في جميع أموره واعترافه الخاضع بالعبودية له تعالىٰ ، والتي تتجسّد في الشعور بالارتباط العميق بالله سبحانه ، فجوهر العبادة إذن هو تحقيق الإرتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق ، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الإرتباط وتلك العلاقة ، فهو إذن مخّ العبادة وحقيقتها وأجلىٰ صورها ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أفضل العبادة الدعاء ، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة ، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد » (٣).
الهوامش
١. بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٠.
٢. سورة فاطر : ٣٥ / ١٥.
٣. عدة الداعي : ٣٥.
مقتبس من كتاب : [ الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره ] ، الصفحة : ١٥
التعلیقات