العلامة الحليّ
الشيخ محمّد باقر المجلسي
منذ 5 سنواتالعلامة الحليّ
الشيخ الأجلّ الأعظم ، فريد عصره ووحيد دهره بحرالعلوم والفضائل ومنبع الأسرار والدقائق ، مجدّد المذهب ومحييه وماحي أعلام الغواية ومفنيه ، الإمام العلّامة الأوحد ، آية الله المطلق ، جمال الدين أبومنصور الحسن بن سديد الدين يوسف ابن زين الدين عليّ بن مطهّر الحلّيّ نوّر الله مضجعه.
كان ـ قدِّس سرُّه ـ من فطاحل علماء الشريعة ، وأعاظم فقهاء الجعفريّة ، جامعاً لشتّى العلوم ، حاوياً مختلفات الفنون ، مكثّراً للتصانيف ومجوّداً فيها ، استفادت الاُمّة جمعاء من تصانيفه القيّمة منذ تأليفها ، وتمتّعوا من أنظاره الثاقبة طيلة حياته وبعد مماته ، له ترجمة ضافية في كتب التراجم وغيرها تعرب عن تقدُّمه في العلوم وتضلّعه فيها ، وتنمُّ عن مراتبه السامية في العلم والعمل وقوّة عارضته في الظهور على الخصم ، وذبّه عن حوزة الشريعة ونصرته للمذهب وإنّا وإن لم يسعنا في هذا المختصر سرد جميعها لكنّا نذكر شكراً لحقّه بعضاً منها.
قال معاصره ابن داود في رجاله : شيخ الطائفة وعلّامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإماميّة إليه في المعقول والمنقول. إهـ. (1)
وقال الشهيد الأوَّل في إجازته لابن الخازن : الإمام الأعظم الحجّة ، أفضل المجتهدين جمال الدين إهـ. (2)
ووصفه ابن أبي جمهور الأحسائيّ في إجازته للشيخ محمّد بن صالح الحلّيّ بقوله : شيخنا وإمامنا ، ورئيس جميع علمائنا ، العلّامة الفهّامة ، شيخ مشايخ الإسلام ، والفارق بفتاويه بين الحلال والحرام ، والمسلّم له الرئاسة في جميع فرق الإسلام. إهـ. (3)
وأطراه عليُّ بن هلال في إجازته للمحقّق الكركيّ بقوله : الشيخ الإمام الأعظم المولى الأكمل الأفضل الأعلم جمال الملّة والحقّ والدين. إهـ (4)
وفي إجازة المحقّق الكركيّ لسميّه الميسيّ : شيخنا الإمام ، شيخ الإسلام ، مفتي الفرق ، بحر العلوم ، أوحد الدهر ، شيخ الشيعة بلامدافع جمال الملّة والحقّ والدين. إهـ (5)
وفي إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمّد الأستراباديّ : الإمام السعيد ، اُستاد الكلّ في الكلّ ، شيخ العلماء والراسخين ، سلطان الفضلاء المحقّقين ، جمال الملّة والحقّ والدين. (6)
ومدحه الشهيد الثاني في إجازته للسيّد عليّ بن الصائغ : بشيخ الإسلام ومفتي فرق الأنام ، الفاروق بالحقّ للحقّ ، جمال الإسلام والمسلمين ، ولسان الحكماء والفقهاء والمتكلّمين ، جمال الدين. إهـ. (7)
ووصفه شرف الدين الشولستانيّ في إجازته للمجلسيّ الأوّل : بالشيخ الأكمل العلّامة آية الله في العالمين جمال الملّة والحقِّ والدين. إهـ. (8)
وقال شيخنا البهائيّ في إجازته لصفيّ الدين محمّد القميّ : العلّامة آية الله في العالمين جمال الحقّ والملّة والدين. إهـ. (9)
وقال بحرالعلوم في فوائده الرجاليّة : علّامة العالم وفخر نوع بني آدم أعظم العلماء شأناً ، وأعلاهم برهاناً ، سحاب الفضل الهاطل ، وبحر العلم الذي ليس له ساحل جمع من العلوم ما تفرّق في جميع الناس وأحاط من الفنون بما لايحيط به القياس ، مروِّج المذهب والشريعة في المائة السابعة ، ورئيس علماء الشيعة من غير مدافعة ، صنّف في كلّ علم كتباً ، وآتاه الله من كلّ شيء سبباً. (10)
وقال السماهيجيّ في إجازته : إنّ هذا الشيخ رحمه الله بلغ في الاشتهار بين الطائفة بل العامّة شهرة الشمس في رايعة النهار ، وكان فقيهاً متكلّماً حكيماً منطقيّاً هندسيّاً رياضيّاً ، جامعاً لجميع الفنون ، متبحّراً في كلّ العلوم من المعقول والمنقول ، ثقةً إماماً في الفقه والاُصول ، وقد ملاء الآفاق بتصنيفه ، وعطّر الأكوان بتأليفه ومصنّفاته ، وكان اُصوليّاً بحتاً ومجتهداً صرفاً. إهـ. (11)
وقال الشيخ الحرّ في أمل الآمل ص 40 : فاضل عالم علّامة العلماء ، محقّق مدقّق ثقة نقة فقيه محدّث متكلّم ماهر جليل القدر ، عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ، لا نظير له في الفنون والعلوم العقليّات والنقليّات ، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى. إهـ.
وأطراه المولى نظام الدين في نظام الأقوال بقوله : شيخ الطائفة وعلّامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، وكلُّ من تأخّر عنه استفاد منه ، وفضله أشهر من أن يوصف. إهـ. (12)
ووصفه البحّاثة الرجاليّ الميرزا عبدالله الإصفهانيّ في المجلّد الثاني من رياض العلماء : بالإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر ، علّامة العلماء وفهّامة الفضلاء ، اُستاد الدنيا ، المعروف فيما بين الأصحاب بالعلّامة عند الإطلاق ، والموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الآفاق ، كان ابن اُخت المحقّق ، وكان رحمه الله آية الله لأهل الأرض ، وله حقوق عظيمة على زمرة الإماميّة والطائفة الحقّة الإثنى عشريّة لساناً وبياناً وتدريساً وتأليفاً ، وقد كان رضي الله عنه جامعاً لأنواع العلوم ، مصنّفاً في أقسامها ، حكيماً متكلّماً فقيهاً محدّثاً اُصوليّاً أديباً شاعراً ماهراً ، وقد رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل وهي تدلُّ على جودة طبعه في أنواع النظم أيضاً ، وكان وافر التصانيف متكاثر التآليف ، أخذ واستفاد عن جمّ غفير من علماء عصره من العامّة والخاصّة ، وأفاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصّة بل من العامّة ـ إلى أن قال ـ : وكان من أزهد الناس وأتقاهم ، ومن زهده ما حكاه السيّد حسين المجتهد في رسالة النفحات القدسيّة أنه قدّس سرّه أوصى بجميع صلواته وصيامه مدَّة عمره وبالحجّ عنه مع أنّه كان قد حجّ. إهـ.
وله ذكر جميل في غير واحد من التراجم ، كمنتهى المقال ص 105 وكتب رجال الاسترآباديّ ، وجامع الرواة ج 1 ص 230 ورياض العلماء والمقابس ص 17 وروضات الجنّات ص 172 والمستدرك ج 3 ص 459 وسفينة البحار ج 2 ص 228 ولسان الميزان ج 6 ص 319 (13) والدرر الكامنة. (14) ومحبوب القلوب للإشكوريّ (15) وغيرها من التراجم ، وهم وإن بالغوا في ثناه لكن اعترفوا بأنّهم عاجزون عن درك مداه ، وعن الإعراب بما يقتضي شأنه وشخصيّته المثلى ، قال الفاضل التفرشيّ في كتاب نقد الرجال ص 100 : ويخطر ببالي أن لا أصفه إذ لايسع كتابي هذا ذكر علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده ، وانّ كلّ مايوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه ، له أزيد من سبعين كتاباً في الاُصول والفروع والطبيعيّ والإلهيّ وغيرها. إهـ.
وقال العلّامة النوريّ بعد أن بالغ في ثنائه : ولآية الله العلّامة بعد ذلك من المناقب والفضائل مالايحصى ، أمّا درجاته في العلوم ومؤلّفاته فيها فقد ملأت الصحف وضاق عنه الدفتر ، وكلّما اُتعب نفسي فحالي كناقل التمر إلى هجر ، فالأولى تبعاً لجمع من الأعلام الإعراض عن هذا المقام.
( تآليفاته الثمينة الممتعة )
له تأليفات كثيرة قيّمة ربما تزيد على مائة مصنّف ، بل قال صاحب مجمع البحرين في مادّة العلّامة : إنّه وجد بخطّه رحمه الله خمسمائة مجلد من مصنّفاته غير ماوجد بخط غيره.
وقد عدَّ جملة منها هو نفسه في كتاب الخلاصة عند ترجمة نفسه ، منها :
1 ـ منتهى المطلب في تحقيق المذهب ، ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه ، لم يتمَّ ، وقد طبع في المجلّدين الضخمين في سنة 1316 قال رحمه الله : هو في سبع مجلّدات.
2 ـ تلخيص المرام في معرفة الأحكام.
3 ـ تحرير الأحكام الشرعيّة ، استخرج فيها فروعاً كثيرة ، طبع بايران في مجلّد كبير.
4 ـ مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، مطبوع.
5 ـ استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار ، قال : ذكرنا فيه كلَّ حديث وصل إلينا ، وبحثنا في كلِّ حديث منه على صحّة السند أو إبطاله ، وكون متنه محكماً أو متشابهاً ، وما اشتمل عليه المتن من المباحث الاُصوليّة والأدبيّة ومايستنبط من المتن من الأحكام الشرعية وغيرها.
6 ـ مصابيح الأنوار ، قال : ذكرنا فيه كلَّ أحاديث علمائنا ، وجعلنا كلّ حديث يتعلّق بفنّ في بابه ، ورتّبنا كلّ فنّ على أبواب ، ابتدأنا فيها بما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ثمَّ بما روي عن عليّ عليه السلام وهكذا إلى آخر الأئمّة عليهم السلام.
7 ـ الدرّ والمرجان في الاحاديث الصحاح والحسان.
8 ـ نهج الوضاح في الأحاديث الصحاح.
9 ـ نهج الإيمان في تفسير القرآن ، ذكر فيه ملخّص الكشّاف والتبيان وغيرهما.
10 ـ القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
11 ـ منهاج الصلاح في الدعوات وأعمال السنة.
12 ـ كشف الحقِّ ونهج الصدق.
13 ـ كشف اليقين في الإمامة ، وقد يعبّر عنه باليقين.
14 ـ الألفين.
15 ـ منهاج الكرامة.
16 ـ شرح التجريد.
17 ـ أنوار الملكوت في شرح الياقوت.
18 ـ نهاية الكلام.
19 ـ نهاية الاُصول.
20 ـ نهاية الفقهاء.
21 ـ قواعد الأحكام.
22 ـ إيضاح مخالفة أهل السنّة للكتاب والسنّة.
23 ـ تذكرة الفقهاء.
24 ـ الرسالة السعديّة.
25 ـ خلاصة الرجال.
26 ـ إيضاح الاشتباه.
27 ـ تبصرة الأحكام.
28 ـ التناسب بين الفرق الأشعريّة والفرق السوفسطائيّة.
29 ـ نظم البراهين في اُصول الدِّين.
30 ـ معارج الفهم في شرح النظم في الكلام.
31 ـ الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة.
32 ـ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد في الكلام.
33 ـ القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعيّ والإلهيّ.
34 ـ الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة.
35 ـ الدرُّ المكنون في علم القانون في المنطق.
36 ـ المباحث السنيّة والمعارضات النصيريّة.
37 ـ المقاومات ، قال : باحثنا فيها الحكماء السابقين وهو يتمّ مع تمام عمرنا.
38 ـ حلّ المشكلات من كتاب التلويحات.
39 ـ إيضاح التلبيس من كلام الرئيس ، قال : باحثنا فيه الشيخ ابن سينا.
40 ـ الجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد في المنطق.
41 ـ الشفاء في الحكمة.
42 ـ مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق في المنطق والطبيعيّ والإلهيّ.
43 ـ المحاكمات بين شرّاح الإشارات.
44 ـ منهاج الهداية ومعراج الدراية في علم الكلام.
45 ـ استقصاء النظر في القضاء والقدر.
46 ـ نهج الوصول إلى علم الاُصول.
47 ـ مختصر شرح نهج البلاغة.
48 ـ الأدعية الفاخرة.
49 ـ المنهاج في مناسك الحاجّ.
50 ـ نهج العرفان في علم الميزان.
وغير ذلك ممّايطول ذكره.
( نصرته للمذهب في يومه المشهور )
له ـ قدِّس سرُّه ـ في تشييد المذهب والذبّ عنه يوم مشهور وهو الذي ناظر فيه علماء السنّة فأفحمهم وأثبت حقيّة المذهب فرغب فيه السلطان واُمراؤه.
وكان ذلك في سلطنة السلطان محمّد الجايتو خان الملقّب بشاه خدابنده في سنة 708 وكان السلطان مائلاً إلى الحنفيّة ثمَّ رجع إلى الشافعيّة بعد ماوقع بحضرته مناظرة بين قاضي نظام الدين عبدالملك الشافعيّ وعلماء الحنفيّة فأفحمهم القاضي ، ثمّ تحيّر هو واُمراؤه فبقوا متذبذبين في مدّة ثلاثة أشهر في تركهم دين الإسلام ، وندموا على تركهم دين الآباء بعد ماورد عليه ابن صدر جهان الحنفيّ من بخارا فوقعت بينه وبين القاضي مناظرة في جواز نكاح البنت المخلوقة من ماء الزنا ، حتّى قدم على السلطان السيّد تاج الدين الآويّ الإماميّ مع جماعة من الشيعة وناظروا مع القاضي نظام الدين بمحضر السلطان في مباحث كثيرة فعزم السلطان الرواح إلى بغداد وزيارة أمير المؤمنين عليه السلام فلمّا ورد رأى بعض ماقوّى به دين الشيعة فعرض السلطان الواقعة على الأمراء فحرصه عليه من كان منهم في مذهب الشيعة فصدر الأمر بإحضار أئمّة الشيعة فطلبوا جمال الدين العلّامة وولده فخر المحقّقين وكان مع العلّامة من تأليفاته كتاب نهج الحقّ وكشف الصدق ، وكتاب منهاج الكرامة فأهداهما إلى السلطان وصار مورداً للألطاف فأمر السلطان قاضي القضاة نظام الدين وهو أفضل علماء زمانهم أن يناظر مع آية الله العلامة وهيّأ مجلساً عظيماً مشحوناً بالعلماء والفضلاء فأثبت العلّامة بالبراهين القاطعة والدلائل الساطعة خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله بلا فصل ، وأبطل خلافة الثلاثة بحيث لم يبق للقاضي مجال للمدافعة والإنكار ، بل شرع في مدح العلّامة واستحسن أدلّته ، قال : غير أنّه لمّا سلك السلف سبلاً ، فاللازم على الخلف أن يسلكوا سبيلهم لإلجام العوام ، ودفع تفرُّق كلمة الإسلام ، يستر زلّاتهم ويسكت في الظاهر من الطعن عليهم ، فدخل السلطان وأكثر امراؤه في ذلك المجلس في مذهب الإماميّة ، وأمر السلطان في تمام ممالكه بتغيير الخطبة وإسقاط أسامي الثلاثة عنها ، وبذكر أسامي أمير المؤمنين وسائر الأئمّة عليهم السلام على المنابر ، وبذكر حيّ على خير العمل في الأذان ، وبتغيير السكّة ونقش الأسامي المباركة عليها ، ولمّا انقضى مجلس المناظرة خطب العلّامة خطبة بليغة شافية ، وحمد الله تعالى وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ وآله صلوات الله عليهم أجمعين ، فقال السيّد ركن الدين الموصليّ ـ وكان ينتظر عثرة منه ولم يعثر عليها ـ : ما الدليل على جواز الصلاة على غير الأنبياء ؟ فقرأ العلّامة : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ) فقال الموصليّ : ما الذي أصاب عليّاً وأولاده من المصيبة حتّى استوجبوا الصلاة عليهم ؟ فعدّ الشيخ بعض مصائبهم ، ثمَّ قال : أيّ مصيبة أعظم عليهم من أن يكون مثلك تدّعي أنّك من أولادهم ثمَّ تسلك سبيل مخالفيهم وتفضل بعض المنافقين عليهم وتزعم الكمال في شرذمة من الجهّال. فاستحسنه الحاضرون وضحكوا على السيّد المطعون فأنشد بعض من حضر :
إذ العلويّ تابع ناصبيّاً |
لمذهبه فما هو من أبيه | |
وكان الكلب خيراً منه طبعاً |
لأنَّ الكلب طبع أبيه فيه |
وجعل السلطان بعد ذلك السيّد تاج الدين محمّد الآويّ المتقدّم ذكره وهو من أقارب السيّد الجليل رضي الدين محمّد بن محمّد الآويّ نقيب الممالك. (16)
( مشايخه )
يروي عن جماعة من حفّاظ الشريعة منهم :
1 ـ الشيخ الجليل مفيدالدين محمّد بن عليّ بن محمّد بن جهم الأسديّ.
2 ـ الحكيم المتألّه كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة.
3 ـ العالم الفاضل الحسن ابن الشيخ كمال الدين عليّ بن سليمان البحرانيّ.
4 ـ الشيخ نجيب الدين أبوأحمد أو أبوذكريّا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي الهذليّ . ابن عمّ المحقّق الحلّيّ ، صاحب كتاب جامع الشرائع ونزهة الناظر المتولّد سنة 601 والمتوفّى سنة 690 (17).
5 ـ والده الأجلّ الأكمل سديد الدين يوسف بن زين الدين عليّ بن المطهّر الحلّيّ الفقيه المتكلّم الاُصوليّ. (18)
6 ـ سلطان المحقّقين الخواجه نصيرالدين محمّد بن محمد بن الحسن الطوسي المتولّد سنة 597 المتوفّى سنة 672 ، قرأ عليه الكلام والهيئة والعقليّات ، وقرأ عليه الطوسي الفقه (19).
7 ـ جمال الدين أبوالفضائل والمناقب السيّد أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس المتقدّم ذكره. (20)
8 ـ السيد الأجل الأسعد رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاووس المتقدّم ذكره. (21)
9 ـ خاله الأكرم وأستاذه الأعظم رئيس العلماء ، المحقّق على الإطلاق ، الشيخ أبوالقاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذليّ الحلّيّ صاحب الشرائع والنافع والنكت ، المتوفّى سنة 676. وفيه نظر. (22)
10 ـ نجم الملّة والدين جعفر بن نجيب الدين محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نما الحلّيّ الربعيّ صاحب مثير الأحزان وكتاب أخذ الثار المتوفّي في سنة 645.
11 ـ بهاء الدين علي بن عيسى الاربلي صاحب كشف الغمّة.
12 ـ السيّد عبدالكريم بن طاووس صاحب فرحة الغريّ. (23)
كان ـ قدّس سرّه ـ قرأ على جماعة من علماء السنة منهم : نجم الدين الكاتبيّ القزوينيّ والشيخ برهان الدين النسفيّ والشيخ جمال الدين حسين بن أبان (24) النحوى ، وعزّالدين الفاروقي الواسطيّ ، وتقيّ الدين عبدالله بن جعفر بن عليّ الصبّاغ الحنفيّ ، وشمس الدين محمّد بن محمّد بن أحمد الكيشيّ (24) ويرويّ عن رضيّ الدين الحسن بن عليّ الصنعاني الحنفيّ. (25)
( تلامذته والراوون عنه )
يروي عنه جماعة من المشايخ الكبار منهم :
1 ـ ولده الصالح ، أجلّ المشائخ وأعظم الأساتيد ، المحقّق النقّاد ، الفقيه فخرالمحقّقين أبوطالب محمّد ، المتولّد في ليلة الاثنين ولعشرين من جمادي الاُولى سنة 628 والمتوفّى ليلة الجمعة الخامس والعشرين من جمادي الآخرة سنة 771. (26)
2 ـ مجدالدين أبوالفوارس محمّد الحسينيّ. (27)
3 ـ ابنا اُخته السيّد الجليل المرتضى عميدالدين عبدالمطلب والسيّد ضياءالدين عبدالله ابنا مجدالدين أبي الفوارس محمّد المتقدّم ذكره. (28)
4 ـ رضي الدين أبوالحسن عليّ بن جمال الدين أحمد بن يحيى المزيديّ المتوفّى سنة 757. (29)
5 ـ الشيخ الفقيه زين الملّة والدين أبوالحسن عليّ بن أحمد بن طراد المطار آباديّ المتوفّى سنة 762. (30)
6 ـ السيد علاءالدين أبوالحسن عليّ بن محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنيّ الحلّيّ ، وهو الذي كتب العلّامة له ولولده ولأخيه الآتيين الإجازة المعروفة بالإجازة الكبيرة لابناء زهرة. (31)
7 ـ السيّد بدرالدين محمّد أخو علاءالدين المذكور.
8 ـ السيّد شرف الدين أبوعبدالله الحسين بن علاءالدين المذكور. (32)
9 ـ السيّد الجليل أحمد بن أبي إبراهيم محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنيّ الحلبيّ. (33)
10 ـ السيّد العالم الكبير مهنّا بن سنان بن عبدالوهّاب الحسينيّ. (34)
11 ـ الشيخ قطب الدين أبوجعفر محمّد بن محمّد الرازيّ البويهيّ الحكيم المتألّه صاحب شرح الشمسيّة والمطالع. (35)
12 ـ السيّد النقيب تاج الدين أبوعبدالله محمّد بن القاسم بن الحسين بن معيّة الحلّيّ الحسنيّ. (36)
13 ـ المولى تاج الدين الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنويّ نزيل قاسان. (37)
14 ـ الشيخ الحسن بن الحسين بن الحسن بن معانق ، ذكره صاحب الرياض و قال : رأيت نسخة من الخلاصة للعلّامة بخطّ هذا الشيخ وكان تاريخ كتابتها 707 في حياة اُستاده العلّامة.
15 ـ السيّد أحمد العريضيّ ، ذكره صاحب الرياض.
( فائدة اصولية )
حكى البحاثة الكبير الميرزا عبدالله الإصبهانيّ في كتاب رياض العلماء عن كتاب لسان الخواص للآغا رضيّ القزوينيّ أنّ القاضي البيضاويّ لمّا وقف على ما أفاده العلّامة الحلّي في بحث الطهارة من القواعد بقوله : ولو تيقّنهما ـ أي الطهارة والحدث ـ وشكّ في المتأخّر فإن لم يعلم حاله قبل زمانهما تطهّر وإلّا استصحبه ، كتب القاضي بخطّه إلى العلّامة : يا مولانا جمال الدين أدام الله فواضلك ، أنت إمام المجتهدين في علم الاُصول وقد تقرِّر في الأصول مسألة إجماعيّة هي أنّ الاستصحاب حجّة ما لم يظهر دليلٌ على رفعه ومعه لايبقى حجّة بل يصير خلافه هو الحجّة ، لأنّ خلاف الظاهر إذا عضده دليل صار هو الحجّة وهو ظاهر والحالة السابقة على حالة الشكّ قد انتقض بضدِّه ، فإن كان متطهّراً فقد ظهر أنّه أحدث حدثاً ينقض تلك الطهارة ، ثمَّ حصل الشك في رفع هذا الحدث فيعمل على بقاء الحدث بأصالة الاستصحاب وبطل الاستصحاب الأوَّل ، وإن كان محدثاً فقد ظهر ارتفاع حدثه بالطهارة المتأخّرة عنه ، ثمَّ حصل الشكّ في ناقض هذه الطهارة والأصل فيها البقاء ، وكان الواجب على القانون الكلّي الاُصوليّ أن يبقى على ضدّ ما تقدم.
فأجاب العلّامة ـ قدّس سرّه ـ : وقفت على ماأفاده المولى الإمام العالم أدام الله فضائله وأسبغ عليه فواضله ، وتعجّبت من صدور هذا الاعتراض عنه ، فإنّ العبد ما استدلّ بالاستصحاب ، بل استدلّ بقياس مركّب من منفصلة مانعة الخلوّ بالمعنى الأعمّ عناديّة وحمليتين ، وتقريره أنّه إن كان في الحالة السابقة متطهّراً فالواقع بعدها إمّا أن يكون الطهارة وهي سابقة على الحدث أو الحدث الرافع للطهارة الاُولى فيكون الطهارة الثانية بعده ولايخلو الأمر منهما ، لأنّه صدر منه طهارة واحدة رافعة للحدث في الحالة الثانية وحدث واحد رافع للطهارة ، وامتناع الخلوّ بين أن يكون السابقة الطهارة الثانية أو الحدث ظاهر إذ يمتنع أن يكون الطهارة السابقة وإلّا كانت طهارة عقيب طهارة رافعة للحدث ، والتقدير خلافه ، فتعيّن أن يكون السابق الحدث ، وكلّما كان السابق الحدث فالطهارة الثانية متأخّرة عنه ، لأنّ التقدير أنّه لم يصدر عنه إلّا طهارة واحدة رافعة للحدث ، فاذا امتنع تقدّمها على الحدث وجب تأخّرها عنه ، وإن كان في الحالة السابقة محدثاً فعلى هذا التقدير إمّا أن يكون السابق الحدث أو الطهارة ، والأوّل محال وإلّا كان حدث عقيب حدث فلم يكن رافعاً للطهارة ، والتقدير أنّ الصادر حدث واحد رافع للطهارة فتعيّن أن يكون السابق هو الطهارة والمتأخّر هو الحدث فيكون محدثاً ، فقد ثبت بهذا البرهان أنّ حكمه في هذه الحالة موافق للحكم في الحالة الاُولى بهذا الدليل لا بالاستصحاب ، والعبد إنّما قال : استصحبه ، أي أعمل بمثل حكمه. انتهى كلامه. ثمَّ أنفذه إليه إلى شيراز ولمّا وقف القاضي البيضاويّ على هذا الجواب استحسنه جدّاً وأثنى على العلّامة.
( اشعاره )
قد سمعت من صاحب الرياض أنّه وصفه بالشّاعر الماهر ، ولم نجد له في كتب التراجم شعراً غير ماذكره صاحب الروضات ، قال : اتّفق لي العثور في هذه الأواخر على مجموعة من ذخائر أهل الاعتبار ولطائف آثار فضلاء الأدوار فيها نسبة هذه الأشعار الأبكار إليه :
ليس في كلّ ساعة أنا محتاج |
ولا أنت قادر أن تنيلا | |
فاغتنم حاجتي ويسرك فاحرز |
فرصة تسترقّ فيها الخليلا |
وقال : وله أيضاً ماكتبه إلى العلّامة الطوسيّ مسترخصاً للسفر إلى العراق من السلطانيّة :
محبّتي تقتضي مقامي |
وحالتي تقتضي الرحيلا | |
هذان خصمان لست أقضي |
بينهما خوف أن أميلا | |
ولا يزالان في اختصام |
حتّى نرى رأيك الجميلا |
وكتب إلى الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّه بعد مابلغه أنّه ردّ على كتابه في الإمامة ووصل إليه كتابه أبياتاً أوّلها :
لو كنت تعلم كلّ ما علم الورى |
طرًّا لصرت صديق كلِّ العالم | |
لكن جهلت فقلت إنّ جميع من |
يهوي خلاف هواك ليس بعالم (39) |
( مولده ومدفنه )
ولد رضوان الله تعالى عليه في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 648 ، وتوفّي في يوم السبت الحادي والعشرين من محرّم الحرام سنة 726 ، ونقل إلى النجف الأشرف ، ودفن في الحجرة التي إلى جنب المنارة الشماليّة من حرم أميرالمؤمنين عليه السلام. (40)
الهوامش
1. نقد الرجال ص 99.
2. إجازات البحار ص 39.
3. إجازات البحار ص 51.
4. المصدر ص 55.
5. المصدر ص 57.
6. المصدر ص 59.
7. المصدر ص 83.
8. المصدر ص 143.
9. المصدر ص 130.
10 ، 11. تنقيح المقال ج 1 ص 314.
12. الرياض المجلد الثاني.
13. وقد اشتبه عليه اسمه واسم والده قال : يوسف بن الحسن بن المطهر الحلي المشهور ، كان رأس الشيعة الامامية في زمانه ، وله معرفة بالعلوم العقلية. إهـ.
14. أورده تارة مكبراً وتارة مصغراً.
15. راجع الروضات ص 176.
16. راجع المستدرك ج 3 ص 460 وروضات الجنات ص 175 ، ونقله القاضي نورالله في مجالس المؤمنين عن تاريخ الحافظ الابرو.
16. راجع المستدرك ج 3 ص 461.
17. المصدر ص 462.
18. المصدر ص 463.
19. المصدر ص 464.
20. المصدر ص 466.
21 ، 22. المصدر ص 473.
23. الروضات ص 146 و 175 ، أخذ الاخير صاحب الروضات عن الرياض حيث قال : وقد نسب الامير منشي في رسالة تاريخ قم بالفارسية إلى العلامة كتاب رسالة الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية ، وحكى عنه فيها أنه يروى بعض الاخبار عن السيد عبدالكريم بن طاووس وأظن أن تلك الرسالة لغيره.
24. في بعض النسخ [ أياز ].
25. الروضات ص 175.
26. الاجازات ص 114.
27. المستدرك ج 3 ص 459.
28. المصدر ص 441 و 459.
29. المصدر ص 459.
30. المصدر ص 442.
31. المصدر ص 443.
32. المصدر ص 443 والروضات ص 201.
33. المستدرك ج 3 ص 443 ، الروضات ص 201.
34. المستدرك ج ٣ ص ٤٤٥ ، تنقيح المقال ج ٣ ص ٤٣ في باب الكنى ، راجعه ففيه اشتباه.
35. المستدرك ج 3 ص 445.
36. المستدرك ص 447.
37. الروضات ص 585.
38. ذكره صاحب الرياض في المجلد الثاني ، وضبطه بضم السين والراء ثم الالف وبعدها الباء المفتوحة والشين المعجمة الساكنة ثم النون ، وقال : رايت إجازة العلامة له بخطه.
39. ذكرها أيضاً العسقلاني في الدرر الكامنة ج 2 ص 71.
40. المستدرك ج 3 ص 46 ؛ روضات الجنات ص 186.
مقتبس من كتاب : [ بحار الأنوار ] / المجلّد : المدخل / الصفحة : 236 ـ 249
التعلیقات